دولة القانون ...الحرب النفسية ..بعد الإفلاس

حامد الجدة

دولة القانون ...

الحرب النفسية ..بعد الإفلاس

حامد الجدة

[email protected]

أصبح من الواضح أن الحرب السياسية بدأت تأخذ أبعاداً أخرى غير التي اعتاد عليها العراقيون من سياسيهم . اذ لم يعد التراشق بالكلام وكيل التهم والتسقيط الإعلامي نهاية خطوط المواجهة .بل استحدثت أساليب أخرى مستوردة من الغرب لتحقيق غاية النصر على الغريم السياسي تندرج في إطار الحرب النفسية ومثال ذلك ما تقوم به ألان دولة القانون التي احترقت جميع أوراقها  . حتى أن عامة  الناس أصبحوا على معرفة تامة بها.  فستة أشهر فترة  كافية, لتخريج اشد الناس بلاهة ليصبح خبيرا بأساليب هذه الكتلة المتشبثة بكرسيها. وقد بدأت بترويج فكرة أن التفجيرات هي نتاج التكفيريين والبعثيين المدعومين من قبل "العراقية"  مرورا باتهام قادة العراقية بأنهم صداميون، التهمة التي لم تنطلِ على احد من العراقيين حتى  من جمهور المالكي نفسه ومن المتحمسين لقائمته .

ولإدراك "دهاقنة" دولة القانون أن الناس قد ملوا من رتابة لعبتهم التي لم تستطع أن تنتزع من العراقية  شرعيتها في تشكيل الحكومة. لجؤوا إلى أسلوب آخر من أساليب الحرب النفسية ذات الأسلحة الخبيثة,  والتي يقصد منها دق إسفين بين قادة العراقية أنفسهم لتفريق شملهم, وفق قاعدة "فرّق تسد" التي تقول: إذا لم أتمكن من هزيمة عدوي بقوتي , فالأفضل أن انتصر عليه بـتشتيته وإضعافه. وعلى هذا الأساس نرى  دولة القانون تفجر ألغاما في طريق العراقية ,من خلال تسريبات إعلامية كاذبة لشق عصا العراقية وإدخال الشك في نفوس قادتها. فيضعفوا, ويتفرقوا, وتذهب ريحهم أمام المتربصين بالعراق وأهله .

 فتارة يقولون عنها إنها قائمة سنية برئاسة شيعية. وتارة ينبهون السنة (تطوعا ) أن علاوي إن حصل على منصب رئاسة الوزراء فهذا سيحرم السنة من أي موقع في الحكومة الجديدة. كون العراقية قد منحت هذا المنصب لعلاوي"الشيعي".

 وآخر هذه الألغام هو ترويج أكذوبة  ( السنة لا يريدون علاوي لكي لا يُحرموا من المناصب السيادية ) ويستشهدون لذلك بتصريحات مزورة تنسب لقادة من العراقية, تدعي أن قادة العراقية يرفضون ترشيح علاوي لرئاسة الحكومة !!

وبنظرة سريعة إلى تصريحات قادة (العراقية) على مدى الأشهر الستة الماضية, ترى أن تلك القائمة إنما حصلت على المركز الأول في الانتخابات بسبب  مشروعها الوطني الرافض لتقسيم العراقيين على أساس طائفي. وفي أكثر من مناسبة صرح جميع السنة المنضوين تحت لواء (العراقية)  تأكيدهم علىأأأاا ترشيح السيد علاوي لرئاسة الحكومة بعيدا عن حصة المكون في الحكومة وكان لتكرار ذلك مرارا انعكاسا ايجابيا على قوة وتماسك هذه الكتلة  . وآخرها كان تصريح  لطارق الهاشمي لقناة البغدادية حيث قال( إنني ارغب بترشيح علاوي حتى ان كان على حسابي الشخصي .المهم بالنسبة لي تغيير واقع حال العراقيين من خلال تغيير الطاقم الذي يقود البلد), وتصريح النجيفي بأن العراقية همها المشروع الوطني وقد حسمت أمر القيادة فيها لعلاوي,  بل الأبعد من ذلك أن شخصيات قيادية تعد من ابرز قادة العراقية كالهاشمي مثلا, لم يقدم نفسه لأي منصب, وقد سمعته بأذني يرد على مقدم برنامج  تلفزيوني قائلا : أتحداك أن تثبت أني قلت أية جملة أبين فيها حرصي على منصب رئاسة الجمهورية. بل كل ما قلته دار حول أن يكون رئيس الجمهورية رجلا عربيا  (تاركا للتوافقات السياسية تقرير المنصب الذي ينبغي أن يشغله طارق الهاشمي مستقبلا وبالشكل الذي يوظف خبراتي  ومهاراتي وعلاقاتي العامة عبر العالم لخدمة العراقيين) ...

وكذلك الحال لقادة العراقية الآخرين  , فان المتابع لتصريحات النجيفي والعيساوي يراها تدور في الفلك نفسه وجميعهم يؤكد على رفض الطرح الطائفي الذي تبنته الكتل السياسية في انتخابات . 2006. والتي لم يجن العراق منها خيرا. إذ لا يهمهم أن يكون رئيس الحكومة من أي مكون, شرط أن يكون له برنامج وطني يعامل العراقيين على منطق العدل والإنصاف وعلى أساس واحد ومن منطلق المواطنة .

فيا جوقة "دولة القانون" غادروا السلطة بسلام ودعوها للفائزين واتركوا ورقة الحرب النفسية فقد احترقت أيضا.