ماذا تُخبِّئ أيُّها العامُ الجديد

محمد عصام علوش

ماذا تخبِّئُ أيُّها العامُ الجديدْ؟  قلْ لي بربِّك هاتِ لي الخبَرَ الأكيدْ

فالنَّاسُ ينتظرون مَقدَمَكَ البَهيَّ بلهفةٍ  فلعلَّه عامٌ سَعيدْ

وأنا الملفَّعُ بالهَواجسِ تَنْهَبُ النَّفسَ المَشوبةَ بالمتاهَةِ والشُّرودْ

فلقد عَهِدنا قبلكَ الأعوامَ مرَّتْ بادَرَتنا بالجَفاءِ وبالصُّدودْ

حمَلتْ إليْنا كلَّ جائحةٍ تمادَتْ في الدَّمارِ فأهلكَتْ حبَّ الحَصيدْ

قد أثخنتنا بالجراحِ تعفَّنتْ فنمتْ بها الدِّيدانُ والْتَمَّ الصَّديدْ

لمْ يَبْقَ فينا ساكنٌ في أرضهِ فالنَّاسُ بَيْنَ مُشرَّدٍ ناءٍ طريدْ

أوْ بَيْن قاضٍ نحْبَهُ لمْ يَنتظرْ فقضى بمَعمَعةٍ وتفجيرٍ شهيدْ

والمسلمون مُفرَّقونَ مُشتَّتونَ مُقسَّمونَ وليْس من رَجُلٍ رَشيدْ

وعَدوُّهُمْ قدْ أتقنَ التَّنكيلَ والتَّعذيبَ والإرهابَ يُزري بالعبيدْ

وتَغَوَّلَ الإنسانُ وحشًا ضاريًا يقتاتُ لحمَ أخيهِ يُغري بالمَزيدْ

وطغى على الأرضِ الفسادُ فكانَ كالطَّاعونِ والسَّرَطانِ والمرَضِ الشَّديدْ

وامتدَّ لَيْلٌ حالكٌ فيه المهانةُ والمَذلَّةُ والأيادي في القيودْ

نسي المُفوَّهُ فيه نُطقَ الحرفِ والشُّعراءُ تدبيجَ البلاغةِ في القصيدْ

وعفا الزَّمانُ على الشِّفاهِ الهادراتِ المُقسماتِ عن المعالي لا تَحيدْ

فالعَيْنُ عَمياءُ انطفتْ والأذْنُ لمْ تسمعْ ونحن البُكْمُ  في الحِسِّ البَليدْ

وتحوَّلتْ كلُّ الفتاوى للمَصالحِ قدْ تصيبُ السِّعرَ فيها أو تزيدْ

وتنصَّلَتْ جُلُّ المبادئِ مِن مَبادئها فلَيْسَ لها لدَيْنا من رَصيدْ

ما عاد شيْءٌ من ضميرِ المَرءِ يُنجزه بإتقانٍ على النَّهْجِ السَّديدْ

ما حلَّ فينا لمْ يكنْ عقلٌ يُصدِّقهُ  ولا رأيٌ يُصاحبه  حَمِيدْ

ما حلَّ فينا مِثلَما الزِّلزالُ أو يومُ القيامةِ جاءَ من قبلِ الوَعيدْ

يا عامُ خبِّر هلْ ستَضحى بَيْنَ تِلكُمْ  مِثلَها أم أنتَ في هذا فريدْ ؟

فتعودَ للأرواحِ بَهجَتُها ويسري النَّسغُ والأفراحُ في القلبِ العَميدْ

ويُنيرَ ضوْءُ الفجرِ دنيانا فيرسمَ حُلْمنا الغافي على أمَلٍ جديدْ

أوَ ما كفانا ما تجرَّعنا من الغُصصِ المُمِضَّةِ أسرَجَتْ فينا البَريدْ

بالله عِدنا لا تقلْ أنا نُسخةٌ مكرورةٌ من أمْسِكُمْ وبهِ أعودْ

ولْتَهْمِ فينا بالبشائرِ حلوةً فالأمنياتُ على  مسامِعنا نَشيدْ

وسوم: العدد 857