الاستطلاع الروسي على إدلب

* قصيدة من وحي هذا الاستطلاع

.................................

طائراتُ استطلاعِ بوتينَ ظلَّتْ 

طيلةَ الليلِ في السماءِ تُصَوِّرْ 

ربّما ظنَّ أنَّ إدلبَ إسرائيلُ

والحربَ ضِدّها سوفَ يُجْهِرْ 

وعليها بالانقضاضِ سريعاً 

مثلما البرقُ مثلما الرعدُ يُنذِرْ

ومِن الاقترابِ منهُ نتنياهو 

وحلفَ الناتو اللدودَ يُحذِّرْ ! 

**

لا .. فبوتينُ ليسَ فيهِ لأهلي 

في فلسطينَ أيُّ ضوءٍ يُبَشِّرْ 

ما لَهمْ غيرَ الشرِّ ينوي ولا 

شيئاً لهمْ غيرَ النائباتِ يُدَبِّرْ 

فأنا لم أُسقَ المُزَوَّرَ يوماً 

لا ولا يوما بستُ كأسَ المزوِّرْ 

**  

وأنا لم أنمْ .. ولا حينَ أمسى 

في الدجى يوقِظُ النيامَ المُسَحِّرْ 

إنما قد ظللتُ للصبحِ سهرانَ 

بأمرِ المستطلِعاتِ أفكِّرْ :

يا تُرى ما ذا سوف يَفعلُ بوتينُ 

وبِعدَ التصويرِ ما ذا يُقَرِّرْ 

أيَّ شيءٍ ينوي لإدلبَ بوتينُ

وما ذا لهاا الصباحَ سيُظهِرْ ؟

**

وتسحّرتُ ثمَّ تابعتُ سُهدي 

وانتظرتُ الصباحَ حتى يُسفِرْ 

أرقبُ الطائراتِ تمخرُ في الجوِّ 

أطلَّتْ ذُكاءُ وهْيَ تُزمجِرْ 

أشتهي أنْ أنامَ لكنْ صَداها

معهُ لا يفيدُ أقوى مُخَدِّرْ 

أتمنّى غيابَها غيرَ أنّي

لا أرى للغيابِ أيَّ مُبَشِّرْ !

** 

ثُمَّ غابتْ .. وبعدَها طائراتٌ 

غيرُها أقبلَتْ تدكُّ ،تُدَمِّرْ 

وبإجرامِها على الأرضِ تُلقي 

كلَّ ما شادَ فكرُنا المتطوِّرْ 

فكرُ آبائِنا الذي كانَ يوماً 

كلَّ ليلٍ في ذا الوجودِ يُنوِّرْ !

** 

هكذا الدُّبُّ ما تطوَّرَ يوماً 

عقلُهُ ، طولَ عُمْرِهِ متأخِّرْ 

لم يعِشْ عيشةَ التحضُّرِ يوماً 

كيف يرضى بعيشةِ المتحضِّرْ ؟

خيرُ شيءٍ لديهِ تهديمُ ما

الإنسانُ في هذهِ الحياةِ يُعَمِّرْ 

لم يضِقْ ذرعاً بالأسيرِ ولكنْ 

ضاقَ ذرعاً بذلكَ المتحَرِّرْ !

** 

أيُّها الساجدونَ شكراً لبوتينَ 

وبوتينَ في حِماكمْ مُعسكِرْ 

عندَ نسوانِكمْ ينامُ وكلٌّ 

لهُ منكمْ مطبِّلٌ ومُزَمِّرْ 

تحتَ نعليهِ حاشرٌ رأسَهُ الواطئَ 

عن شكرِهِ إليهِ يُعبِّرْ !!

**

آهِ مِن أبناءِ البلادِ إذا ما 

أصبحوا يأملونَ بالمستعمِرْ ! 

ربّما صرتُ منهمُ داعشيّاً 

كلَّ مَن حَيّا الكافرينَ أُكَفِّرْ 

**

في بلادي مِن هؤلاءِ كثيرٌ 

غِظْتُ منهُ ، والغيظُ في الصومِ يُفْطِرْ 

لم يُكَبِّرْ للهِ ربِّ البرايا 

وغدا للمستعمرينَ يُكَبِّرْ !!

وسوم: العدد 827