بين الجمرة الخبيثة والأيدز .. مؤامرات الإدارة الأمريكية لإفساد العلم وإبادة البشر من أجل الدولارات (132)

د. حسين سرمك حسن

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

(شركة بايوبورت وبالرغم من الفشل المتكرر في فحوصات إدارة الأغذية والأدوية الـ  FDA واتهامها بسجل سيّء، تُمسِك بالمشروع الفيدرالي الوحيد لإنتاج الجمرة الخبيثة. بوش كافأ بايويورت بالكثير من المكارم مثل حماية عسكرية مستمرة، وخلال أسابيع بعد 11 أيلول ضمن لها عقداً يضاعف سعر اللقاح ثلاث مرات. ويمكننا أن نضيف إلى هذه الخلطة القول إن صاحبها ابراهيم الهبري شريك في أعمال عائلة ابن لادن. إن تحقيق الكونغرس في علاقات بوش بعائلة ابن لادن والهبري وبنك BCCI  المرتبط بغسيل أموال المخدرات، سيقود بسهولة إلى اتهام الرئيس بوش).

(إن ما يقلق الكثيرين من الباحثين هو أن الضغوط السياسية والمؤسساتية قد تقود إلى تلقيح الملايين من البشر بلقاح أيدزفاكس قبل أن تتضح مخاطره وفوائده. قدّرت منظمة الصحة العالمية الحاجة السنوية لأول لقاح بـ 650 مليون جرعة ، كما يفكر قادة اليونيسيف بإضافة برامج لتلقيح 100 مليون طفل . ما يشغل الكثير من الباحثين هو أن لقاح أيدز فاكس يستثير انتاج أجسام مضادة ضد نوعين فقط  من سلالات فيروس الأيدز التي تبلغ الـ 120 نوعاً !! هناك خطر أن يقوم هذا اللقاح بقمع قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأنواع الباقية . وعلمياً ـ ولمعرفة نتائج إعطاء اللقاح – يجب متابعة المستلمين لمدة عشر سنوات . في حين أن أحداً لم يقم بمتابعة الأشخاص الذين أعطوا هذا اللقاح في منتصف التسعينات)

الباحث

ألكس قسطنطين

 

المحتوى

_____

(بعد العراق بحثوا عن متهم لهجمات الجمرة الخبيثة فثبتت براءته وحصل على تعويض 4،2 مليون دولار- عائلة أول ضحية للجمرة تتهم شركة بايويورت الأمريكية وتحصل على التعويض- اسم شركة بايوبورت مرادف لسوء الإدارة والفساد والمنتجات الملوثة- ثلاثة من مدراء شركة بايوبورت: أخطبوط مالي- مصرف بي تي ألكس- البنك الألماني- شركة بايوبورت صنّعت لقاحا فاسدا ضد الجمرة الخبيثة سبب الأمراض للملقحين- شركة فاسدة يرعاها اخطبوط عسكري مخابراتي- ويرعاها المجرم الرئيس بوش الثاني الذي يرتبط بعائلة ابن لادن- لقاح الشركة يدمّر صحة الجنود الملقحين- شركة مرتبطة بابن لادن ومجموعة كارلايل وتقوم بالتجارب على البشر- الهبري حصل على المختبرات مجانا !!- جنون الجمرة الخبيثة في الأرجنتين- مؤامرة الجمرة الخبيثة بدأت في اجتماع في البيت الأبيض لإنقاذ شركة لقاحات من الإفلاس- حوادث أخرى للتلوث بالجمرة الخبيثة- لقاحات فاسدة تدمّر البشر- الجذور النازية لهذه الشركات- فضيحة علاج الأيدز الفاشل- كلمة حول هذه "التجارب"- هل هذه هي التجارب الطبّية العلمية ؟ هكذا يعامل الإنسان كحيوان التجارب- فساد أدوية ولقاحات الأيدز من فساد العلماء- المؤسسات الصحية العالمية تخضع للضغوط السياسية: فساد ورشى واغتيالات- لقاح الأيدز خطر على البشرية وسوف يساهم في انتشار المرض فاحذروه- مصادر هذه الحلقات)

 

 

بعد العراق بحثوا عن متهم لهجمات الجمرة الخبيثة فثبتت براءته وحصل على تعويض 4،2 مليون دولار

__________________________________________

يقول الباحث "أليكس قسطنطين" في دراسة عنوانها PROJECT ANTHRAX من خمس أجزاء نُشرت في موقع ؟؟؟ :

"بعد وصول الظروف التي تحتوي على مسحوق الأنثراكس (الجمرة الخبيثة) قفز رجال الدعاية فوراً لتشخيص المجرم الآثم فقال “لوري مالوري” وهو من اليمينيين المحافظين المروجين لسياسات الدولة لقناة سي أن أن : "الأمر بحاجة إلى وكالة عالية التطوّر لكي تنتج الجمرة بشكلها القاتل، لا توجد جهات كثيرة قادرة على ذلك، صدام حسين يستمر بدوره في الحرب في شكل إرهاب، وليس من المتوقع أن تبقى الجمرة في الرسائل، من المتوقع أن تُستخدم في  مترو الأنفاق في المدن، أو في أنظمة التهوية في عمارات الولايات المتحدة الضخمة، صدام يريد الإنتقام منّا، إنه يريد أن يفعل بالولايات المتحدة ما فعلناه بالعراق".

هذه القصّة المفبركة لم تخضع للتحليل العلمي ولم يتم الكشف عن المجرم الحقيقي. ظهرت حملة غريبة قادتها بكل عناد الدكتورة “باربارا روزنبرغ” من اتحاد العلماء الأمريكيين بتقديم حقائق للرأي العام ، تُظهر أن الجاني من العاملين في حقل "مكافحة الإرهاب" بالحرب الكيمياوية. وقد حصل هذا القاتل المتسلسل – حسب فرضيتها - على تدريبه في المعهد القومي للصحة NIH في بشيسدا بماريلاند، والمؤسسات الفدرالية الأخرى، وأيضاً زمالة تدريبية لمدة سنتين من المجلس القومي للبحث العلمي ، وهو مختبر الدفاع القائد في البلاد في مجال الحرب الكيمياوية والبايولوجية . وقد انتقل إلى المعهد العسكري للبحث في الأمراض الإنتقالية في فورت ديتريك . قام بتجارب على الإستجابات الحيوية (للفيروسات الخيطية ( Filoviridae ، وهي عائلة من الفيروسات تقوم بنقل الإيبولا. في أيلول سبتمبر 1999 ومع بدء فيروس غرب النيل  West Nile Virus في نيويورك بدأ الإرهابي العمل في نفس المختبر الذي صنع هذه الفيروسات (أي مختبر فورت ديتريك العسكري). كانت كل هذه الصفات والسمات تنطبق على الدكتور "ستيفن هاتفل" . ونفس الجوقة التي طبّلت لاتهام صدام حسين ، تحوّلت لتطبّل لاتهام ستيفن هاتفل . عانى هاتفل الأمرّين وواجه هو وعائلته محنة هائلة، طُرد من وظيفته ، ونُشرت سيرته بكل عثراتها على الملأ، وأصبح عدواً للأمن القومي الأميركي ، لتكون النتيجة إثبات براءته ثم قيامه بمقاضاة كل الجهات التي شنّت الحملة عليه : المدعي العام وصحيفة نيويورك تايمز وغيرهما إلى أن حصل على تعويض قدره 2,4 مليون دولار.

عائلة أول ضحية للجمرة تتهم شركة بايويورت الأمريكية وتحصل على التعويض

____________________________________________

في عام 2003 نشرت صحيفة South Florida Sun-Sentinel أن مورين ستيفنس أرملة أول ضحية لرسائل الجمرة الخبيثة وهو المصور بوب ستيفن قدّمت شكوى خاطئة ضد الحكومة الأميركية كان من الممكن أن تسبّب إحراجاً للحكومة الأميركية وتقدّم تبصّراً أعمق للتحقيقات الجارية في الهجمات البايولوجية الإرهابية في خريف عام 2001. وزعمت الدعوى المُحرجة أن جراثيم عُرف أنها فُقدت من مختبر عسكري في فورت ديتريك في بداية عام 1992 فشلت الحكومة في تأمينها هي المسؤولة عن وفاة زوجها.

المهم في الدعوى أنها اتهمت مختبر فورت ديتريك USAMRIID (معهد البحث الطبي في الأمراض المعدية لجيش الولايات المتحدة) ، ومؤسسة بايوبورت BioPort Corp.,  لصناعة اللقاحات في ميشيغان .

اسم شركة بايوبورت مرادف لسوء الإدارة والفساد والمنتجات الملوثة

_____________________________________

أسّست هذه الشركة عام 1995 من قبل "يواف ستيرن" ضابط طيار سابق في الجيش "الإسرائيلي"، وكان "زائيف نظيفي" رئيس مجلس إدارتها منذ حزيران عام 1997، وقد خدم أيضا في القوات الجوية "الإسرائيلية" ، وكان مؤسس الشركة السابقة لبايوبورت وهي شركة ثانوية مملوكة كلياً من قبل رادا للصناعات الإلكترونية Rada Electro £nic Industries Ltd .

ثلاثة من مدراء شركة بايوبورت: أخطبوط مالي

___________________________

نيف هاريزمان: مدير الشركة منذ ديسمبر 1997 . بدأ عام 1995 مع مصرف أليكس براون Alex. Brown ، في 1996 – 1998 صار نائبا لرئيس المصرف.

الجنرال ويليام ليون :

جنرال قوة جوية متقاعد، مدير مؤسسة الثقة المالية الوطنية، رئيس معهد البحث والتطوير في أكاديمية القوة الجوية.

وما هو أكثر إثارة للاهتمام هو أن هناك من يجلس على مقعد هيئة إدارة شركة بايوبورت وهو مرتبط بفضيحة إيران كونترا.

الأدميرال ويليام كرو :

مدير الشركة منذ آذار مارس 1999 . من 1985 – 1989 عمل كرئيس لموظفي البيت الأبيض في إدارة ريغان، بعد التقاعد من الجيش في 1989 صار مستشاراً في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية في واشنطن. صار سفيرا في لندن وإيرلندا الشمالية ..  حالياً هو مدير بايويورت وإنترافاك (شركة استثمارية) Bioport, and Intervac . كان أيضاً القائد العام لحلف الأطلسي في أوروبا الجنوبية . وقائدا للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

مصرف بي تي ألكس

___________

هو أول مصرف استثماري في الولايات المتحدة أسسه ألكسندر براون عام 1800 ومقره في بالتيمور بماريلاند. تمت حيازته من قبل اتحاد المصرفيين Bankers Trust عام 1997 ليصبح  BT Alex. Brown ثم اندمج عام 1999 مع  البنك الألماني BT Alex. Brown .

البنك الألماني

________

البنك الألماني (بالألمانية: Deutsche Bank AG) هو بنك متعدد الجنسيات يعمل على امتداد العالم وبلغ عدد موظفيه أكثر من 67 ألف شخص (في يناير 2007)، وقد حقق البنك في عام 2005 إيرادات قدرها 41.7 مليار يورو. يعود تاريخ إنشاء البنك إلى عام 1870. رئيسه التنفيذي ورئيس مجلس إداراته جوزيف أكيرمان، ويعتبر أديلبرت ديلبروكهو الأب الروحي للبنك الألماني

شركة بايوبورت صنّعت لقاحا فاسدا ضد الجمرة الخبيثة سبب الأمراض للملقحين

_____________________________________________

أسهم شركة بايوبورت في السوق يجب أن تنخفض باستمرار بسبب فضائح فسادها المتلاحقة التي تتكشف حين تغربل سجلاتها. أوجد هذه الشركة فؤاد الهبري مواطن ألماني من اصل لبناني ومتجنّس أمريكيا. في عام 1998 دخل فؤاد شراء الحصص الكاملة لمعهد المنتجات البايولوجية في مشيغان المملوك للدولة، هذه الشركة تملك العقود الحصرية لتجهيز الولايات المتحدة بلقاح الجمرة الخبيثة. لقاح لم يكن مؤثراً ضد المرض منذ البداية. وقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال "بينما يعمل اللقاح ضد سلالة Vollum من الجمرة الخبيثة (في روسيا) فإنه لا يعمل بصورة كفوءة ضد سلالة أميس Ames . لقد قامت الشركة بتجارب على سلالة أميس على القردة والفئران والخنازير وكانت النتائج مختلطة ومشوّشة . وهذا ما أكّده ناطق باسم الشركة.

والغرض الوحيد من وراء تملّك معهد المنتجات البايولوجية في مشيغان المملوك للدولة هو أن يصبح فؤاد الهبري مواطناً أمريكياً . لقد أعطى الأدميرال المتقاعد ويليام كرو نسبة كبيرة من اسهم إنترفاك Intervac إحدى المؤسسات المشمولة بالمناورة . وكان صاحب الأسهم المسيطر هو شركة I&F Holdings وهي نفسها التي سيطرت على مختبر التكنولوجيا الحيوية البريطاني CAMR . بعدها أطلق على الشركة اسم بايوبورت BioPort . بايوبورت التي تسيطر على لقاح الجمرة الأمريكي كانت بوضوح ذات أهمية للعلماء في أفغانستان لأن تقرير تقييم بيئي عن خططها لتجديد مختبرها قد تمّت مراجعته في بيت عالم باكستاني في كابول .

شركة فاسدة يرعاها اخطبوط عسكري مخابراتي

___________________________

لم يقم الأدميرال كرو بأي استثمار في الشركتين ، ولكنه يمتلك 22,5 % من كل أسهم إنترفاك ، و30% ذهبت إلى زوجة الهبري . في 1999 أذاعت شبكة ABC أن أسهم إنترفاك هي في أيدي I&F Holdings ، شركة تُدار من قبل زوج أم نانسي الهبري ، إبراهيم الهبري ، مواطن فنزويلي، وزوجها فؤاد الهبري ، مواطن ألماني من أصل لبناني . الأسهم التي يمتلكها كرو في شركة إنترفاك (من الشركات العالمية الكبرى في تصنيع اللقاحات) أعطته 13% من أسهم بايوبورت .

موقع الشركة الإلكتروني يعرض سلامة نيّة السيّد الهبري : "ساعد السيد الهبري في تأسيس مكتب في سنغافورة وسيدني لبووز – ألن وهاملتون Booz-Allen & Hamilton " (هذه مؤسسة استشارية إدارية تكنولوجية استخبارية للحكومة الأميركية مقرها واشنطن ولها 80 فرعا في الولايات المتحدة فقط).

دعنا نتوقف الآن : لأن السيّد الهبري باع في عام 1990 لقاح الجمرة الخبيثة للمملكة العربية السعودية ، فهل باعه باسم بوز – ألن وهاملتون أم باسم الـ CIA ؟ هذه المؤسسة الأمنية المحكمة لها ارتباطات وثيقة بقطاع المخابرات وبقصور فؤاد الحريرية أيضاً ! وكل تلاميذ الـ CIA يعرفون أن لهذه المؤسسة عقود تدريبية بمليارات الدولارات مع السعودية . لقد درّبت القوات البحرية السعودية وهيئات الكلية الحربية . وفي 14 حزيران 2000 أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي في البنتاغون أن البحرية السعودية سوف تبدأ برنامجاً تدريبياً لمدة عشر سنوات وأن العقد وقع على بووز – ألن والمعهد العسكري للبحوث الطبية في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة. 

دال واتسون من مكتب المباحث الفيدرالي الـ FBI كان "محقق" رئيسي في تفجيرات مركز التجارة العالمي عام 1993، وتفجيرات أوكلاهوما، وتفجيرات السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا، وتفجيرات الخُبَر، والمدمرة الأميركية كول ، وهجمات 11 ايلول ، ورسائل الجمرة الخبيثة، قبل أن "يتقاعد" ليعمل في بووز – ألن هاميلتون . مدير وكالة المخابرات الـ CIA السابق جيمس وولزي هو نائب الرئيس في بووز – ألأن هاميلتون. وكمستشار رئيسي ومدير مقيم للمشروع قاد الهبري مشروعات استشارية في جاكارتا ، كوالا لامبور، سنغافورة، سيدني ، وويلنغتون. قبل أن يرتبط ببووز – ألن كان الهبري مديراً للسيتيكورب Citicorp في نيويورك (مؤسسة مصرفية متعددة الجنسيات للدمج والشراء) . وفي الحقيقة فإن هذه الجسور المالية مع الشرق الأوسط هي أسس للاتهام كما سنرى ذلك. 

ويرعاها المجرم الرئيس بوش الثاني الذي يرتبط بعائلة ابن لادن

____________________________________

في 26 كانون الثاني 2003 كتب بوب فيتراكيس الكاتب وأستاذ العلوم السياسية : "دعونا نستعيد العلاقة الغريبة لبوش بالشركة الصغيرة الغامضة بايوبورت في ميشيغان. فهذه الشركة وبالرغم من الفشل المتكرر في فحوصات إدارة الأغذية والأدوية الـ  FDA واتهامها بسجل سيّء ، تُمسِك بالمشروع الفيدرالي الوحيد لإنتاج الجمرة الخبيثة. بوش كافأ بايويورت بالكثير من المكارم مثل حماية عسكرية مستمرة ، وخلال أسابيع بعد 11 أيلول ضمن لها عقداً يضاعف سعر اللقاح ثلاث مرات . ويمكننا أن نضيف إلى هذه الخلطة القول إن معهد باتيلي Battelle المرتبط بالـ CIA ومحتبرات بورتون داون البريطاني ذي السرّية العالية هما شريكان لبايوبورت . فأجهزة الإعلام والسجلات العامة تربط الهبري ببيع الجمرة الخبيثة للسعودية رغم رفض البنتاغون. كما انه شريك في أعمال عائلة ابن لادن. إن تحقيق الكونغرس في علاقات بوش بعائلة ابن لادن والهبري وبنك BCCI  المرتبط بغسيل أموال المخدرات، سيقود بسهولة إلى اتهام الرئيس بوش.  

لقاح الشركة يدمّر صحة الجنود الملقحين

_____________________

الميجور "سوني باتس" طيّار أمريكي من قاعدة دوفر ، رفض تنفيذ الأوامر وحُكم بالسجن لمدة خمس سنوات ، وبعدها ظهر في برنامج "60 دقيقة" ليكشف ما يجري ، فهو ومجموعة من زملائه أصيبوا بأعراض مرضية كثيرة : تلف في الكبد والغدة الدرقية ، اضطراب الذاكرة، آلام في العظام والمفاصل، حمّى ، دوار .. وغيرها .. وكلها ظهرت بعد لقاح الجمرة . قال باتس في رسالة إلى قيادته "بعد 13 سنة من الخدمة النموذجية لوطني، أنا مضطر لترك عملي ورتبتي وكل شيء كافحت من أجله لأتجنب أخذ دواء غير آمن".

جنود وضباط آخرون أوشكوا على الموت بسبب قرح نازفة من جميع أنحاء جسمهم ظهرت بعد الجرعة الثالثة من اللقاح . وهناك بعض العاملين الطبيين العسكريين الذين طُردوا من الخدمة لرفضهم أخذ اللقاح. بالإضافة إلى استقالة 9 من طياري الحرس الوطني لنفس السبب، بالإضافة إلى 13 طياراً في كاليفورنيا..

شركة مرتبطة بابن لادن ومجموعة كارلايل وتقوم بالتجارب على البشر

_______________________________________

لقد نظّم فؤاد الهبري استثمارات لعملاء سعوديين كوسيط وسمسار لمكتب جدّة لسيتي بانك Citibank's Jeddah office ، وقد تعامل هذا الوسيط باستثمارات لعائلة ابن لادن ومجموعة كارلايل ذات الـ 18 مليار دولار . لقد كانت لعائلة ابن لادن ومجموعة كارلايل مصالح مشتركة مع استثمارات بايوبورت وبروتون انترناشيونال اللذين يديرهما فؤاد الهبري. هذه الارتباطات انكرتها علنا عائلة الهبري.

مجموعة كارلايل هي المتعاقد الأمريكي الحادي عشر حجماً الذي يتعامل مع وزارة الدفاع ، وقد اسّستها مجموعة فضيحة إيران كونترا : فرانك كارلوشي ، وجيمس بيكر ، وجورج بوش الأول .

العلاقات مع ابن لادن ومجموعة كارلايل هي من الارتباطات المُحرجة مع الشيطان . الثانية هي حيازة الهبري على مركز البحث والميكوبولوجيا التطبيقية (CAMR)  في بورتون داونز في بريطانيا ، المملوك للدولة والذي تمت خصخصته ضمن توجّهات مرغريت تاتشر . اصبح هذا المركز الخطير ضمن ممتلكات فؤاد الهبري عام 1993 وتحول اسمه إلى بورتون الدولي Porton International .

كان بورتون داونز المقابل الإنكليزي لفورت ديتريك . كلاهما مختبران عسكريان كانا يقومان بتجارب من نمط معسكر أوشفتز على البشر خلال الحرب الباردة. وفي عام 2002 ذكرت صحيفة إكسبريس Express أن العلماء في وزارة الدفاع يواجهون اتهامات بسبب "تجارب مرعبة على العسكريين من رجال ونساء خلال الاختبارات على الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية".

الهبري حصل على المختبرات مجانا !!

_____________________

مع عام 1996 تم اغتصاب أغلب مكونات القطاع العام البريطاني المهمة ضمن عملية الخصخصة واشترتها مجموعة كارلايل والسعودية ، واللذين توجها نحو الولايات المتحدة. تم تشجيع حاكم ميشيغان "جون إنغلر" لخصخصة مختبر اللقاحات المملوك للدولة على غرار ما قامت به تاتشر مع كامر   (CAMR) ، وفعلا قام بذلك وصار اسم المختبر معهد المنتجات البايولوجية في ميشيغان.

لقد قدم إنغلر أكثر المؤسسات ربحاً واحتراماً في حكومة ميشيغان لفؤاد هبري بلا أي استثمار شخصي من جانب الأخير ، المالك الجديد لم يصرف أي شيء ولم يقم بأي استثمارات ولم يوقع أي تعهدات شخصية أو التزامات من أي نوع في شراء المختبر الجديد. استلم المختبر الذي يساوي 180 مليون دولار مقابل لاشيء على الإطلاق، ثم استلم قرضاً بلا فوائد قدره 18,7 مليون دولار كدفعة مسبقة من وزارة الدفاع.

جنون الجمرة الخبيثة في الأرجنتين

___________________

البكتريا والفيروسات لها فوائد تفوق الأسلحة التقليدية التي تسبّب الانفجارات والغازات المزعجة التي ستحتاج إلى تفسير ، في حين أن العوامل البايولوجية يمكن إنكارها ، ويمكن أن تحصل في أي وقت بشرط أن تكون نتيجة ظروف طبيعية تؤدي إلى تفشي أمراض وحصول كوارث بصورة وبائية. تفشّي الجمرة في زيمبابوي ، وفيروس غرب النيل حصلت ضمن هذا الإطار . ولو توفّرت أجهزة دعاية تستغل الموقف فإن النتيجة ستكون "جنون الجمرة الخبيثة" . وهذا ما أطلق على الاستجابة الجمعية للناس المذعورين في الأرجنتين ، عندما التقط انذار كاذب من رسالة مشبوهة. "جنون الجمرة الخبيثة" هو ما أشارت إليه صحيفة أرجنتينية وانتشر في تشرين الأول أوكتوبر 2001 عندما وصلت رسالة ملوثة بالجمرة من ميامي إلى عائلة في بوينس آيرس. فخلال ساعات هرع السكان المذعورون إلى مراكز الشرطة والمستشفيات  وكل الوكالات الحكومية في جميع أرجاء البلاد يحملون 1,000 رسالة معظمها من الولايات المتحدة وباكستان . ثم اتسعت الشائعات في كل أرجاء الولايات المتحدة حيث صار الناس يعثرون على "الغبار" المعدي في كل مكان. والـ FBI منشغل بالتركيز على رجل واحد هو هاتفيل معطيا الانطباع الكاذب بأن الجاني هو رجل مسلح وحيد. لقد كان متواطئا ومتعاونا مع فرقة موت كما فعل في روديسيا.  

مؤامرة الجمرة الخبيثة بدأت في اجتماع في البيت الأبيض لإنقاذ شركة لقاحات من الإفلاس

____________________________________________

إن مؤامرة الجمرة الخبيثة – كما أكّد ذلك ليونارد هوروويتز وروبرت لدرمان وباحثون آخرون – بدأت في اجتماع في البيت الأبيض حول مصير أورافاكس  OraVax (شركة أميركية كبرى لانتاج اللقاحات والأدوية) وحضره ممثلون عن الشركة والإدارة ووزارة الدفاع . وقد تم الاتفاق على أن الشركة وهي تواجه الإفلاس ينبغي أن تحصل على عقود لقاحات.  وكانت الفكرة هي أن كفالة الشركة لنفسها بعقود حكومية ليس جربمة.

ولكن بعض من حضروا هذا الاجتماع لديهم أفكار أوسع وواحد من هؤلاء هو "ويليام باتريك" رئيس مؤسسة الأنظمة الحيوية المتطورة Advanced Biosystems Inc. (ABS). . كان باتريك هو الذي بدأ مشروع الاستخدام العسكري للجمرة الخبيثة في مختبرات فورت ديتريك حيث كان هاتفيل يعمل. في 1999، كتب باتريك دراسة تشرح "خطر انتشار جراثيم الجمرة خلال الهواء والتعبئة لإزالة التلوث بعد مختلف أنواع الهجمات. لقد وصف بدقة وضع 2,5 غرام من مسحوق الجمرة في مظروف رسمي وهي أكثر قليلا من الكمية التي وُضعت في كل من الرسائل التي قتلت خمسة اشخاص في الهجمة الأخيرة.

كان ستيفن هاتفيل صديقاً وتلميذاً لباتريك الذي أصبح هو نفسه خبيراً ومشبوهاً محتملاً. 

لقد تم تطوير سلالة مميتة وجديدة من الجمرة قبل 11 ايلول حسب النيويورك تايمز في أيلول 2001 ، لأجل عملية سُمّيت "عملية جيفرسون Operation Jefferson" . فما هي عملية جيفرسون هذه ؟

قبل رسائل الجمرة ذهب ويليام باتريك للعمل في معهد باتيل التذكاري  Battelle Memorial Institute (BMI). ، وهناك حصل على خمس براءات اختراع في صناعة أسلحة الجمرة الخبيثة. هذا المعهد شريك لشركة بايوبورت وأعار باتريك لإجراء دراسة تقييم للمخاطر الناجمة عن انتشار مسحوق الجمرة الخبيثة خلال النظام البريدي.

كان لهذا المعهد السيطرة الحصرية على سلالة أميس ، وهي حقيقة لم توضحها الصحافة بصورة كافية . فصحيح أن مختبرات  Dugway Proving Ground العسكرية لديها برنامج للجمرة لحسابها كما ثبت ، إلّا أن معهد باتيل أدار هذا البرنامج أيضاً. وهذا ضيّق إطار التحقيق حيث قاد الـ FBI بصورة مباشرة إلى ويليام باتريك "معلّم" ستيفن هاتفيل في فورت ديتريك ، وإلى "كين أليبك" مستشار معهد باتيل الذي يمتلك خلفية البحث في الحرب البايولوجية والكيمياوية لصالح السوفيت . لكن التحقيق أسفر عن تأكيدات متضاربة حيّرت الصحفيين والمتابعين حيث أكد ناطق باسم  الـ FBI أن المكتب لن يحقق ولن يلاحق أيّاً من العاملين (الحاليين أو السابقين) في معهد باتيل !!

وفور "تسليح" الجمرة – تُسحق ويمكن نشرها بالهواء – أجرى معهد باتيل تجربة عليها في صحراء نيفادا . كان هذا في بداية أيلول سبتمبر 2001. وكانت دراسة باتريك حول إرسال الجمرة بالبريد أساسية في هذه التجربة.

بدأ تفشّي فيروس غرب النيل وإرسال الجمرة بالبريد في اجتماع بايوفاكس BioVax الذي عقد في 1998 في غرفة ترومان في البيت الأبيض، وحضره ايضا جيري هاور وويليام باتريك، ومن الحاضرين الآخرين ويليام كوهين السيناتور الجمهوري والذي انتخب عام 2004 لعضوية هيئة إدارة  المجموعة الدولية الأمريكية American International Group's (AIG. هذه المجموعة هي جزء من شركاء كرول Kroll Associates وهي مؤسسة أمنية خاصة وكانت تُدار من قبل عملاء للـ  CIA, FBI, وسكوتلانديارد والخدمة السرية البريطانية وغيرها، وكانت تُعرف بسي أي إيه وول ستريت لأنها تقوم بكل شيء من التجسس على الشركات إلى تدريب الجيوش الأجنبية. كوهين أيضاً عضو في مركز الدراسات الدولية والستراتيجية مؤسسة الحرب الباردة التي ضمّت جون هامر والأدميرال كرو وزبنغيو بيرجنسكي وكينيث لانجون وهنري كيسنجر وآخرين ذوي دور مركزي في 11 أيلول والمنافع المترتبة على الخصخصة . 

ومن الحاضرين الآخرين في اجتماع غرفة ترومان 1998 "توماس موناث" رئيس قسم الفيروسات في المعهد العسكري للبحث في الأمراض المعدية في فورت ديتريك والعالم الرئيس في بايوفاكس BioVax . موناث كان صديق ستيفن هاتفيل وقُدّم إلى رودولف جولياني عمدة نيويورك من قبل جيري هاور عالم المعهد العسكري SAIC ورئيس جامعة روكفلر، وكانت ثمرة هذا اللقاء هو الرش الجوي بالمالاثيون لمنطقة نيويورك لمكافحة مرض غرب النيل. وبرغم ذلك انتشر المرض الذي ينقله البعوض في أرجاء البلاد.

حوادث أخرى للتلوث بالجمرة الخبيثة

____________________

تُستعاد كارثة الجمرة الخبيثة بين وقت وآخر، فهناك نظرية معقولة ترى أن "متلازمة حرب الخليج gulf war syndrome" هي نتيجة تجارب عسكرية بلقاح الجمرة الخبيثة.

لكن هل الحوادث التالية هي "اختبارات" أخرى لإعطاء الجمرة الخبيثة اشرف عليها المعهد في فورت ديتريك ؟ :

(1). تعرّض العاملين في مستشفى أطفال عام 2004 لسبورات (أبواغ) الجمرة الخبيثة الحيّة التي شُحنت "خطأ !!" من معهد بحوث في ماريلاند وأدت إلى تعرّض نصف العاملين لمخاطر لجمرة الخبيثة حيث كانوا يعتقدون أنهم يتعاملون مع جراثيم ميتة. 

(2). حادثة الهيروين الملوّث بالجمرة الخبيثة : والتي حصلت بين متعاطي الهيروين في اسكتلندا وأدت إلى موت عشرة أشخاص وظهر ان دمهم يحتوي على أجسام مضادة للجمرة الخبيثة.

لقاحات فاسدة تدمّر البشر

_____________

ولو جئنا الآن إلى العلاج فسنجد أن لقاح الجدري الذي أدى إلى تفشي الأيدز في أفريقيا ثم العالم ، وعلاج الجمرة الخبيثة المسمّى "سيبرو Cipro" يحملان أشياء مشتركة : سيبرو صنعته شركة باير Bayer الألمانية، أما لقاح الجدري فقد أنتجته شركة أكامبيس Acambis (ولا حظ الآن هذه المعلومة الخطيرة) التي كان اسمها أورافاكس OraVax سابقاً وهم جماعة مرض غرب النيل، وكلها لها تاريخ مُتخم بالفضائح. فـ "الثلاثة الكبار" / باير Bayer ، وباكستر Baxter ، ورون بويلينك Rhone-Poulenc ، مشهورة جدا لأنها سببت عدوى 7,000 مواطن أمريكي مصاب بنزف الدم الوراثي (الهيموفيليا) بمرض الأيدز في بداية الثمانينات. وقد أقرّوا بمعرفتهم المسبقة بتلوّث العقاقير المخثرة أو المجلّطة للدم بفيروس نقص المناعة ووافقت على دفع 10,000 دولار لكل مشتكٍ. 

الجذور النازية لهذه الشركات

________________

شركتان عملاقتان تفرعتا خفية من الرايخ الثالث هما : باير وهوشست Hoechst انغزلتا من كارتل فاربن IG Farben الألماني العملاق بعد الحرب الثانية ، "هرمان شمت" رئيس شركة فاربن والذي يمتلك جانباً من المصرف الألماني  Deutsche Bank  العملاق احتفظ بأكثر أسهم شركة ستاندارد أويل أوف نيوجرسي  Standard Oil of New Jersey العملاقة وكذلك فعل الروكفلريون . وفي 10 آب 1944 قامت مجموعة فاربن روكفلر بتصفية رؤوس أموال المجموعة من قبل بنوك ألمانية، فرنسية، أمريكية ، بريطانية ، وسويسرية متعاطفة مع "ألمانيا الجديدة" بحيث يتم توزيع الأصول في ملاذات استثمارية آمنة عبر العالم بما يضمن استمرار "النظام الجديد" للكارتلات النفطية والدوائية والمصرفية .

ثم جاء عامل آخر:  ربط بايوبورت وباير هو فاكسجن VaxGen التي تملكها جينينتك Genentech (55.6% تمتلكها هوفمان – لا روش Hoffmann-La Roche التي تملكها روش السويسرية وهي حليفة فاربن الألمانية) .

في تشرين الثاني نوفمبر 2004 نشرت الشركة عقداً تحت إشراف مشروع بايوشيلد Project BioShield قيمته 877 مليون دولار على خمس سنوات ، على أن تدفع الحكومة لشركة فاكسجن VaxGen لإنتاج 75 مليون جرعة من لقاح الجمرة الخبيثة، وفوق ذلك تستلم الشركة 123 مليون دولار إضافي من الحكومة كدفعات إضافية في نهاية عام 2007.

فضيحة علاج الأيدز الفاشل

________________

ولعل من النافع أن نراجع شيئاً من تاريخ أيدزفاكس AidsVax علاج الأيدز الفاشل .

في 3 تشرين الأول أوكتوبر 1999 ذكرت مجلة تايمس اللندنية أنه قبل أن تشتهر شركة فاكسجن "المشجع الحكومي الأكبر للقاح أيدزفاكس، فإن "د. ويليام هيوارد" مسؤول بحث لقاح نقص المناعة في مركز السيطرة على الأمراض – كانت لديه صفقة سرّية للارتباط  بالشركة . لقد نظم د. هيوارد سياسة عملية وحصل على 8 ملايين دولار لفاكسجن . ولكن الشركة كانت أصلا قد رسمت هذا المخطط على واجباته المستقبلية ، وفي كانون الأول يناير 2000 اتصل بالرئيس السابق لمركز السيطرة على الأمراض "د. دونالد بينكستون فرانسيس" ، رئيس فاكسجن ، الذي استعار أيضاً نائب مدير مركز السيطرة على الأمراض "د. والتر دودل" ليرأس هيئة السيطرة على المعلومات المؤثرة.

في الولايات المتحدة اتهم المدعي العام ويليام هيوارد بخرق قواعد الأمانة المهنية. لقد تخطّى د. هيوارد السلّم الوظيفي ليحتل منصب نائب رئيس مكتب في فاكسجن ، ولكنه اعترف تلقائيا بالموقف الشائن ودفع غرامة قدرها 32,500 دولار "ليفلت من تهمة جريمة سبّبت ضرراً كبيراً لمشروع أيدزفاكس" كما قالت التايمس . 

الشيء الآخر الذي يجب أن تعرفه هو أنّه في 17 آذار مارس 2003 ، رُفعت دعوى قضائية كبرى ضد فاكسجن تدّعي وجود مخالفات أمنية بعد أن كتب د. هيوارد سلسلة من التقارير المتحمّسة عن أمكانية أيدزفاكس ضخّمت من أسعار الأسهم ثم ظهر أنها بلا سند عندما فشل الدواء في الاختبارات الطبية.

كلمة حول هذه "التجارب"

______________

كما سنرى، هناك الشيء القليل مما يُسمّى "طبّي" في هذه التجارب ، اختبار هذا اللقاح أشرف عليه المعهد القومي للصحة وإدارة الأغذية والأدوية والبنك الدولي ووكالات الأمم المتحدة ومبادرات لقاح الأيدز العالمية.

أشرف على اختبار اللقاح "د. دونالد بينكستون فرانسيس" رئيس شركة فاكسجن ، الذي أسس الشركة عام 1995 مع اختصاصي البيولوجيا الجزيئية د. فيليب بيرمان. مُنح د. فرانسيس (62 عاماً) شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد عام 1979، ومنذ عام 1978 كان رئيس قسم الوبائيات epidemiology في قسم التهاب الكبد الفيروسي في مركز السيطرة على الأمراض المعدية. وتحت رعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية UADID عمل كاختصاصي للوبائيات في نيجيريا (1971). كان مسؤول المعلومات الوبائية الأمريكية في مركز السيطرة على الأمراض الانتقالية (1971 – 1973).

"د. ليونارد هورويتز" وهو مختص مستقل في شؤون الصحة العامة وفي أصل مرض الأيدز كتب أن د. فرانسيس له صلات بأغلب الوكالات والبرامج والأشخاص الحكومية الأمريكية العليا (وبضمنها ماكس إيسكس وروبرت غالو) المسؤولة عن تطوير فيروسات شبيهة بالأيدز والإيبولا في برنامج فيروس السرطان الخاص في نهاية الستينات وبداية السبعينات .

د. فرانسيس هو واحد من المحرّضين على إنتاج لقاح الأيدز كما فكّك د. هورويتز تاريخ المرض في ظل النظام العالمي الجديد.   

هل هذه هي التجارب الطبّية العلمية ؟ هكذا يعامل الإنسان كحيوان التجارب

_________________________________________

لقد فصّلت التايمس اللندنية تلك "التجارب الطبّية" التي أجراها فريق د. فرانسيس في تايلاند . وكما قال د. هيوارد "فقط من خلال مثل هذه التجارب يمكن الحصول على معرفة إضافية" . فلنرَ كيف جرت هذه التجارب .

تقول الصحيفة :

"في البداية ، تبدو تايلاند مكاناً غريباً لإجراء التجارب الطبّية ، فالفساد على أشدّه ، والشرطة تتهمها منظمة العفو الدولية بخرق حقوق الإنسان من خلال القتل اللاشرعي ، وسمعتها تقوم على الجنس : مع النساء الصغيرات أولاً والأطفال ثانياً . ومنذ إنقلاب عام 1992 صار موضوع إجراء التجارب على المواطنين التايلنديين مصدر جذب آخر في البلاد. عشرات المشروعات تجري الآن بإشراف مركز السيطرة على الأمراض المعدية الأمريكي ومنظمة الصحة العالمية . فمع وجود 800,000 مصاب بالايدز في البلاد صار الأيدز على رأس مشاريع البحث ، مع اختبارات عن الأدوية ومحفزات الجهاز المناعي ، وعلى رأسها تجارب د. فرانسيس على لقاح أيدزفاكس . 

من المعقول أن تُختبر المنتجات في الأماكن التي يكون فيها خطر الأيدز أعظم، ولكن انتباهي – والقول للباحث الدكتور أليكس كونستانتين – شُدّ إلى المشكلات المحتملة في مؤتمر عن الموضوع في فندق ببانكوك . كان الموضوع لقاحات الأيدز، حيث تحدّث د. فرانسيس، ثم علّق طبيب بأن المتطوّعين لتجارب عقار AZT المضاد للأيدز هنّ أمّهات يأتين من القبائل الجبلية عبر الحدود من بورما ، وهن لا يتحدثن التايلندية ، فكيف سيفهمن ما هو مطلوب ويقمن بتوقيع الموافقة الرسمية على إجراء التجارب ؟ . وقد طُرح هذا السؤال جانباً (إنهنّ يواصلن المراجعة !!) وكاد الأمر يصبح بلا أهمية لولا أنني قابلت ناشطاً من المدينة الشمالية شيانغ ماي Chiang Mai ، ففوق تدمير 11 مواطناً يبتلعون الحبوب يومياً ، اشتكى من أنه لا يجد إسم الدواء ولا اسم الشركة المنتجة على الحبوب . هذا الناشط كان مدمن هيروين سابق ، فسألته عن المكان الذي تجري فيه فاكسجن حملة التطوّع للتجارب فقال اذهب إلى "كلونغ توي- Khlong Toei " . في مبنى المطار يختارون المتطوّعين للتجربة.

كلونغ توي هو حي من أحياء الفقراء القذرة حيث المجاري الطافحة، والاكتظاظ والاختناق والعوز ، وحيث تفشّي الأمراض والإدمان على المخدرات ، والعيش في  أكواخ تشبه الأقفاص والزرائب ، وهناك بيوت صفيح أرضيتها مغمورة بالمياه، ثم هناك ما هو أفظع : أماكن تشبه أوجار الكلاب !! يسكن فيها اشخاص أجسادهم متقيّحة مغطّين بالقذارة والفضلات . وفي الليل تمتلىء الشوارع بالبشر المهزولين المصابين بالأيدز والسل أو بكليهما .

لقد تمّ تقدير جهود تايلاند في مكافحة الأيدز في مناطق ساخنة كهذه ، ولكن بعد انقلاب 1992 تمّ تغيير الأولويات ، ففي هذه السنة تحدّث وزير الصحة عن أن الحديث عن الفيروس بدأ يؤثر على السياحة في البلاد. وفي الوقت الحاضر أصبحت تخصيصات مكافحة الأيدز مختصرة بمقدار الثلث في برامج الصحة العامة.

لقد أظهرت فحوصات الدم أن انتشار الأيدز (فحص الدم الإيجابي) بين العاهرات التايلنديات عام 1993 هو 30% . وبين الأولاد المستأجرين للدعارة ارتفعت نسبة الإصابة في السنة اللاحقة إلى 18% ، ولكن نسبة انتشار المرض بين مدمني الهيروين قفزت من 31% في 1994 إلى 47%.

هل يعني تغافل الحكومة عن علاج ومتابعة المدمنين هو جعلهم صالحين للتطوّع في التجارب ؟

(دوائر الصحة التايلندية قالت إنّه في حالة السماح بتسويق أيدزفاكس فإن الربح المتوقع في تايلاند هو مليار دولار !!) .

فرانسيس مقتنع بعدم وجود أي خطأ، ومساعدوه أعلنوا عن عدم قلقهم.، وأن كل شيء يجري بصورة أخلاقية !! ويؤكدون أن التجارب تجرى في تايلاند لأسباب علمية !! لأن النجاح هنا أكثر من أي مكان في العالم لوجود سلالات مختلطة من الأيدز في تايلاند (لفيروس الأيدز خمس سلالات هي : A B C D  و E) وفي تايلاند الفيروس خليط  من B و E .

في تايلاند يُعامل المدمنون بطريقة مريبة : حيث يُعطى كل واحد من المتطوعين شراب الميثادون كبديل فموي للهيروين ، مع 10 دولارات لكل منهم إلى حدّ 17 زيارة. والخطر هو أن منح المخدر والمال هو محفّز لهذه الفئة اليائسة.

وهناك شيء متناقض في إجراءات التجربة. إذا كان شراب الميثادون يبعد الأشخاص عن حقن الهيروين فمعنى ذلك أنهم سيكونون بلا فائدة أو بفائدة قليلة لتجربة اللقاح. وفي الحقيقة، أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن 7% فقط من المتعاطين يصبحون مصابين بنقص المناعة كل سنة. لهذا، وبالرغم من شراب الميثادون فإنهم يستمرون في حقن الهيروين، وحتى يستخدمون فلوس فاكسجن لشراء الهيروين فتزداد نسبة إصابتهم بالأيدز. أضف إلى ذلك أن استعمال البشر كحيوانات تجارب يثير الكثير من المحاذير.   

لقد تخطّت هذه التجارب كل القواعد العلمية وسحقت كل المقاييس المتعارف عليها في التجارب الطبية على الأدوية. على سبيل المثال اعتبرت اللجنة أن نسبة نجاح اللقاح بـ 30% كافية لتمريره !! في حين أن نسبة لقاح الحصبة هي 95% والكزاز 90% والتهاب الكبد الفيروسي نوع ب 85% . وواحد من أهم أسباب هذه الإنحرافات التي مصدرها شعور الباحثين بأنه "يجب عمل شيء ما " هو الضغوط الخارجية وخصوصاً من البيت الأبيض . ففي أيار مايس 1997 ألقى الرئيس الشاذ كلنتون بكل ثقله وراء القيام بعمل فوري حين قال : "إذا كان القرن الحادي والعشرون سيكون قرن البايولوجيا ، فدعونا نجعل لقاح الأيدز انتصاره العظيم الأول" . 

