يا للعار.... يا عرب
يا للعار.... يا عرب
أ.د/
جابر قميحةالعار ...ما أكثر دوران هذه الكلمة في حياتنا بمناحيها المختلفة في صورتها العملية . وهي ـ في إيجاز شديد ـ تعني كل ما يعيب , ويخجل ,ويخل بالقيم , ويخدش ـ بل يدمرـ المروءة والرجولة .ومن لوازم العار :
1ـ الشطط , والمغالاة , والإسراف الشديد .
2 ـ تبلد الشعور , وضعف التقدير , إلى درجة " اللامبالاة " .
وفي هذا العهد المنكوس الموكوس تلح علي ذاكرتي واقعة تاريخية طريفة , وخلاصتها أن أحد العلماء الأتقياء الأنقياء مرّ علي أمير, وهو يحتفل مع علية القوم بافتتاح قصر له جديد باذخ عجيب, يحمل من الزينات والألوان والبهارج ما لم يشهده الناس من قبل, في وقت كانت الرعية تعاني فيه الفاقة والشدائد, فوقف العالم يطيل النظر, ودار بينه وبين الأمير الحوار الآتي:
- هذا قصري الجديد أيها الشيخ... فكيف تراه?
- يا للّه!! تذكر أيها الأمير أنكم إنما تلدون للموت, وتعمرون للخراب...
- موت.. وخراب?!! إنه قصري... بنيتُه بنفسي.. ومن حقي أن ألحق به من الزينات والبهارج ما أشاء.
- إن كان ذلك من مال المحكومين فأنت لص, وإن كان من مالك فأنت للشيطان شقيق..
- للشيطان شقيق?!!
- نعم.. لأن الحق سبحانه وتعالي يقول: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} [الإسراء: 27].
وفي كل أحوالك ما أري منك إلا سفهًا... سفهًا يوجب ضرب الحجْر عليك {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} [النساء: 5].
وواقعنا ـ كما ذكرت آنفا ـ غاص بوقائع العار .وفي الصفحاة التاليةنقدم عينات عشوائيةمن هذه الوقائع , والقاسم المشترك بينها أنها جميعا تتدفق بالخلل والعار والسقوط .ونبدأ بآخر هذه الأخبار:
مبارك يهنئ بيريس بمرور 60 عاما علي قيام اسرائيل
10/05/2008
رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض: اكدت مصادر اسرائيلية امس ان الرئيس المصري حسني مبارك بعث الي رئيس الدولة في اسرائيل شمعون بيريس رسالة تهنئة بمناسبة مرور 60 عاما علي قيامها.
وحسب المصادر فان مبارك حث بيريس علي ضرورة تحقيق السلام مع الفلسطينيين وباقي الاطراف العربية من اجل مستقبل المنطقة ورفاهية شعوبها.
وفي برقية التهنئة التي ارسلها لبيريس ونشر موقع يوآف يتسحاكي الاسرائيلي علي الإنترنت مقتطفات منها امس قال مبارك: يشرفني أن أنقل لسيادتكم تهنئتي بمناسبة عيد الاستقلال، وأود أن أعبر عن أملي في دفع عملية السلام قدماً، وأن أعرب عن تطلعي لنجاح المفاوضات السياسية الجارية حالياً .
واضاف مبارك ان السلام العادل والقابل للتحقيق في الشرق الأوسط هو الطريق الأمثل للعيش بأمن ورفاهية لكل شعوب المنطقة بمن فيهم مواطنو دولة اسرائيل .
واحتفلت اسرائيل امس الاول بالذكري الستين لقيامها وفق التقويم العبري فيما بدأ الفلسطينيون احياء فعاليات الذكري الـ60 لنكبتهم حيث تم تهجيرهم من وطنهم علي يد العصابات الصهيونية عام 1948 لاقامة دولة اسرائيل.
إنه العار المجسد , يا رئيس شعب الكنانة . كيف تهنئ هذا الكيان السرطاني الذي اسمه إسرائيل وهي قامت على أرض منهوبة من الفلسطينيين أصحابها ؟!! وهل يجوز دينا وعقلا وقانونا وإنسانية أن يهنأ اللص على نجاحه في سرقته ؟؟!!
