اذهب أنت وربك فقاتلا

جميل السلحوت

جميل السلحوت

[email protected]

قرار لجنة المتابعة العربية الأخير، بترك قضية العودة للمفاوضات المباشرة للقيادة الفلسطينية، قرار فيه براءة  عربية من دم القضية الفلسطينية، واعتراف بأنها لم تعد قضية قومية، ولم تعد قضية العرب الأولى ولا حتى الأخيرة، وهي رسالة للرئيس محمود عباس ولشعبه تقول:"اذهب انت وربك فقاتلا" فالدول العربية وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط كبيرة من أمريكا ومن اطراف اوروبية، ومن الأمين العام للأمم المتحدة كي تعود القيادة الفلسطينية للمفاوضات المباشرة بعد أن لم تحقق المفاوضات غير المباشرة أي شيء، وفي ظل عدم التزام اسرائيل بأي شيء من متطلبات نجاح هذه المفاوضات، ومن البراهين حول عدم استعداد نتنياهو تقديم أي تنازلات هو عدم التزامهولو للاستهلاك الاعلامي- بالعودة الى النقطة التي وصلت اليها المفوضات في عهد سلفه ايهود اولمرت، وعدم تحديده لاطار هذه المفاوضات، وعدم التزامه بالعودة لحدود الرابع من حزيران عام 1967، وعدم وقف الاستيطان وعدم الانسحاب من القدس ومن الأغوار...وغيرها من الاشتراطات التي تنسف أي مفاوضات قبل بدئها، وجميعها مخالفة للأعراف والقوانين الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص القضية الفلسطينية.

ويأتي قرار لجنة المتابعة العربية مثيرا للشكوك وضغطا عربيا اضافيا على السلطة الفلسطينية، فكل الدلائل تشير الى الرضوخ العربي للضغوطات الأمريكية التي تحمل في طياتها الشروط الاسرائيلية، وبالتالي ستكون هناك عودة للمفاوضات المباشرة، وفي حالة العودة اليها فان السلطة الفلسطينية ستتحمل وحدها فشلها المحتوم في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وفي حالة عدم العودة للمفاوضات المباشرة فان السلطة الفلسطينية ستتحمل عواقب ذلك ايضا، علما ان انعكاسات القضية الفلسطينية تتعدى حدود فلسطين الى المنطقة بكاملها بل الى العالم اجمع، لكن يبدو أن الدول العربية لا تزال ترتضي أن تكون خارج الفعل حتى في القضايا العربية المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.