هل يتذكر العربان المسجد الأقصى؟
هل يتذكر العربان المسجد الأقصى؟
جميل السلحوت
في مثل هذا اليوم من العام 1969 تمّ احراق المسجد الأقصى، وأتت النيران على أجزاء منه، ومنها منبر صلاح الدين التاريخي. وتمت تبرئة المجرم مايكل روهان مشعل النيران بحجة اختلاله العقلي. تماما مثلما هي بقية الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، فالمجرمون مختلون عقليا تمهيدا لتبرئتهم! وروهان هذا قال في حينه بأنه ينفذ أوامر الرّب بحرق المسجد الأقصى تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم، وهذا يذكرنا بالرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي احتل العراق ودمره وقتل شعبه بناء على أكاذيب اختلقها، وزعم هو الآخر بأنه يتلقى أوامره من الرّب.
واذا كانت جولدة مائير رئيسة وزراء اسرائيل في حينه لم تنم تلك الليلة ظنا منها بأن الجيوش العربية والاسلامية ستهاجم اسرائيل ثأرا للمسجد الأقصى، فهذا يدلل على معرفتها بأن المسجد الأقصى جزء من العقيدة الاسلامية، ويدلّ أيضا أنها أكثر حكمة من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالي، الذي قسّم المسجد الأقصى زمانيا بسماحه لليهود– ومن ضمنهم وزراء وأعضاء كنيست- باقتحامه وتدنيسه بشكل شبه يومي تحت حماية قوى الأمن الاسرائيلية، تمهيدا لتقسيمه مكانيا، وهذه الاقتحامات شبه اليومية مجرد اختبار لردود الفعل العربية والاسلامية الرسمية، والتي لا تزيد عن بيانات استنكار خجولة.
غير أن بالونات نتنياهو الاختبارية يغيب عنها ردود الفعل الشعبية لمسلمي العالم الذين يؤمنون بأهمية المسجد الأقصى الدينية كونه قبلة المسلمين الأولى، وكونه واحد من المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال لأنه جزء من العقيدة الاسلامية. وأن أيّ مساس بالمسجد الأقصى سيثير حروبا دينية سيعلم مشعلوها متى سيبدأونها، لكنهم لا هم ولا غيرهم يعلمون متى ستنتهي، لكن لهيبها بالتأكيد سيهدّد السلم العالمي ولن ينجو منها أحد.
إن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى هذه الأيام خطر حقيقي، فهل يتنادى عقلاء العالم لمنع هذا الخطر قبل وقوعه؟