من يتحمل فشل عملية بشائر الخير
اقتحام مبنى محافظة ديالى وقبله اقتحام دائرة البعثات واللجنة الأولمبية،
هل من إجابة شافية؟
ومن يتحمل فشل عملية بشائر الخير؟
جبار سعد النداوي
بدءا نستطيع أن نحدد أبرز سلبيات ما تسمى بـ (عملية بشائر الخير) إلى هذه اللحظة بما يأتي:
1- تضييق الخناق على مقاتلي الصحوة بالاعتقال والاعتداء والتجريد من السلاح ع بدء وفي أثناء العملية.
2- استهدفت العملية المناطق المستقرة نسبيا مثل (حي التحرير، الكاطون، والمفرق) واعتقال أعداد من الأبرياء، بينما لم تستهدف المناطق الساخنة والمليئة بعناصر الميليشيات والقاعدة مثل (أطراف كنعان، بلد روز، بهرز، السعدية، والخالص التي تغص بالميليشيات الإيرانية الولاء).
3- هروب قادة الميليشيات والعناصر الإرهابية من بعض الأحياء قبل اقتحامها مما يدل على تسريب المعلومات للمجرمين، كما حصل في البصرة وميسان.
4- التركيز على إعادة العوائل المهجرة من طرف واحد في نهج طائفي واضح ففي حين عادت أغلب العوائل المهجرة من بعقوبة فإنه في المقابل توجد حوالي 1200 عائلة مهجرة من الخالص لم يثعاد منها سوى 200 عائلة تقريبا.
5- الشتائم والألفاظ البذيئة التي يتلفظ بها بعض الجنود على مرأى ومسمع من ضباطهم والموجهة ضد رموز وقيادات معينة أمر في غاية القبح.
6- والأمر الذي حدث مؤخرا وهو اقتحام مبنى محافظة ديالى ومجلس المحافظة ودار رئيس جامعة ديالى من قبل الكتيبة 36 في الجيش العراقي، وهي كتيبة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب المرتبطة مباشرة برئيس مجلس الوزراء نوري المالكي.
7- وكذلك الاشتباكات التي حصلت بين القوة المقتحمة وعناصر شرطة ديالى وإصابة 14 من الشرطة والمدنيين.
إن ما حدث في محافظة ديالى لا يختلف كثيرا عن حادثة اقتحام مبنى دائرة البعثات والعلاقات التابعة لوزارة التعليم العالي في بغداد من حيث جوهر العملية، ولا يختلف عن عملية اختطاف كادر اللجنة الأولمبية العراقية في بغداد أيضا، قوات حكومية بأعداد كبيرة تستقل عجلات ومدججة بأنواع الأسلحة تقتحم مبنى معينا (نهارا أو ليلا لا فرق) فتقتل من تشاء وتختطف من تشاء وتعود إلى (أوكارها) بسلام أمام مرأى ومسمع ليس من المواطنين فحسب بل من المرور والشرطة والجيش والأمريكان، ثم بعد ذلك يُفتح تحقيق في الحادث ولا تعلن النتائج لأنها (سرّية)!.
والحادث باختصار كما يرويه الذين كانوا متواجدين في الزمان والمكان أن قوة رسمية (الكتيبة 36) من الجيش العراقي التابعة لقوات مكافحة الإرهاب المرتبطة بدورها بنوري المالكي- اقتحمت مبنى محافظة ديالى في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وانتشروا داخل وخارج المبنى وقد تصرفوا بعنف حيث كسروا كل شيء أمامهم ثم قاموا بقتل (عباس التميمي) سكرتير المحافظ حالما رأوه في المبنى وعبثوا في المكان، ثم خرجوا بعد ذلك واقتحموا مبنى مجلس محافظة ديالى وقاموا باعتقال الدكتور حسين الزبيدي رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة وهو من الحزب الإسلامي العراقي، كما قاموا بالاعتداء بالضرب والشتم على عدد من أعضاء مجلس النواب من قائمة الائتلاف عن محافظة ديالى وهم كل من (طه درع السعدي، وهادي التميمي – وقد أُصيب- ، و منى المعموري). كذلك سرقت تلك القوة 4 سيارات نوع لاندكروز إحداهما تابعة للنائبة منى المعموري.
وبعد خروجهم من المكان اشتبكوا مع عناصر شرطة ديالى وقد أصيب في الاشتباكات 14 عنصرا من بينهم مدنيين.بعد ذلك توجهت القوة المقتحمة إلى بعقوبة وقامت باقتحام دار رئيس جامعة ديالى نزار الخفاجي واعتقاله.
وقد أبدى رئيس الوزراء نوري المالكي عدم علمه بالموضوع ووجه لجنة برئاسة الداخلية للتحقيق في الموضوع، وهو إن كان لا يدري فتلك مصيبةٌ، وإن كان يدري فالمصيبة أعظمُ.
إن ما حدث يوم أمس في محافظة ديالى ربما سيقضي على التحسن الأمني النسبي الذي تحقق مؤخرا ، كما سيدمر مشروع المصالحة الوطنية الذي يدعي المالكي أنه حريص عليه، أما ما تسمى بـ (عملية بشائر الخير) فقد حكمت عليها هذه الحادثة بالفشل بلا أدنى شك، إذ خربت ولم تعمر وزادت الوضع الأمني سوءا ولم تحققه.