حمامات سميرباترة!!
وللحق مازالت تهيمن علي خاطري قصة العالم والأمير والقصر واللصوصية والإسراف, وهذه الهيمنة تدفعني إلي أن أشيد بالرجل «الأُنْس المساير» سمير رجب الذي كان «ملكًا» لصحيفة الجمهورية, ثم سُحب «العرش» من تحته. هذا الرجل الأنس أقدره لأنه أحيا التراث المصري القديم.. تراث الملكة البطلمية التي حكمت مصر ردحًا من الزمن, وتفننت في إنشاء الحمامات, التي كانت تعشقها, ويقال إنها كانت تستحم بلبن الأتُن «بضم الأول والثاني وهي إناث الحمير, والمفرد أتان». أحيا سمير ذكراها الحمامية, فبني لنفسه في المبني الضخم الجديد لدار التحرير -طبعًا من مال التكية التي لم يرثها عن أحد من أهله- حمامًا مساحته 200 متر مربع فيه من البذخ والجمال والتقنيات الحديثة لزوم التدليك (وأشياء أخري) ما لم يُسمع به ولا في القصص, ومن حقه أن يسمي بسميرباترة, بجامع الفخامة في حمامه وحمام تانت كليوباترة (طبعًا مع فارق وحيد هو أن استحمام سمير كان بالماء لا باللبن الحمَّاري).. لذلك لم يأخذني الاستغراب, عندما قرأت لكاتب صحفي في جريدة معارضة يدعو إلي استثمار حمامات «سميرباترة» كأثر سياحي -أو شبه سياحي-حديث وذلك «للفرجة» بتذاكر من فئة الجنيهات الخمسة.
وأنا أقول للصحفي: سلم قلمك, وسلم لسانك, ولا أراك الله مكروهًا في «حمام» لديكم.
وأخيرًا أسأل: إلي متي نعيش محكومين بهذه الاختلالات المخزية التي لا تليق بأشد الناس بلاهة وسذاجة?!
وأسدل الستار بهدية أهديها لكل طاغية يستبيح حرية الناس وكرامتهم وأموالهم. وهي من كلمات الإمام علي -كرم الله وجهه-: «ضع فخرك, واحطط كًبرك, واذكر قبرك».
**********
كُلْ ..... ووافق
ومن مظاهر العار التي برزت من أيام ما تردد من أن " أحمد عز " ـ ملك الحديد ـ أقام وليمة كبرى لنواب مجلس الشعب من أعضاء الحزب الوطني , للموافقة على قرارات الحكومة النظيفية برفع الأسعار . ونال عز ما تمنى
وذبح الشعب . فياللعار يا عز !!! ويا للعار ياحزبهم الوطني !!!
**********
الإخوان ...المنبوذون
وتحملصحف 8 52008 بشرى للمواطنين بأن الرئيس مبارك قد أصدر قرارا بالإفراج عن المعتقلين والمحبوسين الذين أمضوا نصف المدة أو أكثر, بمناسبةالاحتفال بالعيد ال " 56 " لثورة يوليو ويستثنى من ذلك معتقلو الإخوان , وإضراب 6 من إبريل
وإنا لنسأل في أسى :فأين المساواة أمام القانون , ومعطيات القرارات واللوائح, وحقوق المواطنة ؟!!!
وما زال يلح علي بيت شاعر النيل حافظ إبراهيم ـ رحمه الله :
إذا شئت أن تلقى المودة بينهم فلا تك مصريا , ولا تك مسلما
فهل الإخوان المسلمون مغول أو سيخ , وكفرة لا يؤمنون بالله ؟؟
وأقول آه ...يا للعار يا حكامنا الأشاوس !!!
