الأسوأ إسرائيلياً:
الأسوأ إسرائيلياً:
الأصولية الإسلامية السورية
سركيس نعوم
· موظف أميركي سابق رفيع جداً يقول عن سوريا وإيران المؤثرتين في لبنان، رداً على سؤال حول "الاتهام" اللبناني الدائم لأميركا وإسرائيل بحماية النظام السوري نظرا إلى التقاء مصالح الجانبين: "هذا "الاتهام" صحيح.. كان لسوريا قائد محبوب وخبير يحترم كلمته ويعرف مصالح بلاده ونظامه ومصالح الآخرين ويحترمها. كان ممسكاً بالبلاد على نحو جيد. أدرك هذا الرئيس بعد الذي حصل في مدينة حماه في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، والذي كان ضرورياً في رأيه، انه كان كبيراً جدا، فحاول تعويض ذلك ببناء المساجد في كل أنحاء سوريا وبالسماح لمن يريد ببنائها. واستعمل هذه الخطوة المهمة لمعرفته كيف يفكر السوريون وخصوصاً أن معظمهم مؤمنون ومتدينون وممارسون... المعلومات التي ترد في استمرار على واشنطن من السفارة الأميركية في دمشق وتحديدا على الإدارة تؤكد أن الوضع ممسوك. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى؟ هل يتحرك الشارع الإسلامي الأصولي السوري؟".
· قلت ربما صار الأصوليون الإسلاميون السوريون مشابهين لإسلاميي "تركيا العلمانية" أي معترفين بالآخر ومستعدين للعمل معه واحترام نظام الدولة بديمقراطيته وعلمانيته، فردّ: "قد تكون محقاً في ما يتعلق بإسلاميي تركيا. ولكن سأجيب عمّا قلت بسؤال يوجهه دائما أميركيون إلى إسرائيليين. السؤال هو: أيهما أسوأ بقاء النظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد أم رحيله وخصوصاً بعد تنامي الأصولية في سوريا وتحوّل الأخيرة حليفاً لإيران الإسلامية...؟ والجواب: الأسوأ هو الراديكالية الإسلامية المتنامية داخل سوريا. أعتقد أنه في نظر إسرائيل يبقى الخطر الأكبر عليها إسلاميو سوريا وليس النظام الحاكم فيها.
· ماذا عن المحكمة ذات الطابع الدولي التي ينتظرها اللبنانيون بصبر نافد والتي يعمل السوريون لإطاحتها بكل ما أوتوا من قوة؟ أجاب: "لن يصلوا في المحكمة إلى بشار الأسد. ولكن يمكن أن يصلوا إلى قريبين منه أو له. على كل لا اعرف ماذا سيحصل في شأن هذه المحكمة. ولكن هذا هو الواقع. فسوريا صارت أكثر وحشية وتهوّراً أو حماسة وهجوما بسبب كل ذلك. مطالبها اللبنانية معروفة، وهي لن تتخلى عنها. للإنصاف نحن لم نتعاون في البداية مع سوريا بطريقة صحيحة. طلبنا من المسؤولين فيها عبر مسؤول رفيع جداً ثلاثة أمور. نفذوا اثنين منها أبرزهما تسليم شقيقي صدام حسين. أما الثالث وهو إغلاق الحدود مع العراق أمام الإرهابيين فقالوا أنهم لا يستطيعون تنفيذه".
· قلت: يحب السوريون عادة العلاقات الجانبية والقنوات الخلفية وتحديدا الاستخباراتية والعسكرية. فردّ: "معك حق. لكن هناك مصالح كثيرة. سوريا لها مصلحة في ألا تُترك وراء الفلسطينيين وأن تُهمل ويُهمَل معها الجولان المحتل. ولا مصلحة لها في أن يبدأ البحث في حل للمشكلة الفلسطينية من دونها وقبل البحث معها في أرضها المحتلة. .... طبعاً هناك "مشكل" لبناني لسوريا يتمثل بالمحكمة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال الحريري لان معظم الأصابع تشير بالاتهام إليها في هذه الجريمة، بل إلى مسؤولين كبار فيها. لكن رغم ذلك يمكن التوصل إلى حلول وسط".