نصارى مصر وحلم الفيدرالية

محمود القاعود

نصارى مصر وحلم الفيدرالية

محمود القاعود

[email protected]

بات واضحاً للأعمى أن نصارى مصر يُصعدون من وتيرة العنف والبلطجة والسطو المسلح على أراضى الدولة المصرية المسلمة وافتعال المشاكل واستفزاز المسلمين بصورة غير مسبوقة منذ مايو 2008م ، وباتت أيضاً خيانتهم واضحة للأعمى متمثلة فى تقديم مشاريع قرارات للكونجرس الأمريكى لإرهاب الحكومة المصرية والضغط عليها لتقديم مزيد من الأراضى مجاناً للنصارى ؛ كذلك قيامهم بمظاهرات فى دول أوروبية عديدة والعديد من الولايات الأمريكية طوال شهر يونيو 2008م .. وتحفل مواقعهم الإليكترونية بدعاوى إسقاط نظام الحكم فى مصر والدعوة للانفصال بدولة صليبية فى جنوب مصر .. وبدأت الغربان النصرانية تنعق بالدعوة إلى تقسيم مصر ومنح النصارى وطن قومى لوقف الاضطهاد والظلم والمذابح التى يتعرضون لها كل يوم !!

وأرى أن ما يحدث يتطابق تماماً مع ما فعله الصهاينة القتلة فى فلسطين المحتلة - فك الله أسرها – نفس الأسلوب ونفس السيناريو ونفس الآلة الإعلامية الجبارة التى نشرت الأكاذيب بطريقة لا معقولة أو مسئولة .. ونفس البلطجة فى السطو المسلح على الأراضى ونفس اختلاق المشاكل واستفزاز أصحاب البلد ونفس القيام بالمظاهرات ونفس الدعوة لإنشاء وطن قومى وأيضاً نفس ما فعلته عصابات الخنزير القذر الهالك جون قرنق - عليه لعنات الله المتوالية – فى السودان الشقيق ..

النصارى يعيشون عصرهم الذهبى الآن فى مصر .. لا يريدون إضاعة هذه الفرصة التى لن تتكرر ..لسان حالهم يقول " اقتلوا الإسلام أو أطرحوه أرضاً يخلو لكم وجه مصر " ..  يبتزون النظام الحاكم .. يسرقون أملاك الدولة ..يستغلون حالة ضعف النظام وانبطاحه وتخاذل المسلمين وتشرذمهم ..  يستخدم القساوسة والرهبان المدافع الآلية والكلاشينكوف فى قتل من يعترض على سرقاتهم .. يُهجّرون النصارى من الوجه البحرى إلى الوجه القبلى حتى تتكون لديهم أغلبية فى صعيد مصر تمكنهم من المطالبة بالاستقلال وإنشاء حكومة " فيدرالية " تسمح لهم بالانفصال عن مصر ؛ لتكون هذه هى الخطوة الأولى فى إقامة دولة جنوب مصر الصليبة ، وليطالبوا بعدها بحق تقرير المصير وليعملوا على طرد المسلمين من مصر ، وليستخدموا الوسائل القذرة فى حصار شمال مصر المسلم بقطع مياه نهر النيل عنه ، وذلك بالاتفاق مع إثيوبيا الصليبية .. وليرفع المسلمون الراية البيضاء وليجرى لهم ما جرى لمسلمى الأندلس عندما أقام لهم النصارى محاكم التفتيش التى حرقت المسلمين وبقرت بطون المسلمات .

