ذكريات مع مسيحيين

شوقي سالم جابر جابر

ذكريات مع مسيحيين

شوقي سالم جابر جابر

[email protected]

سأتحدث عن تجارب مع مسيحيين تعرفت إليهم في ألمانيا.

كانت عائله مسيحيه, حسب الإسلام هم جيراني, الرجل وزوجته مريضين قادمين من سوريا بعد العراق, حال العراق شتتهم في أصقاع الدنيا .

كنت أساعدهم وقت الحاجة, وكنا نتسامر كثيراً.

أول ما تعرفت إليهم أخبروني أنني إذا دخلت عليهم وهم يأكلون ولم يدعونني لمشاركتهم المائدة, يكون الطعام حرام على المسلمين.

كنا نذهب معا لجزار مغربي قريب نشتري اللحم الحلال, وكانوا ينتظرون رمضان حتى يصنعوا بسعادة إفطاراً جماعياً للأصدقاء .

الرجل لم يكن يصلي أو يصوم وكان يحب صدام أكثر من يسوع.

زوجته كانت تصلي وتصوم خمسين يوما وكانت تحب زوجها.

وكُنت أصلي في بيتهم إذا حضرتني الصلاة عندهم.

ذات مره أخبرتهم أن أجدادي قبل الإسلام إما كانوا ملحدين أو يهود أو مسيحيين, وتمنيت لو كانوا مسيحيين لأنهم سيكونوا مؤمنين بالإنجيل وبحب عيسى, وليس كاليهود والملحدين.

وكذلك أخبرتهم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وقع العهدة العمرية كان يعرف أنكم لا تؤمنون بنبوة محمدوأنا أعرف ذلك, لأنكم لو آمنتم لصرتم مسلمين مثلنا وما يلزمنا معاهده فضحكوا مني, وضحكت أنا من قولي, لأنني تذكرت الأحداث الدموية التي وقعت بين المسلمين, ربما لأنه لم يكن بيننا عهده عمريه.

عقبت السيدة الكريمة الفاضلة على قولي: أنها تخاف الكفر بالأنبياء والقديسين وأنها, لا تكفر بأحد,

وبرهنت على كلامها, أنه بعدما عجز الطب أن يعيد البصر لابنتها ذهبت لمقام الحسين وتوسلت فارتدّت ابنتها بصيرة, كيف أكفر بالحسين يا شوقي. المسكينة تعتقد أن الحسين نبي للمسلمين.

وأنها تبرعت بقطعة ذهب لصالح الشعب الفلسطيني بداية الانتفاضة.

هذا حصل من السيدة التي لا تعرف أن تقرأ اسمها.

كان زوجها يحب صوت عبد الباسط في تلاوة القرآن ويتمايل رأسه من روعة الأداء الصوتي ويُبدي خشوعاً

ذات يوم أخطرتني العائلة من مسيحي آخر أنه يحقد على المسلمين قلت هذا شأنه

بعدها عرفت منه أنه هرب من العراق وعائلته بعد تفجير كنيستهم ومقتل القس.

سألوني عن المسيحيين في فلسطين: هل يشاركون في الثورة؟

قلت: لهم أن جورج حبش سبق الحركات الإسلامية بالكفاح المسلح.

واسترسلتُ: أن عرفات تزوج من مسيحيه ولدينا رمزي خوري, ونبيل أبو ردينه, ولم يكن حينها شكري بشاره وزير.

وأن القانون الفلسطيني يُلزم القوائم الانتخابية أن تحتوي مواطنين مسيحيين حتى نضمن تمثيلاً لكل الفلسطينيين.

كانوا لما يمتدحون صدام أتغزل بطارق عزيز.

مسيحي أفريقي كنت ألتقي به كثيراً في القطار وعند التسوق كان يفتخر أن له أسره تعيش في غانا ويرسل لهم النقود من عمله, وعرض عليّ صوره زوجته وابنته وسألني: هل هن جميلات؟

فقلت: أووووو جداً يا تيمو أنت محظوظ.

هو لم يكن جميلاً وكان يحب دينه, كان يصلي إذا صعد القطار وإذا جَلس وإذا نَزَل, ويترنم بأناشيد دينيه لم أفهمها.

دعاني للمسيحية حتى يساعدني أليسوع, فقلت له: أنني أحب أليسوع لكن الله هو الذي يساعدنا والإسلام أُحِبه أكثر من نفسي.

مره أراد أن يمازحني أو يستفزني لا أدري, قال: الألمان لا يحبون المسلمين.

قلت: ولا يحبون السود ولا الأجانب لكن لماذا انتقيت المسلمين؟

قال: لأنكم إرهابيين.

قلت: أنا مسلم هل تراني إرهابي يا تيمو.

قال: ربما تصير إرهابياً لأنك تقرأ القرآن وأضاف هكذا هم يعتقدون.

قلت: هل هتلر وستالين الذين قتلوا الملايين كانوا يقرأون القرآن, وهل الذي أمر بإلقاء السلاح النووي على هوريشيما ونجازاكي كان القرآن؟

اسألهم يا تيمو من الذي شحن السود الأفارقة للاستعباد والذل في أمريكا والمستعمرات الأوروبية. هل كان محمد؟

لم أكن أدافع عن الإسلام إنما الإسلام كان يدافع عني.

  

 

عن الشهداء

يا شهداء شعبي ماذا أقول       وهل يُنصفكم قول قائلين

إنكم لم تموتوا وأنتم عند         رب العرش أحياءٌ ترزقون

حور الجنان زغردت وتبشرت    بمجيئكم أنتم لها حاضنون

في جنان الخلد بإذنه مع        الحور الحسان تتزاوجون

فدا الدين ونحن والأوطان       ما فتئتم تصولون تجولون

راية الحق المبين حميتموها      عن ثغور قومي ذائدون

عينان لا تمسهما نار ربي       عيونكم تقرحت ساهرون

بِكُم تباهت أمتي وتفاخرت        يا صفوة فلسطين الحنون

عن دربكم لا لن نحيد أُنمله      لوائكم وسِلاحكم لهُ حاملون

يختاركم ربٌ كريمٌ بعلمهِ          من عبادٍ ساجدون راكعون

للقدس مهر الدم قدمتموه         بسخاءٍ عاشقون هائمون

آبائكم أبنائكم صاروا بعزٍ         بيننا معززون مكرمون

هنيئاً رضا الرحمن لكم          بدنيانا الذليلة كنتم زاهدون

بالله الذي حَباكم بفضلهِ        كونوا لأجلي والنبيُ شافعون