محنة سورية وشعبها ..

سامي رشيد

محنة سورية وشعبها ..

 بين إسرائيل الصهيونية ، وإسرائيل الصفوية !

سامي رشيد

samy.rasheed@hotmail.com

استعارة الأسماء والألفاب ، والصفات الحسنة والسيّئة .. من شخص لآخر، ومن جماعة لأخرى .. من الأمور الدارجة ، في شتّى اللغات ، وبين سائر الشعوب !

 فالعرب تقول : هذا حاتم في الجود .. نسبة إلى حاتم الطائي ، كما تقول : هذا كرَم حاتمي! كما تقول : هذا أشعب في الطمع ، وفرعون في الاستبداد ..! وفي لغاات عدّة ، يقال : هذا نازيّ في تعصّبه وقسوته .. وهكذا !

 واستعارة اسم إسرائيل ، لدولة فارس الصفوية ، ليست بدعاً ؛ حين تمارس الدولة الصفوية، كل ماتمارسه الدولة الصهيونية ، من أنواع الجرائم ، ضد الجنس الإنساني ، سواء أكان ذلك ضدّ مواطنيها ، أم ضدّ مواطني الدول الأخرى ، التي تتاح لها السيطرة عليها !

 والمقارنة البسيطة ، بين ممارسات الدولتين ، تكشف مدى التشابه ، بين سلوكيهما ، وبين نزعتيهما نحو التسلّط والهيمنة :

1)    ماتمارسه إسرائيل الصهيونية ، ضدّ الشعب الفلسطيني ، من مذابح وجرائم ، يومية مستمرّة .. تمارسه الدولة الفارسية الصفوية ، ضدّ مواطنيها ، من غير الفرس ، كالعرب ، والكرد ، وسواهم ! وما مآسي الشعب الأحوازي ، المستمرّة ، يومياً ، على أيدي الاستخبارات الفارسية.. بغائبة عن أعين العالم ، بكل ماتحمله من شراسة ولؤم، بما فيها أعواد المشانق ، التي تعبت من حمل أجساد الأحوازيين .. وفي مقدّمتهم أولئك المطاردون ، الذين قصدوا دمشق ، عرين العروبة ، فحبسهم ابن الأسد ، العربي الاصيل ، الممانع المغوار .. ثمّ سلّمهم ، يداً بيد ، للمخابرات الصفوية ، لتعلّقهم على أعواد المشانق ، بعد ساعات من وصولهم إلى أراضي الجمهورية الإسلامية المجيدة !   

2)    ماتمارسه إسرائيل الصهيونية ، من عدوان على جيرانها .. تمارسه الدولة الصفوية على جيرانها ، كذلك ، في العراق خاصّة !

3)    ماتخطّط له إسرائيل الصهيونية ، من مشاريع توسّعية ، في الدول العربية ، وفي الدول الإفريقية .. تخطط له إسرائيل الصفوية !

4)    ماتثيره إسرائيل الصهيونية ، من فتن وقلاقـل ، في بعض الدول العربية ، وغير العربية .. تثير مثله إسرائيل الصفوية ، في عدد من الدول العربية ، وغير العربية ! والأمثلة على ذلك واضحة ، وهي في ازدياد ، كما نرى في لبنان ، والسودان ، واليمن ، والبحرين .. فضلاً عن العراق ، الذي تعدّه منطقة سيطرة لها ، لامنطقة نفوذ فحسب ! وما تكشّف من رسائل زعمائها ، إلى أنصارهم ، في عدد من الدول العربية ، يشير ، بصورة واضحة ، إلى مخطّطاتهم في التحريض ، وإثارة الفتن ، في عدد غير قليل ، من الدول العربية ، ولاسيّما دول الخليج !

5)    أمّا سورية ، فالشأن فيها مختلف ! فقد أصبحت مستعمرة فارسية ، تحت حكم آل أسد! فحين يتظاهر بشار الأسد ، يممانعته لمشاريع الدولة الصهيونية .. يفتح سورية على مصاريعها ، للغزو الصفوي الفارسي ، عسكرياً ، وأمنياً ، واقتصادياً ، ومذهبياً ، وثقافيا ..! فصار حال الشعب السوري ، حال سيف الدولة الحمداني ، ذات يوم ، حين وصفه المتنبّي ، بقوله :

وسِوى الروم خلفَ ظهرك روم       فعـلى أيّ جانبـيك تَميـلُ

6)    السؤال المطروح ، على عقلاء الأمّة العربية ، وعلى عقلاء الشعب السوري ، بالدرجة الأولى ، هو : إذا كانت خناجر إسرائيل الفارسية الصفوية ، لا تقلّ شراسة وعنفاً ، عن خناجر إسرائيل الصهيونية .. فماذا عليهم أن يفعلوا !؟ وكيف يتعاملون مع هذا الخطر المزدوج ، لحماية أوطانهم وشعوبهم .. حاضراً ومستقبلاً !؟