أجواء من التفاؤل

قدس برس

أجواء من التفاؤل

وأنباء عن بداية اختراق لجدار الأزمة

بين حركتي فتح وحماس

الرياض ـ بيروت ــ غزة ـ (فلسطين) ـ خدمة قدس برس

أكدت مصادر سياسية فلسطينية رفيعة المستوى في العاصمة السعودية الرياض أن أجواء من التفاؤل بقرب التوصل إلى اختراق جوهري في العلاقات السياسية بين حركتي "فتح" و"حماس" بدأت تتزايد، وأن المناخ السياسي الآن أفضل مما كان عليه من قبل.

ونفت هذه المصادر التي تحدثت لـ"قدس برس" الأنباء التي تحدثت عن أن طرفي الصراع في الساحة السياسية الفلسطينية على أبواب الدخول في مفاوضات جديدة استجابة للجهود العربية المتزايدة التي تبذلها القاهرة والرياض وعمان، وأرجعت ذلك إلى استمرار التباين حول ملفات الحوار وآلياته وآفاقه.

وفي بيروت أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" أن انفراجا نسبيا بدأ يسود في الساحة السياسية الفلسطينية الداخلية وإن كان بشكل نسبي، وقال "لا شك أن المناخ الآن أفضل مما كان عليه في السابق، حيث أن هنالك جهدا عربيا لدفع الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بالاتجاه الإيجابي، ونحن في "حماس" نرحب بهذه الجهود، لكن حتى اللحظة لا توجد استجابة كاملة من الرئيس محمود عباس لهذه الجهود العربية".

وأوضح حمدان أن "حماس" ملتزمة باتفاق مكة المكرمة الذي أسس لحكومة الوحدة الوطنية، واتهم السلطة الوطنية بإفشاله، وقال "لقد كان هنالك حوار، والذي سعى لإفشال اتفاق مكة المكرمة هو فريق دايتون، لذلك قمنا بالخطوة الاضطرارية في غزة لإنقاذ اتفاق مكة المكرمة الذي قام على أربعة أسس: أولها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وثانيها الشراكة السياسية، وثالثها حكومة الوحدة الوطنية، ورابعها إعادة بناء الأجهزة الأمنية، وهنالك جهود عربية كثيرة لإحياء هذا الاتفاق والذي يتصدى لها ويرفضها هو الرئيس محمود عباس"، على حد تعبيره.

وفي غزة اعتبر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشير المصري في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" أن الأجواء تسير في الاتجاه الإيجابي وأن الحراك العربي الذي كشفته التحركات المصرية والسعودية مؤخرا والذي ينم عن حرص عربي لإنهاء الانقسام لا يترك خيارا أمام الرئيس محمود عباس إلا العودة إلى الحوار الداخلي، لا سيما بعد أن تبين أن الأحلام الأمريكية بإقامة الدولة ليست إلا وهما وسرابا أمام استمرار العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات، كما قال.

وكان وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يتقدمه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل قد وصل الرياض قبل يومين استجابة لدعوة من القيادة السعودية لبحث سبل إنهاء الانقسام الداخلي بسبب الخلاف بين حركتي "فتح" و"حماس".

وتأتي الجهود السعودية بالتزامن مع معلومات مؤكدة عن أن القاهرة قد بدأت هي الأخرى تحركا جديدا لإعادة رأب الصدع الفلسطيني، حيث ذكر عضو البرلمان المصري ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية مصطفى بكري في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان كان قد اتصل هاتفيا مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل وبحث معه سبل وضع حد للخلاف الفلسطيني الداخلي الذي يعصف بالقضية الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن هذه الجهود تواجهها عقبات كبيرة من الرئيس محمود عباس وفريقه وإسرائيل.

وضمن هذه الجهود جاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني مؤخرا التي اعتبر فيها "حماس" مكونا أصيلا من مكونات الشعب الفلسطيني، وهي تصريحات تلقفتها الفصائل الفلسطينية في الداخل وبدأت تحركا جديدا في الضفة والقطاع لإعادة إحياء ما قطعته حرب الأسابيع الماضية بين حركتي "حماس" و"فتح"، حيث قام وفد من قادة الفصائل الفلسطينية بلقاءات مع قادة من الحركتين في غزة من أجل تهيئة المناخ لحوار بينهما على كل الملفات.

واعتبر مراقبون أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأحد (9/12) إلى العاصمة الأردنية عمان واستقبال العاهل الأردني له، وما تلا ذلك من تصريحات تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وأنباء عن جهود لعقد قمة رباعية تجمع الأردن والسعودية ومصر وسورية، قد يكون له انعكاس مباشر على وضع العلاقة بين حركتي "حماس" و"فتح"، لجهة إعادتهما مرة أخرى إلى مائدة الحوار.