صلة ليبرمان الوطيدة بالإمراض النفسية المتزايدة
صلة ليبرمان الوطيدة بالإمراض النفسية المتزايدة
الشيخ خالد مهنا *
..قبل يومين فقط استرعى انتباهي خبراً مفاده بحسب منظمة الصحة العالمية أن ربع سكان العالم مصابون أو سيصابون بمرض نفسي ، وعزت المنظمة أن أسباب تفشي ظاهرة الأمراض النفسية ناتج عن ارتفاع معدلات البطالة . وأشارت تقديرات بيانات المنظمة أن الأمراض النفسية الآخذة بالازدياد تسبب في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز .
اليوم فقط بعد قراءة سريعة لتصريحات الوزير " ليبرمان " التي يدعو فيها إلى طرد المواطنين العرب أصحاب الأرض والوطن الحقيقيين من إسرائيل !! أدركت بما لا يدع مجالاً للشك أن عدوى أمراضه النفسية التي تراكمت على مدار سنوات كانت سبباً من أسباب انهيار الصحة النفسية العالمية . وأن ثمة علاقة مباشرة تقوم بينه وبين الخطر القادم على الكرة الأرضية ...
ان لدي احساس وأحساسي لا يخيب ، أن الجنون والعته والسفه هو ليبرمان ، وأن ليبرمان هو سبب من أسباب تأجيج حرب الأحقاد والكراهية العالمية الثالثة ، لأنه خبير وضليع بلعبة تأجيج نار العدوان ... يرسم مخططاتها الهجومية بدقة متناهية ، والعرب عموماً هم مصدر اندفاعاته الكاسحة ...
وللأسف أن ظاهرة التحريض الرعناء على الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل من عام 1948 أصبحت في هذه الأيام تسلية المعقدين الذين يمارسون عبادة الشيطان ، وينزعجون إذا بقي مواطن واحد عربي يتلألأ في سماء وطنه .
وليبرمان هذا لا يكره العرب الفلسطينيين فقط بل يكره كذلك الأشجار العربية ، والينابيع العربية وسنابل القمح العربية ، وموج البحر العربي والأمطار التي تهطل على العرب ، وغاية أمانيه أن ينام ثم يستيقظ فإذا كل شيء عربي تحول إلى ردم وخرائب .
وأخطر ما في هذا الرجل المريض أن له منصة يختبئ خلفها للتغطية والتمويه على عقده النفسية ، والأخطر منه أن يسكت عقلاء العالم عن حماقاته اليومية التي بدأت تحفز الأرض لتقيم عليها مستوطنات الأحقاد ، وربما تصبح تصريحاته المسمومة ضد العرب موجة عارمة مدمرة تزحف إلى كل بيت مثلما زحف الهيبيون في الستينات إلى شوارع أوروبا وميادينها الجميلة ، وملأوها بالنفايات ، وحولوا الميادين الخلابة في لندن وباريس إلى مزبلة ، وحولوا أجمل نوافير الأرض في روما ( الفونتانا دي تريفي ) إلى حمام عمومي يغسلون ثيابهم ..
مثلما حدث هناك ، يحدث اليوم هنا .. وتبتلى البشرية بطغمة من الهيبيين السياسيين ، يحملون يافطات شتى وجاءوا من أقطار شتى ... يحملون بين أسنانهم سندويشات البغضاء ، وينبحون على كل عربي .... وأني لأتذكر أن بلدية روما ، قد اضطرت دفاعاً عن جمال المدينة التاريخية ، وسمعتها السياحية ، وخوفاً على الصحة العامة وخوفاً على المتفرجين من أن يصابوا بداء الكآبة أن تطارد الهيبيين بخراطيم المياه ، ومسحوق أل د.د.ت حتى أجبرتهم على الجلاء عن العاصمة الايطالية ذات السمعة الندية ...
فإن اتفق معي العقلاء الذين لم يصبهم حتى الآن داءً نفسياً عضالاً أن اجتثاث المتطرفين والحاقدين ، والناقمين ، والباغضين من أصولهم بخراطيم المياه أو بخراطيم مياه المجاري أهم بكثير من اجتثاث أسباب تلوث البيئة الطبيعية ، فانهم مدعوون لمقاومة هذا المدّ القادم من العدم الثقافي ، والعدم الجمالي ، والعدم التاريخي لأن هذا المدّ لا جذور له في هذه الأرض ، وإن ظن الوزير ليبرمان لأول وهلة أن بمقدوره زحزحتنا من أرضنا وديارنا نقول له سمعنا من أذن وطيرنا ما سمعنا من الأذن الأخرى ، ولم يتبق لنا إلا تنظيف آذاننا من الأصماغ السامة ، ومن المؤسف حقاً في عهد تنامي قيم التسامح أن يظل للانكشاريين العدوانيين مأوى ومفر في أرض النبوات ، مع أن هؤلاء العدوانيين الذين ينفشون ريشهم كل يوم كديك كانوا إلى الأمس القريب فقط موضوعين في قائمة الدجاج . ولله في خلقه شؤون .


*رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..
رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.