دفاعاً عن أهلنا..

راجي مندو

دفاعاً عن أهلنا..

وعن حصّتنا من بلادنا !

راجي مندو ـ مغترب سوري

لن نمسّ ، هنا ، أحداً من أعدائنا ، يحبّه أحد من ( أصدقائنا !) كيلا نجرح لدى أحد ، إحساسه (بالوصاية على الحكمة ..!) وهو إحساس نادر.. وبديع !

 ولن نتحّدث باسم أحد ..

سنتحدّث بأسمائنا ، فقط ، عن أولئك المجرمين ، فقط ، المجرمين الذين يصطادون أطفالنا ، في مدارسهم ، كما تصطاد الضباع فرائسَها ..! يستدرجونهم بالهدايا والهِبات ، ليهيمنوا على عقولهم وقلوبهم ، ثم ليغيّروا عقائدهم ، ثم ليجعلوا منهم أدوات ، لتخريب عقائد أهليهم ، والتجسّس على شعوبهم وأوطانهم، ونسف كل ماتبقّى ، من قيَم وأخلاق وحقائق تاريخية..!

 لقد وصل (البَـلّ إلى لِحانا) ؛ إلى أطفالنا ونسائنا..! والحكَماء من (أصدقائنا!) يطلبون منّا أن نكسر أقلامنا ، أو أن نكتب ( بالحكمة !) التي يرونها ، هم ، والتي لانعلم أن أحداً يعلم أبعادها ومراميها ونتائجها .. إلاّ الحكيم العليم !

 لن نهاجم أحداً ، ياقوم ، ممّن تحرصون على (أخوّتهم الإسلامية!) وعلى (التوحّد الإسلامي!) معهم .. فأنتم ، وذاك.. إنهم حصّتكم ! فلن نقربها ، وبارك الله لكم بها ! لكن ارحمونا، يرحمكم الله .. ودعونا نفضح المجرمين ، الذين (يشَيطنون) أطفالنا ، ليضيفوهم إلى جوقات الشتّامين ، الذين يشتمون أمّهاتنا ، أزواجَ نبيّنا ، ويكفّرون سادتَنا ، مصابيح الهدى في أمّتنا، الذين نقلوا إلينا كتاب ربّنا وسنّة نبيّنا ، وبشّرهم نبيّنا بالجنّة ، وأثنى عليهم ربّنا ، في كتابه العزيز، الذي تؤمنون به كما نؤمن !

 الحكمة مطلوبة ياقوم .. نشترك معكم في هذا !

 أمّا الوصاية على الحكمة ، فلا نشترك معكم فيها ، إلاّ في حال واحدة ، هي أن تكون لكم حكمتكم ، التي تفرضون وصايتكم عليها ، وتكون لنا حكمتنا الخاصّة ، التي نفرض وصايتنا عليها.. فلا تقربوا حكمتنا ، حتى لوأسميتموها حماقة ! ولانقرب حكمتكم ، ولن نسمّيها حماقة! نقول هذا ، مادامت الأسس والمناهج ، التي تدرَس على أساسها الأفكار و( الحِكَم!) ، مختلفة تماماً ، بيننا وبينكم ، مع الأسف ! وثمّة إصرار لديكم ، على أن تظلّ مختلفة ، لأنها ، إذا وجِدت ، واتّخِذ منها ضوابط ، للدراسة والحوار والتأصيل .. فقد تغيّر بعض أفكاركم ، التي ترونها عينَ الحكمة ، وعين اليقين .. ! وما ندري ، ما إذا كان وراء إصراركم العجيب هذا ، عيون أخرى غير هذه العيون ! ولن نكلّف أنفسنا عناءَ البحث في ذلك ، أوعن ذلك !

أقلامنا لن نكسرها ! لأن كسرَها يزيد من كسر قلوبنا ، التي تكسّرت فيها النصال على النصال !

نحن نعلم أن الشيعة شيَع وأحزاب ، تتدرّج في قربها من الإسلام وبعدها عنه .. كما تتدرّج الشيع والأحزاب المحسوبة على السنّة !

ونحن نفرّق ، بين الشيعة الأحرار، الأصلاء العقلاء المسالمين ، الذين يعارضون العدوان على عقائد الناس وبلدانهم .. وبين الشيعة المستعمِرين ، الذين يتّخذون من التبشير بعقيدتهم ، وسيلة لخدمة أهدافهم الإمبراطورية ، وطموحاتهم الكسروية !

 وليس من شأننا أن نكفّر أحداً ! ولا هذا من اختصاصنا .. ولا وقت لدينا نضيعه فيه ..! فخالق الخلق قال :(فمَن شاءَ فليؤمنْ ومَن شاءَ فليكفرْ..) وهو يتولّى محاسبة خلقه في الآخرة ،  وإن شاء عذّبهم في الدنيا ، فهو الحسيب عليهم !

 مايهمّنا هو بلادنا ، التي صارت مزرعة للغرباء ( إخوتكم في الإسلام !) .. وما يهمّنا أهلنا، الذين صاروا فرائسَ ، تنهش عقولَها وقلوبَها ذئاب التبشير! حتى إذا هيمنت عليها، بشكل تامّ، سلّطتها علينا ، لِ ( تَـنـتـف لِحانا !) لأنا لا نقبل منها ، أن تـنـتـف لِحى أبي بكر وعمر وعثمان ، وطلحة والزبير، وأبي هريرة ، والبخاري ومسلم !

هذا هو مايهمّنا ، ياقوم ! فدلّونا على نوع الحكمة ، التي نخاطب بها هؤلاء المبشّرين ، الإخوة الأحباب .. (إخوتنا في العقيدة.. من أهل القبلة !).

دولة تركيا ، فيها أعراق عدّة ، غير العرق التركي ، مثل : العرب ، والكرد ، وغيرهم.. فهل نشتم الأتراك ، حين نسمّيهم أتراكا !؟

ودولة سورية ، فيها أعراق عدّة ، غير العرق العربي ، مثل : الكرد ، والتركمان ، والشركس ، والأرمن .. فهل نشتم العرب ، حين نسمّيهم عربا !؟

ودولة إيران ، فيها أعراق عدّة ، غير العرق الفارسي ، مثل : العرب ، والكرد ، والتركمان، والبلوش ، وغيرهم .. فهل نشتم الفرس ، حين نسمّيهم فرساً ، لنحصر بغيَهم على المسلمين ، فيهم وحدهم ، دون الأعراق الأخرى الموجودة في إيران ، والتي تعاني ، هي الأخرى ، مايعانيه غيرها ، من ظلم الفرس ، أبناء وطنها ! ولو اتّهمْنا الإيرانييين كلهم ، بالبغي ، أو الظلم .. لاتّهمْنا سائر الأعراق الإيرانية المظلومة ! فهل هذا هو المطلوب ، من عدم ذكر الفرس بالاسم !؟

حدّدوا لنا ، بحقّ الله ، الحكمة المطلوبة .. من حيث : أبعادها ، وصفاتها ، والألفاظ والجمل الداخلة فيها ، والأوصياء عليها ، الذين يعَدّون مَراجع فيها بشكل حصري ..! كيلا نكتب كلاماً نضلّ فيه ، أو نزلّ ، أو ننحرف ، أو تغلبنا حماقاتنا ، فنكتب كلاماً مجافياً للحكمة ، في تعرية جرائم المجرمين ، الذين يخرِجون أطفالنا من الملّة ، ليجعلوهم أعداء لنا، وجنوداً لهم !

 ( ونحسبنا في غنى عن التذكير ، بأن الحكمة هي هبة من الله .. لا تحصّل بالكدّ ، ولا بالتثقيف الذاتي ، ولا بامتلاك نواصي القرارات ..! ولو حصِّلت بهذا ، أو ذاك ، أو ذلك.. لكان أحكم الناس ، هم مَن لديهم القدرة ، على حفظ متون الكتب ، أوالفراعنة المستبدّون ، الذين هيمنوا على قرارات دول ، وشعوب ، وإمبراطوريات ! وما هو معلوم لدى العقلاء ، أن كثيراً من هؤلاء وهؤلاء ، هم أشدّ حماقة من هبنّقة ، مضرب الأمثال المعروف ، في كتب الأمثال العربية ! إلاّ أن الله ، عزّ وجلّ ، يقول : يؤتي الحكمةَ مَن يشاء ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً ).

لقد عانينا طويلاً ، من ظلم إخواننا ، في سائر الأقطار، لأننا نقارع نظاماً طائفياً فاسداً ، نعرفه ولا يعرفونه ، ونكتوي بناره ولا يكتوون .. بل هم يرونه من خلال شعاراته ، البرّاقة الزائفة .. فيسبّحون بحمده ! لأنه مايزال رافعاً هذه الشعارات ، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث ، في حقيقة هذه الشعارات ، ولا عناء النظر في الواقع الحيّ ، على الأرض ، لهذا النظام الفاسد المفسد ، داخلياً وخارجياً ! عانينا من هؤلاء الإخوة ، وما نزال .. وبعضنا يَلتمس لهم بعضَ العذر، بحجّة عدم معرفة النظام على حقيقته !

فهل مطلوب منّا ، أن نعاني المعاناة ذاتها ، من إخوان لنا أخرين ،  يرون مانرى، ويكتوون بما نكتوي به ، من زحف  التبشير الفارسي ( عفواً .. الإيراني!) إلى مدنهم ، وقراهم ، وبيوتهم ، ومدارس أطفالهم ، ومجالس نسائهم !؟

 وهل ستظلّ الشعارات الزائفة ، تقيّدنا ، وتشلّ إراداتنا عن مجابهة المجرمين ، الذين يدمّرون بلادنا ، وينسفون أخلاقنا وعقائد أبنائنا .. !؟ هل ستظل هذه الشعارات تقيّدنا ، مرّة باسم الصمود والممانعة والتصدّي والتحدّي..! ومرّة باسم الأخوّة الإسلامية ، والوحدة الإسلامية..  فمَن نَسلم مِن ذبحِه هناك ، باسمِ الشعارات الأولى ، يذبحنا حليفه ، هنا ... باسم الشعارات الثانية !؟

 ولنفرض أن هؤلاء القوم إخوة حقيقيون .. ليسوا زائفين ، ولا ماكرين ، ولا حاقدين.. فهل نحن مأمورون ، شرعاً ، أو عرفاً ، أو عقلاً ، أو سياسة ، أو حكمة .. بأن نتركهم يمتطون ظهورنا ، ويقرّحون أكتافَنا بمهاميزهم وسياطهم ، ويأخذوننا إلى حيث يريدون ، دون أن نسمح لأنفسنا ، بقول كلمة واحدة ، تنبهّهم إلى أصول الأخوّة ، وآدابها ، وأحكامها، وأعرافها، وتقاليدها ، ونتائج الاستغلال السيّء لها ، أو العبث بقيَمها النبيلة ... إلاّ وفقاً لحكمة لانعرف أبعادها ومقاييسها ، ولا يملكها إلاّ أشخاص بأعيانهم ، يمسكون بأطرافها بأيديهم ، وأطرافُها الأخرى حلقات مجدولة حول أعناقنا ، كلما كتب أحدنا كلمة لاتعجب أصحاب الحكمة ، شدّوها، فخنقونا بها .. على مذهب طرفة بن العبد : ( لكالطِوَلِ المُرخَى ، وثِنياه باليدِ )!؟

الرحمة ، ياقوم ..! ولا نقول : الحكمة .. فهذه أنتم أهلها ، والأوصياء عليها ، ولا ننازعكم شيئاً منها !

الرحمة بأطفالنا ، ونسائنا ، وشيوخنا ، وقلوبنا ، وعقولنا ، وأقلامنا !

فإن لم ترحمونا ، فارحموا أنفسكم ! لأنا سنلقي على أكتافكم ، مسؤولية كل طفل يعبث بعقيدته مبشّرو الفرس ، ويضلّونه عن عقيدة الإسلام ! سنحمّلكم مسؤولية ذلك ، أمام الله ، وأمام شعبكم ، وأمام الناس جميعاً ! لأنكم تلجمون الأقلام ، عن التصدّي لهذه الحملة التبشيرية المسعورة .. تلجمونها باسم الحكمة ، أو باسم السياسة ، أو باسم الأخوّة الإسلامية ، أو باسم وحدة أهل القبلة ! دون أن تكلّفوا أنفسكم ، حتّى عناء المتابعة البسيطة ، لما يجري على قنوات التلفزة الفارسية ، من حولكم ، من كوارث تشيب لهولها الولدان .. كوارث على مستوى العقائد ـ عقائد إخوانكم أهل القبلة ! ـ وعلى مستوى الأحقاد التاريخية السوداء ، التي تفحّ بها صدور القوم ! ولن نكلّفكم عناء المتابعة الدقيقة ، لما تنشره المواقع الإليكترونية ؛ مواقع الفوم أنفسهم ، والمواقع الأخرى ، التي ترصد أقوالهم وأفعالهم ، وخطبهم وخططهم ، وتصريحات قادتهم ، السياسيين والفكريين .. لن نكلّفكم شيئاً من ذلك ، فأنتم عنه في شغل ، ولا وقت لديكم لمثل هذا..!

حسبكم أن تعرفوا شيئاً بسيطاً عن هؤلاء القوم ، اليوم ! وعمّا يقولون ، وعمّا يفعلون .. لاعن أجدادهم ، بالأمس ، وعمّا قالوا ، وعمّا فعلوا ..!

وذلك .. ليهلك مَن هلك عن بيّنة ، وليحيا مَن حييَ عن بيّنة !

ونفوّض أمرنا إلى الله .