شعب سورية وحكّّامها: مَن يَتعب أولاً
شعب سورية وحكّّامها: مَن يَتعب أولاً!؟
ماجد زاهد الشيباني
· الشعب متعب ، بل مرهق ، من كثرة الأعباء ، التي ألقتها على كاهله المجموعة الحاكمة ، ومن عظم المصائب التي صبّتها على رأسه ! لكنه شعب .. تبقى فيه طاقاته الكامنة ، وتبقى له طموحاته ، ويبقى فيه رجالاته ، ومبدعوه ، وقادته ، وتجدّده عبر تعاقب الأجيال !
وتبقى فيه عناصر كثيرة تنشّطه ، من أهمّها :
ـ ازدياد فساد السلطة ، وازدياد تجبّرها وتسلّطها وجورها ..!
ـ حركة القوى الشعبية المعارضة ، بشكل قويّ صحيح ..!
كما أن ثمّة عناصر أخرى ، تزيده تعباً ، وتفتّ في عضده ، ومن أهمّها :
ـ أن ( تمرجحه !) السلطة ، بين الخوف والرجاء ، والأمل واليأس ، والوعود الخلاّبة ، والإجراءات الهزيلة ، التي في بعضها بعض النفع القليل ، لبعض شرائح المجتمع ، كزبادة الرواتب والأجور، بنسبة هزيلة ، مع ارتفاع الأسعار، للتخفيف الظاهري من أزمة الناس ، تفضّلاً من الحكومة ، وإحساناً إلى شعبها الطيّب !
ـ أن يرى الشعب ، القوى التي تعارض الحكم ، باسمه ، هزيلة مشتّتة ، لا تعرف ما تأخذ من أمرها ، وما تدع .. تختلف على أمور هامشية بسيطة ، وتتنازع حول مكاسب مستقبلية موهومة !
· الزمرة الحاكمة : مرتاحة في ظاهر الأمر ؛ لأنها لا تجد قوّة شعبية ، مؤهّلة للإطاحة بها ! ولقدرتها على سحق كل فرد معارض ، أو تجمّع صغير مناوئ !
يتعبها أمور، عدّة من أهمّها :
ـ كثرة أخطاء موظّفيها ، لاسيّما مَن لهم احتكاك مباشر مع الشعب ! فهذا يزيد من نقمة الناس عليها ، ومن كثرة الاحتجاجات ضدّها ، ومن تزايد الموالين للمعارضة ، العاملة على إسقاطها !
ـ الحركة النشطة للمعارضة ، التي تجيد توظيف أخطاء الحكم ، لكسب المزيد من التأييد الشعبي ، إلى صفوفها !
ويريح الزمرة الحاكمة أمور عدّة ، من أهمّها :
ـ قلة الأخطاء ، في الجهاز الحكومي والإداري .. مما يريح الشعب ، فيتعاطف معها ، ويحجم عن مناصرة القوى المعارضة !
ـ المعارضة الهزيلة الضعيفة ، المشغولة بمشكلاتها الخاصّة ، والعاجزة عن توظيف أخطاء الحكم ، داخلياً وخارجياً !