مآثر الخبر العاجل في حل المشاكل

د.مراد آغا

مآثر الخبر العاجل في حل المشاكل

د.مراد آغا *

partidodelapaz@hotmail.com

 

أولا وقبل كل شيء أتوجه ومعي كل شريف في سوريا والعالم العربي بكل التمنيات على الاخوة في لبنان الجريح بالتوقف الفوري عن كل عمليات الاستفزاز وضعضعة الامن اللبناني لما فيه من عواقب وخيمة ستصيب كلا الشعبين السوري واللبناني والمنطقة جميعا بنار حرب أهلية وتدخل خارجي نحن في غنى عنه

وان كنا وخير اللهم اجعلو خير نتابع كغيرنا نشرات الاخبار مابين خبر عاجل وآجل فان ماألفناه مع الأسف في العراق وفلسطين من مناظر للدمار والقتل بدأ يمتد وبالرغم من كل التحذيرات ومناشدة الضمير الوطني الى لبنان

وان كان الخبر العاجل في عالمنا العربي اليوم قد تجاوز مرحلة الفقر وجحافل الفقراء والمشردين

ومناظر القتل الاعتيادي في العراق وفلسطين حيث ترامكت الأخبار فوق الذاكرة والمشاعر حتى طغت وغطت كل أسف وأسى ومظاهر للآلام والتي دخلت موسوعة غينيس في النسيان والعصيان

هل أصبحنا قشه لفه أخبارا عاجلة ووقودا للصراعات العالمية منذ اتحافنا باتفاقيات سايكس بيكو وتقسيمنا مكافأه على طعن العثمانيين بالظهر في ماسمي بالثورة العربية الكبرى

هل هي لعنة الارتماء في أحضان من لايعرفون عن بلادنا الا كونها مستعمرات وممرات لتمرير الخلافات والشجارات وسوقا لمنتجات هؤلاء وسوقنا قطعانا وقرابينا لكل من هب ودب

ماأصابنا من نكبات ونكسات ووكسات لم تعد تنفع معها التمنيات أو المسكنات ولا حك وفرك  مصباح علاء الدين السحري ولا حتى سراب علي بابا والأربعين نشمي وصنديد

ان كنا نأخذ على العراقيين اليوم انهيار وحدتهم الوطنية وهم شعب عاش وحيد وموحد اللحمة والالتحام حتى دخول القوى الخارجية والامعان قطعا اربا في تلك البلاد

لكن المدهش هو أنه في الحال اللبناني والذي اكتوى أصلا بحرب أهليه دامت حوالي ال 15 سنة متواصلة فان وصول البلاد الى شفا الهاوية وبهذا الشكل المتسارع يعني أن المنطقة برمتها ستتحول قريبا الى خبر عاجل لا يلبث بدوره أن يصبح عاديا تماما مايحصل اليوم في عادية واعتياد مظاهر القتل والدمار في العراق وفلسطين

هل مصيرنا أن نقتل وتقطع أوصال بلادنا الواحد تلو الآخر ونتفرج متسمرين خلف شاشات التلفزيون والكمبيوترات على الخبر العاجل مستنكرين وصابين الغضب على الخارج ومن يتعاون معه وتأليه فلان وتكفير علان في مسيرة من الاتهامات وتفصيلها

لكن أحدا لايعير في خضم الفوضى حين تشتعل أي اهتمام لضحايا تلك الفوضى لأن الأبرياء والضعفاء هم عادة وقود أي عمل عسكري يدخل في خضم أي حرب أهلية مفتعلة

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي ومقتصرا هذا المقال يعتصرني الألم لما أشاهده في لبنان من مظاهر عودة للحرب الأهلية والتي لن يستفيد منها الا العدو الوحيد والمعروف لبلادنا متمنين أن لاتتحول بلادنا الأبية الى مجرد خبر عاجل ويتحول منظر الضحايا في بلادنا الى منظر اعتيادي يدخل كغيره في طابور النسيان والقرابين المنسية

حما الله لبنان وسورية من أي غدر وعدوان وحمى الله الأبرياء أين كانو من أي شر ومكروه آمين يارب العالمين    

               

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

kafaaa@live.com

www.alhurriah.blogspot.com

partidodelapaz@hotmail.com