ودخل القط في المصيدة

مؤمن كويفاتيه

ودخل القط في المصيدة

كما قال علّوش واستدرج بسلاحه لتكون الفضيحة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

كُلنا تابعنا ما حصل في بيروت من أعمال همجية بربرية على يد عصابات حزب الله ، والتي قبل دقائق من الغزو لا يستطيع من أحد أن يجرؤ ليتحدّث عن هذا السلاح ، الذي نبهتُ إليه في السابق منذ ما يُقارب السنة بمقالة "سيناريو الانقلاب العسكري في لبنان " وشرحت بالتفصيل الممل الخطوات التي سيفعلها حزب الله ، كوني المُتابع المُهتم بالشأن اللبناني ، وعلى اطلاع واسع بالعقلية التي تُدير حزب الله ومن وراءها، وحسب التقارير الغربية والعربية التي كشفت عن مُجمل المُخطط المُزمع القيام به من قبل هذا الحزب ، الذي فشل في تنفيذه ، وهو السيطرة على المؤسسات والسراي ومقرّات إقامة الزعماء والقادة اللبنانيين ، للسيطرة على مقاليد الأمور ، وتنصيب الجنرال الأهوج  ميشيل عون من بعدها رئيساً وهو غاية طموحه ، والذي فقد بسببه شعبيته ووهجه الذي كان عليه في السابق، وخاصةً بعدما تبين اشتراكه في هذا المُخطط وضلوعه فيه وتأييده له ، حتى بعد فشله مما أثار امتعاضاً كبيراً في صفوف المسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام  

  ولا شك بإن سبب فشل الانقلاب يعود إلى الكمين المُحدد الذي رسمه له تيّار 14 آذار كما صرح بذلك السيد مصطفى علّوش اليوم أحد أهم أركان تيّار الاستقلال ، بحيثُ أفرغوا الطُرقات أمام الغزاة ، وجعلوا من بعض مقراتهم طُعماً لهم لإظهار وجههم الأسود وحقيقة أمرهم وسلاحهم ، ولينكشف معهم بعض المتآمرين والمتواطئين من بعض وحدات الجيش المتعاونة مع الحزب ،  وليُثبت لنا تيّار الاستقلال استعداده للمواجهة في الوقت الحاسم  ، والذي بدا مُنكسراً أمام تقدم عصابات الغدر والجريمة، وذلك  إن تجاوزت هذه الشراذم  الخطوط الحُمر المُعدّة لهم ، كما جرى عند مُحاولتهم اقتحام للجبل  ، وكذلك في المعارك الفاصلة في قلب بيروت ، ليحصد بعدها  الأحرار أرواح الجرذان المُقتحمة ، ويوقع بهم الخسائر الفادحة، ليقتنعوا بعدها بصعوبة الموقف ووقوعهم في الفخ ، الذي تنادوا من بعده إلى قطر .

 حيثُ شهدنا جميعاً البرود الذي تعامل به تيّار14 آذار ، والعصبية الزائدة التي بدت على مُنافسيهم الذين خسروا كُل شيء ، من سمعتهم إلى فضيحتهم إلى وقوعهم فيما أُريد لهم الوقوع به ، ولاشك إن بعض الأهالي المُدافعين عن بيوتهم وأملاكهم والذين لا يُدركون تلك المصيدة قد قضوا واستشهدوا وهم يُدافعون عن أموالهم وأعراضهم وكراماتهم على يد برابرة العصر الذين تجاوزوا كُلّ الحدود ، ولم يكن من أحد يتوقع منهم أن يصلوا إلى تلك الخسّة والدناءة والإجرام ، حيثُ كانوا يقتحمون بيوت من هم على اسمه مُدرجٌ على قائمتهم بالأر بي جيه والقنابل ، مُرددين شعارات بالثارات الحسين ويا أبا عبد الله ، وهم يلعنون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لتظهر حقيقة هؤلاء الهمج ، بأنهم ليسوا أكثر من قطّاع طرق ومُرتزقة ومأجورين ومدفوعين الثمن من ملالي طهران ونظام دمشق ، وليدفعوا الثمن غالياً من سمعتهم ومكانتهم وتاريخهم الذي لوّثوه بالدم اللبناني ؛ وغضب وحنق اللبنانيين والعرب والمسلمين والعالم أجمع منهم ، والذي من بعده لم يعد يشعر المواطن اللبناني تجاههم سوى بالكابوس الذي يجب التخلص منه

