الهجمة اليهودية الإجرامية على غزة

عبد الله شبيب

الهجمة اليهودية الإجرامية على غزة

نتائج ..ودلالات

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

تبدو ملحمة غزة الأخيرة .. –  حلقة من سلسلة أو سلاسل من الملاحم الطويلة المنتظرة – والمتصلة بما قبلها وما بعدها – مع تفاوت في الحجوم والخسائر – وليست الملحمة الأخيرة ..ولا الوحيدة ..

.. ولقد أجمع الأكثرون – حتى من بعض الأعداء أن المنتصر في تلك [ الملحمة ] هي المقاومة .. لأنها [ صمدت ] وحافظت على وجودها وقوتها بل وتزداد قوة وتأييدا.. ولأن العدو لم يحقق من أهدافه المعلنة شيئا يذكر .

.. أما إن كان المقياس بعدد الضحايا وكمّ الخسارة – وموازين القوى المادية –فهذا حساب آخر .. لا يدخل – غالبا – في مثبطات الباحثين عن وطن وتحررر والمقاومين للغزاة والطامعين..وإلا لما تحرر شعب ولا وطن !

.. نقول ..بغض النظر عن النتيجة العامة لتلك [ المقتلة اليهودية التوراتية النهج والرائحة ] فإن لها نتائج ودلالات فرعية بل وأساسية يمكن استخلاصها من ذلك الحدث الهائل والبشع واليهودي .. ومن ذلك :

1- ارتفاع أسهم المقاومة وحماس محليا وعالميا .. فلطالما سمعنا الحشود المتظاهرة في معظم أنحاء العالم تؤيد المقاومة وتتعاطف معها وتهتف لها وتنادي بموت القتلة المعتدين ..ويهتف الكثيرون ( كلنا حماس )...وبذلك أحدث العدو [ الغبي قصير النظر ] عكس ما كان يهدف إليه !

2- تكوين أجيال من الساخطين والناقمين ..- وخصوصا من الأطفال وغيرهم – الذين شاهدوا وعاشوا وعانوا الإجرام اليهودي المتوحش ..والهائل ..وحتى الذين شاهدوه عن بعد على شاشات الفضائيات ..فأؤلئك لم – ولن ينسوا ما شاهدوا .واختزنوا في أنفسهم وذاكرتهم ..آلاما هائلة ستظهر في الواقع على شكل انتقام – مواز – من المجرمين وأنصارهم وورثتهم -!.

  وقد يؤدي ذلك لنشوء منظمات أكثر تطرفا وعنفا !

3- رفع أسهم القاعدة وتعزيز فكرها ونهجها .. وإيجاد ( نفسيات ومشاريع استشهاديين ) كثير مستعدين للالتحاق بها ..لينتقموامن المجرمين وممن يدعمهم أيا كان وبأي شكل !!!

4- تهديد جدي لأمن النظم التي ساندت العدوان الهمجي اليهودي ..وخصوصا دول أوروبا وأمريكا التي كانت تبدو –أحيانا – شريكة كاملة في العدوان والهمجية !

5- بداية بذرة التغيير في كثير من الأوضاع في المنطقة ..والتي ستؤدي في النهاية ..إلى انفلات الحبل من يد [الموساد ] الناظم للتحركات والسكنات والمواقف – كما بدا ويبدو ..ولذلك كان الهجوم الوحشي – مع الاطمئنان لعدم الرد المؤثر وعدم المحاسبة – وضمان صمت سائر الجبهات الأخرى – صمت القبور – بل والمساهمة في إعانة الغازي أحيانا بشكل أو بآخر ..بحصار أو بمعلومات ..أو بتشكيك أو تحريض ..إلخ

..ولكن التغيير المقصود والمطلوب قد لا يكون سريعا ..وبالتأكيد ليس بتلك السهولة المتوقعة !

6- تراجع التأييد لليهود والتعاطف معهم [ في ظل مسكنتهم بدعوى الهولوكوست وفرضها عقيدة للضالين وقانونا مقدسا لا يمس ولا يشكك فيه في مختلف أنحاء العالم ].. – وقد انكشفت جرائمهم البشعة للعيان أمام جميع العالم ..الي أدانها معظمه ..إلا الحاقدين على العرب والمسلمين والطامعين فيهم والعاملين على إفنائهم وسلب خيراتهم !

7- .. بداية عودة الفكر النصراني التقليدي الذي ينظر لليهود [ كقتلة لإلههم!]ومعذبين له ..ومصرين على أن يكون [ دمه عليهم – اليهود –وعلى أولادهم ] كما هتفوا أكثر من مرة للحاكم الروماني ليقتل المسيح ..هكذا روت الأناجيل النصرانية !

.. ومن هنا لا حظ بعض المفكرين اليهود [ يقظة الروح اللاسامية] وتصاعدها في أوروبا ثانية – وهي كذلك مما [ ساق اليهود] المشرعين الأوروبيين لجعلها قانونا مقدسا لا يجوز الاقتراب منه أو التعرض لجرائم اليهود ..لا ضد المسيح والأنبياء ولا ضد [ الجوييم ] من الفلسطينيين وأطفالهم ..ولا حتى ضد الأوروبيين أنفسهم فهو [عقيدة فوق العقائد]!

.. يضاف إلى ذلك [ عودة الصورة التقليدية لليهودي المرابي المبتز ] ومصاص الدماء          [ الشيلوخي كما في مسرحية شكسبير تاجر البندقيةالتي كاد اليهود يخفونها من الأدب الإنجليزي ومن كل أوروبا !]..ذلك اليهودي الاستغلالي الفاحش  والتآمري القاتل  الذي طالما ثارت عليه أوروبا ..وأدى [ تجمع ] الغضب الشعبي من سلوكه ..إلى مذابح متكررة لليهود في مختلف الأقطار الأوروبية خلال ما يسمى (القرون الوسطى )!

  فلم يبق بلد أوروبي لم يذبحهم أو يطردهم ..ولم يجدوا لهم ملاذا وملجأ  إلا في بلاد المسلمين ..وتحت ظل خلافتهم ..فردوا الجميل بأن عملوا على هدمها وتقويضها .. وسلب جزء عزيزمن وطن العرب والمسلمين ..والانتقام من أهله ومن حولهم..لأن أسلافهم – أي اسلاف العرب المسلمين الذين يذبحهم اليهود –قد أجاروا اليهود  وأكرموهم .. فكانوا ( كمجير أم عامر- أي الضبع ) كما في المثل العربي المشهور !!

8- بلورة رأي عام إسلامي موحد – وراء غزة والمقاومة وفلسطين والأقصى – سيكون له بالتأكيد ما بعده ..ولن تظل الشعوب مقيدة ومنومة ..ولا بد ـأن تحقق آمالها بالوحدة والتحرر والنهوض ..وتحقيق( حلم )الخلافة الراشدة الجامعة الموحدة الواحدة الحرة الناهضة !

9- حاول اليهود – في [ ضربة الجبان القاسية ] التي وجهوها إلى غزة ..أن يخيفوا غيرها ..ويرسلوا للآخرين رسالة : أن إذا حاولتم [ عصيان أوامرنا ومخالفة إرادتنا أو التمرد علينا ] فهذا مصيركم .. وهكذا سنفعل بدياركم وأطفالكم وشعوبكم !..فحافظواعلى [ منجزاتكم ] بالمحافظة علينا ومداراتنا وعدم التعرض لنا أوتعويق مصالحنا ..إلخ !!وإقرار اغتصابنا لما نغتصب ..وإجرامنا فيما نجرم .. فعليكم مواصلة [الرضوخ ] وإلا..!!

10- وأخيرا وليس آخرا – عداعن تعرية بعض النظم والجهات المتواطئة والمتآمرة – فقد عرت [ تلك الهجمة القذرة ] الوجه الصهيوني القبيح ..وخطر مثل هذه الدولة [ المتمردة والخارجة على جميع القوانين والقيم والشرائع والأخلاق والإنسانية ]بل المعادية لها بشراسة .. فحين تضع قوة هائلة في يد إنسان [ أو وحش في شكل إنسان ] كاليهود الذين هاجموا غزة –ولا زالوا يهاجمون – وتطلق ذلك [الوحش الذي بلا ضمير ] فإن خطره سيكون داهما وكبيرا على البشرية جمعاء – خصوصا وأنه يختزن عقيدة[ الحقد على كل الغوييم = غير اليهود ] ويعتبرهم حيوانات وعبيدا له يجب أن يخضعوا لإرادته !

وهو وإن كان الآن يستغل البعض فيؤيدونه في إجرامه..فإن هؤلاء المؤيدين ..سيأتي دورهم – يوما ..وحتما – ودور شعوبهم..خصوصاحينما يبدون عقبة في طريق المشروع الصهيوني العالمي الكوني ..الي لا تقف مطامعه عند حد !

 .. ولذا يتعين على ( جميع العالم العاقل ) أن يتعاون على مكافحة هذا [الوباء الصهيوني الشرير ] الزاحف بلا رحمة ليفعل في كل الآخرين [ الجوييم ] ما فعله بغزة وأكثر ..! – راجعوا أسفار التوراة والتلمود إن شئتم ..ففيهما الخبر اليقين..وصورة الماضي الذي يسحبه الصهاينة على الحاضر والمستقبل !

.. يجب الحد من ذلك الخطر الصهيوني الهمجي غير المحدود ..قبل فوات الأوان ..وقبل أن تكتشف – وخصوصا الشعوب الأوروبية والأمريكية وغيرها – أن حكامها الذين يسوقهم اليهود من خطامهم – يسوقونها لشر مصير ..فتندم شر ندامة ولات ساعة مندم  ..!!!

11- دفن [ خيار الاستسلام ] إلى الأبد .. فما على الذين جعلوه [ خيارا استراتيجيا ] إلا أن يبحثوا لهم عن مدفن بجواره ! ..أو أن يستعدوا للانضمام كولاية تابعة في الإمبراطورية اليهودية – إن أمكنهم ذلك ..! ولن يترك اليهود لهم مجالا إلا مكان العبيد والبهائم ...الذي يعطيهم إياه التلمود ..واليهود لا يتعدون تعليمات التلمود !!

.. هذا إذا لم يكن لديهم استعداد للرجوع إلى الشعوب ...وتجربة خيار [ مهادنتها ] والاعتراف بها والثقة بإمكاناتها .. ولا بد من ررص الصفوف ..وربط الأحزمة ! والاستعداد للتضحيات .. فقد نلاقي بعض الصعوبات ..كبعض ما لاقت غزة ..لكننا سنذوق طعم الاستقلال الحقيقي وطعم العزة... ثم لا يلبث باطل العدو أن يذوب أو ينتحر .. أمام إصرارنا على حقنا ..وصلابة كفاحنا ومواقفنا وتضحياتنا .. فلا سبيل غير ذلك ولا بديل له إلا الموت والفناء ..أو العبودية الأبدية لأخس حشرات الأرض الصهيونية !!!