بين طلب "رياض منصور"وخطاب شلوميت ألوني
بين طلب "رياض منصور"وخطاب شلوميت ألوني!
هنادي نصر الله
[email protected]
كان الأولى "برياض منصور"ممثل السلطة
الفلسطينية لدى الأمم المتحدة أن يُذكر العالم بمقولة الرئيس الفلسطيني الراحل"ياسر
عرفات"الشهيرة،حين وقف مُخاطبًا العالم أجمع"جئتكم وغصن الزيتون في يدي وبندقية
الثائر في يدي الأخرى؛فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي!"،لاسيما وأن الفتحاويين
وأظن"منصور"منهم مقبلون على إحياء ذكرى رحيله الثالثة..!
رئيس السلطة الفلسطينية"محمود عباس"له
نصيب الأسد في تشكيل الطلب الذي تقدّم به ممثله لدى الأمم المتحدة والقاضي
بوصف"حماس"ميليشيات خارجة عن القانون وتجريم مقاومة الإحتلال واعتبارها إرهابًا!.
هكذا عبّر الرئيس "محمود عباس"عن
وفائه ليس للشعب الذي يدعي أنه ينتمي إليه،بل لسلفه الراحل"ياسر عرفات"نسفّ كل
مقولاته الشهيرة،واكتفى بافتتاح متحف له ووضع إكليل من الزهور على ضريحه!.
الرئيس الراحل"عرفات"أخطأ كثيرًا في
الحسابات السياسية ولعل"أوسلو"من أسوأ أخطائه التاريخية التي لازال الشعب الفلسطيني
يدفع ثمنها حتى يومنا هذا.
غيرّ أن خلفه"محمود عباس"وزمرته دنسوا
ما تبقى من وطنيةٍ وكرامة لفتح ولمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية برمتها،بعد أن
انشقوا عن بندقية الثائر ودمروا مبادئ الثورة والتحرر والنضال،وأسسوا فريقًا
متصهينًا لم يكتفِ بمُسايسة الإحتلال ومصافحته والتودد إليه سرًا وعلانية بل إنكبوا
لمحاربة المقاومة وانتدبوا مبعوثًا لهم ليمثلّ حقارتهم ودناءتهم وخبثهم
ومكرهم،فكان طلب "منصور" ـ ولا أظنه سيُنصر في يومٍ من الأيام ـ بعد أن خرجت
الجماهير الفلسطينية عن بكرة أبيها ولسانها ما كفّ عن مناجاة رب العباد؛طالبةً منه
أن يخلصها من شر هذا الصعلوك وخبثه وعمالته بعد أن وقف حجر عثرة أمام مشروعٍ قرار
تقدمت به الدول العربية إلى الأمم المتحدة يُوصي باعتماد "قطاع غزة"منطقة منكوبة
بحاجةٍ إلى الدعم والمساعدات .
لم يخجل من نفسه بعد أن عطلّ هذا
القرار ووقف ضده؛بل تشاور مع الأوربيين وتحالف معهم ضد شعبه وعروبته،من خلال طلبه
الحقير بتبني قرار جائر يُدين حركة المقاومة الإسلامية"حماس"ويعتبرها مليشيا خارجة
عن القانون ويُجرم المقاومة ويُصنفها إرهابًا!
متجاهلاً الهجمة الشرسة التي يشنها
المحتل ومعه أجهزة أمن السلطة التي ينتمي إليها والمتمثلة في تضييق الخناق على حركة
حماس وأنصارها باعتقال نوابها ومؤيديها تارة وبقطع رواتبهم تارةً أخرى وبإغلاق
المعابر وتجفيف منابع الدعم تارةً ثالثة،مشجعًا بذلك المحتل"ألإسرائلي"ليواصل
مخططاته التهويدية والتوسعية في القدس والضفة الغربية التي سلبها جدار الفصل
العنصري أكثر من 40% من أراضيها .
يحضرني وأنا أكتب هذا المقال خبر
تناقلته وسائل الإعلام مفاده أن "شلوميت ألوني"وزيرة الثقافة والتعليم"ألإسرائلية"السابقة
طالبت خلال لقائها بمجموعةٍ من الضباط"ألإسرائلين"بتقديم إيهود أولمرت رئيس وزراء
دولة الكيان الغاصب ودان حالوتس رئيس هيئة الأركان السابق إلى محكمة العدل الدولية
في"لاهاي"؛لارتكابهما جرائم حرب ضد الإنسانية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني!.
"شلوميت ألوني"إحدى أبرز الشخصيات
التاريخية لحزب"ميرتس"اليساري،لم تكتفِ بطلبها هذا؛بل التمست العذر للفلسطينين في
مقاومتهم للإحتلال"الإسرائلي"بقولها"يتوجب عدم توجيه اللوم إلى الفلسطينين في حال
تنفيذهم عمليات استشهادية،وتابعت قولها للضباط "ألإسرائيليين""كل واحد منكم يداه
ملطخة بالدماء،فهم(الفلسطينيون)يلقون القنابل وأنتم تلقون القنابل،لديكم طائرات أما
هم فليس لديهم طائرات ولهذا يُفجرون أنفسهم!
وعندما اعترض أحد الضباط على تعاطفها
مع الفلسطينين أجابته "هو دم لونه أحمر بنفس درجة الدم اليهودي"!.
تًُرى أين "رياض منصور"ومن يقفون خلفهم
ويمدونه بالحقارة والهوان من اعترافات الصهاينة أنفسهم بحق الشعب الفلسطيني
بالمقاومة وتقرير مصيره؟!
أبت الخيانة أن تُفارق أهلها ولا عزاء
لشهداء مجزرة العثامنة في ذكراهم إلا أن يُفوضوا أمرهم إلى خالقهم؛فقد نساهم رئيس
سلطتهم ومبعوثهم إلى الأمم المتحدة،بل لا 7عزاء لذوي شهدائنا وجرحانا وأسرانا إلا
أن يصبروا فقد انكشفت سوءات المنافقين وبانت عوراتهم السياسية وتجلّت خيانتهم
،وأخيرًا أتمنى أن تُسحب جنسية هذا المتصهين فالأجدر أن يعتنق الجنسية الأمريكية أو
الإسرائلية لأنه أثبت جدارته في تسويق مطالبهم وحماية مصالهم؛لقد نال الصدارة في
العمالة بشهادة العالم أجمع وأمام الملأ.