فلسطين والقدس والنكبة

محمد هيثم عياش

من يحرر القدس ؟

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / /‏24‏/03‏/10/ ناقش خبراء الشرق الاوسط وعلى مدى يومين / الاثنين والثلاثاء 22 و 23 مارس الحالي / في معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية بالعاصمة برلين مأساة الشعب الفلسطيني  منذ نكبة فلسطين   عام 1948 وسقوط القدس اسيرة بيد الكيان الصهيوني الى وقتنا هذا مرورا بما يطلق عليه اتفاقيات اوسلو لاحلال السلام .

واعتبر خبير الشرق الاوسط من معهد دراسات الشرق الاوسط في واشنطن ناتهان براون انه منذ نكبة الشعب الفلسطيني بسقوط بلدهم جراء اعلان الامم المتحدة تقسيم ذلك البلد الى دولتين صهيونية وفلسطينية بنكبات مستمرة اذ خسر 80 في المائة من الفلسطينيين مدنهم وقراعهم وبيوتهم وازدادت مأساتهم بالجرح العميق الذي اصيبوا به بانفصال   غزة عن الضفة الغربية  جراء الحرب على النفوذ التي قادتها فتح على حماس كما ان هذا الجرح والشرخ لا يشمل حماسا وفتحا بل الشعب الفلسطيني باسره كما ان ماساتهم ازدادت ببناء الجدار الفاصل بين المدن والقرى الفلسطينية الذي حال دون التقاء الاسر الفلسطينية بشكل تلقائي .

وأعلنت خبيرة فلسطين الالمانية هيلجا باومجارتين التي تعمل في جامعة بيرزيت  ان الشرخ الفلسطيني الفلسطيني بدأ منذ التوقيع على اتفاقيات اوسلو المشئومة فقد ساهمت تلك الاتفاقيات ازدياد الهوة بين غزة حماس ورام الله فتح اذ لم يأبه المجتمع الدولي للصراع على النفوذ بين الطرافين المذكورين وكان وراء افشال حكومة الوحدة الفلسطينية التي تم الاعلان عنها في مكة المكرمة .خوف الغرب من الاسلام يعتبر شبيها بالجنون ففوز حماس في انتخابات نزيهة حرة باعتراف الاوروبيين وغيرهم وعدم الاعتراف بحكومة اسماعيل هنية بادئ الامر كان وراء الحرب التي اشتعلت بين الطرفين المذكورين الذي نجم عنه انفصال غزة عن رام الله والغرب ومعهم حكومات بعض الدول العربية يتحملون  مسئولية مأساة الفلسطينيين .

 وزير الخطط والبنى الفلسطينية علي جرباوي ان فصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض لا يعتبر بجديد فهو يعود الى عام 1993 عندما بدأ جيش الكيان الصهيوني بوضع حواجز  لفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض فاذا ما اراد السفر من جنين الى رام الله التي تصل المسافة بينهما الى حوالي 100 كلم  فعليه المرور بثلاثة معابر يعتبر المرور عبرها من المغامرات القاتلة . وأكد  جرباوي ان الفلسطينيين ا يزالون يؤيدون قيام دولتين في فلسطين المحتلة دولة لهم ودولة للصهاينة الا انه اذا لم يقام هاتين الدولتين خلال العامين المقبلين فان الفلسطينيين لن يساهموا الا باقامة دولة واحدة على ارض فلسطين ورفض مبدأ الدولتين التي يطالب المجتمع الدولي بهما لانهاء نزاع الشرق الاوسط .

واعتبرت باومجارتين  سياسة الاستيطان وتهويد القدس التي تنتهجها حكومة الكيان الصهيوني بمثابة حرب على المستوطنين اليهود الذين يعيشون في فلسطين المحتلة ومأساة لجميع يهود العالم اذ ان استمرار هذه السياسة سيؤدي الى الغاء قادة دول الجامعة العربية خططهم التي اقترحوها بمؤتمر بيروت عام 2003  بسلام مع الكيان الصهيوني والاتفاق مع شعوب العالم الاسلامي لتحرير القدس .

وحذر خبير شئون الاسلام ديتليف فون بون من استلام السعودية  قيادة تحرير فلسطين اذ لن يتخلف عنها اي دولة وخاصة دول منطقة الخليج العربي فالامارات العربية المتحدة والكويت ستكونان في مقدمة الدول الاسلامية العربية من يستجيب لنداء السعودية . وعزا  فون بون استلام السعودية قيادة تحرير القدس الى الرابطة بين مكة المكرمة والقدس من خلال ربط القرآن الكريم بينهما / سبحان الذي اسر بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله /  فالمسجد الاقصى اولى قبلتي المسلمين واعادته الى الحظيرة الاسلامية من جديد يعتبر عاتق على السعودية مشيرا بأن الملك فيصل بن عبد العزيز سقط قتيلا من اجل تحقيق امنيته بالصلاة في ذلك المسجد وان الكيان الصهيوني والغرب لا يعي خطر سياسة التهويد ، فقد فشل الصليبيون بتنصير القدس وبقوا فيها مدة وصلت الى تسعين عاما وخرجوا صاغرين وعلى المجتمع الدولي العودة الى التاريخ الانساني من جديد على حد أقوالهم .