تناسى الدروز خلافاتهم

مؤمن كويفاتيه

تناسى الدروز خلافاتهم

فتداعوا لحماية الجبل

بينما سُنّة ومارون المُعارضة تواطئوا على الجريمة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

في مشهد عجيب وليس غريب على القائد الدرزي الألمع السيد وليد جنبلاط الذي تداعى مع خصمه الدرزي اللدود طلال أرسلان لحماية الجبل من الغزو البربري لعصابات حزب الله الهمجية، التي لم تُراعي عهداً ولا وعداً ولا ذمّةً ولا أماناً ، عندما اجتاحت جحافلهم المُدججة بالسلاح بيروت في هجوم بربري لم تشهده هذه المدينة إلا أيام الغزو المُتعدد والدامي للإستخباراتي السوري لهذه العاصمة المُصابرة الصامدة ، والتي قُتل فيها  بحينها خلال أيام عشرات الآلاف من القتلى ، لاسيّما عند اجتياحهم لمُخيم تل الزعتر الفلسطيني ومدن ومناطق وأحياء لبنان ،  دون استثناء أيّ مناطق ، أو طائفة على أُخرى حتّى الشيعة كطائفة كان لها نصيب من بطش النظام السوري ، وكانت تلك المذابح تجري تحت مسمع وبصر وغطاء المُتعاملين والمُتعاونين معهم من السُنّة والشيعة والمارون وغيرهم ، ممن صاروا فيما بعد زعامات سياسية مفروضة على اللبنانيين ن كالرجل الآلي واكيم ، والولد سليمان فرنجية وناصر قنديل وغيرهم من العملاء.  واليوم يأتي اجتياح حزب الله المُتطرف الطائفي  لمناطق وبيوت السُنّة بقصد إركاعهم وإذلالهم وأخذ قرارهم ، بعد أن انتهكوا حُرماتهم ، وأحرقوا مُمتلكاتهم واستباحوا دماءهم على مسمع وبصر السُنّة الأتباع والأُجراء المُنضون تحت ما يُسمّى بالمُعارضة التي يُديرها حزب السلاح دون ان يُحركوا ساكناً أو يهتز لهم جفن ، وتحت مسمع وبصر الجنرال الأخرق المُسمّي نفسه زعيم حزب الإصلاح والتغيير ، والذي كان يحلم  أن يصير رئيساً لجميع اللبنانيين ، وإذا به يُبرر فعلة العصابات والاعتداءات ، مما أثار اشمئزاز واستنكار واستهجان جميع اللبنانيين لاسيّما المارون ، النادمين على إعطائهم صوتهم له في فترة سابقة ، ادّعى فيها أنّه من رجالات الاستقلال ، وإذا به المُتسلّق الذي لا يريد إلا الوصول إلى الكرسي ولو على فوّهة بندقية ومدفع حزب الله ، الذي أعلن فيما سبق صراحة عن نيّته بإقامة الدولة الإسلامية على غرار الإيرانية ، ولو كلّف ذلك بحراً من دماء اللبنانيين وخراب لبنان ، وانتهاكات لحقوق الإنسان

ومما يؤسف له موقف عمر رشيد كرامي السُنّي الطرابلسي العريق وتخاذله مع العدوان ، مُحملاً الحكومة مسؤولية ما جرى ، مُدعياً في نفس الوقت بميله إلى السُنّة بعد أن فقد أسهمه السياسية وارتضى أن يكون تابعاً مرمياً في أحضان المُعادين للبنان ، والمتطرفين من الشيعة وخط الإجرام ، داعياً العصابات التي سمّاها بالمقاومة إلى تسليم مهمّة حفظ الأمن دون إدانة لها ، بعد أن قتلت وجرحت المئات من الشعب اللبناني ، ومن السُنّة بشكل خاص ، في اعتداء سافر لم يرعوو فيه لأحد أو يُقيموا فيه وزناً للطائفة السُنّية بما فيهم الكرامي أو يكن وغيرهما من الوجوه البارزة المنضوية تحت لوائهم إن أحسنّا الظن ، أو يكون هؤلاء على علم مُسبق بهذا الإجتياح وكان بموافقتهم ، وهذا يعني سقوطهم في المُستنقع الآسن المُتآمر على السُنّة وعلى جميع اللبنانيين من أجل مصالحهم الخاصة، وبغية إحداث الفتنة والاقتتال ليُعودوا إلى سدّة الحكم ، ومن ثُمّ السماح لسيدهم السوري الإستخباراتي للعودة إلى لبنان للإستقواء به

بينما رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشيل عون ، المُغيّب عن الوعي ، وعرّاب إقرار قانون مُحاسبة سورية ، وسجّله الأسود المشهور في الغرب ، وعلاقته باللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي ، يُعلن وبكل صفاقة ، بعد أن نفش ريشه وخرج الى الناس كالديك العاري ، ليُعلن تأييده لاجتياح حزب البربري لبيروت ، الذي غضّ الطرف عنه وعن تاريخه المشئوم عندهم ، وسار في ركابهم ليُغطيهم سياسياً مما أفقده المزيد من المؤيدين والحُلفاء المسيحيين ، وأخرهم النائب ميشال المر وكتلته ، مما يؤكد استنكار واستهجان المسيحيين لما حصل ، ونبذهم لهذا الصوت النشاز الذي ضلّ الطريق الوطني بفعل الإغراء المادّي والعسكري من حزب الله وحلف طهران ، ونظرته العنصرية والطائفية للأمور، بعد أن صار كعملة غير قابلة للتداول على الأقل مسيحياً ،  حتّى صار يعمل كمعول لهدم مُقومات الدولة ولسان حاله يقول " أنا ومن بعدي الطوفان" ، ومُحاولاً من خلال سياسته الحمقاء وتأييده لاجتياح حزب الله ، إلغاء دور السُنّة وقهرهم ، كما كان يفعل النظام السوري ، وداعماً أكبراً للاقتتال الشيعي السُنّي للسيادة ، من باب فرّق تسد ، ودعوته المكشوفة والفاضحة لمنطق الاقتتال لإضعاف الغير وتسيده ، أو باعتقاده المريض تسيّد طائفته، ليأتي فيما بعد ليقول للمسيحيين كما قال الآن ، أنّه بفضل وثيقة التآمر مع حزب الله ، جنّب المسيحيين الذي يترقبون دورهم في العدوان من حزب الله من الاقتتال

أخيراً أقول : بأنّه لابدّ من رص الصفوف الوطنية لمنع الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان ، والتي يسعى لها بكل ما أُوتي من قوّة حزب الله وعون وعُملاء النظام السوري والإيراني ، بغية الاستمرار في تعطيل المؤسسات اللبنانية وتعطيل الدولة ، وسيادة الدويلة على الدولة ، لتمكين النظام السوري من العودة إلى لبنان وتنصيب عون رئيساً من خلالهم . لذا  فلا بُدّ أن يكون الصوت اللبناني موحداً ، ومستهجناً لما حصل ، لنبذ النشاز في المجتمع اللبناني ، والتنادي برفض التفرقة بين اللبنانيين ، وأنّ أي دم مدني بريء يسيل ، هو يعني جميع الطوائف اللبنانية ، ولا يعني طائفته فحسب ، وبهذا التوجه الحازم فقط يمنع العصابات من العودة لترويع الآمنين ، ويمنع بروز التيّارات المُتطرفة من كل الأطراف