مجيء فرنسا بعديدها
مجيء فرنسا بعديدها
لدعم الدولة اللبنانية والحكومة العتيدة
وطبخة الأكثرية لفرض إرادة الشرعية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
وأخيراً تمّ التوقف عند رقم 16-11-3
الفضفاضة ، التي في تفاصيلها تكمن الشياطين ، وبعد مخاض كبير وأزمات كادت أن تعصف
بالبلاد اصطنعها جنرال الرابية ، واستغلّها وكيل وليّ الفقيه في لبنان ، بعد إحداثه
للتدمير والتخريب في بيروت ، وسفكه للدماء البريئة بهيئة جزّار ، الذي أمّن لحزب
التخريب الغطاء السياسي لتعطيل المؤسسات والدولة ، ثُمّ انبرى ليكون الترجمان
المُحلّف والناطق الرسمي باسمهم حيثُ قال سيادته عن ولي الفقيه اللبناني : أنّه مثل
بابا الفاتكان ؛ لا بحل ولا بيربط ، لكنّه لم يقل عن سلاحه الإلهي بأنه إرهابي ، أو
هو ذو حدّين ظاهرياً لمواجهة العدو ، وباطنياً لمواجهة الداخل ، لأنه عملياً
أُستخدمه في بيروت المُسالمة ضد اللبنانيون السُنّة والدروز في الجبل ، وهذا العون
الذي غطّى ودعم جريمة الاجتياح هو نفسه الذي كان يأمل أن يكون رئيساً لكل
اللبنانيين لولا أن فضحه الله ، ومنعه الشُرفاء من ذلك
ففي تناقض واضح يدعي هذا الطامح للوصول
إلى كرسي الرئاسة ، ولو على أشلاء اللبنانيين بأنّ تأييده لما فعله حزب الله في
شوارع بيروت هو لإعادة حقوق المسيحيين من الطائفتين المذكورتين أعلاه –السُنّة
والدروز – وذلك عبر إشعاله للفتنة بين اللبنانيين وإحراق البلد ، في مخطط أهوج
مكشوف رسمه مع حزب الله ، الذي كُلف بالقيام بهذه الأعمال الإجرامية الإرهابية على
الطائفتين المذكورتين دون المسيحيين ، لإظهار الانتهازي عون بدور المُحيّد
للمسيحيين ، فنال أول ما نال سخط المسيحيين على تأييده لقتل اللبنانيين من أي طائفة
كانت ، وظهر ذلك جلياً عندما بارك عون لحليفه وولي نعمته الجديد حسن نصر الله فعلته
التي عبّر عنها بالانتصار، ليسيران فيما بعد معاً إلى الدوحة ويعودان منها تحت
قنطرة الاجتياح والدماء إلى الحكومة بصخب وضجيج مُصطنع ، ليُغطي على خسارته
السياسية الكبيرة التي افتقدها من وراء تبعيته لحلف الدمار ، ومن وراء مراهنته على
إسقاط الحكومة الشرعية في السابق واستحالة استمرارها لأشهر ، ولكنها كانت أقوى من
العواصف الهوجاء ، وأقوى من العوامل الخارجية ، فلم تستقيل إلاّ عندما أمّنت وضعاً
لبنانياً مُستقراً وآمناً دون أن يعنيها استخدام السلاح في الداخل ، او الخنوع لأي
مطالب ابتزازية داخلية وخارجية ، لتعود حكومة السنيورة من جديد فارضة إرادتها
وإرادة أكثريتها بما أعطاها إيّاه الشعب من الثقة التي لن تتخلّى عنها وعن حقوقها
التزاماً شُجاعاً منها أمام ناخبيها
ولاشك أمام هذا الصمود الكبير الذي نال
إعجاب وإكبار العالم أجمع قدمت اليوم فرنسا بأكملها بعيدها وعديدها للبنان الحر
السيد وليس لبنان الوصاية التابع لأقسام المُخابرات العسكرية السورية ، للبنان
الحرية المستقل والديمقراطي ، وليس لبنان المُستعبد والذليل ، وقد كان هؤلاء في
السابق لا يأتونها إلا عبر بوابّة النظام السوري ، بينما الآن النظام السوري
المعزول محلياً وعربياً ودولياً والمطلوب للمحكمة الدولية يستجدي العودة للمجتمع
الدولي والعربي والإقليمي عبر لبنان ، لنُدلل على مدى ضعف هذا النظام وعزلته ، ولا
شك أنّ هذه الزيارة لها معاني دولية كبيرة ودلالات بأن لبنان الدولة وليس العصابات
سيلقى كل الدعم من العالم أجمع ، وأنّ النظام السوري قد كُفّت يداه عنه ، وسيُمنع
عن أي تدخل فيه ، وفي حال فعل سيدفع الثمن غاليا عربياً ودولياً ، وأنّ الجميع يقف
له بالمرصاد
بينما لا يزال جنرال الرابية الأهوج
يُعلّق الآمال على حلف الخراب الذين اشتروه بأبخس الأثمان ، ويضع الشروط من جديد
بما سُمّي بالعقدة العونية ، ويلصقها بمصالح المسيحيين وهو كاذب ومُدّعي، بينما
الطرف الآخر من تيّار 14 آذار المسيحي يُكذبون ادعاء عون ويقولون : بأن الوضع
المسيحي جدّ مُحترم من عندهم ، ولكننا تعودنا من عون الصُراخ وكثرة الكلام وقلّة
العمل ، والذي يُريد أن يُغطّي عجزه وضعفه وانفكاك الأتباع عنه بهذه المعوقات ،
ليظهر كما يحلو له كشمشوم الجبّار في الصورة، وهو في حقيقة الأمر لا بكش ولا بنش ،
ولكن السبب الحقيقي وراء العرقلة مرتبط بوكيل ولي الفقيه الذي تأخر عليه الوحي ولم
يُعطيه الفتوى الهرطقية بالمُضي بحل الأزمة ، ونحن نعتقد جازمين بأنّ اللبنانيين
الوطنيين الشُرفاء قادرين على تجاوز أُطروحات المُعوقين ، وقادرين على تحويل
الأزمات إلى فرص لصالح الشعب اللبناني ، وهم الذين صمدوا على الدوام في وجه
الأعاصير العاتية وقدّموا التضحيات من خيرة رجالاتهم ، لتحقيق الانتصارات بصمودهم
في وجه برابرة العصر وهمجيتهم ، وليُعلموا النّاس أنّ قوّة الكلمة والحجّة والإقناع
أقوى من لغة السلاح والإرهاب والاغتيالات والجرائم التي خسر من وراءها مُنفذوها
الكثير الكثير
فهنيئاً لك يا لبنان بالقيادة
الاستقلالية ل 14 آذار الشُجاعة التي أظهرت البأس والصبر لتبقى شامخاً عزيزاً حرّاً
وسيداً كبيراً ، والتي كانت عند الشدائد عملاقاً لا تهزها الأعاصير ، بعد صمود تلك
القوى إلى أن أوصلت الأمور إلى بر الأمان ، فكان لأول مرّة ومنذ عقود رئيساً
لبنانياً محضاً ، وكذلك سيكون هناك حكومة قوّية بقيادة الأكثرية الاستقلالية ،
والتي ستفرض على دول العالم احترامها والتعامل معها بندّية وليس على أساس التبعية ،
لتفرض بقوة القانون الاستقرار السياسي والأمني بأبناء البلد وجيشها الوطني اللبناني
في كل ربوع الوطن ، وليس عبر المليشيات والعصابات القاتلة والمأجورة والعميلة التي
تعمل لحساب الغير لتفتيت البلد ، وجعله ساحات للغير
ونحن في المُعارضة السورية وباسم شعبنا
الحبيب ، نُهنئ اللبنانيين برئيسهم الوطني العماد ميشيل سليمان الذي جاء بإرادتهم
وليس من نظام الوصاية ، ونُهنئهم على اختيار رجل الدولة السنيورة لقيادة السفينة
إلى بر الآمان ، ونُهنئ تيار 14 آذار على تصديهم ليومنا هذا للأعمال البربرية وعدم
خضوعهم للابتزاز ، ونتمنى عليهم في ذات الوقت بالتعجيل بإنشاء الحكومة لضبط الوضع
تماماً ، ولإلقاء القبض على العابثين وتحويلهم إلى القضاء العادل ، وليحيا لبنان
حراً آمناً ، على أمل أن تنتقل رياح التغيير والحرية وأجواء الديمقراطية فيما بعد
إلى بلدنا سورية إن شاء الله.