مسمار آخر يدق في نعش نظام بشار المتهالك!

إبراهيم درويش

مسمار آخر يدق في نعش نظام بشار المتهالك!

إبراهيم درويش

الناطق باسم وحدة العمل الوطني لكرد سورية، المشرف على موقع

syriakurds.com

[email protected]

لا، لن يموت حق وراءه مطالب، وإن الكرد السوريين قد قرروا هذه المرة دفع ثمن حصولهم على حقوقهم وكرامتهم وعزتهم، مهما كان غالياً، فقد استوى عندهم الموت والحياة، ولم يعودوا يحرصون على حياة هي أشد وأقسى من الموت، وصبر ستة وأربعين عاماً على الاضطهاد والقهر ومصادرة الأملاك والحريات والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية كافة وتجرّع مرارتها كاف. هذا هو درس التاريخ البليغ الذي يجهله الطغاة، لا سيّما في دمشق الشام، الذين أعمى الله بصيرتهم وبصرهم فراحوا يعجّلون بسوء مصيرهم، من خلال الانتهاك الصارخ والفظ لحقوق الإنسان بالمجابهة المسلحة والعنفية للكرد المحتجين المسالمين على الظلم الفادح الواقع عليهم، ومن خلال التمييز القومي والعرقي، وحرمان شعبنا الكردي السوري من حقوقه وممتلكاته ودفعه إلى الهجرة من مناطق آبائه وأجداده، بالمراسيم المتتالية التي تصادر أراضيه وتحرمه من حقوق المواطنة.

لقد ارتكبت الأجهزة الأسدية القمعية حماقة جديدة صباح اليوم الأحد 2/11/2008م بالتصدي القمعي الشرس للجماهير الكردية وقيادات تنظيماتها السياسية التي قدمت من مناطق سورية كثيرة إلى دمشق بهدف الاعتصام أمام مبنى مجلس الشعب السوري للاحتجاج على المرسوم ذي الرقم 49 لعام 2008م.

 ماذا يعني المرسوم 49 لعام 2008م؟

إنه يقضي بوجوب إصدار تراخيص من الجهات المختصة(وزارات الداخلية والدفاع والزراعة) لدى بيع الأراضي والعقارات في المناطق الحدودية، وتجربة الكرد مريرة مع المرسوم إذ لم يحصل أي كردي على أي ترخيص قانوني بموجب هذا المرسوم، في الوقت الذي وجهت السلطات في الحسكة تطمينات للعرب والمسيحيين بأنها ستسهل لهم الإجراءات، الأمر الذي يؤكد أن المقصود من هذا المرسوم هم الاكراد، وتغيير ديمغرافية المنطقة وتركيبتها السكانية، ودفع الكرد إلى الهجرة أو الانتحار. فالأجهزة الأمنية لاتمنح الأكراد التراخيص القانونية أصولا، والمناطق الكردية كلها أصبحت مهددة بتأثيرات هذا المرسوم.

والمرسوم يهدف إلى تدمير الحياة الاقتصادية في المنطقة الكردية، لأن أي مواطن كردي لا يستطيع أن يقوم بشراء أو بيع شقة أو دكان أو مزرعة أو أي عقار، وكل مواطن يشعر أنه يسكن في مكان لايحق له التصرف فيه. والأمر الذي دفع متعهدي العقارات إلى ترك عملهم نهائيا، وما ينتج عن هذا الإحجام من حرمان قطاعات واسعة من العمال من فرص عمل واستفحال مشكلة البطالة في المناطق الكردية!!!

وإذا كان مرسوم الاحصاء والحزام العربي قد طالت نسباً من الاكراد، فان المرسوم 49 لعام 2008 قد طال الاكراد كلهم، وبالتالي فهو يعدّ الأسوأ، إنه بالنتيجة يهدد بإخلاء المناطق الكردية المحاذية للحدود من سكانها الاكراد وتوزيعهم على المناطق السورية الأخرى. إن هذا المرسوم يعني دفع الكرد السوريين إلى الانتحار، فهل يسكت أو يستسلم مَن يُدفع لهذا المصير السيء؟

إن المطلوب من نظام بشار وعلى وجه السرعة هو:

1.                     إلغاء المرسوم 49 لعام 2008م والنتائج المترتّبة عليه.

2.                     إلغاء الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة لعام 1962 والنتائج المترتّبة عليه.

3.                     إلغاء مشروع الحزام العربي وما ترتّب عليه من نتائج.

4.       إلغاء حملات التعريب التي تتعرض لها المناطق الكردية، وإعادة الأمور فيها إلى ماكانت عليه قبل التعريب.

5.       إلغاء قانون الطوارىء والأحكام العرفية المطبقان في سورية منذ نحو نصف قرن، فالأسباب الموجبة لتطبيقهما لم تعد قائمة، لا سيما بعد دخول الجانبين السوري والإسرائيلي في مفاوضات مباشرة أحياناً وغير مباشرة أحياناً أخرى.

6.                     إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في سورية.

7.       إلغاء قانون العار المسمى بالقانون 49 لعام 1980 الذي يقضي بالإعدام على كل منتسب لجماعة الإخوان المسلمين.

8.                     إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تقضي بأن يكون حزب البعث قائد المجتمع والدولة.

9.                     إصدار عفو عام عن الملاحقين والمطلوبين لأسباب سياسية.

10.                إصدار قانون أحزاب عصري يسمح بحرية تشكيل الأحزاب السياسية.

11.                إطلاق الحريات العامة، واحترام حقوق الإنسان، وإلغاء المحاكم العسكرية وتفعيل القانون.

12.                الكشف عن مصير المفقودين في السجون السورية.

12.إجراء مصالحة عامة في البلاد، يتيح بناء وحدة وطنية قوية وصلبة قادرة على الوقوف في وجه الأخطار المحدقة بالوطن والمواطنين.

أما الإصرار على النهج المتبع حالياً مع المعارضة وأصحاب الحقوق المغتصبة، والتمييز العرقي والطائفي فلن يجرّ إلا الاقتلاع من الجذور  والثورة الشعبية وتقريب ساعة الحساب العسير، وسوء المصير، ولات ساعة مندم. وحينئذ سنردد مع المرددين قول القائل: على نفسها جنت براقش.

وإذا كانت زبانية النظام في وقت متأخر من يوم الأحد نفسه قد أطلقت سراح معظم الذين ألقي القبض عليهم بعد المحاولة الاحتجاجية خوفاً من أن تفلت الأمور من أيدي النظام، فإن الغرض الذي انطلق المحتجّون من أجله لم يتحقق، الأمر الذي يعني أن صفحة طويت، وأن النضال مستمر حتى تتحقق المطاليب الحقة للشعب السوري بكرده وعربه، مسلميه ومسيحييه، في الحرية والمساواة والكرامة. "وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون".