انتفاضة القرآن الكريم في سوريا

محمود القاعود

عن أحداث صيدنايا

انتفاضة القرآن الكريم في سوريا:

بداية النهاية لنظام الكفر والخيانة

محمود القاعود

[email protected]

ما أحقر ذلك الإنسان الوضيع ؛ الذى يعرض قفاه للتلطيش والضرب والصفع فى كل مكان ، وعندما يعود إلى بيته يتحول إلى أسد هصور ووحش مفترس فى مواجهة زوجته المسكينة ، فيتفنن فى تعذيبها وإيلامها بدنياً ونفسياً دون أى داع إلى ذلك ، ويُظهر معها بطولة زائفة ، ورجولة مصطنعة ، معتقداً فيما بينه وبين نفسه أنه بذلك أشجع الشجعان ، وأن ما يحدث معه خارج المنزل لا يعدو كونه انفتاح وتسامح وسلام !!
مثل ذلك المجرم الرعديد عديم الحياء ، يفعل حكام العرب مع شعوبهم .. تجد الحاكم يُصفع ويركل من كل جانب ومن جميع دول الشرق والغرب ، ولا تظهر بطولته وعنتريته وقوته إلا مع شعبه المسكين البائس .. فيعمد إلى الاعتقالات والتعذيب والإرهاب والاغتصاب والخطف والقتل والسحل فى حق أى مواطن .. كيفما يريد ووقتما يشاء .
ذرية بعضها من بعض :
لكأنما هى جينات الخسة والدناءة والسفالة يتوارثها الأبناء من الآباء .. بالأمس غير البعيد هلك الطاغية المجرم الخائن المسمى " حافظ الأسد " رئيس سوريا  الأسبق ، بعد أن أهلك الحرث والنسل وانتهك الحرمات واغتصب المقدرات وأعلن الحرب على الله ورسوله .. هلك الطاغية الرعديد الخائن الذى باع وطنه للصهاينة بثمن بخس ، وتخلى عن " الجولان " من أجل دراهم معدودة .. هلك الطاغية الخائن المجرم بعد 29 عاما ( 1971 – 2000 م ) اغتصب خلالها السلطة وصادر فيها إرادة الشعب السورى الحر الشقيق ، وعمل فيها على استئصال الإسلام من الوجود ، تاركاً خلفه جماجم مسحوقة تقدر بنصف مليون جمجمة لشهداء قضوا فى مذابح جماعية ، كان من أشهرها مذبحة " حماة " التى أزهق فيها ذلك الخائن أرواح ما يربو على السبيعن ألف مسلم سورى فى العام 1982م .
من شابه أباه فما ظلم :
اغتصب المدعو " بشار الأسد " رئاسة سوريا فى العام 2000م ، بعد نفوق والده الخائن المجرم الخسيس ، وسار على نهجه الإجرامى الشيطانى المعادى لسوريا وللإسلام ، والمنبطح أمام الصهاينة والأمريكان .. وزادت أوضاع الشعب السورى سوءًا فى عهده ، وازداد زبانيته فى القمع والبطش والقتل وملاحقة ومطاردة كل من يقول ربى الله !
عمد المدعو بشار إلى سياسة الاعتقال وخطف المعارضين لحكمه التترى النازى الصهيونى ، وسن شرائع جديدة لإعدام من يثبت انضمامه لأى تنظيم إسلامى ..
وبدلاً من أن يُعلن الحرب على كيان العصابات الصهيونية التى تحتل فلسطين ، ليطرد الخنازير الذين يحتلون الجولان الذى باعه لهم والده الخائن ، بدلاً من هذا ، أعلن فخامته الحرب على سوريا وشعبها المسلم الحر ، وكأنى بالشعب السورى يقول له :

أسد علىّ وفى الحروب نعامة                       فتخاء تنفر من صفير الصافر

النظام السورى الكافر ومجزرة صيدنايا :
جلنا يعلم أن النافق " حافظ الأسد " لم يدن بالإسلام ، لا هو ولا عائلته ولا نظامه كله .. لذلك لم يكن من المستغرب أن تطير وكالات الأنباء خبر قيام بعض الخنازير من زبانية " الأسد " يوم 5/7 /2008م ، بمداهمة الزنازين الخاصة بالمعتقلين الإسلاميين ، ودهس مصاحفهم الشريفة بأحذيتهم النجسة ، فلما ثار المعتقلون إزاء هذا العمل الإجرامى الذى يتورع عنه الصهاينة ، قامت الخنازير البشرية بإطلاق الرصاص فى كل اتجاه مما أسفر عن استشهاد 25 معتقل حتى كتابة هذه السطور :
http://www.shrc.org/data/aspx/d1/3621.aspx
والغريب جد غريب والمريب جد مريب والعجيب جد عجيب ، هو صمت ذلك المجتمع الدولى الذى يدعى أنه راعى حقوق الإنسان عما حدث فى سوريا .. وبات القاعدة معروفة .. طالما كان القتيل مسلم فالصمت والتجاهل هو الحل !
لم تخرج علينا الآنسة كونداليزا رايس ، بتصريحاتها القوية .. كذا لم يفعل المتحدث باسم البيت الأبيض .. لم يدن الاتحاد الأوروبى ما حدث .. لم يتحدث رؤساء ا أوروبا عن الجريمة البشعة .. لم تخرج بيانات التنديد والاستنكار من حكام العرب والتى يسارعون باصدارها إذا أصيب صهيونى أو صليبى بنزلة برد .. الكل نائم .. الكل يعرف ويلوذ بالصمت ، وكأنه بذلك يشجع عرّة الأسود الذى أمر زبانيته بقتل 25 مسلم بدم بارد ..
إن ما حدث فى "
صيدنايا " من ذبح للمسلمين وهتك مصاحفهم المقدسة ، لهو أكبر دليل على الحرب الصليبية العالمية التى تستهدف الإسلام والمسلمين .. ولهو أكبر دليل على اتحاد قوى الكفر والضلال العالمية على الكيد للإسلام وأهله ، وما صمت دول الغرب – التى تزعم الديمقراطية – على ما يفعله نظام الكفر والإلحاد فى سوريا الشقيقة إلا أكبر دليل على رضاها عن ممارساته المعادية لله ورسوله .
الأشقاء فى سوريا الحبيبة :
صبراً أيها الأحرار .. أيها الشرفاء .. يا من قاومتم المحتل والمختل ( الأسد وولده ) ..
صبراً يا من ذهبتم وراء شمس الأسد .. يا من انتفضتم لكتاب الله .. يا من ذكرتمونا بأصحاب الأخدود الذين حُرّقوا وعُذبوا نظير إيمانهم بالله الواحد القهار .. إن نصر الله قريب .. فما حدث فى صيدنايا هو بداية النهاية لذلك النظام المجرم الحاقد المعادى للإسلام .. فكلما اشتد سواد الليل كلما قرب بزوغ الفجر ..
وما أجمل أن نتذكر وإياكم يا أهلنا وأحبابنا ما قاله رب العالمين عن أصحاب الأخدود ، وكيف أعد الله لمعذبيهم عذاب الحريق جزاء جرائمهم البشعة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ )) ( البروج : 1 – 22 ) .
صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ..
يا أهلنا فى سوريا .. يا من انتفضم من أجل القرآن الكريم .. لا تنسوا وعد الله لأمثالكم ، إذ قال جل وعلا :
((
وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )) ( الروم : 47 ) .
فالنصر قريب لا ريب فيه .