موسوعة جرائم الولايات المتحدة 75

د. حسين سرمك حسن

(75) من قطع رأس جيمس فولي ؟ أسرار جديدة

ملاحظة : هذه السلسلة من المقالات مترجمة عن مقالات لكتّاب وصحفيين أمريكيين وبريطانيين مذكورة في خاتمة الحلقة (76).

ملاحظة تمهيدية

__________

تقول الويكيبيديا (الموسوعة الحرة) إن قتل فولي من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي جاء رداً على الضربات الأمريكية للتنظيم في العراق . وفي عام 2014 يعرف الجميع مقدار شكوى الشعب العراقي والحكومة العراقية من ضعف الضربات الأمريكية لتنظيم القاعدة في العراق ومحدوديتها ، ومن قيام الطائرات الأمريكية والبريطانية (الموثقة بالفيديو وشهود العيان) بإلقاء المساعدات على مواقع الدولة الإسلامية.

clip_image001_b6558.jpg

ماذا يقول المحلّلون المختصون ؟

__________________

يؤكّد تحليل موقع Infowars المعروف أن خبراء الطب الشرعي البريطانيين أكدوا أن فيديو ذبح الدولة الاسلامية للصحفي الأمريكي جيمس فولي كان في جميع الاحتمالات "تمثيلياً"  باستخدام خدع الكاميرا وتقنيات ما بعد الإنتاج .

وكما قالت صحيفة التلغراف اللندنية فإن شركة دولية للطب الشرعي تعمل لحساب قوات الشرطة في بريطانيا وجدت أن "فيديو جيمس فولي، كان تمثيلياً، وأن القتل الفعلي جري بعيدا عن الكاميرا".

وأشار الخبراء إلى أنه على الرغم من أن الجلاد حز السكين على رقبة فولي ست مرات على الأقل، لم تظهر قطرة دم واحدة. شريط الفيديو نفسه لا يُظهر الذبح الفعلي، مجرد صورة ثابتة ترمي إلى إظهار الرأس المقطوع مستقراً على جسد فولي.

وأشار الخبراء أيضاً إلى الهدوء الغريب الذي ظهر على فولي ، وهو سلوك مناقض تماما لفكرة أنه كان على وشك أن يُعدم بوحشية.

والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم يقم متشددو الدولة الإسلامية، الذين طوروا بسرعة سمعة عالمية للهمجية والوحشية واحتقار الحياة البشرية، بقطع رأس فولي أمام الكاميرا دون الحاجة لتمثيل هذا الحدث ؟

الاستنتاج المنطقي الوحيد، سواء أكان فولي قد قُتل في وقت لاحق أم لا، هو أن الفيديو لم يُنتج أو يُنشر من قبل مسلحي الدولة الإسلامية، ولكن من قبل وكالات الاستخبارات الغربية لاستخدامه بوصفه سببا لتوسيع الحرب العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

منذ سنوات والباحثون المحتصون يوثقون باستفاضة كيف أن أفلام وأشرطة فيديو ما يسمى بتنظيم القاعدة، كانت في الواقع تنتجها الشركات التي تعمل لصالح وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية.

وقد ظهر أيضا أن هوية الجلّاد الذي يُفترض أنه نفّذ عملية القتل، هو "عبد الماجد عبد البارى"، هو مغني راب سابق ومن عائلة ثرية غادر لندن للقتال في سوريا. وعبد الماجد عبد البارى هذا يطابق أنموذج مخبر لأجهزة الأمن البريطانية.

لقد خُطّط لاستخدم فيديو الذبح هذا كذريعة لدفع الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لسورية، وهو احتمال أجهض في العام الماضي (عام 2013) بعد ان تبين ان الهجوم بالأسلحة الكيميائية المُفترض الذي ألقي اللوم فيه على حكومة بشار الأسد كان في جميع الاحتمالات منفّذاً من قبل المتمردين المدعومين من الغرب ومن تركيا بشكل خاص.

في تحليلنا، أشرنا إلى عدة عوامل أخرى تشير بوضوح إلى "تمثيل" شريط ذبح فولي بما في ذلك عدم وجود مسلحين آخرين من الذين يظهرون عادة في شرائط فيديو عمليات الاعدام، وعدم وجود إشارات إلى القرآن،  ولا هتافات " الله أكبر "، كما يجري عادة في تنفيذ هذه الحالات.

وقد زادت الشكوك في هذا الفيديو بعد ان أعلن متحدث باسم الحكومة السورية أن الصحفي الأمريكي قُتل على يد مسلحي الدولة الإسلامية قبل عام.

وقد قال المتحدثة الرسمية باسم الحكومة السورية "بثينة شعبان" : "أن فولي كان قد اختُطف من قبل الجيش السوري الحرّ ، ثم تم بيعه إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وفي الواقع هو قد قُتل على يد مسلحي الدولة الإسلامية قبل عام من الآن.. وأن الأمم المتحدة لديها معلومات كاملة حول هذا الموضوع".

وهذا التصريح يتناقض مع رواية أسرة فولي حول أنها تلقت في 12 آب 2014 خطاباً من المسلحين يهدّد بتنفيذ الإعدام بالصحفي إذا أعطى باراك أوباما الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية على متشددي الدولة الإسلامية في العراق.

الـ CIA مسؤولة عن مقتل الصحفيين من خلال تشغيلها لهم كعملاء ووكلاء

__________________________________________

يقول المحقق الصحفي المعروف "واين مادسون" : "الميل المتزايد من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالات المخابرات الامريكية الأخرى لتجاهل الحظر السابق ضد استخدام الصحفيين كوكلاء (عملاء) يضع كل مراسل صحفي شرعي في جميع أنحاء العالم في خطر. وكالة الاستخبارات المركزية لديها ماض متقلب في استخدام الصحفيين كوكلاء استخبارات. كانت هذه الممارسة شائعة في الستينات وبداية السبعينات، ولكن تم حظرها من قبل الرئيس جيرالد فورد والرئيس جيمي كارتر. ولكن عندما أعاد الرئيس رونالد ريغان إشعال فتيل الحرب الباردة، بدأت وكالة المخابرات المركزية مرة أخرى باستخدام الصحفيين كوكلاء استخبارات. وضعت هذه  الممارسة عدداً من الصحفيين في الخطر، لا سيما أولئك الذين وقعوا أسرى في أيدي مقاتلي حزب الله خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وليس هناك ما يشير إلى أن أي رئيس أمريكي منذ ريغان قد توقف عن ممارسة استخدام الصحفيين كوكلاء.

أنواع عملاء المخابارت الأمريكية الذين يعملون تحت غطاء الصحافة : راديو سوا وقناة الحرّة وصوت أمريكا

______________________________________

عملاء المخابرات الذين يعملون تحت غطاء الصحافة يمكن أن يأخذوا عدّة أشكال:

- الصحفيون الذين يعملون علنا ​​لعمليات وسائل إعلام ترتبط رسميا بعمليات وكالة المخابرات المركزية السابقة والحالية. وتشمل هذه راديو أوروبا الحرة / راديو ليبرتي الحر، راديو آسيا الحرة، قناة الحرة، راديو سوا، راديو وتلفزيون مارتي، وإلى حد ما، صوت أمريكا:

Radio Free Europe / Radio Free Liberty, Radio Free Asia, Alhurra, Radio Sawa, Radio and TV Marti, and to some extent, the Voice of America)

- الصحفيون الذين يعملون من أجل العمل لشركات وسائل الإعلام المعتمدة التي توافق على العمل سرا لحساب المخابرات الأمريكية. من المعروف أن مثل هؤلاء الصحفيين يعملون لصالح : واشنطن بوست، وانترناشيونال هيرالد تريبيون (التي استخدمت الرئيس باراك أوباما لمرة واحدة)، ومؤسسة الأعمال الدولية من مدينة نيويورك، ناشر الأعمال التنفيذية والتقارير السياسية. وكان مدير وكالة المخابرات المركزية ريتشارد هيلمز قد عمل سابقا مراسلا ليونايتد برس انترناشونال:

The Washington Post, the International Herald Tribune, Business International Corporation of New York City)

- الصحفيون الذين يعملون لمنشورات مرتبطة بوكالة المخابرات المركزية أو واجهاتها، بما في ذلك كييف بوست، كمبوديا يوميا، بورما يوميا، كابول أسبوعياً، ويدوف نوفيني براغ :

 the Kyiv Post, Cambodia Daily, Burma Daily, Kabul Weekly, and Lidove Noviny of Prague)

الهيرالد تريبيون ومجلة حوار ولجنة أوروبا الحرّة

____________________________

كان واحدا من الأعشاش المفضلة للصحفيين – الوكلاء المرتبطين بوكالة المخابرات المركزية خلال الحرب الباردة هي صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون، ومقرها في باريس سابقاً. كانت هيرالد تريبيون باريس مملوكة بشكل مشترك من قبل واشنطن بوست ونيويورك تايمز. مدير تحرير وكالة انباء تريبيون هيرالد، "ناثان كينغسلي"، غادر مقر الصحيفة في باريس ليصبح رئيس خدمة أخبار إذاعة أوروبا الحرة في ميونيخ. كينغسلي حلّ محل "جين ماتر" الذي أصبح المتحدث باسم الشؤون العامة للجنة أوروبا الحرة في نيويورك. كانت إذاعة أوروبا الحرة ولجنة أوروبا الحرة على حد سواء مرتبطتين بوكالة المخابرات المركزية.

شارك ناشر صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون "جون هاي ويتني"، سفير الولايات المتحدة السابق لدى بريطانيا، في إنشاء عملية إعلامية للـ CIA سُمّيت شركات دار كيرن Kern House Enterprises، وهي شركة مملوكة للـ CIA ومسجلة في ولاية ديلاوير. الفرع البريطاني لدار كيرن ، وليس غريبا أن يقع في مقر دار كيرن في لندن، أطلق وكالة إخبارية للـ CIA سُمّيت Forum World Features(FWF)، والتي، بدورها، كانت مرتبطة بواجهة أخرى للـ CIA، هي مؤتمر الحرية الثقافية (CCF) في باريس. والذي نشر، نيابة عن وكالة المخابرات المركزية، اثنين من الدوريات الشهيرة ، هي حوار Encounter ونشرة المعلومات Information Bulletin. كان FWF يبيع قصصه الأخبارية لأكثر من 50 صحيفة في العالم ، 30 منها في الولايات المتحدة. وFWF، الذي تأسس في عام 1965 وأشرف عليه "كيرميت روزفلت"، مهندس خطة وكالة المخابرات المركزية للإطاحة بالحكومة الديمقراطية في إيران في عام 1953، نشر أيضا  دراسات الصراع Conflict Studies ، وهي مجلة متخصصة كانت من بين أول من أثار الضجيج حول "خطر" الإرهاب العالمي في بداية السبعينات. يمكن لـ FWF الاستفادة من أي من وكلائه كصحفيين يرسلهم في مهمات محدّدة. وقد تمّ تعيين أحد هؤلاء كوكيل صحافي في محطة CIA في بانكوك.

لسنوات، كانت وكالة الاستخبارات المركزية تصدر Rome Daily American في إيطاليا. وكان رئيس تحرير الصحيفة الناطقة بالانكليزية هو المراسل السابق لأسوشيتد برس. ونشرت الصحيفة من قبل نفس الدار التي نشرت صحيفة ايطالية صغيرة تمثل وجهة نظر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإيطالي، هي صحيفة الديلي الأمريكية التي توقفت عام 1986.

وهناك صحيفة أخرى تديرها وكالة المخابرات المركزية هي South Pacific Mail بريد جنوب المحيط الهادئ، ومقرها في سانتياغو، بتشيلي، والتي يديرها عميل وكالة الاستخبارات المركزية "ديفيد اتلي فيليبس". وقد تم توزيع طبعة هذه الصحيفة باللغة الانجليزية في تشيلي وعدة دول وأقاليم جنوب المحيط الهادئ، من نيوزيلندا وجزر ساموا إلى هبريدس الجديدة وتونغا. وقال فيليبس، الذي فيما بعد كُشف عن هويته بوصفه ميسّرا رئيسيا لاغتيال الرئيس جون كينيدي في دالاس أنه ونحو 200 من الصحفيين الآخرين الذين كانوا على دراية وقّعوا برغبة شديدة الاتفاقات السرية مع وكالة المخابرات المركزية لتجنيدهم كعملاء. ومن بين الذين وقّعوا تلك الاتفاقات كان "آرثر سولزبرجر" ، ناشر صحيفة نيويورك تايمز.

عملية الطائر المحاكي

____________

وكانت عملية الطائر المحاكي Operation Mockingbird عملية للـ CIA  الغرض منها التأثير في التغطيات الإعلامية التي تقدمها منظمات وسائل الإعلام لأخبار الأحداث. وشملت عمليات وكالة المخابرات المركزية للتأثير في وسائل الإعلام؛ مجلاتٍ وصحفاً مثل : مجلة تايم، كريستيان ساينس مونيتور، مجلة نيوزويك، واشنطن بوست، نيويورك هيرالد تريبيون، مساء السبت بوست، صحيفة ميامي هيرالد، واشنطن ستار، وخدمة أخبار كوبلي:

Time magazine, Christian Science Monitor, Newsweek, The Washington Post, The New York Herald-Tribune, Saturday Evening Post, The Miami Herald, The Washington Star,and Copley News Service

وكان "أوستن غوودريتش" صحافياً مستقلاً يكتب لصحيفة وكالة المخابرات المركزية المفضلة، باريس هيرالد تريبيون، سي بي اس نيوز، وصحيفة كريستيان ساينس مونيتور. أصبحت كريستيان ساينس مونيتور، على مدى السنوات الست الماضية، من المؤيدين المتحمسين لإدارة أوباما وبرنامج وكالة الاستخبارات المركزية «مسؤولية الحماية» (R2P) للسياسة الخارجية التدخلية. وحتى بعد أن تم التعرف على غوودريتش كعميل للـ CIA استمر في عمله كصحفي في ستوكهولم، أمستردام، بانكوك، وبرلين الغربية.

حكاية جيمس فولي والغلوبال بوست

___________________

وكان من مظاهر هذه السياسة R2P تدريب وكالة الاستخبارات المركزية وتسليحها للمتمردين الاسلاميين السوريين الذين خطفوا في نهاية المطاف المصور الصحافي "جيمس فولي" في 2012. والدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL)، هي الجماعة التي اختطفت فولي، الذي تشمل خبرته العمل ضمن الوحدات العسكرية الأميركية في أفغانستان والعراق، ومع المتمردين في ليبيا وسوريا الذين تدعمهم وكالة المخابرات المركزية، وأعدموه في النهاية بقطع الرأس الشنيع في شريط مصور. ولكن لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان استمرار استخدام وكالة المخابرات المركزية للصحفيين كوكلاء وتضمين الصحفيين مع المسلحين المدربين من قبل وكالة المخابرات المركزية يهدّد حياة الصحفيين كونه يصوّرهم كعملاء للمخابرات الأمريكية، وخصوصا في مناطق الحرب.

وقال "ستيوارت لوري" ، الذي عمل كمراسل لصحيفة نيويورك هيرالد تريبيون في موسكو في الستينات قبل أن ينضم إلى لوس أنجلوس تايمز وشبكة سي أن أن ، أن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الصحفيين كجواسيس يشكك في حالة كل صحفي. وقال: «حتى لو كان أميركيا واحدا يحمل بطاقة صحفية في الخارج هو مخبر مدفوع من قبل وكالة المخابرات المركزية، فإنه يجعل جميع الاميركيين من المشتبه بهم».

ومع ذلك، فإن الحذر الذي حثّ عليه لوري نزل على آذان صماء. في عام 2012، أحال مراسل نيويورك تايمز "مارك مازيتي" نسخة مسبقة من عمود كتبه زميله الكاتب "مورين دود"، إلى الناطقة باسم وكالة المخابرات المركزية "ماري هارف". عمود دود كان يتعلق بتسريب معلومة تتضمن طلب CIA من هوليوود إنتاج فيلم يحمل اسم «ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل Zero Dark Thirty». ومنذ ذلك الحين تمت ترقية "هارف" لمنصب نائب السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية حيث أنها بلا شك لا تزال تتفاعل مع زملائها القدامى في الـ CIA في اكتشاف الصحفيين، وخصوصا المراسلين الأجانب، الذين يبدون استعداداً للتعاون مع وكالة المخابرات المركزية.

من الظواهر الغريبة هي تكاثر وكالات الأنباء مثل الفطر خصوصا على شبكة الإنترنت. مواقع ذات إمكانيات عجيبة. مثلاً موقع غلوبال بوست The Global Post، ومقره في بوسطن، كان قادرا على إرسال جيمس فولي لمهمات مُكْلِفة في ليبيا وسوريا. موقع إخباري على أساس الاشتراك، كان يمتلك 400 مشترك فقط، لم يكن فقط قادرا على إرسال شخص مثل جيمس فولي لتغطية الحروب، ولكنه قادر أيضاً  على الحفاظ على فريق من الموظفين خصوصا من المراسلين لا يقل عن 65 في أكثر المدن غلاء مثل موسكو والقدس وطوكيو ونيروبي. يجب طرح بعض الأسئلة غير المريحة. على سبيل المثال، من أين يتلقى غلوبال بوست The Global Post تمويله فعلياً ؟ ولماذا يجد أنه من المفيد زج مراسليه المستقلين مع وحدات عسكرية امريكية وجماعات إسلامية تموّلها وكالة المخابرات المركزية ؟ إذا نظرنا إلى الوراء على مدى الـ 65 سنة الماضية التي تشمل استخدام وكالة المخابرات المركزية الصحفيين كوكلاء، فإن الأجوبة على هذه الأسئلة تصبح واضحة كل الوضوح.

# ضابط أمريكي يعترف: إغراق العراق بفيضان من أشرطة لفيديو

_____________________________________

مقالة في واشنطن بوست عام 2010 من تأليف ضابط استخبارات الجيش السابق "جيف شتاين" تقدّم وصفا تفصيليا للكيفية التي قامت بها الـ CIA بتصوير فيديو مزيّف لأسامة بن لادن خلال الفترة التي سبقت الحرب على العراق عام 2003.

هذه المقالة، والتي تتضمن تصريحات من مصادر متعددة داخل مجموعة عمليات العراق في وكالة الاستخبارات المركزية، توضح كيف أن الوكالة قد خططت لإغراق العراق بـ "فيضان من أشرطة الفيديو" تصور عدة سيناريوهات مثيرة للجدل.

وقال إن الوكالة فبركت شريط فيديو يظهر فيه أسامة بن لادن ورفاقه يجلسون حول نار المخيم وهم يحتسون زجاجات الخمور ويتلذذون بالممارسات الشاذة مع الأولاد، وذكر أحد ضباط وكالة المخابرات المركزية السابقين بأن الممثلين كانوا من الموظفين داكني البشرة".

الموقع الذي أطلق الفيديو مشبوه

__________________

بينما لا أحد يشكك في المصير المأساوي لكل من جيمس فولي وستيفن سوتلوف، إلّا أنه أثيرت أسئلة أخرى في ضوء ما اكتُشف من تناقضات في الفيديو الأخير: موقع مجموعة الاستخبارات SITE Intelligence Group (اختصاصه البحث عن الكيانات الإرهابية الدولية). واحد من مؤسسي هذا الموقع، هي "ريتا كاتز" ، وهي من المطلعين داخل الحكومة ولها صلات وثيقة مع قيصر الإرهاب السابق "ريتشارد كلارك" وموظفيه في البيت الأبيض، فضلا عن المحققين في وزارة العدل، ووزارة المالية ووكالة الأمن الداخلي. لكن لا تزال القضية الصارخة هي تورط حكومة الولايات المتحدة في خلق الدولة الإسلامية، كما أشار مؤخرا الجنرال توماس مكينيرني حين قال : "أعتقد بأننا دعمنا المجموعات الخطأ في بعض الحالات، بعض الناس الخطأ وليس في الجزء الصحيح من الجيش السوري الحر، وهذا مُربِك للناس، لقد كرّرت كثيرا أننا كنا ندعم الأنواع الخاطئة".

لا يوجد قطع رأس في فيديو جيمس فولي

_______________________

الفيديو لا يُظهر قطع رأس المصور الصحافي جيمس فولي من قبل الدولة الإسلامية. على الرغم من هذا، فإن وسائل إعلام الشركات وحكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اعتبرت الفيديو فيلماً بشعاً يستحق الرد العسكري العنيف وانتهاك السيادة الوطنية السورية.

الصورة رقم (1) – الصحفي جيمس فولي

clip_image002_07043.png

استخدام الفيديو كذريعة لخنق الديمقراطية

_______________________

وقد استخدمت الحكومة البريطانية هذا الفيلم كذريعة لخنق الحرّيات المدنية وتعزيز الطغيان إلى حدّ التهديد بفرض عقوبات على من يشاهد فيديو جيمس فولي ، أي أنك لا تكون إرهابيا إذا تعاونت مع الإرهابيين فقط ، ولكن ستكون إرهابياً تستحق العقوبة حين تشاهد أفلامهم التي تنشرها شبكة الإنترنت على العالم برغم بشاعتها ولا تقوم بحجبها. لقد جاء هذا الفيديو المفبرك ليكون ذريعة لتمرير قانون جديد للإرهاب يعزز القانون السابق ويفاقم خنق المواطنين تحت أغطية مشروعة هي مكافحة الإرهاب. وبعبارة أخرى، فإن الحكومة البريطانية تقرّر ما هو السلوك المناسب للمواطن، وما المجموعة التي ينضم إليها  البريطانيون، وما الذي يمكن أن يُبث عبر وسائل الإعلام، ويناقش في المدارس والجامعات.

والقانون المقترح سيفاقم القسم 44 من قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا. انها تسمح للشرطة لتقرر من هو الإرهابي، وتمنحها السلطة لتفتيش واحتجاز المواطنين بدونإذن مسبق أو استدعاء محامٍ. ويُستخدم القانون على أساس منتظم ضد المتظاهرين السلميين.

وقد سنت بريطانيا عددا من القوانين المقيدة على التوالي. في عام 2000، قبل هجمات   11 أيلول في أمريكا، ثم هجمات يوليو 2005 في لندن، أصدرت المملكة المتحدة قانون الإرهاب لعام 2000 الذي يجرّم مَنْ يجمع أو يملك معلومات المرجح أن يتم استخدامها من قبل إرهابي. قانون الإرهاب لعام 2006 يجعل "تمجيد" الإرهاب جريمة.

المملكة المتحدة قد استخدمت نظام الإشعار - D لأكثر من مائة سنة. يتم استخدام الإشعارات لفرض الرقابة على الصحافة على أساس أسباب تتعلق بالأمن الوطني. تستخدم الملاحظة - D بشكل روتيني لأسباب سياسية. على سبيل المثال، في أكتوبر، هدّد رئيس الوزراء البريطاني باستخدام الملاحظة – D ضد الصحف التي لا تُظهر درجة مناسبة من "المسؤولية الاجتماعية" في الإبلاغ للجهات الأمنية .

المملكة المتحدة هي أول بلد يقوم باستغلال قطع الرأس المزعوم لجيمس فولي لأغراض سياسية داخلية. والبعض الآخر، بما في ذلك الولايات المتحدة، فمما لا شك فيه إنها سوف تتابع الدعوى. الولايات المتحدة تستخدم الحادث المشكوك فيه في الإعلان عن أنها ستبدأ قريبا العمليات العسكرية ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

استخدام الفيديو كذريعة لتدمير سوريا

_____________________

صحفي تورونتو صن، "إريك مارغوليس"، شكّك في حادث فولي:

"هل فعلاً تم قطع رأس فولي حقا؟ من الصعب أن أقول. لقد تم تغذيتنا بالكثير من الدعاية الحربية الحكومية الوهمية في العقود الأخيرة - من كذبة الرضع الكويتيين الذين تم إلقاؤهم من الحاضنات إلى أسلحة صدام حسين النووية الخفية - يجب علينا أن نكون حذرين للغاية ".

الصحفي يسأل فيما إذا كان "الغضب المدبّر على "مقتل" فولي هو مقدمة وسائل الإعلام لتوجيه تدخل الولايات المتحدة في سوريا، حيث الجهاديين الذين تدعمهم واشنطن بدأوا يخسرون تدريجياً. كل شيء مُربك للغاية. في العراق، عناصر الدولة الإسلامية هم إرهابيون شياطين. ولكن عبر الحدود في سوريا، هم في صالحنا، يقاتلون ضد النظام "الإرهابي" لبشار الأسد .

لا توجد أدلة قاطعة على أن فولي قد قُطع رأسه في الفيلم ، ومع ذلك تضغط الصحافة كي تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربة لسورية وتوسيع الحرب في الشرق الأوسط.

قال رئيس مجموعة الجمهوريين في مجلس الشيوخ : "نحن بحاجة إلى توسيع الضربات الجوية حتى نتمكن من هزيمة الدولة الإسلامية في نهاية المطاف، والقضاء عليها"، وقال عضو الكونغرس "مايك مكوال" عن ولاية تكساس مخاطباً الرئيس أوباما : "لا تخدع نفسك لثانية واحدة بالقول أن الدولة الإسلامية ليست عازمة على ضرب وطننا، أعتقد أن التهديد حقيقي للغاية".

وقال السناتور "ليندسي غراهام"، وهو من دعاة الهجوم على سوريا منذ مدّة طويلة إن أوباما يجب أن لا يتشاور مع الرئيس بشار الأسد قبل شن الهجوم على سوريا.

"ليس هناك طريقة يمكن بها أن تحل المشكلة في العراق دون ضربهم في سوريا" قال نائب ولاية كارولينا الجنوبية الجمهوري، مضيفا "الهدف هو ضرب الدولة الإسلامية في سوريا للتعامل مع قيادتهم وسيطرتهم".

وقال جراهام أيضا أن الولايات المتحدة بحاجة لقصف الدولة الإسلامية في سوريا من أجل "التعامل مع التهديد الوشيك للوطن". (طبعاً هذه التصريحات كلها موزونة بمليارات الدولارات التي سوف يحصدها الكارتل الصناعي – العسكري في الولايات المتحدة)

وذكرت  London Observer (23/آب/2014) أن الولايات المتحدة كانت مستعدة لشن ضربات جوية على كبار قادة الدولة االإسلامية في سوريا، وأكدت أن فيديو قطع رأس جيمس فولي قدّم "السياق الجديد" الذي يبرّر العدوان العسكري في سوريا.

وأضافت إن الاستعدادات لشن هجوم عسكري على سوريا كانت تجري منذ ما يقرب من عام بعد أن جرى اتخاذ واقعة مريبة للغاية أخرى كمبرر لاتخاذ إجراء مماثل. ويُقصد بهذه الواقعة العدوان بالأسلحة الكيمياوية الذي اتُهم فيه الرئيس بشار الاسد فوراً ثم ثبت أن المعارضة المدعومة من الغرب ومن تركيا بشكل خاص هي التي كانت وراء هذا العدوان . ومؤخرا استنتجت دراسة لمعهد ماساشوسيست للتكنولوجيا أن هذا الهجوم الكيمياوي لا يمكن – وفق حسابات علمية - أن يُشن من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية .

"الجزيرة" ايضاً تشكك

_____________

التحقت قناة الجزيرة بجمع المشككين في مصداقية فيديو قطع رأسي الصحفيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.

وقالت القناة الإخبارية إن أشرطة الفيديو "غير مُقنِعة" وأن فولي وسوتلوف هما ممثلان قادمان من "هوليوود". وتعتقد القناة أنه تم إنتاج أشرطة الفيديو ليكونا ذريعة قبيل غزو الولايات المتحدة لسوريا.

وأضافت : "ولعل أول ما يلفت انتباه المشاهد في الفيديو الأول (فيديو جيمس فولي ) هو أن "فولي كان يلعب دور البطل وليس دور الضحية فقط، لأنه قرأ بيانا مطوّلا بأداء مسرحي منقطع النظير، ويبدو لمن تتبع حركة عينيه أنه كان يقرأ النص من ملقن ذاتي autocue".

ولاحظت القناة، مثلما لاحظت مواقع كثيرة بعد عرض الفيديو مباشرة، أن من دلائل كون الشريطين تمثيليين هو عدم ظهور قطرة دم واحدة من رقبة الضحيتين فولي وسوتلوف برغم أن الجلّاد قد "حزّ" رقبتهما بالسكين أكثر من ست مرّات !!

وعلاوة على ذلك، فإن أيّاً من الضحيتين لم يُظهر أي قدر من الخوف على الرغم من أنهما على وشك أن يُقطع رأساهما.

"كما أثارت تساؤلات حول الكيفية التي وصل فيها فولي، الذي اختُطف منذ عام 2012، إلى أيدي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وأكثر من ذلك، أثارت قناة العربية شكوكا حول هوية الرجل الذي أُعدم، مدّعية بأنه لا يشبه فولي".

"ونقلت عن"نشطاء" لم تكشف عنهم أن فولي قد عمل سابقا لصالح وزارة الخارجية الأمريكية، وأنه قد تكون له صلات مع المخابرات،" وهو ما قد يعني أنه تواطأ في فبركة الشريط".

و"العربية" تشكّك في "الجزيرة"

_________________

وقد أثارت قناة العربية، تساؤلاً خطيراً حول السبب في أن التقرير الذي ينتقد شرائط فيديو عمليات الاعدام المزعوم يظهر – في قناة الجزيرة - باللغة العربية فقط. ولاحظت أنه "لم تكن هناك أي ترجمة أو ذكر لأي شيء من هذه المادة التي تشكك بإعدام فولي وسوتلوف بالإنكليزية على قناة الجزيرة على شبكة الإنترنت".

فيلمان آخران لا يظهر فيهما قطع الرأس

______________________

أحدث شخص يُزعم أنه قتل في سلسلة أفلام الدولة الإسلامية هو "آلان هينينج" ، وهو مواطن بريطاني، ذبحه المزعوم، لم يظهر - من جديد – فعليّاً في الفيديو، وجاء في أعقاب مقتل مواطن بريطاني آخر هو "ديفيد هاينز".

لقد أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستستأنف تدريب "المتمردين" للقتال ضد حكومة بشار الأسد، وهي الخطوة التي سوف تساعد إرهابيي الدولة الإسلامية على  تحقيق هدفهم الرئيسي.

وفي الأسبوع الماضي انضمت بريطانيا الى حملة القصف في سوريا والتي أودت بحياة العديد من المدنيين. وقد استغل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فيديو قطع الرأس المزعوم للمواطن هاينز، ليحشد البرلمان من أجل السير إلى الحرب.

شركة الطب الشرعي التابعة للشرطة البريطانية : فيلم جيمس فولي مفبرك

_________________________________________

الفيديو الأول من نوعه في سلسلة العروض المسرحية للدولة الإسلامية، كان قطع الرأس المزعوم للمواطن الامريكي "جيمس فولي" ، اعتبر مفبركاً من قبل مختلف الباحثين. في أغسطس، حسبما ذكرت صحيفة التلغراف اللندنية :

"اقترحت دراسة لمقطع الفيديو ذي الأربع دقائق و40 ثانية، أُجريت من قبل شركة دولية للطب الشرعي تعمل لصالح قوات الشرطة في جميع أنحاء بريطانيا، أن خدع الكاميرا وتقنيات التلاعب الصوري ما بعد الإنتاج قد استخدمت ... ولا يمكن رؤية الدم على الرغم من أن الجلاد حرّك السكين على منطقة الرقبة ست مرات على الأقل.

والملاحظة الأخرى المهمة هي أنه لم تظهر كلمة عربية واحدة في الفيديو. فقد ألقى  جلّاد فولي كلمة موجزة باللغة الإنجليزية، وهو أمر قد يكون مفهوماً لأن بعض إرهابيي الدولة الإسلامية يأتون من بريطانيا.

# عن جيمس فولى حصريا: ربّ عمله (غلوبال بوست) أظهر جميع بصمات واجهة وكالة المخابرات المركزية

______________________________________________

تاريخ مؤسسي غلوبال بوست ؛ التمويل غير المبررة

روابط بمؤسسة فورد ووكالة الاستخبارات المركزية

ما هو تاريخ هذه الوكالة ؟

أولا هذه الوكالة مقرها في بوسطن، وتشغل 65 من المراسلين الأجانب في جميع أنحاء العالم. وهذا عدد كبير فيالصحافة في هذه الأيام.

كموقع يركز في المقام الأول على الأخبار الدولية، تأسس في عام 2009 من قبل تشارلز سينوت وفيليب بالوني. هكذا يقول الموقع. لكن المؤسسة الإخبارية لفيل بالوني تأسست قبل ذلك بكثير - في عام 1994. وفي الموقع لا توجد أسماء أعضاء الإدارة ولا أسهم الوكالة ولا تعويضاتها السنوية . تؤكد صفحة جوجل لبالوني أنه تمت إزالة بعض الروابط في ظل التشريعات الأوروبية "لحماية البيانات". من قبل وينستون سميث (بطل رواية جورج أورويل 1984)، ربما؟

اكتب في غوغل "حياة فيل بالوني" قبل غلوبال بوست وستظهر لك 117,000  نتيجة ولا واحدة منها تقدم أي معلومات ذات صلة. ولكن هذا هو ما يمكن للمرء أن يحدّده :

1.الموقع هو نسخة ملطّفة من صوت أمريكا.

2.تشير السيرة الذاتية لبالوني بأنه كان أيضا مؤسس نيو إنجلاند كابل نيوز (NECN). وهي التي توافق على خط حزب واشنطن في كل شيء. كان يعمل في مؤسسة هيرست في منصب المساعد الخاص للرئيس التنفيذي من 1990-1994. باعت هيرست حصتها في عام 2009 .... وهو نفس العام الذي أسّس فيه بالوني غلوبا بوست على الإنترنت. الآن كل من الشركتين تقول إنها "ملكية خاصة" لكن لا أحد يعرف من يملكها.

3.كان الرئيس التنفيذي لشركة هيرست في عام 1990 هو فرانك بيناك الإبن. ولكن لا يوجد جواب لماذا وكيف أصبح بالوني  "المستشار الخاص" له في عام 1990 . وعلى الرغم من سمعته الصحفية، لا نجد لبالوني لا يوجد لديه مدوّنة في موسوعة ويكيبيديا.

4. كان زميل بالوني في تأسيس الموقع هو تشارلز سينوت، وهو أكثر إثارة للاهتمام. السيد سينوت  هو واحد من المبدعين الأثيرين لأسطورة منظمة القاعدة المُحكمة عالمياً. قبل وقت طويل من أن تصبح "الحرب على الإرهاب" جزءا من المعجم الأمريكي، كان متخصصا في تغطية التطرف الديني والإرهاب. في وقت مبكر من عام 1993، كان سينوت يكتب عن التشدد الإسلامي، وولادة ما أصبح يعرف لاحقاً باسم القاعدة. وبعد 11/9، كان من بين الصحفيين الأوائل على أرض أفغانستان لتغطية استجابة الجيش الامريكي. في عام 2003، كتب من الخطوط الأمامية للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وعواقبه. وكما يمكنك أن تتصور، كانت تقاريره لا تنتقد خطة بوش أبداً.

مقتطفات أخرى من التاريخ الحياتي لتشارلز سينوت تقدم لنا أدلة على تعاطفه وولاءاته

________________________________________________

"... في عام 1993، كان سينوت أحد المراسلين الأوائل في مشهد تفجير مركز التجارة العالمي الأول. لقد قام بمتابعة مسار المشتبه بهم من المساجد في بروكلين ونيو جيرسي إلى باكستان والسودان ومصر ثم الضفة الغربية حيث تكشفت الخطوط السياسية والدينية المتشابكة التي تربط مؤامرة المتشددين الإسلاميين لإسقاط البرجين التوأمين قبل ثماني سنوات كاملة من تدميرها في 11 سبتمبر 2001 ... في عام 1997، تم تعيينه مديراً لمكتب الشرق الأوسط لصحيفة بوسطن غلوب، وانتقل مع زوجته وابنه البالغ من العمر ثلاثة أشهر إلى القدس .... كتب الكتاب الأكثر مبيعا حول السنوات التي قضاها في منطقة الشرق الأوسط بعنوان: "الجسد والدم: رحلة صحفي في الأراضي المقدسة. وفي الكتاب تتبع مسار حياة يسوع. .. قدّم أيضاً تغطية لعملية غزو العراق.. كان محاضر زائر لمادة تحت عنوان "الأصوليات" تُدرس من قبل كلية اللاهوت في جامعة هارفارد. وقد أعطى العديد من الأحاديث أيضا حول الشرق الأوسط والأصولية الدينية ".

في عام 2012، قام بتغطية الوضع المصري كجزء من متابعة ما سُمّي بـ "الربيع العربي"، وكان ضد القبضة الوحشية للجيش المصري كما سمّاها . كان الجيش في ذلك الوقت يقاتل جماعة الإخوان المسلمين ...الأصدقاء الجدد المفضّلين لوزارة الخارجية الأمريكية – حلفاء فبركوا العديد من قصص المجازر الوحشية ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا السياق، ربما تكون هذه اللقطة وما كُتب على اللافتة معبرة جدا:

الصورة رقم (2) – لافتة لتظاهرة للثورة السورية المزعومة تنضح بجوهر الهدف من مؤامرة فيديو قطع رأس جيمس فولي

clip_image003_72581.png

ولكن هناك أدلة أكبر. فقد تلقى الموقع وبسخاء التمويل من مؤسسة فورد ! والحصول على تمويل من مؤسسة فورد هو دليل كبير جدا على ما يحدث في هذا الموقع.

مؤسسة فورد واجهة لوكالة المخابرات المركزية

___________________________

في عام 1952، تمّ تعيين "ريتشارد بيسيل" رئيسا لمؤسسة فورد. وخلال العامين اللذين قضاهما في منصبه، كانت لبيسيل اجتماعات منتظمة مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، ألين دالاس. في عام 1954 أصبح بيسيل مساعداً خاصاً لألين دالاس. بعد ذلك، صارت الأدلة قاطعة لصالح استنتاج واحد بسيط: أصبحت مؤسسة فورد واجهة لتمويل عمليات التضليل وخطاب الحرب الباردة التي تشنها وكالة المخابرات المركزية.  تعتبر وكالة المخابرات المركزية جماعات مثل مؤسسة فورد "الغطاء الأفضل والأكثر قبولا للتمويل". بالتعاون مع مؤسسات محترمة ومرموقة، وفقا لأحد عناصر وكالة المخابرات المركزية سابقا، استطاعت الوكالة تمويل "مجموعة غير محدودة من برامج العمل السري التي تؤثر على اتحادات الشباب والنقابات العمالية والجامعات ودور النشر ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات الخاصة".

العلاقات بين كبار المسؤولين في مؤسسة فورد ووكالة الاستخبارات المركزية هي علاقات واضحة ومستمرة. استعراض المشاريع الممولة في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، تكشف عن أن مؤسسة فورد لم تموّل أبدا أي مشروع كبير يتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

أي مؤسسة إخبارية تركز في المقام الأول على الشؤون السياسية الخارجية، لن تتلقى تمويلاً من مؤسسة فورد ما لم تؤكد هذه المنظمة التزامها بأهداف وكالة الاستخبارات المركزية ومشروعاتها. لذا هنا لدينا هذه المؤسسة التي أسسها اثنان استخدما "جيمس فولي". كان لأحدهما دور غامض كـ "مستشار خاص" لرئيس مؤسسة هيرست، ونتيجة لذلك كان قادرا على المشاركة في تأسيس هذه المنظمة مع شخص كل تاريخه يتركز في التغطية الإيجابية للأحداث الكبرى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ولهذا حصل الشريكان على تمويل كبير من الواجهة الأساسية في مجال التمويل لوكالة المخابرات المركزية وهي مؤسسة فورد.

ماذا يعني هذا عن جيمس فولي؟

ما هذه الرسالة الغريبة ؟

__________________

نستطيع الإجابة على هذا السؤال إذا تأملنا الرسالة التي أصدرها غلوبال بوست وزعم أن جيمس فولي قد أملاها قبل إعدامه على زميل له في الأسر . قام هذا الزميل بحفظ نص الرسالة ثم استعادها عندما أطلق سراحه بعد عدة أشهر:

أسرتي العزيز أصدقائي الأعزاء

 أذكر أني ذهبت إلى المول مع أبي، وركتب الدراجة في رحلة طويلة جدا مع أمي. أتذكر أوقات عظيمة مع الأسرة الكبيرة التي تأخذني بعيدا عن هذا السجن. أحلام العائلة والأصدقاء تأخذني بعيدا والسعادة تملأ قلبي.

 أنا أعلم أنكم تفكرون بي وتصلون من أجلي. وأنا ممتن جدا. أشعر بكم جميعا وخاصة عندما أصلي. أدعو الله لكم أن تبقوا أقوياء وعلى الإيمان. أنا حقا أشعر أنني يمكن أن ألمسكم حتى في هذا الظلام عندما أصلي.

نحن ثمانية عشر شخصا معا في زنزانة واحدة، الأمر الذي ساعدني. كان لدينا بعضنا البعض لإجراء محادثات طويلة لا نهاية لها حول الأفلام، التوافه، والرياضة. لقد لعبنا مباريات تتكون من قصاصات وجدناها في زنزانتنا... لقد وجدنا وسائل للعب لعبة الداما، والشطرنج... لقد كانوا عونا كبيرا. نكرّر قصص ونضحك لكسر التوتر.

أفكر كثيرا في إخواني وأختي.....

وأنت يا جون الكبير، كم استمتعت حين زرتك وكريس في ألمانيا. شكرا لكم على الترحيب بي. افكر كثيرا في رورو وأحاول أن أتخيل كيف يبدو جاك . آمل أن تكون لديه شخصية رورو!

...............

...............

جيم

___________

الآن، تصوّر المشهد: أنت أنثى أسيرة عند قتلة يبغضون النساء، وهناك سجين آخر يختارك (من دون سبب معروف) لحفظ رسالة طويلة كاملة عن ذكريات شخصية عن أشخاص لم يسبق لك أن رأيتهم في حياتك أبدا. ثم يُفرج عنك، وبعد أشهر تتذكر كل كلمة. قد تكون هذه الحقيقة العلمية مفيدة جدا هنا: "الذاكرة التخيلية الصورية [ذاكرة فوتوغرافية] متاحة فقط لنسبة ضئيلة من الأطفال بعمر  6-12 سنة ولعدة دقائق فقط ، وغير موجودة تقريبا في البالغين ...".

الآن، أستطيع أن أتذكر كلمات أغانٍ تعود عودة الى الوراء 40 عاما، والصلاة إلى ما يقرب من 60 عاماً. أستطيع أن أتذكر اسمين في قصيدة واحدة. ولكن اذا سألتني عن اسم شخص في فيلم أو أغنية أو قصيدة معينة لن تكون لدي أدنى فكرة ... كنت في تلك الأيام أمتلك ذاكرة قوية بشكل خاص، لقد غنيت الأغاني آلاف المرات.

زميلة فولي الأسيرة هذه تستطيع أن تتذكر كل كلمة وأحد عشر اسماً غير مألوفة من رسالة طويلة (أُمليت عليها في ظل الخوف والقلق والتوتر الحاد) وبعد عدة أشهر.

ثم تأمل هذا: في طلب فدية أرسلها إرهابيو الدولة الإسلامية إلى غلوبال بوست طلبوا فدية مقدارها 100 مليون دولار !! وكما قال وكيل لوكالة المخابرات المركزية لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي: "هذا يعني على الفور انهم لا يريدون التفاوض: يريدون لهذه الرهينة الموت مهما حدث". ومع ذلك فقد أطلق سراح العديد من الرهائن. لماذا كانوا يريدون خلق قضية من الرجل ثم يقتلونه؟ ضابط بريطاني سابق ذو خبرة في التعامل مع الجيش الجمهوري الايرلندي يفسّر الأمر:

"عندما يخلق الإرهابيون الكثير من المتاعب – مطالب مفرطة، وأشرطة فيديو، وابتزازات ، وهكذا دواليك - فهم يقومون بإرسال رسالة مباشرة إلى - وكالة الأمن. هذه الرسالة هي : "نحن نعرف هذا الشخص يعمل لك - والآن هو ميت". انها حيلة نفسية لتدمير معنويات العدو ".

الآن أصبح استخدام الصحفيين وكلاء لوكالات المخابرات مسألة خلافية داخل مجتمع وسائل الإعلام. وكالة الاستخبارات المركزية لديها تاريخ طويل من استخدام وظائف وسائل الإعلام كغطاء لعمليات التجسس. كما ذكرت الأبحاث العالمية في الشهر الماضي ومن أهمها بحث "واين مادسن" المذكور أعلاه. واين مادسن أمضى عشرين عاماً يكتب في الموضوعات الأمنية. قبل ذلك كان ضابطاً في البحرية ، ومن أوائل من أداروا برنامجا أمنياً للكمبيوتر في البحرية الأمريكية. ها هو يحذّر :

"الاتجاه المتنامي في وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من وكالات الاستخبارات الامريكية لتجاهل الحظر السابق ضد استخدام الصحفيين كوكلاء يضع كل مراسل شرعي في جميع أنحاء العالم في خطر".

معظم الصحفيين يشعرون وبسرعة (أو يُقال لهم) من هي الوكالة التي سيعملون لها وما هي اتصالاتها ومن يموّلها.  وهذا يعني أن جيمس فولي عندما انضم  الى غلوبال بوست - نظرا لتاريخ الملكية / تمويله، وسيرة تشارلز سينوت – فإنه من شبه المؤكد عرف على الأقل عن صلات المنظمة بتلك الجهات التي تمولها مثل صوت أمريكا. قال زميل حميم لفولي يصفه :

"... إن جيمس كان صحفياً مقاتلا ينقل القصص والتقارير من أماكن القصص التي لا تُذكر بدقّة : أفغانستان، العراق، ليبيا، سوريا. انه يجسد الشعور بالهدف، والعاطفة والنداء - أكثر من الدعوة لمهنة ... '.

تماما: ولكن ما هو بالضبط هذا "النداء"؟

ان البلدان الأربعة التي "قاتل" فيها جيمس فولي كانت مهمة للولايات المتحدة للاحتفاظ بالسيطرة على منابع النفط وطرق نقله. وبالمثل، تشارلز سينوت ، كان  خبيرا في ثقافة الشرق الأوسط والأصولية الدينية، وكان محظوظا بما فيه الكفاية ليكون "أحد المراسلين الأوائل على الساحة حين تفجير مركز التجارة العالمي الأول. وقام بتتبع مسار المشتبه بهم من المساجد في بروكلين ونيو جيرسي إلى باكستان والسودان ومصر والضفة الغربية حيث تكشفت الخطوط اللاهوتية والسياسية المتشابكة التي تربط مؤامرة المتشددين الإسلاميين لاسقاط البرجين التوأمين بثماني سنوات كاملة قبل 11 سبتمبر 2001 ". ومفارقة المفارقات، ربما يجب أن تكون الكلمة الأخيرة إلى واين مادسن الذي، من خلال علمه بما يجري في الداخل، يؤكد أن "تدريب وتسليح المتمردين الاسلاميين السوريين الذين خطفوا في نهاية المطاف المصور الصحافي جيمس فولي في عام 2012" كان في الواقع من تدبير ... . وكالة المخابرات المركزية الأمريكية".

وهذا رأي لخبير آخر

___________

شاهدت الشريط لأن مصدرا قيّما اقترح علي أن أراه . هذه هي ملاحظاتي:

(1). من الواضح أن السجين ليس جيمس فولي.

(2). الجلّاد المزعوم من جنوب لندن، وربما من أصل عرقي في الهند الغربية

(3). السيد فولي لا يظهر عليه أي خوف وكأنه قد اطمأن لعدم وجود موت وشيك.

(4). إن "قطع الرأس" مزوّر.

أولاً - السكّين التي يمسكها الذبّاح الإرهابي لا تستطيع قطع رأس نملة !!! فهي صغيرة وعادية .. ولا يمكنها أن تنتج الرأس الصافي المقطوع بهذه الحذاقة والقدرة السكّينية !! كما ظهر في نهاية الفيلم.

ثانيا - تداولت وسائل الإعلام الغربية مصطلح "النزف البشع". وهو أمر كاذب لأنه لا يوجد دم على الإطلاق في الفيلم ... وهذا هو بالضبط ما نتوقع أن يحصل لأن سكّين الرجل لا تستطيع قطع رأس دجاجة !

ثالثا - ورأينا (لفترة وجيزة جدا) الذبّاح  يحرّك السكّين بعيداً عن رقبة السيد فولي ولكن الدم صفر. وهذا هو المستحيل طبّيا: عند قطع الشرايين السباتية اليسار واليمين، فإن كمية الدم لا تصدّق تماماً !! لأنها ستكون هائلة جدا!!

رابعاً - إذا كان قد تم قطع رأس جيمس فولي فعليّاً فهو ليس في هذا المكان وليس في هذا الشريط ومن جديد لأن لا وجود لقطرة دم.

خامساً - أعتقد أن 99٪ من المواقع التي عرضت هذا الفيديو سابقاً قد أزالته الآن -  واليوتيوب رفعه بصورة مؤكدة. ترافق هذا الرفع مع صدور قانون مكافحة الإرهاب والعقوبات التي يتضمنها.  وأعتقد أن حملة إعلامية منسقة نفذتها السلطات للحد من الوصول إلى الفيلم. والسبب هو أن التفحّص القريب والدقيق للشريط سيجعل معظم الناس يصلون إلى نفس النتيجة : إن هذا الفيلم مفبرك . ولكنه أصيل كصناعة لوكالة الاستخبارات المركزية لأنه يُظهر جيمس فولي، وصوته يشير إلى أشياء حدثت قبل عشرة أيام، ولكنه ليس شريط إعدام حقيقي.

يُحتمل أن فولي قد طُلب منه أن يحفظ كلمته من أجل المشاركة في حيلة دعائية، مقابل وعد بأن لا يُعدم. لم يُنفّذ الوعد لأن الحياة أثبتت أن هؤلاء الإسلاميين الأصوليين يكذبون دائماً.

وسوم: العدد 675