الحقد الفارسي يتجلى وقائعاً

عادل السويدي

بينهما منذ عقود كي لا يزول من السلطة

الحقد الفارسي يتجلى وقائعاً:

لمجرّد التقائه بالوفد الوطني الأحوازي

جرى توقيفه وترحيله من طهران

عادل السويدي

في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 15/ 4/2008 إتصل الأخ (.....) الذي طلب عدم ذكر إسمه ونزولاً عند رغبته نقوم بتنفيذ وعدنا. تم تبادل الحديث معه عن شؤون الأحواز،من جميع الجوانب،كما جرى تزويده بالمعلومات الشاملة عن قضيتنا الوطنية والمرحلة الكفاحية التي قطعها بالدماء والمعتقلين والشهداء أبناء وطننا،وفي نهاية اللقاء روى ذلك الصحفي القصة الواقعية التالية التي حدثت له،متعجباً من سلوك السلطة الصفوية الفارسية،ومستهجنا أسلوبها القمعي،ولكن المغلف بأزياء حريرية في دلالة على الخبث الفارسي العهود .

 قال ذلك الصحفي المصري :

لقد جاءتني دعوة لزيارة إيران من قبل الملحقية الثقافية للقنصلية الايرانية في القاهرة،وذلك لتغطية مؤتمر التضامن مع القضية الفلسطينية،فأكملت إجراءات السفر وما تقتضيه من مراجعات،وسافرت بمعية عشرات الصحفيين المصريين والأجانب ممن يقيمون في طهران،إذ كان حرص السلطات الإيرانية على حضور جميع من يتعاطفون مع الموقف السياسي الإيراني كثيراً،ووصلت الطائرة إلى العاصمة:طهران وتركنا الطائرة إلى قاعة الإستقبال لإستكمال إجراءات السماح بالدخول إلى إلى إيران والقيام بالمهمة التي جئنا من أجلها .

وبعد دقائق معدودة دخل أحدهم سأل عن إسمي من دون الصحفيين،ولما أبلغتهم أني المعني بسؤالهم،إقتادوني إلى قاعة الشرف الخاصة بإستقبال كبار الزوار،وأجلسوني فيها،ريثما يأتي مسؤول آخر،وتركني جالساً دون أن أعرف أي سبب وجيه لذلك التصرف، ولكني بقيت متعجباً من هذا الإهتمام الإستثنائي،إذ كنت أعتقد أنَّ كتاباتي الموضوعية والتي تنشر في العديد من المواقع الصحفية كانت تكمن وراء ذلك الإهتمام،ولكن مضي الساعات الست في ذلك "الحجز الرائع" أثار حفيظتي وحرّك فيَّ الحس الصحفي وملأ رأسي بالأسئلة القلقة حول مهنة المتاعب،وتساءلت في سري ربما كان وراء ذلك التصرف خطأ ما،وفي أعقاب ست ساعات من القلق والإنتظار المثير للهواجس والإفتراضات المتنوعة،قدم شخص آخر،يبدو على سيمائه أنه من زوار الفجر،نادى على إسمي وقال تهيأ إلى العودة للقاهرة،إستفسرت منه عن السبب،لم يتكلم البته،وإنما إقتادني والجواز بيده إلى خرطوم الطائرة العائدة إلى العاصمة المصرية،وأشرف على دخولي الطائرة وإطمأن على جلوسي على المقعد،وإنصرف تاركاً إياي والهواجس عن السبب الكامن وراء ذلك التصرف تنتابني .

 عدت للقاهرة،ومن خلال أحد المعارف،إتصلت بالجهة التي قدمت الدعوة،وهي جهة رسمية إيرانية،وشرحت له ما تم لي في مطار العاصمة الإيرانية،وتساءلت منه،إذا كان عليَ حظراً لماذا تعذبوني بهذه الطريقة وتخسروني الجهد والمصروفات التي أنفقتها على الإستعداد إلى السفر؟ أجابني ذلك المسؤول الإيراني بكلام مقتضب وجملة قصيرة : لينفعك الأحوازيون التي قابلت موفدهم في المرة السابقة ! .

 وتساءل بمرارة :

ـ هل قضيتكم بهذه الخطورة للدرجة التي تدفع جهة رسمية للتصرف على هذا النحو؟

ـ ألم يكن بإمكانهم أن يعقبوا على ما كتبته في تلك المقابلة مع الوفد الأحوازي أثناء زيارته السابقة للقاهرة ؟

ـ ألم تفتح مجلتنا صفحاتها من أجل تلقي الآراء المختلفة تنويراً للرأي العام؟

كان ذلك محتوى ما قلته للمسؤول الإيراني.

    فأجبته على تساؤلاته تلك،أنك قد لاتعرف العقلية الفارسية العنصرية،فهم لا يعترفون بوجود ملايين العرب الأحوازيين أصلاً،ويطلقون عليهم ((أعراب أو عرب اللسان)) ،ورويت له مع ما حدث مع مراسل قناة الجزيرة القطرية السيد عباس ناصر الذي أبعد من إيران لمجرد أنه عرض تقارير مصورة تسلط الأضواء على الواقع الأحوازي المزري، بالرغم من أخذه الموافقة المسبقة من المسؤولين الإيرانيين،أما التعقيب على موضوع المقابلة المنشور في (......) فإنه يفتح المجال للنقاش حول حقائق المأساة التي يعيشها شعبنا،ومواجهة المعلومات الحقيقية التي ذكرناها في تلك المقابلة،وهم يتطلعون على سد منافذ تسريباتها بالقدر الذي يستطيعون،إذ أنهم يرتعبون من الحقائق التي تكشف زيف بهتانهم وتمزق حجب تضلالهم،وذكرت أمامه الحقيقة التالية التي طالما عرضتها على الذين يتعاطفون مع الموقف السياسي الإيراني ويزورون عاصمتها : أن أطلبوا زيارة الأحواز لتروا بأم أعينكم الواقع الأحوازي على كل الصعد : السياسي والاٍجتماعي واللغوي التربوي. . . إلخ،إلخ.

 وأكدت على التالي : أنهم يستطيعون سرقة ثروات شعبنا وثروات شعب العراق وإنفاقهما على الدعاية السياسية لنظامهم العنصري،ولكن خاب فألهم وطاش فعلهم،لأن حركة شعبنا الوطنية وأصواته الإعلامية وتطلعاته القومية لن تموت مهما فعلوا وقدموا الرشوات،فنحن شعب وأرض وشهداء ومناضلين يقدمون ما ينبغي تقديمه على طريق الإستقلال والحرية وتقرير المصير،فالأحواز كانت وستبقى عربية مثلما هو ضوء الشمس وبزوغ الليل وظهر القمر وحقيقة وجود الأمة العربية.