الشرق الأوسط بلاد الواق واق
الشرق الأوسط بلاد الواق واق
د. محمد رحال /السويد
يحكى
يحكى انه في قديم الزمان وسالف العصر والاوان , انه كان في بلدان المشرق سلطان , وكان دائم الشكوى
من الانس والجان , فجمع الاعوان , وطلب منهم
العون على غدرات الزمان , وانه عزم على
ضرب الشعب لكسر حدة الغليان , فطلب
الوزير مرجان , وامره بضرب الاطفال
والولدان, وذهب الوزير ليذيق الرعية
الهوان, ثم عاد للملك مذهولا حيران
لعجزه عن وضع حد لهذا الفوران,
فامره السلطان بتجويع الشعب
وقهره في كل البلدان, وذهب
الوزير ليضع الرعية بين
المطرقة والسندان, وبعد
فترة ظهر للسلطان
البرهان حين سمع
شعبه ينعته بملك
الزمان, واعدل
ملوك الانس
والجان !!
موقع بلاد الواق واق
بلاد الواق واق تتوسط العالم, بل وتعيش بقلبه , وليست بعيدة عن الحضارة, بل كانت وحتى وقت قريب مهدا لها.وهي ليست مجهولة , فحدودها معروفة , فمن الشمال واق , ومن الشرق واق, ومن الجنوب واق, ومن الغرب واق وواق !!!!!!!!!!!!!!!!
وشعب الواق واق ليس بالقليل عددا , فنصفه او زد عليه قليلا , هاجر, او هجر, او اغترب, او فر ليشحذ لقمة العيش في بلدان اشد شحذا, والنصف الاخر ساهرا لاينام , لاحبا في السهر كعمر الخيام, لعن الله فلسفته الفارغة , ولكن لضرورة الدفاع عن حياض الوطن ضد اعدائه من ابناء نفس الوطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وتحول سكانه الى كتاب مهرة , لأعتيادهم كتابة التقارير اليومية, والى مخبرين اعتادوا حمل مجاهر التكبير لتحويل الحبة الى قبة, وسماعات يسترقوا بها السمع الى مايدور من احاديث خلف كل ماهو مغلق , وغير مغلق, وما قد يغلق !!!
اما الجنود الاشاوس فهم متأهبين, متحفزين متوفزين , متنفذين, جاهزين , وايديهم على الزناد لتنفيذ اوامر اسيادهم رعاة الوطن , والذين هم اكثر استعدادا لتنفيذ اوامر سيدهم , القائد الوطني , راعي مصالح الشعب كلها, والذي ينام الليل حالما بملء المزيد من اكياس المال , وكرع كؤوس طلا شعبه الحبيب.
والعامل في بلاد الواق واق , يحمل معول البناء بيد, وشعارات العالم الوطنية الطنانة , المتقدمة والمتأخرة بيد اخرى , ومع هذا فقد بقي هذا العامل مشلولا عن العمل , لأنه لايصلح في حالته تلك الا للتصوير, وذلك لايمان السلطة الوطنية ان لاعيش الا عيش الشعارات!!!!!!
اما البقية الباقية من ابناء الشعب والمكونة من الفئآت المتعلمة, والمثقفة فقد جمعها رأس الدولة حفظه الله , في اماكن مغلقة للحفاظ عليها وحمايتها من خطر التشتت والضياع والانقراض , وانتهاء الصلاحية المفترضة !!!
ولقد بالغ اعداء الواق واق قاتلهم الله باحاديثهم المغرضة عن هذه الاماكن , والتي وصفوها بالسجون تارة, وبمعسكرات التعذيب تارة اخرى , واكثر ما يثير حنقهم هو غيرتهم وعجزهم عن بناء مثل تلك الصروح.
واكثر هؤلاء الناس سعادة هم اؤلئك الذين شملهم القائد بحبه , ورعايته, وعنايته, وخاصة حراسته , فصرف عليهم جل وقته وعظيم اهتمامه!! بل وكانت الليالي التي صرفها ويصرفها من وقته الثمين السمين الى جانبهم طويلة ومضنية في هذه الاماكن المكتملة الرفاهية, وهي الاماكن التي وصفها الاعداء (لعنهم الله ) بانها اماكن رعب بشري مريع, بل وادعى الكثير جدا من اعداء الوطن انهم كانوا يسمعون اصوات غريبة, وصرخات عجيبة تخرج من تلك الاماكن المخمسة النجوم وخاصة في الليالي شديدة القر , وحقيقة لم تكن تلك الاصوات الا اغان قومية ووطنية مهداة الى القائد مرفقة بشعارات لاهبة والتي كان يزيد لهيبها مساج اسواط الحراس اللاسعة, بل وقد بلغ حب ساكني هذه الاماكن لقائدهم المفدى ان الكثر منهم فقد صوته وربما لسانه من شدة الصراخ الوطني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهذا كله من اجل ان تعلم الدول الصديقة قبل العدوة مقدار الحب الهائل الذي يحمله هؤلاء , بل وان هناك من لاينام من اجل ان ينعم بترديد الشعارات , شعارات الحب الصوفي للقائد الاب, والمعلم, والفارس, والخبير, والحكيم, والعليم , والعامل, والعتال, والفلاح ووووووو!!!!!!!
وبما ان القائد المسكين الذي امتلأت اوقاته كلها في السهر على مصالح الشعب وجمع كل اموال الدولة والشعب ووضعها في حسابات خارجية باسمه , واسم اولاده , ليحمي الوطن من شر الايام السوداء, حيث حرم الشعب من رؤية طلعته البهية , ولهذا فقد بادر الى توزيع صوره الشريفة في كل مكان حتى دخلت غرف النوم تبركا بمقامه الشريف عز وجل.
واما تماثيله والتي فاقت هبل ومناة في عظمتها فقد وزعت في الساحات , واصطف منافقوا الشعب الوطنيون بالطوابير , ويهدرون كالبوابير , ثم انحنت قاماتهم الرشيقة ليلثموا اسافل احذيته الاسمنية , سابقين شعوب العالم كله , راسمين صورة من ابهى صور النفاق الجماهيري العظيم.
ولهان والمتشابهون
كان الباص القادم من الشمال مكتظا بركابه المائتين, وكان عدد الواقفين اضعاف الجالسين, فضلا عن الركاب الافاضل الذين احبوا استنشاق الهواء الطلق مباشرة , مفضلين ركوب ظهر الباص بدلا من بطنه , خوفا من التخلل او التجبن او التسردن ,او انهم حسدوا البهائم لعلو المنزلة,او لانهم في شوق لتقليد نماذج الباصات الانكليزية ذات الطابقين, وقد يكون البعض من هواة عد نجوم الظهيرة .
كان سائق الباص مزهوا بسيارته التي حملت من الركاب اكثر مما تحمله طائرة جامبو حديثة , وكان غروره يزداد كلما صفق الركاب الافاضل له تشجيعا لسرعة مفاجئة جاد بها عليهم , او لسباق مباغت مع باص اخر على الطريق , يضاهي سباق الراليات الصحراوي لوعورة هذه الطريق الدولية ؟؟؟؟؟؟؟والتي تصلح حفرها بحيرات لتربية الاسماك, ولايخل الامر من سقوط بعض الركاب من ظهر الباص لسهوة نوم عابرة, او لقفزة ارنبية مفاجئة للباص , او لأن البعض احب اللهومع رفيق سفره فاحب اللهو معه برفسة على مؤخرته ,فيسود الهرج والمرج في كلا الطابقين ,ويتسابق البعض لانتشاله في الوقت الذي يكون فيه معلقا بين السماء والارض ,الا من حبل تعلق به او يد امتدت اليه في غفلة عن اصحابها ,ومع تكبير الرجال,وزغاريد النساء تبدأ عملية الانتشال , لتنهي لحظات من الفوضى والصخب الغير منظم ,وليتوقف الرجل عن لعبطته واستغاثته.
ان اجمل واروع مافي هذه الرحلة السعيدة هي تلك النطات الكبيرة التي يقوم بها الباص كسعدان محترف ومدرب وببراعة فائقة لدى اجتيازه اي مطب او حفرة , فتدق رؤوس الركاب بسقف الباص دقة رجل واحد , وتصحوا الرؤوس النائمة لتستمع مكرهة مجبرة لصوت مطرب او مطربة يثقب الاذان من حسن الصوت ورقة الألحان , وروعة الكلمات .
على الطريق انتشرت عشرات الحواجز الامنية, والشرطة , والجمارك, والمباحث, والشرطة العسكرية, والذين يشكلون كوكبة من حراس الوطن الاشاوس , والذين وضعوا على الطرق للمساهمة في حلحلة ازمة الركاب عن طريق ايجاد استراحات طويلة فارهة على الطريق قد تطول لساعات ووفقا لمزاج رئيس الدورية, حيث يوقف الباص وينزل الركاب ليفتشوا بدقة متناهية يضطر فيها البعض الى خلع كل الثياب باستثناء اوراق التوت الكبيرة فيما لو رحم الله صاحبها ووجدت , ومن ثم ليبدأ بعد ذلك التدقيق في تذاكر الهوية الشخصية , ويقف معاون السائق الشبه امي ليصيح باعلى صوته اسماء الركاب , حيث تقذف البطاقات من شخص الى آخر ولتصل البطاقة الى صاحبها متعبة منهكة , وفي كل مرة يعيش الركاب فيها سعادة بالغة لسماعهم اسماء عجيبة غريبة بسبب القراءة الخاطئة التي يقرا بها معاون السائق لعدم اكماله شهادة الدكتوراه في قراءة البطاقات الشخصية.
لم يعكر صفو هذه الرحلة السعيدة والتي طالت لأكثر من يوم الا شخص غضب الله عليه, وكان اسمه مشابها لأحد المطلوبين امنيا, وفي كل مرة كان يجد من الترحيب الغير عادي من عناصر التفتيش الكثير , فكانوا يستقبلونه بأيديهم وارجلهم وكل ماملكت ايديهم , فضلا عن معسول الكلام مما تعلموه من مدرسة وزير دفاع الواق , ثم يتحفونه ببعض البصاق على وجهه بسبب الحر الشديد الذي نشف جلده وريقه , وفي كل مرة يكون هذا الملعون الوالدين سببا في تأخر الرحلة وقتا اضافيا , ولكنه في النهاية وقبل وصول الباص الى المدينة المقصودة ولحسن طالعه فقد أوقف الباص امام الحاجز الاخير, وهناك كانت الطامة الكبرى لهذا المنحوس, حيث اقتيد من رقبته الى غرفة التفتيش مغمض العينين مكبل الايدي والارجل , ليبدأ بالتناوب عليه من ثلاثة من الجنود الجلاميد الافذاذ للعناية الفائقة به , وذلك بعملية مساج واق واقية منقطعة النظير استعملت فيها الايدي والارجل واعقاب البنادق والكابلات الكهربائية رباعية الدفع, في الوقت الذي كان الرجل يصيح ويستغيث من اللذة والانشراح , ثم قام رابع بالاتصال بالجهات العليا, وطال الانتظار , وطال الحوار , وازدادت تكهنات الركاب , ولم يسلم السائق من المكافأة المتمثلة ببعض الصفعات على قفاه مع سيل عارم من الشتائم الخاصة جدا , والتي تخصصت في اماكن حساسة جدا من كل اهله واقاربه ؟؟؟؟؟؟؟؟ بل وامتد العقاب ليشمل الباص نفسه , حيث فرغت دواليبه من الهواء ولولا خشييتهم من الله لقلعوا عيني الباص المسكين والذي لاناقة له ولاجمل في هذا الخصام, وبعد طويل وقت بدأ الانفراج حين عرف المسؤول في مفرزة الامن ان هناك تشابها في الاسم , فكان اسمه ولهان اما المطلوب فهو ابو لسان, وما رحمه ان الاختلاف في اسم الام ومحل الولادة والعمر والجنس , ومن ثم تم الافراج عنه مودعا بمثل ماأستقبل به من مودة وترحاب لأنه اضاع على رئيس المفرزة صيدا ثمينا يتمثل في مكافأة كبيرة قد تصل لأجازة لثلاثة ايام.
واستقبل ولهان من قبل الركاب بالتهاني والتبريكات والقبل والزغاريد وبعض الاناشيد الوطنية التي تتغنى بحب القائد وفضله , ووصل الباص بعد حلول الظلام واغلاق الدوائر الرسمية سالما معافى , ليعود محملا بنفس الركاب الذين قدموا العاصمة لقضاء اعمالهم في الدوائر الرسمية سالمين غانمين .
الى الابد
تضع بعض البلدان المحترمة خططا منهجية مرحلية لعدة سنوات , ثلاثية او رباعية او خماسية , مع بعض الخطط التنموية الديوغرافية الممنهجة وذات البعد والرؤية الاستراتيجية والتي قد تطول مدتها لأكثر من قرن من السنين.
وقد اختلف الامر بعض الشيئ في بلاد الواق واق لأعتماد الخطط الابدية , والغير قابلة للمناقشة لأنها من وحي عزيز حكيم , وعلى سبيل المثال فان القائد ينتخب للأبد وذلك لأن النساء عجزت او انها ستعجز عن ولادة نسخة , او مسخة مثله , ومن العته والجنون ان يتجرأ احد من الرعية الكلاب بالترشح ندا له , هذا فضلا عن ان الدستور الذي فصله القائد على مقياس رجليه والذي تقبله الشعب برضا بالغ , حصر هذا الدستور الترشيح لرئاسة الدولة من خلال مجلس الشعب , باعتبار ان اعضاء مجلس الشعب الموقر جدا كان منتخبا ومصولا من الاجهزة الامنية والرئيس نفسه , وباعتبارهم يعرفون من هو ولي نعمتهم فقد انتخبوه الى الابد حتى بعد الموت , وذلك لانه لايموت وهو من اكبر صناع القرارات في هذا الفضاء العالمي , وبذلك فقد اراح اعضاء البرلمان انفسهم واراحوا ضميرهم الحي ان وجد , واراحوا الشعب المسكين من وجع الدماغ , وكذب الانتخابات وتزويرها, فيكفي اهل الواق التزوير البشع لأنتخابات مجلس البرلمان والذي بات سيرة مضحكة امام دول الواقات الاخرى , بل وبادر هؤلاء المشرعون الفضلاء لحسن نواياهم الى مد ومطمطة هذه المدة حتى مابعد الوفاة لحصر خلافة امير المؤمنين في دولة الواق واااااااق في آل بيته الاطهار من بعده وذلك حرصا من المجلس حفظه الله على هذه الشجرة المباركة من التشرذم والتعفن والانقراض, واصبح ايضا اعضاء القيادات كلها ولنفس الاسباب للأبد , اما الوزراء واسم الله عليهم , فانهم يتبادلون الوزارات من حقيبة الى اخرى, ومن جحر الى جحر , مع مراعاة الحفاظ على البعض في مراكزهم للأبد باعتبارهم شخصيات دخلت عالم الفولكولور الوطني, وكي لاينسى الشعب ذاكرته الوطنية , وهناك منصب نسوي يتيم في الوزارات كي لاتتهم الحكومة التي تراعي حق الله في القسمة العادلة بالعنصرية ضد المرأة ,واكثر ماحرصت ادارة دولة الواق الحفاظ عليه هي ابدية مسؤولي الاجهزة الامنية , والذين اختصوا باحتلال اجمل المباني , واغلقوا كل الشوارع المؤدية اليها , وأحاطوها بالحرس , واكياس الرمل, ومنعوا الحركة من حولها من سيارات , وبشر , ودواب , وحشرات , حفاظا على امنهم وراحتهم والذي هو جزء كبير من امن وراحة امير المؤمنين في دولة الواق واق حفظه الله .
ومما شملتهم الابدية , كل اعوان القائد الملهم من حجاب ومرافقين ومسؤولي تشريفات , وشماشرجية, وحتى المراسيم , وما اكثرها في دولة الواق واق.
ومن الطبيعي ان يكون الفقر خالدا خلود السجناء السياسين والفساد الاداري والرشاوى .
ومن اهم عناصر الابدية في دولة الواق واق الشوارع المحفرة , والسيارات القديمة, والمستشفيات القذرة, والمدارس ذات الادوات المنهكة, وآلات المعامل الصدئة وعتاد الجيش البالي والمنسق.
لقد كان الشيء الوحيد المتطور والذي يعرفه القاصي والداني هو التكنولوجيا المتطورة في احدث وسائل التربية البدنية للمجرمين واصحاب الالسن الطويلة في بلاد الواق واق .
الاشتراكية في بلاد الواق واق
الاشتراكية في دول العالم الاشتراكي هي نظام يقوم على النظام الاشتراكي, والذي يقوم على اسس الاشتراكية العلمية , والمرتكزة على كتاب راس المال لكارل ماركس, ولقد تخلص العالم او يوشك ان يتخلص تماما من هذا الفكر والذي تحول في الكثير من دول العالم الى مقصلة للحريات , هذا اضافة الى فشله كنظام عالمي في الوقوف امام النظام الرأسمالي الذي نجح في كسر ظهر النظم الاشتراكية والشيوعية , والتي تقبلت الهزيمة على استحياء , وانصرفت تلك الاحزاب الى اعادة تقييم شاملة , وادت عمليات التقييم الى تقليص الاعداد الهائلة لمنتسبي تلك الاحزاب المليونية الى بضع مئات في بعض الدول , بعد نقد حزبي داخلي بناء ,اما بلد الواق واق فهو بلد اشتراكي بامتياز , وقد فهم قادة هذه الدولة والمفكرون (عفوا لهذا التعبير) الاشتراكيون فيه ان الاشتراكية هي مشاركة الناس في كل شيئ , واشتراك الشيئ بالكل, واشتراك الكل لمصلحة الشيئ لننتهي الى نتيجة مفادها ان لدولة الواق واق رئيس له دولة , وان الدولة هي مزرعة له ولكل من يلوذ به من ابناء النسل الطاهر والعترة الطاهرة التي سلتوا منها, وتتمثل الاشتراكية في اختلاط البشر والحيوانات, والسيارات في الطرق العامة كنوع من انواع نكران الذات والتصوف الانساني , ولهذا ايضا فان مايسري على كل مايدب على الارض يسري كذلك على المواد التموينية المدعومة , فيختلط السكر والشاي والارز, والزيت في مؤسسات التموين, ويشارك المسؤولون جميعهم عامة الشعب في اموالهم, ويشارك شرطي المرور السائق لقمة العيش , ويشارك عامل الكهرباء من يريد ايصال الكهرباء له بعضا من هذا المال, حتى كاتب النفوس لايقبل ان يسجل المولود في هذه الدولة السعيدة الا بعد مشاركة الاهالي فرحتهم بالبقشيش, والقاضي لايحكم في القضايا الا اذا شارك الظالم والمظلوم في المال والانفس , وكذلك الطبيب الذي لايصف الدواء الا اذا شارك المخبري, ومصور الاشعة , والصيدلي في حل اكياس المرضى المترهلة , والوزير لايمنح التراخيص الا اذا شارك اصحابها باكثر من النصف حماية لظهر اصحاب المشاريع, وضباط الامن والمخابرات لايحلوا لهم العبث في حرية المواطن الا بعد انتصاف الليالي وبعد تحطيم الابواب, والنوافذ, والاثاث مشاركة منهم في خلق المزيد من فرص العمل للنجارين, والحدادين, والقزازين؟؟
اما الاشتراكي الاكبر في هذا البلد العظيم فهو القائد بلا منازع لأنه يشارك الشعب في كل شيء حتى في زوجاتهم الجميلات, فهو ابو الشعب , وهو المسؤول عن تطوير وتنوع السلالة البشرية في بلده, وقد بلغت الاشتراكية في بلد الواق واق شأوا كبيرا جعلت مياه الشرب تشترك مع مياه المجارير في اكثر من مدينة, فانتشر التلوث الشديد , وامتدت السنة الاوبئة والامراض السارية فتكا مما ادى الى مشاركة الناس كلهم في الاحزان بسبب ارتفاع اعداد الوفيات ونزول بورصة البشر , كما ان دوائر الصحة اكتشفت في احدى المدن اعداد هائلة من الجثث النتنة في احد خزانات مياه الشرب , مكونة من مجاميع من الكلاب والقطط والفئران والافاعي , وفسر بعض المسؤولين الحادثة على انها لاتعدوا مجرد محاولة انتحار جماعي هدفها نشر الاوبئة عن طريق مياه الشرب من اجل حلحلة ازمة السكن المستعصية في تلك البلدة , ومع اني جلت العالم كله فاني لم ار بلد اشتراكي يطبق الاشتراكية كهذا البلد , وعندما قابلت احد اقطاب الاشتراكية في العالم ووصفت له هذه الاشتراكية , فانه صرخ ياالاهي انها اشتراكية انتيكا خالص , وانه لايوجد بلد ا واحدا في العالم كله اشتراكي كهذا البلد الفرد .
النفي في بلاد الواق واق
لاألصق تهمة الذكاء في اجهزة التخطيط في مملكة الواق واق , وذلك لأن الذكاء سبحان الخالق طبع فيهم كما يعتقدون؟؟؟؟؟؟؟ بل واطلب من حكام العالم الحر والمتحضر ان يقتفوا اثرهم بانتهاج سياساتهم الرشيدة في معالجة قضايا الدولة وخاصة المستعصية منها !!!!!! وهذا ليس مبالغة ولكنها كلمة حق يجب قولها وهاكم مثال على ذلك:
شكت هيئة تخطيط الدولة من ازمة السكن , وازمة الخدمات, وازمة المواد التموينية, وازمة التعليم, وازمة العوز, والفقر, والغباءالوظيفي والسياسي, وضعف الجيش, وتفاهة نظام المرور, وسعة ذمة رجال الجمارك
ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
وكان اكثر الحاضرين اصغاء قائد البلاد وعقلها , واراد ان يستمزج اراء بعض الحضور!!!!! فاشار عليه الهدهد بان الحل الامثل يكمن في اشعال بعض الحروب المحلية , لما فيها من حلول سهلة وعاجلة لأكثر هذه الضروريات الحاحا, اما ابو قويق فقد اشار عليه بضرورة نشر الامراض السارية , وهي سياسة تتبعها بعض الدول العظمى احيانا, اضافة الى ضرورة التخلص من كبار السن ممن تجاوزوا الاربعين عاما ولايقدمون دخلا للدولة , وكان هناك الكثير من الاراء والمقترحات .
وفور مغادرة قائد الامة المفدى لقاعة الجلسات وذهابه الى مقره , وهناك خلع ثيابه كي لاتعيق طريق تفكيره , وبدأ يحك رأسه تارة , ومؤخرته تارة اخرى ظانا انها تفاحة نيوتن , وفي الثلث الاخير من تلك الليلة واذا به يصرخ وجدتها وجدتها, ودخل الحراس عليه وهو في هذه الحال ينط ويرقص , وصرخ بالحراس ان يجمعوا له مجلس الدولة الموقر فورا وقبل طلوع الفجر خوفا من هروب الفكرة من تفاحته .
ران الصمت علىالجالسين , وعرض امير المؤمنين فكرته القاضية !!!! القاضية باشعال حرب طائفية , ولم يحتج الى طويل وقت ليصفق الحضور له طويلا على هذه العبقرية , وحينها سأل الهدهد عن جدوى الحرب الطائفية , وهنا بدأ المخطط العبقري بذكائه الفطري شرحا : ان الحرب الطائفية ستكون اقصر الطرق لفرض الاحكام العرفية المفروضة اصلا, وتجنيد قوات طائفية كبيرة وجديدة, وبسببها سيتم تأليب الرأي العام ضد الحركات المعادية من ثقافية , ووطنية, وقومية, ودينية, وحزبية خائنة وعميلة , وهنا مط ابو قويق نيعه متسائلا عن الفوائد الاقتصادية , وكان الجواب العبقري بان الفوائد الاقتصادية هائلة , لأنها ستبدأ بمصادرة الاموال, واخذ الديات والاتاوات وضرائب زيارة السجون والتي ستكون ذهبا حرا فقط, اضافة لاستحداث وظائف جديدة توزع على المقربين بدلا عن المبعدين عن البلاد والذين سيغادرواالبلد أو سيفروا بجلودهم ان بقي لهم جلود, أو يسجنوا , او يقتلوا, واكبر الفوائد ستكون من المعارضة المنظمة في الخارج , وذلك بسبب الدعم والمساعدات التي ستجمعها , ومن ثم تضخ الى جيوب الدولة , وتزيد من النقد الاجنبي.
وهنا تدخل حج لقلق متسائلا , متلعثما عن الخطر الكبير القادم من المعارضة المنظمة , وكان الجواب الذكي ان القائد يعرف الدول التي سيلجا لها زعماء هذه الدول , وستكون المعارضة كالسمك الذي يعيش خارج الماء , اضافة الى ان اقارب هؤلاء المعارضة هم رهائن في ايدينا , فضلا عن اختراق اجهزة امننا كل احزاب المعارضة , وسيحلوا لبعض القادة العيش الرغيد في البلدان الاخرى, وستظل هذه المعارضة اداة قوة في ايدينا , وكل دول الواقات من حولنا ستساعدنا لتشابه حالاتهم مع حالاتنا , وسنملأ السجون بكل من هب ودب .
انتهت الجلسة ونفذت الخطة بالكامل , وبعد عدة اعوام سأل القائد هدهده عن مدى نجاح خطته العصماء , وكان جواب الهدهد بأن الخطة كانت ناجحة , وانها نموذجا يحتذى , وانها نجحت مليون بالمائة, بل وان بعض الدول الواقية الصديقة ارسلت تطلب العون والمشورة لاتباع نفس النهج, واما المعارضة أو كل من اتهم على انه من المعارضة فقد سوست جنباتهم في اقبية السجون, وقدم رؤساء اجهزة الامن ارشيفا كاملا عن الاساليب العلمية التي تفننوا في استخدامها في تسلية المعتقلين , وبدوره فقد كان فرحا بهذا الكنز الهائل من الارشيف الممتع له يشاهده في اوقات راحة عظمته .
الصحة في بلاد الواق واق
تتسابق الدول المتطورة في اظهار تقدمها في المجال الطبي والصحي, وصار ذلك مقياس من مقاييس التقدم الحضاري في تلك الدول, بل واصبح البعض فيها يمرض, او يتمارض للاستفادة من العناية الشديدة والمركزة التي يلقاها المريض من قبل الاجهزة المختصة , واستغل البعض القوانين المتعلقة بالمرض والنقاهة المرضية , فبمجرد رفع سماعة الهاتف , يحصل المريض فيها على اجازة مرضية مدفوعة , وتبدأ العناية والرعاية بالمريض منذ اللحظة التي يرفع فيها المريض سماعة الهاتف, وفي بعض البلدان المتخلفة يكفي المريض ان يرن رقما معينا صغيرا ليجد سيارة الاسعاف بعد لحظات امام الباب , ليحمل الى داخل السيارة المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية , وتحفه الوجوه الباسمة من كل مكان حوله , ويتسابق الاطباء والممرضون لتقديم انفسهم وخدماتهم لتوفير الراحة والطمأنينة , وفي غرف المشفى يحس المريض وكأنه في بيته حيث روعي في هذه الغرف توزيع النوافذ والابواب والستائر , واصص الورد , واللوحات الفنية المنتشرة في ارجاء المبنى, وتحت متناول اليد ذراع الخدمة الكهربائي والذي يتضمن الكثير من الاشياء ومنها زر الطوارئ الاحمر , ولدى كل لمسة لهذ الزر الكهربائي تطل على المريض ممرضة تشرق حنوا ورعاية وتحكي بطاعتها قصة الف ليلة وليلة , لتلبي كل طلبات المريض بكل رضا , ولاتفارق الابتسامة محياهم, ولايخرج المريض الا معافى البدن , صحيح الجسم , ممتن النفس , وفي يده شهادة نقاهة صحية تريح بدنه ولمدد تطول اكثر من حاجته , وهذه الرعاية تشمل العنصر البشري منذ لحظات الحمل الاولى متضمنة الفحص, والتصوير, والرعاية, والعناية, تتبعها دورة تدريبية للأهل في اصول الرعاية الصحيحة , ولنترك هذه البلدان المتخلفة جدا لنعود الى دولة واق الواق والتي يتحدث اعلامها الدائم عن التقدم الهائل والكبير الذي تعاني منه هذه الدولة وساقص تجربة خاصة لبعض الاصحاب الذي قال :
في احد ايام الصيف مرض ولدي مرضا شديدا اضطررت بسببه الذهاب الى المشفى الحكومي بعد رحلة مضنية في البحث عن طبيب خاص تعذر وجوده بسبب وفاة التيار الكهربائي, ولدى الولوج الى المشفى فوجئت برفضهم استقبال الطفل الذي كان يختلج بين يدي وامام اعينهم, وازداد الرفض حدة بعد بسبب الحالة العصبية التي اوصلتني اليها حالة الطفل المتدهورة, وبعد ساعتين من الرجاء وتدخل بعض اصحاب الاريحيات الطيبة سمح للطفل ان يلقى على احد الاسرة في احدى غرف الاسعاف, وذهب احد الممرضين لأحضار الممرضة المختصة بحقن المرضى لتزويدهم بكيس السيروم وذلك بعد ان حقنت جيبه الجائع بمبلغ لابأس به من المال , وفور حقن الطفل بالسيروم امرني كل من الدكتور والدكتورة المناوبين بالخروج من المشفى حالا بعد توبيخ محترم لأني اتيت به الى المشفى قبل المرور به الى عيادتهم الخاصة, واضطررت الى الخروج بالولد بعد علمي ان المشفى قد امتلأ بحالات الكوليرا مع فقره المدقع لكل التجهيزات الضرورية, باستثناء الذباب والبعوض وكل الحشرات الأليفة والبكتيريا, وبدا لي هذا المشفى وكأنه لم ينظف منذ القرون الوسطى في احسن الحالات, وتحسنت رائحة المشفى بسبب تعذر تصريف دورات المياه فيه حيث تركت المياه في دورات المياه تطفو لتصل الى الممرالذي يقود الى كل الاقسام مع ترك هذه الحالة للظروف الطبيعية, ومما زاد المنظر جمالا تلك الملاآت الجميلة التي اسودت ايامها , وتبقعت بكل انواع الدم المجرثم, والقيح , وبقايا الطعام, وبعض فضلات بني الانسان, ولم استطع تبين لونها الاصلي مع بعض الاعتقاد انها كانت بيضاء في يوم ذهبي من ايامها, وقد استغنت ادارة المشفى عن صناديق الزبالة الصحية فانتشرت البقايا على الارض مانحة المشفى لوحات فسيفسائية مزركشة اصبحت سمة حضارية لهذا المشفى بما يحتويه من اكياس سيروم فارغة, وبقايا ابر طبية, وبقع دم سائل ومتجمد, الى جانب قشور البرتقال, والتفاح , واعقاب السجائر, وكراتين الشوكولاته , وفوارغ المياه المعدنية والغازية, ولفت انتباهي وجود قطعة اثاث عرفت بعدها انها خزانة الغرفة اليتيمة, وقد اغلقها الصدأ وعجزت السواعد القوية من ابناء وطني عن فتحها, وعجزت ادارة المشفى عن رميها لدخولها ذمة المشفى الواسعة, وكان حال الغرف كلها من نفس الحال بسبب مبدأ المساواة الذي تحترمه ادارة المشفى , اما حالة الطاقم الطبي من اطباء وممرضين , فهي لاتقل عن حالة ممثلي ادوار الدراكولا, وبدا لي ان افضل علاج للمرضى هو خروجهم السريع من هذا المسلخ .