يُخطئ من يظن أن الأمر بسيط أو أن الخطب هين .. لا والله .. إن ما يجرى الآن فى مصر هو إعلان الحرب الصليبية التى تهدف لاستئصال الإسلام تماماً .. ومن قبل بدأت الحرب الصليبية الفضائية على الإسلام .. ولكن الطابور الخامس فى مصر يدعى أن ما يحدث ممارسات فردية ؛ فى حين أنها ممارسات جماعية منظمة متفق عليها وممولة من قبل مجلس الكنائس العالمى .. لم يكن " زكريا بطرس " الشتّام الكذاب ليسب الإسلام والرسول الأعظم  من تلقاء نفسه ولكنه مأمور من قبل " شنودة الثالث " و " بيشوى " و" مرقص " وغيرهم .. لم يكن نصارى البال توك ليشتموا القرآن الكريم والرسول الأعظم من تلقاء أنفسهم وإنما بتمويل وتحريض من الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر . لم يكن خنازير المهجر ليطالبوا باحتلال مصر وإسقاط نظام الحكم إلا بأمر من الكنيسة .. لم يكن " عدلى أبادير " ليشهر بالنظام المصرى إلا بضوء أخضر من الكنيسة الأرثوذكسية ..

لكن لعنة الله على الطابور الخامس الذى يمتلك وسائل الإعلام التى تقلب الحق باطلا والباطل حقا لتخدير المسلمين وتغييب عقولهم وحجب الحقيقة عن أعينهم ..

ولعنة الله على الطابور الخامس أيضاً إذ راح يرهب كل من يفضح مؤامرات النصارى ، بحجة أنه إرهابى مثير للفتن وممول من قبل " إسرائيل " ويقبض بالدولار والشيكل واليورو ويسعى لبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد !! وكأن ما يفعله النصارى من سب للإسلام فى عشرة آلاف موقع إليكترونى و25 فضائية ناطقة باللغة العربية تبث عبر القمر الاصطناعى  الهوت بيرد ، وغرف الشات " البال توك " ومؤتمرات " زيورخ " و " شيكاغو " والدعوة لاحتلال مصر ، ودعوة الكونجرس والاتحاد الأوروبى لمحاصرة مصر وفرض عقوبات عليها والدعوة لتجريم النقاب والحجاب وعدم السماح ببناء مساجد وتنصير المسلمات وتسفيرهن إلى كندا و أستراليا والدعوة لإلغاء المادة الثانية من الدستور المصرى ( الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع ) وسرقة أملاك الدولة وبناء كنائس كأنها قلاع وحصون بها أسلحة وذخائر وقنابل .. كأن كل هذا هو ما يزيد من الحب والألفة والتسامح والتعايش والحياة بقى لونها بمبى وأنا جنبك وإنت جنبى !!

إننا ندق ناقوس الخطر لمن يعنيه أمر مصر الإسلام .. مصر العروبة .. مصر صلاح الدين الأيوبى .. مصر سيف الدين قطز .. مصر العز بن عبدالسلام مصر يزيد بن عبدالملك ( الخليفة الأُموى " 101ه - 105 هالذى أمر بانهاء تمرد نصارى مصر وانقلابهم على الحكومة الإسلامية والخلافة  ) مصر التى ذكرت فى القرآن الكريم .

إننا مع دق ناقوس الخطر لا ننسى أن نذكر النصارى الذين يدعون للفيدرالية أن بئس تلكم الدعوة .. وليتكم تتذكرون أن نابليون بونابرت لم يستطع أن يفعلها لكم إبان الاحتلال الصليبى الفرنسى لمصر ( 1798 – 1801م ) كذلك لم يستطع الاحتلال الصليبى الإنجليزى الذى دام 72 سنة ( 1882م – 1954م ) أن يفعلها لكم .

وبمشيئة الله رب العالمين لن يفعلها لكم " المحافظون الجدد " فى واشنطن .. وليتكم تعقلوا وتتأكدوا من حقيقة واحدة وهى أن كل احتلال زائل مهما طال وأن كل خائن سيذهب إلى مزبلة التاريخ .. والتاريخ لا يرحم .

ودامت مصر حرة أبية شامخة بإسلامها وبسكانها المسلمين عقيدة وثقافة .

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .