النظام الأسدي يرد في المكان والزمان المناسبين
النظام الأسدي يرد في المكان والزمان المناسبين
د.خالد الأحمد *
كتب الأستاذ أحمد الجبوري في أخبار الشرق ( 29/5/2008) يقول ماخلاصته :
( .... كيف للنظام الأسدي أن يتصرف عن شعب لواء إسكندرون نفسه فمن حق هذا الشعب وحده أن يقرر مصيره على الأقل بالبقاء مع الدولة التركية أو الأنفصال أو حتى حكم فيدرالي أو محلي حتى هذه الأمنية ربما بل من المؤكد أنه بددها النظام السوري ولم يسمح بتحقيقها.
هذه المقدمة كانت المدخل لموضوعنا الأساسي وهو رد النظام السوري الذي توعد به العدو الصهيوني رداً على العدوان الإسرائيلي المتكرر على أرض وسماء الوطن وآخرها قصف المنشآت الحيوية السورية في دير الزور وتدميرها عن آخرها.
ولا زال الشعب السوري ينتظر بفارغ الصبر وعد النظام بالرد الحاسم بالزمان والمكان المناسبين على هذا العدوان، إلى أن تفاجئ السوريون بالداخل بلسان حال النظام يعلن أن هناك مفاوضات مع العدو الإسرائيلي من أجل السلام.
تعليق الباحث :
1- في الوقت الذي حلقت فيه الطائـرات الصهيونيـة فوق قصر الرئيس السوري في ( القرداحة ) كانت المفاوضات السرية على قدم وساق ، وكان الدكتور إبراهيم سليمان يتولاها ليل نهار .
2- عندما قصفت الطائرات الصهيونية عين الصاحب ، كانت المفاوضات السرية مستمرة مع الصهاينة .
3- طوال حرب صيف (2006) بين حزب الله وإسرائيل ، كان النظام الأسدي يهلل للقاومة والممانعة ، ويكاد يقول أنه شريك في هذه الحرب ...والمفاوضات مستمرة ، لم تتوقف لحظة واحدة ، وبعد أشهر زار الدكتور إبراهيم سليمان دمشق وقابل الرئيس بشار
4- عندما قصفت الطائرات الصهيونية موقعاً قرب دير الزور ، كانت المفاوضات مستمرة ولم تتعطل ...
ولكن النظام الأسدي وعد أن يرد على ذلك بالزمان والمكان المناسبين ...وبعد طول انتظار رد النظام الأسدي ، فأعلن أنه يتفاوض مع الصهاينة ، أي أخرج المفاوضات من السرية إلى العلنية [ بطلب من إسرائيل ] .
وذكرني ذلك – نحن مواليد الجلاء – الشعارات التي حفظناها عن ظهر قلب ، لأنها كررت على مسامعنا آلاف المرات ، وللذكرى هذه بعضها :
- أمة عربية واحدة ...ذات رسالة خالدة .
- تحرير الأرض العربية المحتلة : تحرير فلسطين من النهر إلى البحر
- تحرير عربستان ، وطنب الكبرى والصغرى ..
- تحرير اسكندرون وكليكية .
- تحرير اريتريا وساقية الذهب ...
وللذكرى أيضاً : كان البعثيون يتهمون عبدالناصر بالعمالة لأمريكا لأنه وافق على مشروع ( روجرز) أي التفاوض مع العدو الصهيوني ...
وفي عام (1959) عمت المظاهرات سوريا ، لأن الحبيب أبو رقيبة كان في زيارة إلى الأردن وصرح خلالها أنه يرى أن نتفاوض مع إسرائيل ... وسقطنا أبا رقيبة وقلنا عنه عميل للآميريالية والصهيونية ....
هذا هو النظام الأسدي الذي رسخ جذوره حافظ الأسد ومكنه ووضح معالمه جيداً قبل أن يموت ، وقبل أن تسلم راية ( النظام الأسدي ) لولده بشار ...يقول دائماً :
غمـز على اليسار واذهب يميــن
*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية