الممانعة تنبطح أمام الصهاينة
الممانعة تنبطح أمام الصهاينة
د.خالد الأحمد *
بعد بضع سنوات من المفاوضات السرية بين نظام الممانعة والمقاومة الأسدي ، والعدو الصهيوني ، تقول الوكالات اليوم كمانشر موقع سوريا الحرة ماخلاصته :
أعلنت سوريا الأربعاء 21-5-2008 إجراءها محادثات سلام غير مباشرة مع إسرائيل، من خلال تركيا، مؤكدة ما أعلنته إسرائيل في وقت سابق الأربعاء. وجاء في بيان لوزراة الخارجية السورية إن الجانبين، السوري والإسرائيلي، أعربا عن رغبتهما بإجراء المحادثات "بنيّة طيبة"، وقررا مواصلة الحوار بجدية لتحقيق سلام شامل.
وسبق أن أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بشكل مفاجئ، بياناً أعلن فيه بدء الجانبين، السوري والإسرائيلي، "مباحثات غير مباشرة تحت رعاية تركية" .
وأجرت سوريا واسرائيل من قبل محادثات سلام في الولايات المتحدة عام 2000، لكنها انهارت بعد فشل الجانبين في الاتفاق على مصير هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 .
كما ذكر موقع أخبار الشرق ماخلاصته :
بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أن إسرائيل "مستعدة للمضي بعيداً في التنازلات ( !!!!!؟؟؟) " للتوصل إلى اتفاق سلام مع سورية، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الأربعاء إن من المحتمل إجراء مفاوضات مباشرة بين سورية وإسرائيل إذا أبدت إسرائيل جدية في المحادثات غير المباشرة التي تعقد في تركيا.
وأضاف أن "المفاوضات ستستمر طويلاً (... وأقول طويلاً جداً ) هذا لن يكون سهلاً ...
وتعليقاً على أنباء المفاوضات، رد الوزير الإسرائيلي إيلي يشاي الذي ينتمي الى حزب شاس وهو شريك مهم في الائتلاف الحاكم الهش الذي يتزعمه أولمرت؛ بالتحذير من تسليم هضبة الجولان ذات الموقع الاستراتيجي إلى "محور الشر".
وكان أولمرت قد أبدى رغبته في التفاوض بشأن إعادة الجولان مقابل أن تقطع سورية علاقتها مع إيران (!!!!)، ومع الجماعات النشطة المعادية لإسرائيل خاصة حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).
ويرى محللون أن دمشق لن تغير تحالفها مع إيران إلا إذا احتضنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها اقتصادياً ودبلوماسياً.
وأشار المحلل الإسرائيلي موشي موعاز إلى أن استطلاعات الرأي تظهر تراجعاً حاداً في شعبية أولمرت وأن معظم الإسرائيليين لا يريدون إعادة الجولان وهي منطقة مهمة لإسرائيل من حيث موارد المياه والسياحة وأمن الحدود.
وتوقفت مفاوضات السلام بين إسرائيل وسورية التي جرت برعاية واشنطن في العام 2000 بعد أن بلغت طريقاً مسدوداً في موضوع هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981. وتطالب سورية باستعادة الجولان كاملاً حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه العذبة الرئيس في إسرائيل.
من جهة أخرى اعتبر ممثل مستوطني الجولان إيلي مالكا الأربعاء أن رئيس الوزراء أيهود أولمرت "يعرض إسرائيل للخطر عبر التخلي" عن هذه الهضبة السورية.
وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز من حزب كاديما (وسط) الذي يتزعمه أولمرت أعلن نهاية نيسان/أبريل رفضه إعادة الجولان إلى سورية، معتبراً أن من شأن هذا الأمر إن حصل أن يوصل إيران، العدو اللدود للدولة العبرية، إلى هذه المنطقة الاستراتيجية.
تعليــق الباحـث :
1-يحتمل أن غيوماً في ســماء العلاقــة بين النظام الأسـدي والنظام الإيراني ، من علاماتها اغتيال عماد مغنيـة ، والفتور الظاهر بين حزب الله والنظام السوري .
2-لذلك أسرع النظام الأسدي إلى لعب الورقة الأخيرة التي يظن أنها تحميه من حبل المحكمة الدولية ، يلعبها علناً بعد أن كان يلعبها ســراً لأن الصهيونية طلبت منه ذلك ، فهاهو يغازلها منذ بضع سنين عبر الدكتور إبراهيم سليمان ، واليوم تقول له الصهيونية : (إن كنت جاداً بادر إلى خطوبتي ، ويكفي الغزل )... وهاهو النظام الأسدي يرسل من يخطب له ود الصهيونية علناً ، ويصرح ( المعلم ) أنهم قد يحولون المفاوضات إلى مباشرة ( يقصد إذا طلبت إسرائيل ذلك ، فمن أجل عيونها لامانع من ذلك )...
3- تبقى المشكلة التي ليست على الحال ولا البال : وهي هل بشار حـر اليوم ؟؟؟ هل يستطيع أن يقرر دون موافقة النظام الإيراني !!؟؟؟ ولايعدو الأمر إحدى حالتين :
أ ـ النظام الإيراني ممن يغازل الصهيونية سـراً ، وسيبقى كذلك ، وعندئذ سيبارك للنظام الأسدي هذه الخطوبة ...
ب ـ النظام الإيراني لايرضى بذلك ، وهذا يرشح أن يحرك أنصاره في القوات المسلحة السورية ، مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني الموجود بكثرة حول دمشق ، للإطاحة ببشار الأسد ، من وراء ضابط ( علوي ) يعطي إيران ميزات أكبر مماهي عليه الآن ...
4- لكن المؤكد كما صرح المحللون الصهاينة أن المفاوضات ستطول مدتها ، وربما ستكون غير منتهية ....!!!!؟؟؟، والمهم التفاوض ، واللاحرب واللاسلم ، وبقاء النظام الأسدي على كرسي الحكم ....
5- يتضح من المفاوضات السابقة (2000) ومن تصريحات القادة الصهاينة أنهم لن ينسحبوا من الجولان ...وأفضل مايعطوه للسوريين أن يبقى اليهود في الجولان ، ويمنحهم النظام الأسدي الجنسية السورية ، ويبقى الجولان منطقة عالمية ( لاتدخلها قوات سورية )، أما القوات الصهيونية ففي أصلها لاتتمركز في الحدود لأنها لاتستطيع أن تغطي جميع حدودها بالقوات العسكرية ...ويكفي أن يحرسها جيرانها ( العرب ) ... وخاصة أن أفضل من حرسها هم عرب الممانعة والمقاومة ....
6- وأما أن يتخلى النظام السوري عن حزب الله ، وعن حماس فالأمر لايعدو حالتين :
أ- أما حزب الله فسيتعهد أن لايوجه صواريخه نحو الأرض المحتلة بعد اليوم ، وستعلن الصهيونية رضاها عنه ، وتزول المشكلة من أساسها ... ويصبح مع إسرائيل والنظام الأسدي والصهيونية ( حبايب ) ، وقوى ممانعة جديدة ضد ( الإرهاب ) في الشرق الأوسط [ أقصد ضد الحركة الإسلامية ].
ب-وأما حماس ، فكما قال الأستاذ علي صدر الدين البيانوني : حماس هي الموجودة في غـزة ، والضفة الغربية ، وبين عرب (48) ، أما في دمشق ، فليست سوى قليل من القادة ، يطلب منهم مغادرة دمشق على الهمـس بدون ضجيج ... أو ( يسواهم مايسوى عماد مغنية لاسمح الله ) ..
وغداً سنسمع معزوفة قديمـة سبق أن نادى بها الأسد الأب معزوفة تقول :
سلام الشجعان ، وسلام الأبطال .... والأرض مقابل كرسي الحكم ...ولتذهب الأرض إلى الجحيم ....ويبقى كرسي الحكم ...
*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية