هل للمرجعية الشيعية تأثير حقيقي على الشيعة؟
مهدي حسين
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
لعل هذا البيت الشعري ينطبق على المرجعية الشيعية في النجف، فهي إن كانت لا تدري ما فعله أتباعها في ميليشيا بدر وميليشيا المهدي وغيرهما من إزهاق للأرواح وسرقة للأموال وتغذية للطائفية المذهبية وتهديد واعتقالات وتخويف فتلك مصيبة بل طامة كبرى، وإن كانت تدري بتلك الجرائم فالمصيبة أعظم وأمر.
ربما بالأمس كان الناس ينظرون إلى أتباع المذهب الشيعي بأنهم أناس مظلومون، وأن مرجعياتهم (الهادئة المختبئة) تتخذ من العدل والحفاظ على أرواح الناس بمختلف مكوناتهم شعاراً لها لأن الإمام الحسين ومن معه ظلموا وأزهقت أرواحهم جورا وعدوانا فهم يحاولون إحلال العدل في الأرض بدل ذلك الظلم الذي يتحدثون عنه. تلك هي الصورة التي كانت سائدة بالأمس.
لكن بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بسنتين تقريباً كشّرت التنظيمات الشيعية عن أنيابها فإذا كان الحسين قد قتل مظلوما بالأمس فإن عشرات الآلاف من العراقيين السنة قتلوا ظلما وعدوانا على أيدي تلك الميليشيات، والأمر من ذلك أن تلك التنظيمات يترأسها معممون ولهم درجات علمية دينية من الحوزة التي درسوا فيها. لقد ارتكبت التنظيمات الشيعية في العراق ما لم يفعله المغول في بغداد في عام 656 هـ وكل ذلك على مرأى ومسمع من المرجعيات والآيات والحجج.....إلخ.
أما النظام الشيعي في إيران فشرع يمد تلك الميليشيات بالتمويل والسلاح ويدرب العناصر المجرمة التي كانت تعرف بفرق الموت، وفضلا على ذلك أنشأ معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة الإرهابي في مناطق قريبة من الحدود العراقية الإيرانية داخل الحدود الإيرانية.
إن اختباء المرجعيات الشيعية وراء شعارات العدل والسلام ومحاربة الظلم لم يعد مجدياً في ظل ما ترتكبه التنظيمات الشيعية المذكورة وغيرها من جرائم ضد المواطنين الأبرياء وفي ظل ذلك النفس الطائفي القميء الذي يتنفسه هؤلاء.
ولربما كانت في ذلك إيجابية مهمة وهي انكشاف العديد من الأوراق والوجوه التي كانت تمثل دور العدل والسماحة والتعفف والورع. وأبرز دليل على ذلك خروج معممهم المدعو حازم الأعرجي الذي أفتى بقتل المسلمين السنة جهارا نهارا في خطبة سوداء نتنة أوضحت للجميع حقيقة هذا المذهب.
فهل ستعلن تلك المرجعيات الشيعية موقفا واضحا مما يحدث أم أنها ستبقى متسترة وراء الخرق الخضراء كالنعامة التي تخبي رأسها في الرمال تظن أنها اختبأت ولا تدري أنها مكشوفة من بعد عدة كيلومترات.