بتهمة التفكير بالانتساب
بتهمة التفكير بالانتساب وتطور مفهوم الطغاة
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
(أيّ استخفاف بعقول البشر ، بل أيّ طغيان وصل اليه هؤلاء الغجر ، الحاكمون الطغاة الأوباش النّور، أيعقل أن يكون هؤلاء من صنف البشر؟ ويحكمون على النوايا وما بطن ، ولمجرد التفكير بالإنتساب للإخوان في غياهب السجون يُحتشر ، وأي فرعون وصل الى ماوصل اليه طاغية الشام وما فعل ، أيعقل أن يكون هؤلاء من جنس البشر ،ومن دمٍّ وعروقٍ وشعور وأحاسيس وعقل وقلب وما حوى ؟ حاشا أن يكون هذا تعدّياً على أحد، ولكن هناك أقوام من صنف البشر وليسوا من البشر ، فلا عواطف عندهم ولا مشاعر ولا أحاسيس البشر،قلوبهم سوداء متحجرة ، وقد صدئت من طول المكوس وتلبد الفكر ، فهي كالحجارة بل أشدّ قسوة ،كما وصف ربنا سبحانه هذا الصنف في معرض حديثه عن القتل والقتلة والأعمال الناشذه الخارجة عن طبيعة الخلق فقال جلّ من قائل (ثم قست قلوبكم من بعد ذالك ، فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) لا بل يتابع ربنا سبحانه وتعالى ليُشير الى بعض فوائد الحجارة وأن البعض تملك الإحساس فيقول سبحانه : (وإنّ من الحجارة لمَا يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ،وإن منها لما يهبط من خشية الله ) بينما هؤلاء العتاة لارحمة لهم ولاشفقة ولا أخلاق)
حاولت ألا أكتب ، حاولت أن أتوقف عن كل نشاط ، انزويت جانباً ، فوجدت نفسي لا أستطيع ، وكيف يروق لي أن أفعل ذلك وأبناء شعبي يُساقون الى حتفهم كالنعاج ، كل أسبوع أحكام ما أنزل الله بها من سلطان ، ولا يقرها تشريع سماوي أو أرضي ،بل أي قانون من قوانين البشر يُبيح هذا التعسف الخطير على شباب بعمر الزهور، يملكون أحلاماً وردية ، ويرفعون غصن الزيتون ، ولا يعرفون سلاحاً إلا الكلمة ، ليُضربوا ويُذبحوا ويُسحقوا ويُحكموا بغير قوانين البشر
لنحسبها سويةً الى المحكومين ظلماُ اليسوا من جنس البشر ، أليس لهم أشغال وأعمال وطموحات ومسؤوليات ، أليس لهم أهل وأقرباء وحواشي وأصدقاء وأحبة ، أليس لهم أمهات باكيات وأباء كُسرت قلوبهم وأمالهم وهم يرون كيف فلذة كبدهم تُحطّم بفعل قهر من يُحسب على بني البشر، أيعقل أن يجري هذا في عصر وصل فيه الناس الى أبعد من القمر، أيعقل أن تحكمنا عقلية القرون الغابرة ، أيعقل أن يجري هذا على مسمع وبصر العالم أجمع ، الذي يثور بأجمعه لمقتل اسرائيليٍ ولايتحرك لمقتل الأمم
أي نظام هذا الذي يحكم الوطن ، وأي طغيان حواه في داخله ، بالأمس قتلوا من الأكراد واعتقلوا وسحقوا واضطهدوا ، لمظاهرة سلمية مشروعة لا لبس فيها ، وقبلها فعلوا مع مواطنين أخرين لأنهم احتجوا على الغلاء الذي جاعوا بسببة ، وخارت بطونهم ، ولم يكن أمامهم سوى التعبير السلمي فقتلوا، وأُهينوا وسيقوا الى أقبية التعذيب والقذر
واليوم صارت السجون ملأى بالأحرار وكل يوم يزيد فيه النزلاء ، والأحكام بالسنين الطوال لمن تكلم أو اعترض أو عبّر ، أيعقل ألا تُسمى بلدنا ببلد الأشباح ، وبلد النواكب والمآسي، وخاصة بعدما صارت الأحكام حتى على النوايا وما تُحثُ به النفوس ،ماذنب شعبنا وما ذنب أهالينا والى متى السكوت ياأيها الكون على هذا الظلم الى متى ، والعالم ينظر الينا ولا يُحرك ساكناً
أين الضمائر الحرّة في عالمنا العربي لتسمع وتقف الى جانب المظلوم ،أين الضمير العالمي والعالم الحر ، أين المنظمات الإنسانية والحقوقية ، بل أين إخوة العقيدة والدين والنسب ،أين حقوق الإنسان والمنظمات الأممية ندعوهم جميعاً ونناشدهم لكي يُنصفوا شعبنا الذي يُذبح كل يوم فيه ألف مرّة ، وينتفضوا ويقفوا الى جوارنا ، ليفضحوا مايجري من انتهاكات واسعة على أرض سورية الشام الحبيبة