دمشق الجديدة وسوريا الحديثة

موقع النداء

دمشق الجديدة وسوريا الحديثة:

دعونا من هذه الدعاية!

موقع النداء

منذ مدة والحملات تتواصل في مواجهة خطة تنفيذية تحاولها محافظة مدينة دمشق، هدفها تغيير ملامح دمشق القديمة وتحويلها الى مدينة "جديدة" في المنطقة الواقعة غرب سور المدينة التاريخية على امتداد شارع الملك فيصل، وبموجب خطة المحافظة، سوف تزول أحياء وأسواق عمرها مئات السنين، ويتم من خلالها تدمير انماط معيشة وعمل لمئات آلاف السوريين الذين أعطوا لعاصمتنا كثير من سمعتها والقها وتاريخها وحضارتها.

وفي مواجهة تلك الحملة التي وجدت لها تعاطفاً من الاوساط والمنظمات التاريخية والحضارية والثقافية في سوريا والخارج، ثمة من يحاول القيام بحملة مضادة، هدفها الترويج لخطة محافظة دمشق، التي تراعي اعادة هيكلة المدينة من خلال تقديم نموذجين عما قامت به المحافظة في منطقة القرماني قرب المرجة وفي الشيخ سعد بالمزة، حيث هدمت المنطقتين وشردت اصحابها من السكان واصحاب المحلات، وتم ذلك وسط دعم اعلامي من بعض الصحف والمواقع الالكترونية المملوكة للحكومة والخاضعة لها في حملات ذات طابع تضليلي، يزيف المعطيات والحقائق بقصد تمرير مخطط المحافظة، والذي سيخدم في نهاية الامر عدد محدودة من اصحاب المال الطامحين في الكسب باية طريقة كانت، وبتسهيلات من المحافظة تحت حجج غير واقعية.

    إن ما يجري في خطة محافظة دمشق يذكرنا بمقولة سورية الحديثة، التي كثيراً ماروج لها الاعلام الرسمي عن سوريا منذ ان حكمها حزب البعث في العام 1963، والتي تعني حسب تلك المقولة، انها بلد افضل ما يكون، بينما هي في الواقع في اصعب حالاتها واشد احوالها تردياً وتدهورا. فسوريا "الحديثة" التي قدموها لنا، هي سوريا المحكومة بقانون الطوارئ منذ ذلك الوقت وما تزال، مما يعني غياب الحريات وهدر الحقوق وانتهاكها، وعيش السوريين تحت عبء النظام الامني الذي يخضع تفاصيل حياتنا بما فيها الصغيرة لمقتضياته اضافة الى ما قام به من اعمال سجن وملاحقة وتشريد للسوريين. وسوريا تلك، هي التي جعلت واحد من كل ثلاثة سوريين اغلبها في مناطق انتاج الخيرات السورية من نفط وقمح وقطن تحت خط الفقر حسب وثائق رسمية، وهي بلد فيها أكثر من مليوني عاطل عن العمل أكثرهم من الشباب والنساء وكثير منهم من اصحاب الشهادات العليا والمتخصصة حسب معطيات رسمية ايضاً، وهي البلد التي تبلغ مستويات تكاليف الحياة اليومية والاساسية أضعاف مستويات الدخول والرواتب التي تصرفها الحكومة للعاملين فيها، وهي بلد الفساد والرشوة وانخفاض الانتاجية، وسوء المنتج والخدمات.

 ان محبة السوريين لبلدهم، هي التي تجعلهم يسعون الى استبدال صورة "سورية الحديثة" بما هو أفضل منها بصورة حقيقية فيها عدل وحق وحرية، ومحبة السوريين ومنهم سكان العاصمة دمشق، هي التي تدفعهم للتدقيق فيما يجري ورفض خطة محافظة دمشق المعلنة وحملة الترويج المضللة الجارية، لان تحديث دمشق وتطوير حياتها، هو أكثر من مجرد هدم وإقامة منشآت بديلة، إنه حفاظ على المدينة وتراثها الحضاري والانساني وتطويره، ومساعدة سكانها في تطوير حياتهم وتجاوز مشاكلهم.