القضية وسيوف الذهب
ينقل لنا تاريخ أواخر النصف الأول من القرن العشرين أن أحد الملوك العرب أهدى الرئيس الأمريكي " ترومان " سيفا من الذهب الخالص .فأرسل ترومان صورة شخصية له , وكتب على ظهرها " لم أجد أغلى من نفسي على نفسي ؛ لذلك أهديها إليك في بطاقتي ". واعترف ترومان بإسرائيل بعد ميلادها بأربع دقائق . فلما قيل له : إن عملك هذا سيغضب العرب , كان جوابه : خبروني ... كم صوتا للعرب في الكونجرس الأمريكي ؟؟!!
وفي الزيارة الأخيرة التي قام بها " بوش " الإمبراطور الصليبي الصهيوني ...أهداه ملك من ملوك العرب الأشاوس سيفا من الذهب الخالص ,طبعا أكثر تطورا وإتقانا وفنا وتكاليف من السيف الذي اهدي للرئيس الأمريكي الصهيوني " ترومان " الذي اعترف بإسرائيل بعد ميلادها بأربع دقائق , كما ذكرت آنفا .
ومن حقنا أن نطرح سؤالا على هؤلاء الملوك ومن سار في فلكهم في التبعية والخضوع والاستسلام . ومؤدى هذا السؤال : هل رفعت هذه الهدايا من قيمتكم وقيمة شعوبكم عند هؤلاء الرؤساء والمهيمنين على المؤسسات والتكتلات الأمريكية ؟؟ إن الإجابة العملية تقول لا ؛ فما زال الصوت الصهيوني هو الأقوى والأعلى :تقديرا وحبا وتحمسا لإسرائيل , وكراهية وتحقيرا وإزراء بالعرب , حتى إن كثيرين منهم يصفون العربي
ومعناهما يدل على التخلف والانحطاط Mob/Mop بأنه
ملاحظ مهمة جدا :
هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني يموت في غزة جوعا وعطشا ومرضا , وقد خاطبت حكامنا فيه بالأبيات الآتية :
أحـكَّـامَـنـا يـا كبار ألـم تـشهدوا غزةً في الحصارِ وأبـنـاؤهـا في العراءِ الوبيلِ جـيـاعًا عطاشًى ومرضاهمو هـو الـلـيلُ يغمرهم بالسهادِ يـنـادونـكم في أسًى مستجيرٍ فـكـيـف تـنـامون يا ويلكم وكـيـف يـطـيبُ لكم مطعمٌ وهـذي حـياة نرى عن قريبٍ سـنـتـركـكم لانتقامِ الشعوبِ | المقامخـسـئتم وهنتم وصرتم وظـلـمُ الـظلامِ بها عربدا؟! يـهـيـمون في بردها شُرَّدا؟! - ولا رحمةً- يطعمون الردى؟! وفـجـرُهـمو قد غدا أسـودا ولـم يـجـدوا فـيكمو مُنجِدًا بـأحـضانِ دفءٍ وحلمٍ شَدا؟! وكـأس تـفوق رحيقَ الندى؟! تـقـودكـمـو للـردى أنكـدا ومـا هـو إلا الـلظى المُوقَدا | سُدى
عبثية حقيرة: استنساخ النفس
وما زال يلح علي كلمات العالم الصالح للأمير المسرف المبذ ر:
- يا للّه!! تذكر أيها الأمير أنكم إنما تلدون للموت, وتعمرون للخراب...
- - موت.. وخراب?!! إنه قصري... بنيتُه بنفسي.. ومن حقي أن ألحق به من الزينات والبهارج ما أشاء.
- - إن كان ذلك من مال المحكومين فأنت لص, وإن كان من مالك فأنت للشيطان شقيق..
- - للشيطان شقيق?!!
- - نعم.. لأن الحق سبحانه وتعالي يقول: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} [الإسراء: 27].
- وفي كل أحوالك ما أري منك إلا سفهًا... سفهًا يوجب ضرب الحجْر عليك {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} [النساء: 5].
- أذكر هذا وأنا أقرأ الخبر الغريب التالي :
كشفت أنباء صحفية أن الشاعر الكويتي الشيخ (............) يسعى لاستنساخ نفسه مقابل مبلغ مالي دفعه لمعهد روزالين للاستنساخ. وقالت صحيفة "الوطن" السعودية التي أوردت الخبر أن الشيخ دفع مبلغاً قيمته 125 ألف دولار أمريكي كدفعة ثانية من عملية استنساخه إلى معهد روزالين للأبحاث في نيوزيلندا.
وحسب الصحيفة خاطب المعهد من خلال رسائل بعث بها إلى عدد من الأخصائيين في المعهد ومنهم الخبير النيوزيلندي في تطور الأجنة المستنسخة ريتشي جاردنر والذي يسعى حاليا لتقوية النسخة المستنسخة حتى لا تتعرض للإصابة بمرض الـ "شوريو كاريسنوما" وهو نوع من السرطان النادر الذي لا يصيب إلا البشر.
وقال الشيخ إن إجمالي كلفة العملية يبلغ 425 ألف دولار أمريكي. مضيفا أن الفكرة ولدت عنده بعد الضجة التي أثارها خبر عزم رجل أعمال إماراتي استنساخ نفسه مقابل مبلغ كبير من المال. يذكر أن صحيفة الرأي العام الكويتية قد حصلت على إحدى الرسائل التي جرت بين الشيخ والمعهد النيوزيلندي.
علما بأن صاحبنا هذامجرد " متشاعر " لا شاعر . ومع ذلك يصر على أن يستنسخ نفسه ؛ حتى يحفظ عبقريته للأجيال القادمة !!!
وهذا الخبرالساقط المخزي يشدنا إلى الخبر التالي , وهو أشد سفوطا وانحدارا .ونصه :
ملياردير عربي يعرض على ممثلة بريطانية مليون جنيه استرليني لتقبل أن تتناول معه العشاء
غزة-دنيا الوطن
على أسلوب ما جرى في فيلم "عرض غير مؤدب" للنجمة الأميركية المشهورة ديمي مور، فإن مليارديرًا من دولة خليجية عرض على الممثلة البريطانية ليلى رواس مليون جنيه إسترليني مقابل تناول العشاء معه لليلة واحدة في دبي، لكن الممثلة التي هي نجمة مسلسل "زوجات لاعبي كرة القدم" الشعبي المثير، رفضت العرض الخليجي. ووفق ما ورد نقلاً عن صحيفة الفضائح البريطانية الأسبوعية الشعبية "نيوز أوف ذي وورلد"، فإن الصحيفة لم تذكر اسم رجل الأعمال الملياردير والبلد الذي ينتمي إليه، ولا تاريخ تقديم العرض. والصحيفة التي نشرت الخبر هي شقيقة الصحف الثلاث التي يصدرها الملياردير اليهودي وإمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ صاحب الجنسيات الأربع (الأسترالية والبريطانية والكندية والإسرائيلية) وهي "التايمز" و"صنداي تايمز" و"الصن". وقالت الصحيفة إن الملياردير يملك من المال والثروة ما لم يملكه أي شيخ من شيوخ منطقة الخليج. وتضمن العرض الخليجي، أيضا، دفع نفقات سفر الممثلة كاملة، وهذا يشمل تذكرة سفر من الدرجة الأولى ذهابا وإيابا، وحجزًا لجناح متكامل في فندق من خمسة نجوم من فنادق دبي الفخمة.
ونقول :متى يتوقف عنكم العار يا عرب ؟؟!!
*********
يغادر الرئيس الفرنسي جاك شيراك، قصر الرئاسة، في بلاده، يوم ١٦ مايو الحالي، بعد أن قضي فيه ١٢ عاماً.. ولو أراد أن يبقي ٥ سنوات أخري، لكان ذلك في إمكانه.. فالدستور يسمح، ولا يحدد عدد فترات ولاية الرئيس.. ولكن العرف جري علي ألا يتجاوز الجالس في قصر الإليزيه فترتين بحد أقصي.. بل إن شيراك هو الذي بادر وجعل ولاية الرئيس ٥ سنوات في كل فترة، وليس ٧ سنوات.
ولاتزال الصحف الكبري ووكالات الأبناء مشغولة بشيراك وزوجته.. ومما قالته عنه وكالة الأنباء الفرنسية، ونقلته صحيفة «الشرق الأوسط» وعدة صحف دولية أخري، أن الرجل نشر قائمة بممتلكاته في الصحيفة الرسمية، حسبما يقضي القانون.. وهي قائمة تضم عقارات يملكها مع زوجته، قيمتها ٥٨٠ ألف يورو.. ويملكان بيتاً في مسقط رأسه، قيمته ٥٠٠ ألف يورو..
ويملك الرئيس سيارة بيجو ٢٠٥ موديل ١٩٨٤.. وقيل إن هذه السيارة، لم يأت لها ذكر في قائمة الممتلكات المنشورة، لأنها ليست ذات قيمة كبيرة، وليست بالشيء الذي سوف يحاسبون الرئيس عليه، إذا لم يذكره في القائمة.. فهي خردة تقريباً!!
والشيء اللافت للنظر حقاً، أن الرئيس شيراك همس إلي المحيطين به، بأنه لا يريد البقاء في القصر إلي يوم ١٦ مايو، كما يقضي الدستور والقانون.. ولا يريد البقاء حتي يوم حفل التسليم والتسلم، الذي يجري في هذا التاريخ رسمياً.. ولكنه راغب في ترك القصر قبل يوم ١٦ مايو، ولا يحب أن يتلكأ، كما يفعل الرؤساء في العادة، ويحب أن يخلي القصر بسرعة، وفي أقرب وقت ممكن..
أما معاش الرئيس، أو راتبه، بعد الخروج من القصر، فهو ٣١ ألف يورو سنوياً.
ومشكلة الرئيس شيراك الآن، أنه لا يملك شقة في باريس، وهو يريد أن يقيم في العاصمة.. والدولة هناك ليست ملتزمة بتوفير مسكن من هذا النوع لرئيس سابق، حتي ولو كان هذا الرئيس هو شيراك، الذي يوصف في الصحافة العالمية حالياً، بأنه آخر جيل الرؤساء العظماء والكبار، في أوروبا كلها..
ويبدو أن شيراك لم يجمع مالاً يتيح له أن يتملك شقة في العاصمة الفرنسية، رغم أنه عاش أكثر من نصف عمره السبعيني، متنقلاً ما بين قصر عمدة باريس، وقصر رئاسة الوزراء، ثم قصر الرئاسة في الإليزيه..
وقد أشفق عليه أيمن الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني السابق، ووضع تحت تصرفه شقة تملكها أسرة الحريري مساحتها ١٨٠ متراً، في الحي السابع بباريس،.. وهي التي سوف يقيم فيها الرجل بالإيجار مؤقتاً،إلي حين العثور علي شقة!!
ويبدو أن هذا هو السبب، الذي يجعله متعجلاً في الخروج من قصر الرئاسة.. فالبقاء فيه١٢ عاماً متواصلة لم يوفر له الفلوس، التي يستطيع بها أن يتملك شقة، يقضي فيها بقية سنوات عمره!
أما الرئيس شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة، عام ١٩٥٨، ومعبود الفرنسيين، ومحرر فرنسا كلها، فقد قرر عام ١٩٦٩، إجراء استفتاء علي شعبيته، واشترط نسبة معينة، إذا لم يحصل عليها، فسوف يتنازل عن السلطة.. فلما لم يحققها، انصرف فعلاً من قصر الإليزيه.. ولم يجد شقة في باريس يقيم فيها.. فأقام في فندق «رافايل» حتي مات بعدها بشهور، وهو يبحث عن شقة!!
ويشدنا تداعي المعاني إلى تذكر الحكام الذين عاشوا لشعوبهم , ونهضوا بها ,من أمثال مانديلا , وسوار الذهب ,ومحادير محمد . ونختم معروضنا بحديث عن الرجل العظيم جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق الذي يبحث لسكناة عن شقة في باريس شأنه في ذلك شأن الرئيس ديجول:
هذا وعلينا أن ننظر إلي قادتنا وكبارنا , وكلهم أصحاب أملاك واسعة ,وقصور وفلل في السواحل وامتداد الأرض . ولنهتف من قلوبنا:بسقوط العار , وجالبي العار .