مِمَّا يُؤلمُ
د. حامد بن أحمد الرفاعي
مِمِّا يُؤلمُ الإنْسانَ العاقلَ الغيِّورَ..وهو يسيرُ على رصيفِ فسيحٍ نظيفٍ..أو وهو يَرتادُ شاطِئاً يَزدانُ بلمساتٍ جَماليةٍ رائعةٍ..رؤيةُ بلاطةٍ قد غَادرَت مَكانَها بفعلِ يَدٍ عابثةٍ..ومِصباحٍ هشَّمت زُجاجَهُ سُلوكياتٌ رَعناءٌ عاديةٌ..ومشاهدةُ صَنبورِ ماءٍ يَنزِفُ لِتصرُّفٍ غيِر مسؤولٍ..وقاذوراتٍ منثورةً في شارعٍ جميلٍ خلّفتها سُلوكياتُ نُفوسٍ مُستهترةٍ..ومما يَزيدُ في الألمِ ويَبعثُ في الصَدرِ حَسرةً وفي النَفسِ مَرارةً..أنْ تُقتَرفُ هذه السلوكياتُ الآثمةُ وتُمارَسُ بأيدي أُناسٍ..يُقرِّرُ دينُهم ويعلِّمُهم ويُلِّحُ عليهم أنَّ:
• النظافةَ من الإيمانِ.
• إماطةَ الأذى عنِ الطريقِ صدقةٌ.
• إفسادَ البيئةِ من المحظوراتِ الشرعيِّةِ.
• هدرَ المالِ العامِ من المحرماتِ.
وممَّا يُقلقُ ويُحيِّرُ أن يرى المرءُ هذه المشاهدَ العبثيِّةَ..ونحنُ أمةٌ من أكثرِ الأُمَمِ تَحدُثاً عن النظافة والطهارة والتقوى والورعِ..ودينُنا من أغزرِ الأديِّانِ قيماً ومبادئ وتوجيهاتٍ..لِترّشيدِ الإنْسانِ وضَبط ِسُلوكِياتِه في ميادينِ الحياةِ..وبعدُ لِمَ هذه الحالة ُالمُخجِلِةُ ..؟ منْ أينَ الخلَلُ ..؟ وكيفَ العِلاجُ ..؟بكُلِّ تأكيدٍ واختصارٍ..مصدرُ ذلك خللُ تربويُّ سُلوكيٌّ عمليُّ..وإنَّني لأتطلَعُ ليومٍ أرى به مَدارسَنا ومؤسساتِنا التربَويِّةُ والتعليمية وقد تَحوّلت..إلى ورشِ عملٍ ودوراتٍ تدريبيِّةٍ..تُأهلُ أجيالَنا لمُمارساتٍ عَمليةٍ مَيدانيِّةٍ لقيم ديننا الحضارية المتميزة المتألقةعلى كافة الصُعدِ الحياتيِّةِ..لقد تَحدثتُ بذلك للجهاتِ المعنيِّةِ..وقدمّتُ لهم مَشاريعَ مُقترحة بهذا الشأنِ..أسألُ اللهَ تعالى أن يَمُدَّهُم بِعونِه ويُيسِّرَ لَهم أسبابَ تحقيقِ مثلَ هذا الحُلمِ الكبيرِ أو ما هو أفضل..والله المستعان وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.
![]()