احمدي نجاد ومسح الخليج

د. محمد رحال

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

هواية المسح , هي هواية الاشقياء في الحياة , وهذه المهنة تبدأ من مسح الاحذية , وترتفع لهجتها عند بعض عشاق المسح الى مسح الدول , بل وكان فيلم ماسح الاحذية الهندي الشهير من اوسع الافلام انتشارا في فترة ما  ;في دولة ايران , ولقد اثر كثيرا في عقول بعض النخب , بل وحفر في ذاكرتها , وبرزت هذه الهوايات مع ظهور دولة الملالي السوداء والتي دعت وبصفاقة الى مسح دولة العراق , وانتهت عملية المسح باستسلام اكبر لفة سوداء فيها لأسود العراق والذين نحيهم ونحيي شهداؤهم الابرار بمناسبة الذكرى العشرون و الذين قضوا دفاعا عن البوابة الشرقية لاامتنا العظيمة المعطاء , وقضوا على المساح والتمساح الاكبر, والذي تجرع السم من ايدي سباع الرافدين , وظهرت هذه الايام دعوات المسح بعد ان اعلن خاتمي انه يستطيع ان ينال بالسياسة عشرات اضعاف ماياخذه بالقوة , وكان له مع تآمره ان كان ظهره قنطرة لاحتلال دولتين مسلمتين مناهضتين لرأس الشر في العالم وهما افغانستان والعراق, وظهرت في هذه الايام دعوات المسح , كمسح اسرائيل, ومسح امريكا , ومنذ ايام قلائل ظهرت دعوة جديدة قديمة وهي الدعوة الى مسح الخليج , كنوع من انواع حسن الجوار , ومع ان هذه الدعوة تكاد ان تكون كالنكتة , ولكني ومنذ سنين وانا احذر منها وذلك بسبب قربي من بعض مراكز المعلومات , والتي تظهر ان كل عمليات المسح هدفها هو مسح دول الخليج المنظم , والاسوأ من كل هذا ان الدول الخليجية صاحبة الشأن دول لاهية بمشاريع خلبية , ولاتقبل النصح , بل وان رجالاتها تظن ان كل غيرة عليها هو نوع من انواع النفاق , ولذلك فقد خلت هذه الدول من اي استراتيجية واضحة المعالم من اجل حماية نفسها من خطر يتربصها , وهو تهديد علني وقح , وهذا التهديد مدعوم بشكل سري مع دول تعتبر نفسها حامية لدول الخليج , والتي انصرفت الى بناء الابراج ونسيت ان تبني الانسان الذي يحمي تلك الابراج, وما نعلمه اعظم , والبوح به لايفيد مع انظمة جل همها جمع المال واستعباد الانسان, والخاسر الوحيد هو الانسان العربي , والارض العربية .