 وبالتالي فإن  حزب الله بعد جريمته هذه بدا أمام الجماهير على المكشوف ، بعدما تعرّى أمامهم بكل مساوئه ، وظهر بالموقف المُخزي الذي لم يعرف قادته طريقة تبريره ، ووقعوا في المطب الكبير عند تبنيهم للهجوم بكامله أو عند تبرؤهم من الأعمال المُشينة، عندما صرّح أحد قادة الحزب بأن عصاباتهم المُقتحمة لم يكن عندها الأوامر بالإساءة لأحد ، وقياديون آخرون منهم صرّحوا ، بأنّ كل شيءٍ كان مدروس ومضى بحسب الخطّة المرسومة ، ليكون الحزب في كلا الحالتين خاسر ، فلو كانت خُطتهم مقصودة فيما فعلوه في المواطنين لاسيّما في السُنّة منهم كونهم من مُتطرفي الشيعة الحاقدين ، والشيعة منهم براء، والذين وصفوا جريمتهم النكراء بالعملية الجراحية التي أسقطوا فيها المئات من القتلى والجرحى الأبرياء الُعزّل من السلاح ، والله عنده هدم الكعبة أهون من قتل مسلم أو إنسان بريء ، فهؤلاء إذاً لا يفهمون بالحُرمات ولا بالدين الذي يكذبون باسمه على الله سبحانه والدين منهم براء ، فيجازفون به لتحقيق مصالحهم الذاتية ، ويدعون الصلة والتواصل بالله ، وما هي إلاّ تخر صات الشياطين وأحلام المجانين ، التي لا يُقرها بهم عقل ولا دين.

 وإن كانوا لا يقصدون ما جرى ، وأنّ ما وقع هو خارج عن إرادتهم وتفلتٌ من مغاويرهم ، كما تفلتت من قبل مغاوير حافظ أسد في حماة فدمّرتها فوق أهلها تدميراً ، وارتكبت المجازر والفظائع بالمدن السورية ما يُندى له جبين الإنسانية ، وكما فعل ابنه بشّار في المدن السورية وخاصّة في مناطق الأكراد من المذابح ، فمعنى ذلك بأنّ ما عندهم من المُقاتلين الأشاوس ليسوا أكثر من رجال عصابات وشُذاذ آفاق ، وهذا باعترافهم العملي ، وهم في كلتا الحالتين خاسرين ، بعدما وضعهم تيّار الاستقلال في المصيدة وكشف حقيقتهم السوداء ،والتي لا مفرّ لهم من بعدها  ، من أن يحلّوا أنفسهم ، ويُسلموا أسلحتهم إلى الدولة ، وينخرطوا في العملية السياسية والديمقراطية الرائدة، عسى أن يغفر لهم المواطنين اللبنانيين فعلتهم  وجريمتهم النكراء ، إن صفت القلوب واعترفوا بذنبهم ، واعتذروا عن كل الذي حصل ، وكفّوا ألسنتهم عن استفزاز النّاس ، باستمرارهم بوصف الجريمة بالعملية الجراحية ، وليتضمن البيان الوزاري إن هم صادقين هذا السلاح ، كما صرّح بذلك نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الذي بدا عاقلاً فيهم ، ولتعود بعدها إن شاء الله المياه الى مجاريها ، وليتسامح الناس بعدها فيما بينهم، ولتقوم الدولة حينها على تضميد الجراح وتعويض المتضررين.