لا نريد العودة إلى التخندقات الطائفية البغيضة

سلمان علي البياتي

سلمان علي البياتي

[email protected]

من خلال الملاحظات والتجارب التي مر بها العراق خلال السنوات الماضية نؤكد أن أي تحالف على أساس مذهب أو قومية أو ما شابه من التحالفات الطافئية معناه عودة إلى حالة الفشل التي عانى منها العراق، كما يعني أنها مسرحية للالتفاف على الارادة الجماهيرية التي ودعت التخندق الطائفي.

يجب على السياسيين قبل التفكير في أي تحالف، وقبل الشر وع بالعمل من جديد، عليهم احترام إرادة الجماهير واختيارهم، الشعب اختار الوطنية ولا خيار له سواها، وعليهم احترام هذا الخيار.

إن الشعب الذي رفض التخندقات الطائفية بالطرق الحضارية الديمقراطية، سيتعامل مع أي تخندق طائفي مستقبلي كما يتعامل مع النجاسة (أجلكم الله)، فالطائفية أصبحت نجاسة والمحلول المطهر هو (الوطنية).

نعم التسابق على المناصب مشروع، ولهذا وجدت الانتخابات، لكن يجب أن تحكم هذا التنافس قيم أخلاقية وإنسانية ووطنية، يجب أن لا يضيع الإنسان بين التجاذبات السياسية والتنافس غير الشريف، يجب أن لا يخلق السياسيون دوامة جديدة تلف الضعفاء والمعدمين لتدخلهم في متاهات الضياع والحرمان.

بعد تخلص العراق من الحقبة الطائفية، وبالرغم من أن الجراح العميقة التي تسببت بها تلك الحقبة النكراء في جسد الوطن لما تندمل، يتحدث البعض عن عودة تحالفات طائفية لم تجلب للعراق سوى الدمار والهلاك.

إن من يتحدث عن تحالف محتمل بين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون ربما غاب عنه أنه انتحار سياسي وسقوط في أوساط الشعب العراقي وإن استطاع هذا التخندق تسمية رئيس الوزراء، فالمستقبل السياسي للكتل ليس بما تحصل عليه من مناصب، بل بما تكسبه من نصيب في قلوب الشعب، فهذه هي الثروة الدائمة وما عداها زائل تزيله الأصابع البنفسجية.