لم تكن زيارات المسؤولين المستمرة للمشفى تساعد على تطوير وتحسين الحالة المقززة للمشفى, وذلك لسياسة الدولة في الحد من الانفاق والاقتصاد في المصروفات على المشافي كي لايحاول بعض الاصحاء التعلل بالمرض كما هو الحال عليه في بعض البلدان .
واضاف محدثي واصفا الحالة الانسانية الرائعة التي وصل لها الطب في مملكة واق الواق حيث يتعاقد ويتكالب المرض والطبيب والمخبري ومصور الاشعة والصيدلي على ذبح المريض , فلدى خروج المريض من المشفى مطرودا منه أو يائسا من العلاج فيه , وذهابه الى الطبيب الخاص, والذي يحوله بدوره للتصوير المخبري, ثم التحليل المخبري, ثم الطبيب ثانية , ثم الصيدلي حيث يحمله الصيدلي كيسا ضخما من الادوية والتي لاعلاقة لهل بالمرض , ودون ادراك لعواقب الافراط في تناول الادوية والذي يؤدي الى نفس مرض نقص المناعة المكتسب.
ان ماأستغربه هو وقوف منظمة حقوق الانسان مكتوفة الايدي والارجل امام هذه الجرائم البشرية, فاذا كان لدولة واق الواق عذرها القبيح في تحويل المشافي الى مسالخ فما هو عذر هؤلاء المجرمين الذين حولوا عياداتهم الطبية الى اوكار قرصنة بشرية ضحاياها اضعف الناس واكثر الناس حاجة للعون والرحمة والشفقة.
الزيت في بلاد واق الواق
تعاني الكثير من البلدان والدول من الازمات, كالازمات الاقتصادية, او الحكومية, او السياسية, ولكن احدى اهم الازمات في بلاد واق الواق كانت من نوع آخر, فهي لم تكن اقتصادية وذلك لانعدام التخطيط الاقتصادي فيها, ولا هي حكومية لأن الله من على هذا الشعب المختار بحكومة وقيادة اختارها القائد , ومن هو الذي يتجرأ ان يعترض على هذا الاختيار الرباني, بل وان الشعب بفطرته سيقبل اي حكومة يختارها القائد حتى ولو كانت مجموعة من الحمير, وهي ليست ازمة مواصلات , وذلك لافتقارها للطرق المحترمة اصلا , ولا هي ازمة كهربائية وذلك لانقطاع التيار الكهربائي ليلا ونهارا فقط, ولاهي ازمة مياه لاعتياد الشعب على العيش والتيمم خاصة بعد الشرح المستفيض من مفتي الواق عن فضائل التيمم , والذي ضرب لنا مثلا صالحا عن بعض المخلوقات والتي تعيش بدون ماء اصلا ومنها الفأر الاسترالي, وهو الذي طالب شعب الواق الاقتداء بالسنة الطاهرة لهذا المخلوق , ولكن الازمة كانت في الحقيقة ازمة زيوت , وبما ان الدولة تفرض على الواقات ابناء المملكة نظام من التقشف الشديد , وهو نوع من انواع الاجتهاد لمحاربة امراض التخمة التي اصابت الشعوب الاوروبية الكسولة جدا, وكانت الدولة لاتوزع الا مقدار ربع كيلو غرام لكل مواطن, وتفضل الدولة القول انها توزع 250 غرام بدلا من ربع لكي ترفع القيمة المعنوية للكم المادي القليل, وكانت هذه الزيوت من بذور القطن , وباعتبار ان المصافي في معامل الزيوت هي من موروثات الاشتراكية فكان الناتج زيتا اسود كايام ابناء الواقات الدائمة, وعندما يوزع الزيت في مطلع كل شهر سعيد كان لابد من سقوط بعض الشهداء كضحايا لزحام الدور والطابور, وكانت الدولة تضم اسمائهم الى لوائح الجندي المجهول ليستفيد شهداء الزيت من قراءة الفاتحة على ارواحهم بالعملة الصعبة .
عند توزيع الزيت , يبدأ الشعب فرحته , وتبدأ رائحة القلي الفواحة بالانتشار عبر سحب دخان القلي والتي تمتد لتغطي الدول المجاورة, وكانت اقمار التجسس الصناعية تتسابق بل وتترك مداراتها الطبيعية لتحمل ملايين الصور الرائعة للواقات وهم يحملون في ايديهم اواني القلي , والتي كان اعداء الواق يظنونها انها اسلحة جديدة, وعندما انتبهت الدولة الحكيمة الى هذا الخطر القادم من التجسس على مصالح القلي العام , فان الدولة قررت السماح للتجار باستيراد هذه المادة الهامة جدا, وبعد ان دفع التجار الضرائب الباهظة والرشاوى الطائلة ثمنا لرخص الاستيراد, فقد وصل الزيت الى السوق بسعر يصل الى 32 واقة ( العملة الوطنية) في السوق , ومع ذلك فقد فرح الواقات كثيرا بهذا العطاء الجديد للقائد وخرجت مظاهرات التأييد والدعم للقائد الملهم , وبدأت وثائق التاييد المكتوبة بالدم تطول , وفجأة توقف الاستيراد , وتبين بعد ذلك ان الشحنات توقفت في الميناء وذلك لمخالفتها المواصفات الخاصة بالزيت , وطلب من اصحاب هذه الشحنات اتلاف البضاعة وتسميمها لتحول الى صابون , وظهر في السوق عبوات زيت جديدة وقد تضاعف سعرها الى 65 واقة وذلك لأن التاجر الجديد والوحيد الذي احتكر عملية الاستيراد كان فقيرا جدا ومساهمة من الدولة الحكيمة في مكافحة الفقر لدى كبار الموظفين لديها فقد سمحت الدولة له حصريا حق استيراد الزيت باعتباره ابن نائب ملك المملكة وحلا لأزمته الاقتصادية , ورفعا لمستواه الاجتماعي امام ابناء الطبقة الحاكمة من الواقات الجارات, وحلا ناجحا وناجعا لحلحلة اكياس الفلوس المكدسة في جيوب الواقات , ولقد كان اسعد الكائنات بهذا الغلاء المفاجيء جماهير السمك والتي رفعت رؤوسها عاليا في المياه النهرية والاقليمية وهي تردد عاش القائد.......عاش القائد!!!!!!!
الزيادات في بلاد واق الواق
اجتمعت لجنة التخطيط يوما, وهي لجنة مكونة من عباقرة الواقات الاصفياء , وتدارست هذه اللجنة امور المملكة والشكاوى المتراكمة من ضعف وتدني مستوى الرواتب الوظيفي , فطرح السيد ابو قويق المسائل الشائكة حول ماهية المرحلة القادمة, وندد بهذه الدعاوى الفارغة , وشكا من ظاهرة تسلل بعضا من مظاهر الرفاه , خاصة مع ظهور اصناف غريبة لبعض اصناف الجبن الاوروبي, وعلب السردين, وانواع متعددة من المرتديلا, وارتداء القمصان الصينية , وانتعال الاحذية الاجنبية, وهنا قفز الهدهد كالملدوغ من قفاه متسائلا: وهل هذا معقول , هل وصل الامر الى الاستهانة الى هذا الحد الذي اصبح فيه الواقات يأكلون اصناف الجبنة الفاخرة, وماذا سنفعل اذا انتقلت ميكروبات وخمائر الجبنة الغربية الى رؤوس الواقات فتنتقل معها ميكروبات الحرية والديمقراطية وهذا ضرب من ضروب الخيانة العظمى والتي لايمكن السكوت عنها , وبما ان هذه المواد كانت تهرب الى المملكة عبر ميناء خاص يملكه شقيق القائد الخالد , فان الهدهد سكت بعد هيجان ليتحول الى فأر مذعور بعد ان كان اسدا هصور .
وبدأت الاجتماعات المغلقة , وتتالت الجلسات السرية , واصاب الهم والغم البعض, وطال الهزال البعض الاخر!
فالخطب جلل, والمصاب عظيم , وفتحات المخارج معدومة, وبعد نقاشات حادة, اتفق الجميع على رفع مستوى الاجور خمسة بالمائة, ورفع الاسعار الف بالمائة رحمة باصحاب الدخل النحيف مع منع الاستيراد كلية من اجل حماية الصناعة الوطنية , وعندما احتج الهدهد على بند الصناعات الوطنية لعدم وجودها اصلا , ضحك منه حج لقلق وقال مداعبا انها مجرد حيثيات يارفيق, وعنده سأله الرفيق وحيد القرن عن معنى حيثيات, فاجابه حج لقلق انه سمعها هكذا ومن الممكن معرفتها لدى العودة الى كتاب لسان وآذان العرب, في قسم الغرائب واللطائف .
رفع امر الزيادة الى قائد الدولة وحكيمها , والذي بدوره حمل هذه الدراسة وحمل معها عصاه واشبعها ضربا وتمحيصا وتمعيصا وتبعي........ وفي النهاية هداه الله الى رفع الزيادة في الرواتب الى عشرة بالمائة , والاسعار الى الفين بالمائة وذلك رحمة واشفاقا بالواقات المساكين من رعاياه.
حين صدور المرسوم الملكي بالزيادة, جن الواقات المجانين اصلا بهذه الزيادة التاريخية والمفاجئة للرواتب, وكالعادة امتلأت الساحات العامة بحلقات الدبكة ورقصوا من السعادة كالسعادين بما انعم الله عليهم من قادة ومخططين عباقرة , واحيت لهم مطربة الثورة حميرة توفيق ليالي الفرح وغنت لهم اغنية بيع الجحش ياعلي واشتري اكلة سمك لا الي.
التربية والتعليم في واق الواق
عجبت كل العجب للمصاريف الطائلة التي ترصدها الدول المتقدمة , مع الامكانيات الهائلة من اجل النهوض الدائم والمتواصل بالتعليم , واعتبرت هذا ضربا من ضروب الجهل والغباء والتبذير المتعمد, مع ايماني بان هذه الدول لو عملت عقلها وطبقت نفس المنهجية التي تتبعها السياسة الرشيدة في مملكة واق الواق في تطبيق احدث الطرق في التعليم لوفرت على نفسها هذه المصاريف الطائلة !!!!!!! ولاستطاعت ان تخرج وتنجب من مدارسها جيلا والعياذ بالله منه !!! في غاية الادب, والاخلاص, حلو اللسان, ظريف المعشر, اضافة الى المنافع الاخرى في مجالات الفن , والشعر والمظاهرات, والادب المقاوم والملتزم زم زم زم.
ان افضل ماقامت به مملكة واق الواق من ابداع في مجال التعليم هو الغاء كلمة التعليم من عبارة وزارة التربية والتعليم, فدولة الواق لاحاجة لها للتعليم اصلا , وحاجة مملكة الواق هي الى تربية صالحة , فضرورات الدولة , ومؤامرات الدول العدوة تلح على تخريج كوادر جديدة قائمة على حسن الخلق والتربية الحسنة, وفي حال احتياج الدولة الى الخبرات فباستطاعة الدولة استيراد الخبراء من بلدان العالم الاشتراكي المختص بتصدير الخبراء (كان هذا قبل اكتشاف انهم كانوا من اغبى خلق الله قاطبة).
وتبدأ المدرسة في المراحل الابتدائية الاولى والتي تمتد ل ست سنوات يختص بها الاطفال بترديد الاغاني القومية الخاصة بالقائد , وتنتهي بتخريج الاطفال طلائع عسكريين خاضعين لنظام عسكري صارم , ومن ثم تغربل افضل الخامات ليتم اعدادها مطربين للثورة وقائدها, ولهذا فقد اختارت مملكة واق الواق الثورية جدا شاعرا لها ,وبدوره فقد كتب الاف القصائد التي تتغنئ بمحاسن ملك البلاد والصفات الإلاهية التي يحملها , وكانت هذه القصائد تنتهي باسم الشاعر والذي اصبح جزءا من القصيدة ومن النسيج العائلي لواقات الوطن .
اما المرحلة الاعدادية فيتم فيها تعليم المواد الاساسية من قراءة وكتابة , وحساب, وفيزياء, وكيمياء,وتاريخ, وديانة, وفنون, ورياضة.
فالقراءة والكتابة فانها من اجل كتابة التقارير اليومية , حيث توزع الجوائز الشهرية لأحسن تقرير, ومادة الحساب لكي يتعلم الواقات عد العصي على ارجلهم , او ارجل غيرهم والويل كل الويل لمن يخطيء في العد وجدول الضرب الذي حذف منه كلمة جدول , وخصصت مادة الفيزياء لدراسة رد فعل الواقات الستاتيكي على مراسيم المملكة اليومية, اما مادة الكيمياء فهي من اجل ايجاد مواد لاتبق اي اثر من آثار المعارضة , ويختار عباقرة الطلبة لكتابة تاريخ جديد للثورة مستنبط من خطابات القائد ومراسيمه كمراجع ثابتة ودائمة ووحيدة, وتخصص مادة الديانة للدعاء للقائد الملهم والتسبيح بحمده وتقديس صفاته , اما مادة الفنون من غناء ورقص ونط ورفس وحنجلة فكانت من اكبر اهتمامات القائد حيث كانت تهدى له الزفتونيات الموسيقية , وجرى التوسع في المواد الرياضية وخاصة الجري ليتدرب الواقات على الركض وراء لقمة العيش حيث حقق الواقات قفزات كبيرة في تسجيل ارقام فلكية جديدة في المباريات الدولية الامر الذي عكس اهتمام القادة للرياضة في المحافل الدولية ,
وجرى تخصيص الكثير من المواد في المرحلة الثانوية , وخاصة في المواد العسكرية , حيث يتم تنظيم جميع ابناء الجيل الجديد ضمن الاطارات الحزبية, من حزب وشبيبة , وتنظيمات نسائية , وعمالية وكشفية ........ مع الالتزام الكامل بكتابة التقارير اليومية, وخاصة تلك التي تتناول الدقائق الصغيرة جدا لاقرب المقربين لكاتب التقرير, وترسل تلك التقارير الى الهيئة العامة العليا لدراسة التقارير, والتي تدرسها وترسلها الى مئات الجهات المختصة وخاصة الامنية , ويغربل من هؤلاء الخلص من ابناء الواقات , ليكونوا عماد الاجهزة الامنية التي تشكل اكثر من نصف التعداد الفعلي لشعب الواقات العظيم , وفي المرحلة الجامعية والتي لايقطع مارثوانها الطويل الا كل ذي عمر طويل , او ملك حظا وافرا من المال او الجمال او الباع الطويل في الوساطات ضمن اجهزة الدولة الامنية , والويل الويل لمن يملك الجمال والشرف بآن واحد وذلك لأن اساتذة الجامعة الذين هم تلامذة المدرسة الابيقورية القائلة بمذهب الموت من اللذة , والتمتع بمباهج الحياة , وهم مع القول ان الله جميل ويحب الجمال .لا يتركوا الطير الطائر يفلت من ايديهم.
القائد التقي
كان القائد يصلي في مسجد العاصمة الكبير, وهو الذي شهد مجدا غابرا تليدا, وكان الى جانبه كبار الواقات في المملكة من اعضاء القيادات المتعددة , وبعض الوزراء وضباط الجيش, وسبقهم الى نفس مكان العبادة اكثر من خمسة الاف رجل من صفوة الصفوة الامنية بلباسهم التنكري المعمم , هذا لأن القائد الشجاع والذي نشر العدل في ربوع المملكة كان يخشى الظهور منفردا , وكان يخاف ان ينام كعمر بن الخطاب فتطول نومته , ويفلت حبل العدل الذي يتحزم به هو وكل الاجهزة الامنية التي شهدت طفرات يضرب بها المثل في العدل.
وبما ان بعض الانذال من المتعاملين مع الاعداء , اشاعوا عنه قبيح الصفات, لهذا فقد اشار عليه مفتي الجمهورية الحضور الى المسجد والظهور بمظهر الاتقياء الغير مفسدين في الارض, وذلك في مايسمى المناسبات الدينية, حيث تحولت الفرائض الدينية في مملكة واق الواق الى مجرد مناسبات تلفزيونية , يتبارى فيها اصحاب العمائم التقرب الى ملك واق الواق بمنحه المزيد من الالقاب الربانية , وليعط شيئا من المسحة الدينية لشخصه بهاتين الركعتين اللتين تبقيان تحت سجادة الصلاة بعد رحيل الطرش المرافق.
كان الخطيب منفعلا ومتحمسا ومرتبكا , مع اصفرار في الوجه وبضع قطرات من العرق تقطر من الوجه الصبوح والحليق اللحية , والذي نسي من هول الموقف نفسه وانه يقف بين يدي الله قبل الوقوف بين يدي ملك الواقات , وبدلا من ان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر والتوجه بالدعاء الى خالق الخلق فانه اتجه الى الواق الاكبر ليهبه كل الصفات التي حفظها عن الله خالق الخلق , بل وزاد عليها , ثم ختم الخطيب المسكين دعائه بالدعوة للقائد بالنصر على اعدائه , اعداء الحق والدين , ولم يكن الواق الاكبر في تلك اللحظات موجودا بعقله في عين المكان , وهو يستمع الى كذب ذلك الدجال والذي اعتاد على كلماته وحفظها , وانما كان عقله منصرفا الى شمال المملكة ينتظر نتائج حروب التحرير المظفرة , التي يقودها جيش الواقات ضد اعدائه الخونة والمفسدين في الارض , والذين اتخذوا من دعاوى الحرية مطلبا لهم, ومن فقراء القوم عونا, فاصدر اوامره باقتحام البيوت , واستباحة الحرمات , واستخدام كل مالدى الدولة من اسلحة فتاكة , وكان لقواته ماأراد , حيث دخلت وقتلت , واسرت, وغنمت, واغتصبت, وبالت على مقدسات كتبهم , وامتدت يد الانتقام لتشمل الاموات قبل الاحياء, وانتهت المعركة , بانتهاء الخطيب المفوه من خطبته العجزاء, ووقف اشهر المنافقون يحفون القائد , ويطوفون حوله طواف الكعبة, متأبطا ذراع مفتي المملكة والذي كان فرحا بهذه النعمة وهذا المغنم الدنيوي الذي لايفنى.
التفتيش في حدود دولة واق الواق
شكى لي صديق عزيز من مشكلة الجمارك في دولته, وذكر أنه ارسل عدة حقائب مع صديق له , وحين تفتيش الحقائب استأذن موظف الجمارك باخذ قلم واحد من بين مجموعة اقلام متشابهة نالت اعجابه, فضحكت لهذه الشكوى , وقصصت له ماحدث لي ذات مرة على حدود مملكة الواق, وهي قصة من مئآت القصص التي تتكرر كل يوم.
فقبل ان نصل الى الاراضي المقدسة في مملكة واق الواق , اوقف معاون سائق الباص وتحدث الى الركاب ان كان بودهم شراء بعض الضروريات, وفهم الركاب جميعهم ان هذا التوقف المؤقت يعني تساهل الجنود في نقاط التفتيش في التفتيش, فاهتبل الركاب الفرصة وسارعوا لشراء الدخان والموز والليمون بسبب فقدان هذه المواد من الاسواق وحصر وجودها في المتاحف والصيدليات, حيث تباع باسعارفلكية , وتوزن بميزان الذهب لندرتها , ولارتفاع اسعارها, وقبل وصول الباص الى اول نقطة للحدود استوقفنا حاجز امني وصعد الى الباص شاب في مقتبل العمر لم تنبت شواربه بعد, ولايتجاوز طوله 150 سم طولا, وبدأبالترحيب بالركاب سبا وشتما ولم يترك كلمة واحدة تعلمها في دورة الاغرار التي تخرج منها الا وقذف بها الركاب شيبا وشبانا, وبعد انتهاء موشحه الجميل امر الجميع بالقاء كل ماشروه من نفيس بضاعتهم في الممر , فتسابق الركاب الى القاء مامعهم, ثم صرخ باعلى صوته بانه سيفتش الركاب فردا فردا وفردة فردة وانه سيدخل رجله في ك س ام من يجد معه ولو سيكارة واحدة , وسيضع الموز في طي!!!!!!!!!!! من يجد معه موزة واحدة ,واسرع في البدء باجراءآت التفتيش وبدأ باول راكبة فتناولها بيده جسا ولمسا وحسا امام عيون الركاب , فدبت النخوة العربية فيهم والقوا كل مافي حقائبهم من ممنوعات وخاصة الموز , لأن الموز المستورد كان كبيرا والتهديد كان جديا , ويبدوا ان الوضع الجسمي لايحتمل , وبعد ذلك امر هذا الجندي الغضنفر أحد الركاب بجمع كل ماألقاه الركاب من سلع ووضعها في سيارته الخاصة المتخمة بكل مالذ وطاب مما تبرع به الركاب عنوة له , ثم غادر الباص بمثل مااستقبل من حفاوة.
