الدم والدمع يغطي المكان والزمان فمعذرة
الدم والدمع يغطي المكان والزمان فمعذرة !!
أديب طالب
قال كاتب " ممانع " ، " مقاوم " ، " حربجي على الآخر " في 31/12/2008/ ::
<<هذه المجزرة الاسرائيلية رسخت قيم المقاومة، وانهت عملية سلمية مضللة، ومهدت لصعود جيل جديد من الاستشهاديين، يتحرق شوقا للانتقام لاشقائه وآبائه الذين مزقت اشلاءهم الصواريخ الاسرائيلية.>>
الكاتب يتحرق شوقا الى ان يلعب أطفال غزة بأشلاء الاسرائيليين كما صرح احد قادة حماس . ما نخافه ان تقبض حماس كلام الكاتب وكلام قادتها والنتيجة ان تفنى غزة عن بكرة ابيها كرمال الايراني وكرمال السوري !!! ، في نفس الوقت الذي نحتسي فيه الشاي انا والسيد الكاتب ، وكلا منا " منجعي " امام شاشة بلازما مئة بوصه ، واحد في لندن وواحد في بيروت
وقال كاتب آخر من نفس الطينة والعجينة :
<< مجزرة غزة أخمدت الشراكة مع إسرائيل وأشعلت الانتفاضة ضد الحكام >> .
ان كانت ثمة شراكة مع اسرائيل فهي لن تخمد بدليل ان الحكام هم هم من خمسين سنة ، وليس ثمة ادنى فرصة للانتفاضة المزعومة ، وسيبقون خمسين سنة قادمة باذن الله . والحالم بلا قدرة على الفعل ، عليه ان يرحم نفسه ومصدقيه من جريمة التضليل .اعادة التهدئة ،وقف النارالمديد المديد، في ظروف محمية اقليميا ودوليا حتى ولو كان اوباما يلعب الغولف حاليا أهداف معقولة في العلم العسكري الاسرائيلي وفي مزاج شعب يهود
قالت :
'يديعوت احرونوت' 29/12/2008
<< لا يدور الحديث عن استسلام حماس او انهيار حكمها، بل عن خلق خراب في البنية التحتية يلزم المنظمة بالانشغال لزمن اطول بذاتها الى أن تعيد بناء نفسها. هذا الخراب كفيل ايضا بان يحمل حماس على الفهم بانها لها مصلحة في الوصول الى تسوية تهدئة طويلة المدى بالشروط التي يمكن لاسرائيل أن تحتملها.>>
قادة حماس ،لسنة ونصف يحتجزون مليون ونصف رهينة ، يحتجزون ناخبيهم بمعية البؤس والجوع والخوف والبرد وآلام المرض ، هكذا كافأ القادة من اولاهم ثقته ، لا كانت الديمقراطية ولا كان الانتخاب المشؤوم ! .
هل تدفع حماس من بنيتها العسكرية وكوادرها المدنية فاتورة الدعم الايراني السوري ؟
هل ستصب ال 650 شهيد + 1000بناية مقصوفة العمر + 4000 جريح في البنك السوري الايراني لحساب دعم النووي وتعزيز المفاوضات مع اليهود الصهاينة ومع الامريكان الصليبيين ؟
هل عند قادة حماس الاصرار الكافي للبقاء في صلب " البلوك " الايراني السوري حتى لو ابيدت غزة عن آخرها ؟ .
كل ما عرضته الفضائيات : نواح تذمر شكوى استجداء بكاء عويل اموات وجثث واشلاء مرعبة وهذه مفردات لغة قد يشفق البعض علينا بسببها ولكنها لن تصنع انتفاضة ثالثة وسنخسر بفضلها اوراقا مهمة على أي طاولة للتفاوض .
قال طلال سلمان – مع حفظنا للالقاب – قال :
«... ومن آسف ان العصبية الحزبية قد تركت في السجن رفاق سلاح لمحازبي »حماس«.
نقول : تركوهم يقتلون تحت قصف ال اف 19 والناجون اطلق اخوانهم عليهم الرصاص ويقال على اقدامهم ، مهزلة مبكية مقرفة ، الموت افضل من فعلها او حتى سماعها ورؤياها .
هذه المقالة صور مشوشة وآراء مرتبكة مربكة فالدم والدمع يغطي الزمان والمكان فمعذرة .