فساد أدوية ولقاحات الأيدز من فساد العلماء

________________________

كيف تؤثر مثل هذه الضغوط على المعطيات تعود إلى عام 1989 وأول تجربة على الدواء المضاد للأيدز المسمّى AZT ، حيث أشرف د. داودلز على التجربة بين متطوعين إيجابيين من ناحية فيروس نقص المناعة ولكن بدون مرض ظاهر. أظهرت النتائج أنه يمكن الوقاية من مرض أيدز كامل الظهور والأعراض . في ذلك الوقت، أجيز  AZT فقط للحالات النهائية المُنهية ، ولكن هذه النتيجة سبّبت تعثّر التجربة وتوقفها والموافقة على استخدام الدواء لهذه الغاية . ولكن القرار قام على  معلومة عابرة "ومضت على شاشة"، وجعلت المسؤول يتصرف بصورة متعجّلة وقبل الأوان. دراسة أطول نُشرت بعد أربع سنوات وجدت أنه لا يوجد لهذا الدواء مثل هذا التأثير الوقائي.

والآن أغلب أدوية الأيدز تُمرّر بهذه الطريقة قبل اكمال شروطها .

لكن قد يثور سؤال في ذهن السيّد القارىء :

هل يُحتمل أن تتصرّف الوكالات الدوائية والدوائر الطبّية مثل إدارة الأغذية والأدوية والوكالة الأوروبية لتقييم الأدوية ، بهذه الصورة غير العلمية وتخضع للضغوطات ؟

بمعنى هل يمكنها أن تمنح إجازة للقاح لا يعمل على نمط دواء AZT ؟

المؤسسات الصحية العالمية تخضع للضغوط السياسية: فساد ورشى واغتيالات

___________________________________________

إن الدلائل تشير إلى أن هذه الوكالات من الممكن أن تخضع للضغوط السياسية وتتخذ قرارات متناقضة وغريبة . فالمعهد القومي للصحة على سبيل المثال ، رفض تجربة فاكسجن واعتبرها مضيعة للمال وللمتطوعين . ولكن بعد أن اتهم بـ "خرق حقوق الإنسان" من قبل د. جوناثان مان رئيس معاوني منظمة الصحة العالمية (والذي مات وزوجته كليمنتس مان في حادث تحطم الطائرة السويسرية) لم يكتف المعهد بالتراجع عن قراره ، ولكنه قدم للدكتور فرانسيس منحة قدرها 4,6 مليون دولار .

في بعض الأحيان، يكون التطبيل للنصر مقوداً من قبل أشخاص ليسوا حياديين كما يتظاهرون . فعلى سبيل المثال ، فإن مجلة بحث الأيدز والفيروسات التراجعية البشرية The Journal of Aids Research and Human Retroviruses ، قدّم د. فرانسيس لناشرها 10,000 دولار لإصدار "العدد الخاص" الذي كتب فيه د. بيرمان كـ "ضيف". وبالنسبة لبعض المساهمين، فإن د. فرانسيس ساعد في دعم مبادرة بيركلي للتلقيح العالمي ، ونصح مؤسسة بيل غيتس بالتبرع لها بـ 25 مليون دولار . لقد قام بعقد صفقة منح بموجبها البروتين للمصنّعين المنافسين بشرط أن يستخدموا قواعد كليمنتس مان ) ، كما منح د. هيوارد من مركز السيطرة على الأمراض المعدية منصب نائب رئيس مؤسسة فاكسجن .

لقاح الأيدز خطر على البشرية وسوف يساهم في انتشار المرض فاحذروه

_________________________________________

إن ما يقلق الكثيرين من الباحثين هو أن الضغوط السياسية والمؤسساتية قد تقود إلى تلقيح الملايين من البشر بلقاح أيدزفاكس قبل أن تتضح مخاطره وفوائده. قدّرت منظمة الصحة العالمية الحاجة السنوية لأول لقاح بـ 650 مليون جرعة ، كما يفكر قادة اليونيسيف بإضافة برامج لتلقيح 100 مليون طفل .

يتوقع د. فرانسيس أن مركز السيطرة على الأمراض الذي منحه اصلاً 8 مليون دولار سيموّل حملة التلقيح في الولايات المتحدة ، وفي أوروبا تقوم وكالات الصحة القومية بنفس الشيء. بالإضافة إلى ذلك فإن مبادرة لقاح الأيدز العالمية بدأت بحملة لتمويل اللقاح في العالم الثالث. أما البنك الدولي فقد أخبر مسؤولي فاكسجن أنه يفكر بمنح قروض منخفضة الفائدة للدول التي تشتري اللقاح.  

واحدة من المضاعفات الخطيرة على هذه الحملة والهرولة هو التأثير على "سلوك" المُستلم . فالحس العام يشير إلى أن الإنسان الذي يشعر بأنه محمي من بعض السلوكيات الخطيرة ينغمر فيها بقوة حين يشعر بتوفّر تلك الحماية. أظهرت دراسة في عام 1997 بأن السلوك الجنسي غير المتحفّظ قد تضاعف بين المثليين اللواطيين بعد تجارب اللقاح الأولية. وإذا أجيز هذا اللقاح غير المؤثر أصلاً فمن المتوقع أن يتفشى الأيدز بصورة أكبر .

ما يشغل الكثير من الباحثين هو أن لقاح أيدز فاكس يستثير انتاج أجسام مضادة ضد نوعين فقط  من سلالات فيروس الأيدز التي تبلغ الـ 120 نوعاً !! هناك خطر أن يقوم هذا اللقاح بقمع قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأنواع الباقية .

وعلمياً ـ ولمعرفة نتائج إعطاء اللقاح – يجب متابعة المستلمين لمدة عشر سنوات . في حين أن أحداً لم يقم بمتابعة الأشخاص الذين أعطوا هذا اللقاح في منتصف التسعينات .

مصادر هذه الحلقات

____________

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن تصميم الحكومة الأمريكية لهجمات الجمرة الخبيثة ضد الشعب الأمريكي عام 2001 سوف تُذكر في ختام الحلقة (؟؟؟) . 

وسوم: العدد 685