سيناريو سويدي
ليست هذه الواقعة سيناريو فيلم من افلام الدول الاسكندينافية , وليس اسطورة او حكاية , ولكنها قصة حقيقية واقعية , ومكانها مملكة الواق واق , وزمانها نهايات القرن العشرين , وانا اعتذر عن سردها , ولكن لابد من ان نذكر محاسن دولة واق الواق وعما ساد فيها من اخلاق هذه المرحلة.
وهي قصة لنوع عجيب من الشذوذ الجنسي والاخلاقي الذي اعتادت عليه اجهزة الامن في مملكة واق الواق لما عرف عنها من تطور وتقدم في هذه المجالات, ومكانها احد سجون معسكرات الجيش الوطني الباسل العقائدي والمدافع عن شرف الواقات, وابطال الحادثة سجان محترف واثنين من السجناء , وكانت جريمة الاول هي رفضه اوامر قائده الذي طلب منه امرا يمس الرجولة , ولهذا فقد جاء به قدره الى هذا المكان المحظوظ , وجريمة الاخر انه نزل الى بيته في اجازة مبيت لليلة واحدة , ثم مرض بعدها فعد في عرف تلك الدولة فرارا عسكريا يعاقب عليه باشد انواع العقوبات , وبما ان السجن اصلاح وتهذيب , فان السجان اقسم بشرفه العسكري والمدني ماسكا على شاربيه ان يعود الاول الى قائده يقبل الاقدام , وفي الحال امره السجان بالتعري, فرفض , وبرفضه انقضت عليه ملائكة العذاب من كل حدب وصوب , ومزقت ثيابه بالسياط, ثم امر المسكين ان ياخذ وضع القرفصاء , وعندما رفض اتته السياط مجددا , فما كان منه الا ان يمتثل للامر مطيعا , ولم يكتف السجان الذي انتشى لرؤية السجين وهو في ذلك الحال بل اتته الاوامر ان يرفع مؤخرته قليلا, ثم جيء بالسجين الفار وامر ان يخلع ثيابه , ولبى المسكين النداء بعد مشاهدته العينية لزميله الاول , وامر السجان المدرب تدريبا عاليا السجين الفار ان ياتي زميله من دبر, حينها صعق المسكين ورفض ذلك باعتباره عملا مناف للحشمة والعقل والمنطق والعادات والدين , ولكن السجان الذي اعتاد على مايبدوا ادارة هذه العمليات فانه صاح بالثاني ان يقوم بالعمل والا كان هو المفعول فيه , فقبل الثاني على مضض, وطلب السجان من الاول لعق قضيب زميله الفار , فما كان منه الا انه فعل حتى انتصب , وتمت العملية بنجاح اقنع ضمير السجان ومن معه , بل وكان هذا السجان يدير هذه العملية مرات حتى ادمن الاول , واصبحت حاجة ملحة عنده , وبعد انتهاء مدة السجن عاد السجين الاول الى قائده الذي سر به كثيرا واستخلصه لنفسه حتى انتهت مدة خدمة العلم الوطني ياوطني .
صنع في بلاد واق الواق
اعلنت حكومة الواق واق عن خطة جديدة لدخول عالم المنافسة التجارية الدولية, وبدأت في افتتاح المعارض وخاصة في الدول والعواصم الاوروبية, ولدى افتتاح كل معرض كان وزير اقتصاد ولفيفا مما يسمى كبار شخصيات الدولة يتراكضون لقص شريط الافتتاح, وبسمة عريضة ترتسم على وجوههم ايمانا منهم بجودة مصنوعاتهم ورخص اسعارها, وعلى باب المعرض لافتتة كبرى كتب عليها صنع في بلاد واق الواق والى جانبها صورة عفريت ضخمة ومزينة قيل انها لسلطان الواق, وبما ان الفصل كان صيفا , والامطار غزيرة في البلدان الاوروبية فقد تحولت اللافتة نفسها الى لوحة جميلة خلابة بعد تبللها بماء الامطار وتحلل الاصباغ الاصلية , حيث منحت اللوحة انطباعا خاصا ومباشرا قبل التعرف على المعرض .
ولدى دخول الزائر الى المعرض فانه ينبهر امام المصنوعات ذات التقنية العالية, والاجهزة الالكترونية والكبسولات الفضائية, واشد المعروضات اثارة هي انواع الفواكه التي ترتفع باسعارها اضعاف السعر في بلد العرض لجودتها وتنوع اشكالها, اضافة الى بعض المعروضات من البان عفنة , ولحوم نتنة, وكابلات مقطعة, وسجاجيد مهترئة, وعلب بندورة فاسدة, اضافة لبعض الصناعات العسكرية المتطورة من سيوف نفاثة, وخناجر طائرة, وسكاكين عائمة, وبعض مصنوعات التسلية من شطرنج ودامة, واراكيل تعبر في مجملها عن التطور العصري الكبير الذي تغرق فيه المملكة.
ومع الاقبال الشديد على هذه المعارض التي تعطي الانطباع الحقيقي عن دول ماقبل التاريخ فان المبيعات لاتغطي اكثر من واحد بالمائة من مجمل تكاليف المعرض , ولهذا فقد اقترح البعض زيادة عدد المعارض , على ان تكون اللافتة التي كتب عليها صنع في الواق واق اكبر مما هي عليه بمئآت المرات وذلك كيدا لأعداء هذا البلد الصابر والمجاهد وقلعا لعيون حساده.
الجيش الانكشاري في الواق واق
الجيش الانكشاري هو الجيش الذي فتحت به الدولة العثمانية نصف العالم القديم , وارهبت به جيوش العالم لسطوته, وقوته, والذي اصبح فيما بعد مضربا للمثل في الفوضى, ومثلا للجيش عديم الانضباط, هذا وقد ادركت مملكة واق الواق ماكان عليه الجيش الانكشاري في اواخر ايامه فاقتدت به حذو النعل بالنعل, وبدأت بالبحث عن قائد للجيش يصلح لتلك المهمة الصعبة , وان يكون من النوع البليد , والغبي, , وعندما وجدته , رشحته لهذا المنصب لانه لايفقه في الامور العسكرية الا ارتداء البذلة العسكرية , وتعليق الرتب والنياشين, ولهذا فقد احتفظت به مملكة الواق وضمن خطتها الابدية الى الابد, اما القواد فقد اقتطعوا الاراضي , واستغلوا جنود الخدمة الاجبارية الالزامية لخدمة تلك الاراضي واصحابها الجدد, بما فيها عمليات البناء وجني المحاصيل لصالح المالكين الجدد , هذا اضافة لاعمال السخرة في منازلهم والتي تتضمن الطبخ والغسل والجلي ومسح الاحذية , والعناية والرعاية لأطفال السادة القادة, وعمليات المساج , والحاجات الإنسانية الأخرى وغير الإنسانية؟؟؟؟؟؟؟