عندما يشي اللصوص ببعضهم بعضا
عندما يشي اللصوص ببعضهم بعضا
احمد الاحمدي
تماماً مثل اخلاق اللصوص التي كنا نقرأها في بطون كتب التاريخ, عندما كان اللصوص يسرقون بيوت الناس ليلاً, ولايتركون خلفهم اي دليل. ويضيع الجناة صباحاً في زحمة الطريق. وبعد حين يختلف اللصوص فيما بينهم على اقتسام الغنيمة. ولان طبع اللص شرير, اذ يابى ان يشترك احد معه في غنيمته, لا بد من ان تقع الفتنة بينهم... وذلك عندما يفلح احدهم في الاستئثار بالغنيمة وحده, فيسارع الاخرون للوشاية به وفضحه كي يحرموه من ماله الحرام. وعندها ينكشف الجناة واحدا واحدا.
هذا هو حال حكومة دولة اللصوص, الراقصة على رفاة الشعب العراقي. فأنظروا اليهم كيف يتبادل اعضاء العصابة التهم بعضهم مع بعض.
فتارة تكون كردستان متهمة من قبل الحكومة المركزية بتهريب النفط العراقي الى ايران. (ولان الحديدة حارة وياروح ما بعدج روح) فان حكومة كردستان وبكل صلف تنفي تللك التهمة عنها وتلقيها على عاتق الحكومة المركزية .ولا ادري ما الذي ستفعلة الحكومة المركزية بعد هذا الاتهام فهل ستعيده الى حكومة كردستان؟ ام ستلقيه على جهة اخرى؟ ولكن ...الى اين يمكن ان توجه الحكومة الاتهام بتهريب النفط هذه المرة؟
اه... قد يكون المتهم المتوقع هو حكومة موزنبيق "العميلة" فهي المسؤولة عن جميع مشاكل العراق. وقبل ان اتهم بالخرف لذكري دولة موزمبيق بالموضوع دعوني ادافع عن نفسي. فدولة اللصوص لم تبق في الراس العراقية مخ ليفكر بطريقة عقلانية. ولان موضوع تهريب النفط لا يعني سوى بضع عشرات من ملايين الدولارات, فالامر يحتمل المزاح.
ولكن الموضوع يصبح اكثر من قدرة العقل على الاحتمال, عندما يتبادل المسؤولون والسياسيون في العراق جريمة تبديد 300 مليار دولار. تصوروا المبلغ جيدا. ولكي تعرفوا قيمة المليار يكفي ان نعرف ان الميزانية السنوية لدولة كاملة مثل لبنان بكل حداثتها لا تزيد عن ثلاثة مليارات دولار..
300 مليار دولار يا مجرمين , وشعب العراق يعيش على فتات موائدكم ؟
300مليار دولار ولا ماء في بيوت العراقيين الا بعد الثالثة ليلا ؟
300 مليار دولار ولا كهرباء في هذا الصيف الذي يذيب الحديد ؟
300 مليار دولار ومدن العراق قفر , لا علاقة لها بالقرن الواحد والعشرين
لك الله يا بصرة , لك الله يا بغداد , اما انت يا شمال وطني الحبيب , فلك الله مرتين , مرة على حكومة المركز , ومرة على حكومة الاقليم. لك الله ايها العراق...فقد سلم امرك الى اللصوص...
ولكن ابشر فعلامات الفرج قد لاحت في الافق ..اذ بدا اللصوص يشي بعضهم بعضا ...وهنا يكمن مقتلهم . فانتظر انا منتظرون .