التأجيل خير أم المواجهة

مؤمن كويفاتيه

التأجيل خير أم المواجهة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

بعض المواقف تحتاج الى الحسم في الأمور ، وبعضها يحتاج الى الترّوي ويتكفّل عامل الزمن بحلحلتها ، ولا أزال أذكر كلام الأستاذ وليد بيك جنبلاط الذي دعى للزحف الى قصر بعبدا لإخراج اللحود منه آخر بقايا النظام السوري اللبناني البوليسي الأمني ، وكان الشعب اللبناني آنذاك في غاية الهياج بعد إغتيال رمز لبنان وبانيه الشهيد رفيق الحريري ، وكان تيار 8أذار الموالي للسلطة الغاشمة في سورية في أسوأ ظروفه ، الى أن جرت الإنتخابات التي أتت بالحكومة الهزيلة ، التي دخل اليها حزب الله بقصد الإرباك وشلّ إرادتها في أي وقت ، ليسرح بها مرشد الثورة الفارسية اللبنانية حسن نصر الله حيناً من الزمن ، ولُيدُخلها في المتاهات التي خطط لها لأخذ لبنان اليها ، ليُحول الأنظار عن الهدف الأعلى لثورة الأرز لنيل لبنان حريته واستقلاله ، والوصول الى قتلة رموزه ومحاكمتهم ، والتي فيها المتهم الأكبر ويكاد يكون الوحيد هو النظام السوري عبر أدواته الإجرامية من المنظمات الإرهابية الإجرامية كالقيادة العامة وفتح الإسلام وحزب الله والمردة وجماعة وهاب والقنديل وغيرهم )

ولذلك أقول : إذا كان لابد من المواجهة فيجب أن تكون الأن قبل الغد ، وتأجيل طرد لحود من قصر بعبدا أثر سلباً على قوى التحرر بعدما كان موقف لحود ومن معه ووراءه  هزيلاً ، صار اليوم أكثر استئساداً في الإحتفاظ بهذا المنصب خدمة لأسياده ، مما أضعف الموقف الشعبي اللبناني وارادته ، لا بل زاد الأمر سوءاً أن لحود صار يأتمر الأن مباشرة بأمر مرشد الثورة الفارسية اللبنانية ، ويتلقى تعليماته المباشرة منه دون الحاجة الى الرجوع الى طغاة الشام ، لأنّ المبادرة صارت بيد حسن نصرالله ، ومفاتيح اللعبة صارت عنده ، بعدما ضعف موقف الساسة المُستبدين في سورية ، وصاروا تابعين للقرار الإيراني ، ومفعول فيهم بعد أن كانوا هم الفاعلين ، وبالتالي صارت الأوامر في لبنان ايرانية تبعاً لمصالح أيات قم ونظام الملالي ؛  وبما فيها حماية تابعها بشار ونظامه الذي يحتمي فيها للفكاك من المحاكمة ، وبالتالي صار حسن نصرالله  بموجب هذه المُعادلة القائد الأعلى للحرس االثوري الإيراني ؛ الذي يتبع له كل الأدوات بما فيها النظام السوري ، وصارت صلاحيات حسن نصرالله كحاكم مطلق لولايتي لبنان وسوريا ، ولم يعد يُخفي هذه الحقيقة ، فصاريظهر على الشاشات بصورته الحقيقية دون أيّ مُوارابة ، ليحدد المسارات السياسية ، ويمنع أيّ اتفاقات تضُر بمصالح ايران أولاً ، وليفرض مبدأ القوّة والبلطجة في اتخاذ القرار ،مُهدداً  بما يملكه من الصواريخ والمُتفجرات وادوات الإرهاب التي يستطيع ايصالها  الى بيوت ومقرات وسيارات القوى السياسية الرافضة لأسلوبه ، متجاوزاً في تهديداته سلطة الدولة والأمن والجيش ، وضارباً بعرض الحائط وجود المؤسسات ، لتصل وقاحته بأمره للحود لإعلان العصيان

