تسخير مؤسسات العلاقات العامة الامريكية والصهيونية في خدمة عائلة الأسد الاجرامية

م. هشام نجار

 أعزائي القراء ..

عندما نحكم على استنتاج ما من انه " منطقي" فهذا يعني أوتوماتيكيا أن الاستنتاج صحيح وأن المعادلة من الوجهة العلمية قابلة للحل ولكن لايعني أنها مقبولة بالنسبة لنا.

وحتى نكون واضحين اليكم المثال التالي: أمريكا لم تقف اطلاقاً مع رغبات الشعوب العربية ، وأن ما يجري اليوم من اتفاقات جانبية مع أحزاب مغشوشة وعميلة هي نتيجة منطقية لتاريخ أمريكا مع شعوب المنطقة 

إذن المقدمة والإستنتاج متفقان منطقياً ولاخلاف في ذلك .

وماهو إذا اللامنطقي والغير قابل للحل ؟

بوضوح شديد عندما يسمون النظام الاسدي بنظام الصمود والتصدي ثم يقود كل حروبه ضد الفلسطينيين والسوريين والاردنيين والعراقيين فهذا يدخل في اللامنطق واللامعقول والغير قابل للتصديق . 

النظام السوري منذ بدايته ليومنا هذا تم بناءه على اساس هذه النتيجه التي لا يتقبلها العقل السليم أي المقدمات لا تطابق النتيجة .

ولكن من الذي منحه هذا الدعم ليحول سيرته اللامنطقية إلى سيرة منطقية متبعين غسل أدمغة الشعوب رغم ان المقدمات والنتائج لاتستقم مع هذا النظام اطلاقا ؟هنا يدخل دور مؤسسات العلاقات العامة والتي معظمها أمريكية وصهيونية لشيطنة النظام بجعله مقاوم وفي نفس الوقت على سبيل المثال لا الحصر فقد قام هذا النظام بتدمير تل الزعتر في لبنان على بكرة أبيه فوق رؤوس أطفاله ونسائه ورجاله حتى أن شريطاً مسجلاً مازال في مخيلتي حاضراً أمامي كأنه حصل اليوم لسيدة فلسطينية في تل الزعتر أثناء هجوم جيش الصمود عليه لابادته،

تحاول المسكينه الهرب من جيش الصمود وهي تحمل طفليها فيصطادها قناص من عصابة الصمود فتقع المسكينة أرضاً ثم تنهض جريحة وهي تحاول حمل طفليها مجدداً فإذا بقناص الصمود يرميها برصاصة ثانية فتقع أرضاً ثم تنهض ثانية ودماؤها ودماء صغارها تنبع من أجسادهم كالشلال وتعود لحمل اطفالها ثم يرميها قناص الصمود بطلقة ثالثة فإذا الام تقع الوقعة الاخيرة على الارض جثة لاحراك بها ودمائها  ممزوجة بدماء أطفالها وأحدهم كان يزحف وسط بركة الدماء سنتيمترات قليلة ثم يفارق الحياة بجانب أمه وأخيه.

منظرلايمكن أن يتصوره مخلوق إلا هذه الايام في سوريا بفعل إبن بطل الصمود ...

ولكن ... 

وسط هذه المجزره الرهيبة كان هناك إعلاماً فاجراً تغذيه مؤسسات العلاقات العامة الامريكية والصهيونية حيث كانت تعمل بكل طاقاتها لشيطنة بطل الصمود فيستقبل هذا إلاعلام كل شياطين العرب من شبيحة المخابرات السورية إلى بعض الفلسطينيين العملاء مع كمشة من القوميين المرتشين وأغلبهم في لبنان والاردن ليطبلوا لبطل الصمود وكأنه حرر فلسطين.

إخواني.. 

.وبعد أن تنتهي المجزره وتصطبغ أرض تل الزعتر باللون الاحمر .

يتم الإيعاز أمريكياً لسفن تجارية يونانية لتحمل ما تبقى من الفلسطينيين إلى الشتات في تونس واليمن على بعد مئات الكيلومترات عن وطنهم المغتصب لينصبوا بدلاً عن المقاومة الفلسطينية عصابة طائفية أوامرها من بلاد فارس سموها حزب الله فترث فلسطين ومقاومة فلسطين كذباً وخداعاً  لتكتمل الماساة التي نشاهدها اليوم حيث أوكل أمر المؤامرة إلى ملا يقيم في قم يشيطن مع إسرائيل كلاً من الاسد وحزب الله. وينصب نفسه شيخ الشياطين .

كل هذا والعروبة تجري زوراً وخداعاً على لسان الاسد...والقومية حديث اعلام الأسد... وفلسطين في كل خطب الاسد ... ومؤسسات العلاقات العامة الامريكية والصهيونية تغسل عقول ضعاف العقول لتلهب ايديهم بالتصفيق للاسد .

إذن تمت المؤامرة عن الطريق الصمود (والمؤاومة) فافرغوا لبنان من الفلسطينيين وتحول حزب الله إلى حامي حدود لبنان بإسم الممناعة .

ولكن كيف جمعوا معظم الفلسطينيين في لبنان ليرميهم الاسد في أصقاع الدنيا فلهذه قصة أخرى بدأت من الاردن عام ١٩٧٠ وبطلها نفس المجرم بطل الصمود يوم كان وزيراً للدفاع قبل شهر واحد من انقلابه والشعار دائماً من أجلك يا فلسطين ،

أعزائي القراء

  إن قصة تدمير المقاومة في الاردن لملاحقتها في لبنان كما كتبت عنها أعلاه سمعتها مباشرة من أحد طلاب والدي رحمه الله وهو اللواء المرحوم عبد الرؤوف طالب رئيس أركان اللواء الذي أرسل للاردن عام ١٩٧٠ وماعرف بعدها بإسم ايلول الاسود .

اللواء عبد الرؤوف طالب هو أحد الضباط الوطنيين الذين إنتقدوا المؤامرة على الفلسطينيين بحجة دعمهم خداعاً ضد الملك حسين فأبعد اللواء عن منصبه الى مدرس في كلية الاركان .

قابلت اللواء عبد الرؤوف طالب في بيته في دمشق في حي المزرعة كونه تلميذ والدي ورجل يكن لعائلتنا كل ود, وكان بنفس الوقت صديق مدير المصنع في معامل الدفاع الذي أعمل به حيث تمسك مديره ظلما بي ستة أشهر في الخدمة الاحتياطية لان عملي أعجبه بينما كل رفاق دورتي كان قد تم تسريحهم فكان جزائي أن ابقى في الاحتياط للابد جزاءاً لحسن عملي آملاً منه مساعدتي لإطلاق سراحي.

قال اللواء الموحوم عبد الرؤوف طالب : جاءتنا أوامر من حافظ أسد شخصيا بتغيير طلاء آليات اللواء بطلاء وشعارات توافق لون آليات منظمة التحرير الفلسطينيه وتغيير ملابسنا مع ما يتناسب ألبسة رجالهم( الم أقل لكم أنهم شبيحه عتيقه من أصحاب السوابق) ثم التمركز في إربد وجعلها منطلقاً لإسقاط النظام الأردني..يقول اللواء عبد الرؤوف: الفلسطينيون كانوا يظنون أنهم قادرين على إسقاط الملك حسين لمصلحتهم ,وكنت أنظر لهم بعطف وشفقة لإن إستراتيجية سوريا المدعومة دولياً هي أن نضع الأردن والفلسطينيين تحت وصايتنا..

أعزائي القراء ..

قتل نتيجة هذه الحرب المؤامره الآفاً من الأردنيين والفلسطنيين والسوريين..والأهم من ذلك إنهاء دور المقاومه الفلسطينيه في الأردن... ليكمل عليهم في لبنان كما ذكرت لكم اعلاه ، كل ذلك حصل ومؤسسات العلاقات العامة الامريكية والصهيونية تعمل بكل طاقتها للمحافظة على بطل الصمود بدون منافس .

ايها الاخوة والاخوات 

تاريخنا يجب أن يعاد كتابته فلم يعد مقبولا ان يدرس في كتبنا تاريخا اسوداً لفترة قاربت خمسين عاما على انه تاريخ ابيض تم بخديعة كبرى وبدعم دولي وبخيانات عظمى وباشراف مؤسسات علاقات عامة أمريكية صهيونية صرف العدو عليها مليارات الدولارات ليحافظوا على أجرم وأخون عائلة على مر التاريخ.

فحافظوا على ثورتكم نقيه

وحافظوا على توحد صفوفكم وكلمتكم 

ونحن المنتصرون باذن الله.

وسوم: العدد 670