ماذا لو

رشيد كَرمة

ماذا لو ....؟

رشيد كَرمة

[email protected]

 تضفي التجمعات والنوادي والمهرجانات الشعبية الكثير مــن المتعة والفائدة للجميع وقد تكون الفائدة ومتعتها أكثر أهمية للعراقيين من سواهم لأسباب كثيرة ولعل أبرزها علاقات الواقع الجديد الذي أفرز رؤى لها أنصارها ومريدون على قدر مساحة تواجدهم , وهذا يعني ان لهذه الرؤى قدراً معينا ً من التفكير يعكس بشكل وآخرالمحيط الذي يتحركون فيه وهم وان أدعوا التحرر من ضوابط الموروث الديني ألا انهم لايبرحوا السباحة فيه وإن إستدعى الأمر الخروج منه لبرهة وهكذا إنشطر الحزب الديني الى تيارات وتجمعات بعضها يحاجج كلها وليس هناك من مؤشر على التخلي من محرمات العلاقة مع القوى المهيمنة على القرار العالمي بل هناك من القوى والأحزاب الدينية من يسعى بشكل حثيث الى بناء علاقة متينة مع الغرب قبل الشرق , وفي ظل إنفتاح إعلامي كوني لم يعد الأمر سرا ً, وقد تعكس هجرة العراقيين والعراقيات الى الخارج بعض هذا السر, علما أن ليس كل من يغادر العراق غاضبا ً على الواقع الجديد , بل ان من بين هؤلاء تجمعات تنتمي الى هذا الطرف أو ذاك ممن يشاركون ضمن العملية السياسية تدافع بشراسة ان إقتضى الأمر مع من يخالفهم النهج والموقف ولا غرابة في الأمر إنه واقع جديد ديمقراطي العنوان دون تمحيص لفحوى الكلمة .

ومن يعمل ضمن التجمعات والنوادي الثقافية العراقية سيتقرب كثيرا ً من حجم المشكلة     ( مشكلة ماذا لو فهمنا الملايين من العراقيات والعراقيين بعد طول إنقطاع ؟ )

 وماذا لو فهمتنا هذه الملايين بعد سنوات من عيشنا في ظل أنظمة ديمقراطية ؟

قد تحتاج مسألة ( الفهم ) الى وقت قد يقصر أو يطول بالنسبة الى الشعوب والآمم  بشكل عام غير ان  ( فهم  ) الأهل بشكل خاص سيطول كون ان موروثا ً على قدر كبير من الحزم والتعميم  سيطيل ذلك سواء كان المتوارث دينياً أم إجتماعيا ً وهذا يعني ان التنوريون سيحتاجون الى تفهم من نوع خاص للتقرب مع من خضعوا جبرا ً للتعايش مع نظام كان يستل من قسوته سما ًيغذي به الناس كالحملة الإيمانية مثلا ً  . وتفهما في ان التحرر من أسر الماضي سيفيد , فيما إذا أحسنا تصريف شروط بناء المجتمعات وإختيار الأفضل .

ومن هنا تأتي أهمية مؤسسات المجتمع المدني العاملة في العراق بشرط ان تضغط الدول المانحة على الجهات الممنوحة بغية تفعيل لائحة حقوق الإنسان المخترقة على مدى سنوات النظام القديم والحديث , وإلا تبدو المسالة ضحكا ًعلى الذقون , أليس كذلك ؟          والسؤال : ماذا لو أمعنت الدول الداعمة أو  المانحة في برامج مؤسسات يفترض انها لبناء مجتمع مدني ؟

ومرة أُخرى ماذا لو أنتجت هذه المساعدات المالية الضخمة مجتمعا ًدينيا ً بحجة المجتمع المدني ؟

وماذا لو أعلنت بعض مؤسسات المجتمع المدني ( الجادة ) عن أسمائها ؟

وماذا لو أعلنت عن جهات دعمها ؟

وماذا لو فصلنا او ( عزلنا ) الموروث كل ًُ الى منشأه؟ِ

وماذا لو إئتلفا ؟

وماذا لو إستمر الوضع كما هو عليه ؟

وماذا لو ؟ عبارة جدلية تهم شعوب المعمورة وتنتمي للتمني الأيجابي وهي عكس راس مال المفلس وإذا شئنا الدقة فإن " ماذا لو " تنتج شغلاً بات شعبنا بأمس الحاجة اليه .