أيها العرب تداركوا حماس
أيها العرب تداركوا حماس
د.خالد الأحمد *
كتب أسامة شحادة يقول ما خلاصته :
حركة حماس حركة إسلامية جهادية لها احترامها وتقديرها لما تقوم به من دور هام في حماية الدين والمقدسات أولاً وحماية المسلمين والأرض ثانياً، .... وينبغي تنبيه حماس من خطورة أن تكون جسراً يعبر التشيع عليه إلى فلسطين وقضيتها .
وما جرى في الفترة القريبة من ترويج مبطن لإيران وحزب الله والتشيع في بعض المناسبات العامة التي نظمتها حماس أو مؤيدوها، يثير المخاوف .
من هذه الممارسات:
* التواجد الإيراني والشيعي المضخم والمبالغ فيه كثيراً في ملتقي القدس الدولي باسطنبول في شهر 11/2007، والذي يرى منها أن هناك نية لدى إيران والشيعة سرقة جهود أهل السنة في قضية فلسطين ببعض الملصقات والبوسترات والأوراق الملونة .
* تكرر هذا الأمر - الحضور المكثف الإيراني والشيعي – في 'المؤتمر الوطني الفلسطيني' ، الذي دعت له حماس مؤخراً في دمشق.
وقد شهد المؤتمر إعطاء إيران والشيعة حجماً كبيراً ،هذا المؤتمر الذي حضرته شخصيات وهيئات من مصر ولبنان وإيران ، غاب عنه مثل جماعة الإخوان في سوريا، لأنها محظورة من النظام السوري، ثم يقولون لنا هذا هو الدعم الشريف والنزيه لحماس وفلسطين!!
* رغم سيطرة حماس على قطاع غزة فلا تزال تتواصل الجهود العلنية لنشر التشيع في غزة، ومن ذلك توزيع العديد من الكتب الدعائية للفكر الشيعي مثل : كتاب 'لأكون مع الصادقين' للتيجاني وكتاب 'ليالي بيشاور' وكتاب 'ولاية الفقيه' وكتاب 'مختارات من أقوال الخميني' ، كما تم توزيع نشرة معنونة ب'عاشوراء مدرسة البطولة والفداء' في يوم عاشوراء الماضي.
* حين تم اغتيال عماد مغنية المسؤول الأمنى لحزب الله ، تسابق – للأسف – قادة حماس على رثائه وتأبينه وأقاموا له حفل تكريم في غزة !!
مغنية الذي كان وراء العديد من الجرائم بحق الإسلام والمسلمين في السعودية والكويت ولبنان والعراق، كما أنه كان وراء دعم ورعاية إيران لجيش المهدى التابع لمقتدى الصدر، الجزار الذي أمعن في قتل المسلمين من أهل السنة في العراق إضافة إلى الفلسطينيين هناك!!
* لا نعرف في أي سياق نضع تصريح أحمد يوسف مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية ، الذي قال:'ما العيب أن تكون شيعياً؟ فالشيعة هم عز هذا الزمان'!!
* تصريح الأستاذ خالد مشعل: 'إننا نتلقى أموالا من مصدر واحد وهو إيران'! مثل هذه التصريحات تجعل الإنسان يظن أن حماس هي الطفل المدلل لدى إيران والشيعة.
المراقب لهذه التصرفات المريبة لا يكاد يشك في أن العلاقة الإيرانية الحمساوية هي علاقة نصرة وتحالف مطلقة، لكن الحقيقة المرة هي خلاف ذلك !!
فمع كل هذا التغاضي – وليس التواطؤ! – من حماس ومع كل ما جنته إيران وحزب الله والتشيع من مكاسب دعائية بين المسلمين بسبب اقترانها بحماس، لم تستطع حماس أن تنقذ أهلنا الفلسطينيين في العراق من براثن الميلشيات الشيعية !!
ففي مقابلة لمجلة البيان مع الأستاذ خالد مشعل، سئل عن مأساة ومجزرة الميلشيات الشيعية التي ترتكبها ضد فلسطينيي العراق فأجاب أنه 'لما بدأ الظلم يصيبهم، ولما بدأ القتل من الميلشيات الظالمة؛ حاولنا من خلال علاقاتنا السياسية أن نوفر لهم الحماية، لكن للأسف لم ننجح! واستمر القتل والإيذاء، ولذلك اضطررنا إلى أن نبحث مشروعاً آخر، وهو إيواؤهم في بلاد مختلفة'.
ما نريد أن نوصله إلى حماس هو: إن ما تقومون به من دعاية – ولو بشكل غير مباشر – لإيران وحزب الله والتشيع خطأ جسيم، ذلك أنكم توصلون رسالة علنية ومفتوحة عبر كافة وسائل الإعلام ولكافة المسلمين أن هؤلاء مؤيدون ومناصرون للجهاد والمقاومة في فلسطين، ولا فرق بين سني وشيعي!
لكن الوقائع على الأرض والتصرفات الحقيقية من طرفكم ومن طرف إيران هي عكس ذلك، فإيران وحزب الله وجيش المهدي وأمثاله ودعاة التشيع يمارسون القتل والتهجير ونشر التشيع في أوساط المسلمين وحتى الفلسطينيين منهم وأنتم تتفرجون صامتين!!
وبعض قادة حماس في الداخل والخارج في اللقاءات الخاصة والجانبية يصرخون ويسبون ويلعنون إيران والشيعة وحزب الله ويكشفون لك الكثير من ما تجهله من ممارسات سيئة وحاقدة تجاه أهل السنة !!!
وكذلك كثير من قادة الإخوان المسلمين وخاصة في لبنان، تراهم خلف الميكروفونات وعدسات التصوير يمجدون ويمدحون إيران وحزب الله، ولكن حين تخلو بهم تسمع الوجه الآخر للشريط !
وإيران وحزب الله يعرفون بوجود مثل هذه الانتقادات لهم من حماس في الغرف المغلقة، لكن ذلك لا يضر إيران وحزب الله لأن الغاية هو خروج قيادات حماس والإخوان علانية على شاشات فضائية المنار وغيرها يمدحون إيران وحزب الله فيخدع بذلك الملايين من المسلمين ، بينما من يسمع النقد من حماس لإيران وحزب الله في الغرف المغلقة أفراد معدودون!!
يا حماس إن الرزق والدعم بيد الله عز وجل وقد تكفل به للكفار فكيف بالمجاهدين الأطهار، إن أمتكم وخاصة إخوانكم السلفيين في الخليج ما بخلوا عليكم يوماً -حتى حين ضنت الدول- وأنتم تعرفون ذلك، من قام بالجرحى والأسرى والمساجد والمدارس وكل ما احتاجه أهل فلسطين، فلا يكون الحرص على المال ثمنه التفريط في العقيدة!!
فإن عجزت يا حماس عن الإجابة السديدة والسليمة تنجيك أمام الله ، فننصح لك يا حماس بأن تتركي عنك هذا الترويج لإيران والتشيع – ولو بشكل غير مباشر – حتى لا يضيع جهادك عبثاً، وكنت كغيرك ممن يريد فلسطين علمانية وأنت تصيرينها شيعية - وأعيذك من ذلك- !!
تعليق الباحث :
بداية لاأحد يستطيع ان يلوم حماس ، لأن إخوانهم العرب خذلوهم ، ودفعوهم إلى هذا الموقف ، حيث جعلوهم مخيرين بين شرين : الصهاينة وإيران ، وبالتأكيد رأوا أن إيران أهون الشرين.
و أسأل الله عزوجل أن يهدي الدول العربية المعتدلة أن تنتبه إلى اللعبة الخطيرة الأمريكية ( الصليبية) – الفارسية ، فأمريكا تلح على الدول العربية الصديقة لها أن تبتعد عن حماس ، وحماس تجد نفسها مضطرة إلى الدعم الإيراني ( الفارسي ) ، واضطرارها هذا يمكن لنشر التشيع في فلسطين ، والعالم العربي وتحقق أمريكا عدة مكاسب من ذلك ، أهمها تمزيق الأمة العربية بنزاعات وصراعات طائفية ، ويصب ذلك في مصلحة الصليبية – الصهيونية – الفارسية ..
هل ترضى الدول العربية المعتدلة أن ينتشر التشيع في فلسطين !!؟ أليس هذا خطراً كبيراً عليها وعلى الأمة العربية كافة !!؟ فلماذا توافق أمريكا الصليبية التي لاتريد خير العرب والمسلمين ...!!!؟؟؟
أما إخواننا في حماس فالمثل العربي يقول : لاتأكل الحرة بثدييها ، ولايمكن لحماس أن يفوتها ذلك الخطر الذي يمر من تحت حماس ...والذي يهدد أمن الأمة العربية ، وأمن المسلمين ( السنة ) في المنطقة .
الدول العربية المعتدلة تستطيع أن تضغط بثقلها على أمريكا كي تضغط على الصهاينة لإقامة الدولة الفلسطينية ، وعقد تهدئة ( هدنة ) مع حماس ، وبالتالي يستطيعون فصل حماس عن الفرس وأطماعهم الشيطانية في المنطقة ...
فهل ننتبه قبل فوات الأوان !!!؟ وهل شعر الكتاب العرب بهذا الخطر !!!وحذروا منه ...قبل أن يسوقهم جيش المهدي إلى الموت كما ساق إخوانهم في العراق !!!
فلسطينيو التنف
هل سمع العرب بآلاف الأخوة الفلسطينيين ، الذين هربوا من بغداد منذ عام (2003) هربوا من جحيم ( بوش ) و ( عبد العزيز الحكيم ) ، وسكنوا في مخيمات عند الحدود السورية العراقية ، قرب التنف ، ينتظرون بشار الأسد ، بطل الصمود والمقاومة كما يدعي ويصدق العرب السذج ينتظرونه أن يسمح لهم بدخول سوريا ، ولكن حتى الآن ، وبعد أربع سنوات ، وبعد أن سمح لمليوني عراقي من دخول سوريا ، لكنه لم يسمح بدخول بضعة آلاف عربي فلسطيني من دخول سوريا ، علماً أن الأخوة الفلسطينيين في سوريا يعدون بمئات الألوف ، ومثل هذا العدد الصغير العالق في بادية الشام منذ أربع سنوات يذوب في مئات الألوف من الفلسطينيين في سوريا، ولايشكلون أي ضغط سكاني أو اقتصادي ، وكيف تسمح السلطات السورية بدخول مليوني عربي عراقي ( وهذا أمر إيجابي عندي ) ، ولاتسمح ببضع ألوف من الفلسطينيين !!؟
الجواب : عند العم سام الذي يدعي بشار أنه عدوه ، وعند عمهم ( صهيون ) الذي يدعي بشار مقاومته ، فالصهيونية العالمية تريد طرد الفلسطينيين من المنطقة ، بعيداً ، إلى أمريكا الجنوبية ، كما فعلت بفلسطيني مخيم ( الرويشد ) الذين هاجروا إلى البرازيل بعد بضع سنوات من الانتظار ... ولم تسمح لهم أي حكومة عربية بدخول أراضيها ...
وكأن بشار أقسم بشرفه للعم صهيون أن لايسمح بدخول فلسطيني واحد أو فلسطينية واحدة أرض الشام ، كما عرضت قناة الجزيرة مواطناً سورياً مع هؤلاء الفلسطينيين ، زوجته فلسطينيية ، لم تسمح لهما السلطات السورية بالدخول معاً ، بل وافقوا على دخول الزوج فقط ( لأنه سوري ) ورفضوا دخول زوجته معه ( لأنها فلسطينية ) ، ويبدو أن المواطن السوري من بقايا العرب ، وفيه من المروءة ماجعله يرفض الدخول دون زوجته ، وفضل البقاء معها في البادية ....
وأظن أنهم سفروا إلى البرازيل ، هكذا ، مخيم الرويشد إلى الأرجنتين ، ومخيم التنف إلى البرازيل ، أو العكس ،وهكذا يضيع الفلسطينيون في العالم ، وتبقى أرضهم للعم صهيون ، وعملائهم في المنطقة ... ومن أكبر عملائهم النظام الأسدي ، والنظام الفارسي الصفوي .....
*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية