فلسطين الحوار العقيم

عبد الله شبيب

فلسطين

الحوار العقيم ؛

والتفاهم المستحيل بين اتجاهين متناقضين!!!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

المهم المبادئ والثوابت للقضية والوطن لا الأشخاص ولا المنظمات:

لا يهمنا الأشخاص ولا حتى الهيئات والمنظمات والمؤسسات ..مهما كانت تسميات أي منها

 ( منظمة أو سلطة ، فتحا أو حماسا ، شعبية أم ديمقراطية ، جهادا أو نضالا ..إلخ)

.. المهم هو فلسطين وشعبها ومصالح ذلك الشعب وجوهر القضية وثوابتها التي لا تقبل التبديل أوالتعديل أوالتنازل أو المساومة .. كحق العودة مع التعويض المناسب عن استخدام الأملاك وعن معاناة أصحابها وخسائرهم وآلامهم نتيجة الظلم [ الكوني ] الذي وقع عليهم .. تشارك في ذلك كل القوى والجهات التي تسببت وساهمت فيه بشكل مباشر أو غير مباشر ! طيلة المدة الماضية ؛ وكذلك القدس والمياه وكل الحقوق الإنسانية للشعب صاحب الأرض الأصيل ..وأما الدخلاء فليرجعوا – أو يرجع معظمهم من حيث أتوا أو أتى أسلافهم الذين أورثوهم أرضا وممتلكات ليست لهم ولاحق لهم فيها من أية ناحية من النواحي .. إلا بالكذب والإرهاب والتزوير والادعاء والتلفيق والأساطير والخيالات .

.. يضاف إلى ذلك .. أو يُسعى إليه بكافة الوسائل المشروعة التي يعتمدها الشعب للمطالبة بحقوقه ..وفي مقدمتها حق المقاومة بكل الوسائل وأولها وأهمها المقاومة المسلحة التي لا يقتنع العدو إلا بها ! ولا يجوز التخلي عنها – بأي شكل من الأشكال ..ما دام يدنس عدومحتل ذرة من ثرى الأرض المقدسة : الوطن والملك التاريخي للشعب الفلسطيني العربي المسلم !

المقاومة المسلحة أفضل الحلول:

.. ويبدو أنها – أي المقاومة – هي الحل الأمثل والناجع .. بل والوحيد .. كما حصل في حالات جنوب لبنان ومنطقة قطاع غزة ... وكما كان يمكن أن يحصل في الضفة كذلك – من انسحاب للنجس اليهودي - لو تصاعدت الانتفاضة وتعسكرت – كما طالبنا وكما كان يجب أن يكون لولا [ سلطة عباس- فياض – دايتون – وشركاهم ].. في منطقة يتشابك فيها اليهود – جنودا ومستوطنين ومستعمرات وغير ذلك – مع المواطنين الفلسطينيين أهل الأرض والوطن .. حيث لم تُجْدِ أية وسيلة أخرى كالمفاوضات ونحوها في إقناع اليهود بالتنازل عن ذرة ..أو تقديم أي تنازل كان – مهما صغر أو حَقُر – بل زادوا  صلافة وطمعا وتمكنا وتنكرا وعدوانا وتنكيلا !!

مثل تلك ( المبادئ الأساسية ) هي مفصل الأمر فأية جهة وافقت عليها والتزمت بها ( حتى لو كانت أمريكا واليهود ) فيمكن التفاوض معها حينذاك على أية أمور أخرى !

.. أما من رفضها وحاول المراوغة أو الالتفاف حولها بأية طريقة فلا يمكن الالتقاء معه أيا كان ..ولو ملأ الدنيا صراخا أنه يمثل فلسطين وسلطة فلسطينية ومنظمات وهيئات وحركات أيا كانت .. !!

  .. فكل من يتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني ..ليس فلسطينيا ..ولو كان من مواليد بيت المقدس أو من المنتسبين لفلسطين بأي شكل .. وهنا يصبح الأندونيسي أو الموريتاني المتمسك بحقوق فلسطين وشعبها ..أقرب وأكثر فلسطينية ..من بعض من ينتسب إليها من المفرطين المتتنازلين أو المتواطئين المتهاونين !!

..أي أن المسألة مسألة مبادئ في الدرجة الأولى وليست مسألة أشخاص أو منظمات أو دول أو شكليات  ..إلخ

لا يستويان ولا يلتقيان : من يقاوم العدو ؛ ومن يسانده ويساعده ويحميه:

... فكيف – والحالة تلك – يطلب من أطراف فلسطينية أن تنصاع لإرادة [ كيث دايتون ] وشلته المتحكمة في الضفة بحماية وسلطان المحتل الصهيوني وظهيره المعتدي الأمريكي ؟!

  وكيف يمكن الجمع بين من [ يقاوم المقاومة ] ويصادر أسلحتها لصالح العدو .. ويسجن رجالها ويعذبهم – أكثر من العدو الظاهر – وحتى الموت أحيانا ..وذلك بأوامر واسترضاء من وللعدو الصهيوني والأمريكي !... وبين من يحافظ على سلاحه وسلاح شعبه ويرفض الانصياع لإرادة [ دايتون ] وسلطته المشلولة التي لا يخفى – حتى على أعمى – أنها تعمل لصالح العدو ..وأنها [ طلائع العدو المتقدمة ] يمدها بالمال والسلاح .. ويشرف على كل تصرفاتها .. فلا تستطيع أن تنشر شرطتها في الخليل أو جنين أو غيرهما ..إلا بأوامر العدو وشروطه – وتحت إشرافه ..ولذا فليس من المستغرب أن تعلن [ سلطة دايتون ] أول نشر شرطتها أنها ستحارب كل سلاح فلسطيني وكل مقاومة مشروعة ..وستحافظ على أمن اليهود ومستوطناتهم بكل جهد ممكن ! ويعلن بعض [ لقطائها ] أنه سيستهدف بالقتل كل عنصر إسلامي أو مقاوِم !

.. بل كيف يمكن أن يصدق عاقل أن هذه العناصر الفاسدة المأجورة الدخيلة الذليلة .. يمكن أن تعمل لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ووطنه المسلوب ؟؟!!

قالالإرهابي [ أفرايم هاليفي = رئيس الموساد الأسبق ] في جريدة يديعوت أحرونوت اليهودية عدد 2/10/2008

:"إن بعض قادة الأمن  الفلسطيني من أمثال [ دياب العلي وتوفيق الطيراوي وزياد هب الريح وحازم عطالله وغيرهم ] يلتقون مع الضباط الصهاينة ويتبادلون معهم الطعام والشراب – حتى في رمضان - ! ويعاهدون اليهود والأمريكان على تصفية حركة حماس نهائيا في الضفة ؛ وعلى محاربة سلطة حماس في غزة – حتى الرمق الأخير !!؟؟.. وعند جهينة الخبر اليقين !!   ولعلهم يقسمون لهم على ذلك برأس [ بوش وليفني ]!!

.. لذا فالأمر محسوم .. ولا سبيل إلى الالتقاء بين خطين متعارضين ..ومنهجين متناقضين .. أحدهما يسعى لمصالح  الوطن وحقوق الشعب ..ولا يقبل التنازل عنها ..ولذا تتكالب عليه كل القوى المساندة للعدو ... وآخر يحرص على مصالح العدو ..وينفذ – حرفيا – أوامر الموساد اليهودي ووكيله جنرال دايتون المستشار الأمريكي الحاكم بأمره في السلطة المصادِرة لإرادة فلسطينيي الضفة ..وأغلبيتُهم يرفضونها ويكرهونها ..حتى كثير من المنتسبين لأجهزتها أنفسهم – ولا ينبئك مثل خبير !! فقد خالطنا وحاورنا كثيرا منهم ..فما وجدناهم يحملون لتلك السلطة المتسلطة ورموزها العميلة الفاسدة العفنة النهابة السكيرة – في معظمها – إلا كل رفض وحقد وتذمر ونبذ .. ولكن الأكثرين مغلوبون على أمرهم ..  مقهورون بوسائل عيشهم !

فلسطين أصبحت [ فلسطينات ] متعددة ! :

.. ولذا فقد أصبحت الصورة أن هناك أكثر من فلسطين :                

فلسطين محتلة كليا تقوم فيها سلطة صهيونية [ تسمي نفسها إسرائيل ] .. ويعترف بها الكثيرون وبعض المحسوبين على فلسطين والفلسطينيين ويسلمون لها بما اغتصبت ..وبما تساوم عليه من البقية التي لم يُعتَرَفْ لها كليا بعد باغتصابها ..وتعتبر في العرف الدولي        [ سلطة احتلال ] في القدس والضفة الغربية من الأردن ..وفي غزة ... وما نُسِي من مناطق فلسطينية شرق بحيرة طبريا وكانت تحت سيطرة سوريا قبل هزيمة النظم في (مهزلة 67) ..

  .. ويبدو أن اليهود احتلوا عام 67 من كل قُـُطْر حولهم زيادة من الأرض الأصلية لكل بلد        (زيادة البياع .. أو المحتل )  ليصير الأمر إلى مفاوضات انفرادية [يَقْنَع] فيها  كل نظام – ويُقنِع شعبه -  بما استرجعه من أرضه ..وتترك لليهود كامل فلسطين – كما حصل وسيحصل ..

..ولكن يبدو أن فلسطين الكاملة لا بواكي لها !

.. وهذه هي فلسطين [ أوالفلسطينات ]الأخرى التي احتلها اليهود سنة 67 ومنها غزة التي تحررت وحوصرت بعد تمام تحررها [ المخنوق ] وانتخابها من تثق بهم ولكنهم لم يروقوا للاحتلال وأنصاره وعملائه فتنكروا للديمقراطية ومبادئها وعاقبوا أصحابها وصادروا خيارشعبها !

.. وانفردت [ سلطة مدريد وأوسلو وجنيف ودايتون ..إلخ] بالضفة ..وحكمتها حكما عرفيا شبه عسكري دكتاتوري ؛ وبوزارة مؤقتة فاقدة للشرعية والقانونية ..ولكنها مدعومة بأموال وأسلحة ومساعدات  [الحريصين على الدولة اليهودية وحراستها وسلامتها ] وهي المهمات التي أوكلت إلى السلطة منذ دخولها ..ووجودها مرتبط ومرهون بها ..ولذا فلن تستطيع أن تتخلى عن مهمتها وإلا تخلت عن مبرروجودها ..ووجب حلها .. ولو أنصفت لحلت نفسها منذ الآن – بل منذ زمان- ولأعادت الأمور إلى نقطة الصفر بالنسبة لليهود الذين لم يتنازلوا عن شيء بل زادوا تمَكُّنَهم ومكاسبهم ونهْبهم وجرائمهم وقتلهم واعتقالهم للمقاومين وغيرهم وإمعانهم في بناء المستعمرات والجدر .. ومصادرة الأراضي وتقطيع أوصال فلسطين حتى صارت [ عدة فلسطينات] .. أما بالنسبة لقضية فلسطين وشعبها ..فلا زالت عند نقطة الصفر ولم تتقدم قيد أنملة ..بل تراجعت كثيرا ..وكان من مهمة السلطة المدريدية المنتقاة يهوديا أن تحافظ على تخدير الشعب في مفاوضات عبثية ..وسلطة وهمية يظن معها الشعب أنه يحكم نفسه .. وهي لا تملك حركة ولا سكنة إلا بأوامر الاحتلال وأنصاره .. !! وزيادة في المؤامرة والتضليل ... حملت كل [ أوساخ ] ومسؤوليات سلطة الاحتلال – والسؤول قانونيا ودوليا عن كل شيء تحت سلطته كما تقضي معاهدة جنيف الرابعة - ..مع ان الاحتلال الذي لم يمنعه أي شيء عن فعل ما يريد في اي مكان في فلسطين .. فالاحتلال موجود فعليا .ولكن بدون تسمية بل خلف ستار سلطة وطنية وهمية مشلولة عاجزة لا تنفذ إلا إرادته... وزاد الطين بلة أن معظم نماذج ومسؤولي السلطة الجدد ..كانوا فاسدين – من جميع النواحي الأخلاقية والإدارية والسياسية والذمة المالية..وكل شيء .. فكانوا أفضل مطية وأداة لمن اختاروهم على أعينهم وأدخلوهم بأمرهم وإذنهم ..بناء على فحص ملف كل منهم .. واختيار دقيق ..لأكثر النماذج فسادا..وأكثرها استعدادا للتعاون والعمالة .. فاستبدل اليهود بمتعاونين سابقين تقذروا وانتهت مهمتهم ونُبذوا .. بمتعاونين جُدَد تحت ستار منظمة وسلطة وفتح وغيرها من مسميات وطنية ..وما هي إلا نموذج جديد للسابقين من التابعين المنفذين للإرادات الصهيونية تحت مسميات وأساليب تضليلية جديدة ..وبوجه وطني يصرون على وصفه كذلك ..وإن سقطت وتمزقت عنه جميع البراقع والأقنعة .. ولكنهم يكابرون ! ولا يزالون يزعمون أنهم فلسطينيون ..بل ويمثلون فلسطين التي تنبذهم وستلفظهم !   

وقد بدئ بتقسيم الضفة إلى مناطق ( أ ،ب، ج..إلخ) ولكن لم يحافظ اليهود –حتى - على اتفاقات أوسلو وجنيف وغيرهما ..وظلت كل المناطق تحت تصرفهم الكامل يفعلون فيها ما يشاءون دون رادع .. وقوات الشرطة المؤقتة ..[ لا ترد لامسا !]ولا تجدي فتيلا في وجه اليهود .. تنسحب أمامهم ولا تقاومهم ..ولا تقاوم إلا من يريد إيذاءهم والتصدي لهم ...!!

.. ولم يكتف اليهود وأذنابهم بذلك .. بل زُرعت الحواجز والأسوار والمستعمرات وغيرها ..وقطعت أوصال فلسطين حتى صارت [عشرات الفلسطينات ] تكاد كل مدينة أو قرية تحصر خلف الحواجز والسدود والأسوار .. فلا تصل لجارتها أو شقيقتها إلا بشق الأنفس ..وأصبح وصول المواطن الفلسطيني أو بضاعته من نابلس – مثلا - أو الخليل إلى القدس أو العكس ..أصعب .. ويتكلف وقتا وجهدا أكثر ربما من وصوله إلى نيويورك أو لندن !!

.. وهكذا تكاد تعود قضية فلسطين إلى نقطة البداية .. وسيظل المضللون والمساومون والمخدرون .. يدورون بها في حلقة مفرغة وفي دوامة لاتنتهي إلا حين يستيقظ الناس على تفريغ كل فلسطين من بقايا أهلها .. وتحقيق الدولة اليهودية الكاملة النجاسة ! أو خطوات توسعية دموية نحو تحقيق الوطن البديل ..أو المشروع الصهيوني والحلم اليهودي [ من الفرات إلى النيل ]!!