العنف المشروع في نظام الملالى

أبو شاكر الاحوازى

أبو شاكر الاحوازى

رصد باحثوا التاريخ فى سيرة الملوك و الجبابرة الاليات التى يسوقونها لانفسهم لشرعنة ممارسة التعذيب ضد الخصوم كما فعل فرعون بقوم موسى ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُل مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)) (غافر 26)

و ما فعلت البابوية فى الكنيسة بالناس فى القرون الوسطى بعد ما اتخذوا من انفسهم مندوبون من الله .

كما كان متوقعا كان يوم امس يوما عاصفا و مشوها للحركة الاصلاحية التى يتقدمها هاشمى رفسنجانى –خاتمى- موسوى و كروبى و يوما حافلا بالنصر كما يعتقد المحافظون و على راسهم المرشد الاعلى خامنه اى و الرئيس احمدى نجاد و المؤسسة الدينية بكل اقطابها كالمدرسة الحجتية الذى يديرها ايت الله مصباح يزدى و المتخرجين منها .حيث مثل امام القضاء الذين اعتقلوا فى اولى ايام الاضطرابات ومنهم قيادات من تيار الاصلاح و من ضمنهم البارز محمد على ابطحى(المعروف لدينا كاحوازيين مدير مكتب محمد خاتمى الرثيس الاصلاحى السابق حيث خرجت الوثيقةالمعروفة التى بموجبها يتم تهجير الاحوازيين الى مدن فى العمق الايرانى اذ كانت الشرارة التى ادت باندلاع انتفاضة نيسان المجيدة) حيث بدا واضحا عليه اثار التعذيب (الترهيب و الترقيب) و الطريقة التى اخذت منه الاعترافات بواسطة الاستخبارات الذين دخلوا تدريبات فى روسيا و كوبا حيث يستعملون الطرق الخاصة لاخذ الاعترافات اذ قال ان رفسنجانى يكن العداء لخامنه اى و قد توصل الى اتفاق بينه و بين محمدخاتمى و مير حسين موسوى و كروبى متحدين فى الهدف و الغاية و ان يحمى احدنا ظهر الاخر و جدلا لو كان ابطحى صادقا فى ما قاله فما هو السبب الرئيسى بان تشير الاصابع الى هاشمى رفسنجانى ؟

و هل كان هناك حقا صراعا بين الرجلين ام بين تيارين؟

الواقع كان هناك صراع فكرى و منذ اولى ايام الثورة بين رفسنجانى و خامنه اى و بدا واضحا و على العلن ايام رئاسة جمهورية خامنه اى و رفسنجانى كرئيس البرلمان اذ تدخل الخمينى بين الرجلين و قال بالحرف الواحد متى اختلفتم انتم الاثنين هناك خوفى على الثورة و النظام.حتى اصبح اليوم خامنه اى هو الرجل الاول اى المرشد و نقطة فصل الخطاب .

و الثانى رفسنجانى اذ يحتل رئاسة مؤسستين مهمتين هى رئاسة مجلس الخبرا اذ من اختياراته تقليص صلاحيات المرشد او عزله وايضا رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام و نفوذه الواسع بين المراجع و رجال الدين و الرجل الاول الداعى للاصلاح حيث اصبح خطرا على ولايت الفقيه و لم تمضى ساعات عن بث الاعترافات المفبركة حتى بدأت الهجمات الاعلامية الشديدة اللهجة من المحافظين داعين على محاكمة هولاء بتهمة المؤامرة ضد الثورة و النظام و قد بدا بالفعل استياء الشارع من رفسنجانى .

ان حجم المؤامرة المحيوكة ضد رموز الاصلاح و خطرها عليهم جعل الاصلاحيين ان يردوا على تلك الفبركة الاعلامية و بقوة اذ قالوا لم نكن ضد الثورة بل نريد تنقيتها كفى حملات يراد بها تصفية جسدية و معنوية كما فعلوا مع منتظرى و فروهر و ان هذه المسرحيات معروفة لدينا حيث نحن ابناء الثورة و انها لا تزيد الا بتدهور الاوضاع فى الشارع .

ان تمثيلية الاعتراف ما هى الا خطوة الى تطويق و محاكمة رموز الاصلاح اذ صرح بها احمد جنتى قبل اسابيع فى خطبة له فى صلاة الجمعة حيث قال انه سياتى يوما اذ نحاكم هولاء الذين حاكوا المؤامرة ضد النظام و الثورة و هو يقصد ان الاعتراف المراد سيوخذ و الحكم صادر مسبقا.

و فى تقديرنا ان ما جرى من تمثيل للاعترافات فى محكمة الثورة ما هى الا مسرحية مشروخة كما حصل لعزت الله سحابى اذ اعترف بالذنب وهى الخيانة و بعد ايام من خروجه قال لم اقلها لو لا التعذيب الرهيب و هكذا مع افشارى احد مسئولى مكتب تحكيم الوحدة الحى الحاضر فى امريكا و لنا كاحوازيين خير دليل الاعترافات المفبركة للشهداء مهدى النواصرى و على العفراوى و الاخرين الابرياء الذين اعدموا بعد انتفاضة نيسان المجيدة.

و الله من وراء القصد