 وبالتالي وأمام هذا الواقع الأليم ، إذا لم تُستنهض الهمم من جديد لمواجهة هذا التمادي في مشروع حزب الله التدميري وايقافه عند حدوده ، فمن حقنا أن نقول بعدها عليك السلام يالبنان ، وهي دعوة ليست للحرب ، وإنما لوضع النقاط على الحروف ومواجهة هذا الواقع الُمرّ الذي يستفحل خطره ، في هذا البلد الغالي ، الذي دفع الكثير الكثير من الضحايا العظام لنيل استقلاله وحريته وكرامته

 ثم بعد هذا المشوار الطويل من التضحيات : أيعقل ان يقف قادته مكتوفي الأيدي أمام هذا التهديد الصارخ لهذا الأرعن

 أو أيعقل أن يؤجل الإستحقاق الرئاسي للمرة الثالثة ؛ لكي تُمّكن القوى العميلة لحلف طهران من تصفية الأغلبية من النواب لنسف مادفع اللبنانيون الكثير للوصول اليه ، وأيُعقل بالقبول من تلك القوى أن يُسمح لها الإستفادة من جرائم الإغتيال ، وكل مفاهيم علم المنطق تمنع هذا ، وحتى في الرياضة اذا أُصيب اللاعب وخرجت الكرة أو لم تخرج فإن الفريق الأخر يعمل على إيقاف اللعب وإهداء الكرة لهذا المتضرر كتعبيراً عن التضامن والروح الأخوية ، بينما هنا يستفاد من هذه الجرائم وتُستغل أسوأ استغلال

وأيعُقل أن يوصف تيار التضحية ، وتيار النكبات الذي نُكب بقتل قادته ظُلماً أن يوصف باللصوصية والقتلة ، بينما القاتل يسرح ويمرح ويُهدد ويوعّد بالمزيد ، وبالتالي فاللص هو من وصف غيره بذلك ، وهو من قبض المليارات من الخامنئي كمكافئة عن أعمال تضرّ بالمصلحة الوطنية اللبنانية

وأيُعقل أن يُترك الخائن الذي باع وطنه وذهب بلبنان الى حرب تصُب قي مصلحة الأغراب في بناء إمبراطوريتهم المشؤومة، ودون إذنٍ من سلطة الدولة ، مما أدّى الى إثقال الخزينة بالديون ، وهروب الإستثمارات الى الخارج ، هذا ماعدا عن عدد الضحايا الأبرياء  والأضرار الواسعة التي لحقت بالأبنية والمحلات والجسور والأنفاق والبنية التحتية التي بناها اللبنانيون بعرقهم ودمهم

 وأيُعقل أن تُحتل الساحات وتُحاصر بيروت لإعادة مأساة مقتل عثمان ، لقتل الإرادة السياسية ، ليستولي على هذا البلد اللصوص وشُذاذ الأفاق ، وليعود لبنان الى المجهول ،

أيُعقل أن يُسمح بأن يكون هناك وكلاء عن الإحتلال الإستخباراتي الأمني السوري اللبناني البغيض ، وأن يكون عنجر جديد في المربعات الأمنية في الجنوب ، لتدير الأعمال الإجرامية من جديد

 وأخيراً : أيُعقل أن يعود لبنان الى عهد ماقبل الإستقلال وتضيع التضحيات ، ويُترك لهؤلاء العابثون اللعب فيه من جديد ، وتحويله الى حظيرة يرتع فيها القتلة والمجرمون ، وممن جعلوا منه حديقة خلفية لتمرير الصفقات المشبوهة من خلاله ، ولمن حوّله الى سجناً كبيراً في العهد السابق كما هي حال سورية حالياً ، في ظل القادة الأشاوس الذين انتصروا على المواطن فقهروه وجوعوه وكمموا فاهه ، وتركوا سماء سورية وأرضها مُستباحة للعدو الإسرائيلي