أين جند المسلمين؟

ناصر الدين الحموي

أين جند المسلمين؟

ناصر الدين الحموي

(1)

أين جند المسلمين؟

لقد تعبتُ من الخُطَبْ

أين البيان وأين نحن من الخَطْبْ

هل مات فينا عقلنا

هل مات فينا سمعنا

أم أنها لُعبٌ لعبْ

تلهوا بنا

تغدوا بنا

في كل مجرورٍ خَرِبْ

ماعاد يجدينا التكلّم يا عربْ

ما عاد يجدينا التخاطب والهربْ

يا مسلمون.. وثار في قلبي اللهبْ

يا مسلمون وكلنا تحت العذاب بلا سببْ

أشلاؤنا..أموالنا

في غير نصرة ديننا

في غير نصرة عرضنا

في غير نصرة أرضنا

وسلاحنا أضحى حطبْ

تحت الطواغيت انتحرنا

أو سجدنا

أو قُتلنا أو سُبينا

تحت حكم أبي لهبْ

أواهُ يا جيل الأدبْ

أواهُ يا جيل الذهبْ

أواه يا جيش البطولات المجاهد.. هل تعبْ؟

هل يرتضي مَن سابق الريح..

هل يرتضي مَن سابق الريح الرجوعَ إلى الذّنَبْ؟!

هل يرتضي من طال نجماً ساطعاً

أن يغرس الرأس المهيب بلا سببْ

أن يخسأ المنصورُ في طلب الحطام فلا كسبْ

يا ليت شعري إنها حقاً حصبْ

يا ليتني أمسكتُ في تلك السحبْ

حين استطال بنا المُقام ولا عجبْ

وبقيت أمسك بالرذاذ وبالشهبْ

ياربِّ هذي شكوتي.. وإليك أبكي.. أنتحبْ

إني لأستحيي فكيف نقصّ أنباء التلاقي

والحروب وكيف نروي ما جرى

ومَن انسحبْ

كيف انبرينا

واستبحنا.. دورنا.. حتى القُببْ

أوَيا عجبْ

أوَيا عجبْ

هل يخرج الأبطال من ورق الكتبْ؟!

إني لأسأل في عتبْ

أني لأسأل في عتبْ

أين الأساطين؟!

أين العقول؟!

أين الفتاوى التي زادت على عدّ الرتبْ

أين السلاح؟!

وأين جند المسلمين؟!

وأين أضحوا؟!

أوَما لنا غير الخطبْ؟!

أوَما لنا من قائدٍ للدين والإيمان والتوحيد دوماً ينتسبْ

سيعود مجد الدين لو طال الزمن

سيعود رغم أنوف مَن شرب النُّخَب

* * * *

إني لأقسم بالذي برأ البرية من عدمْ

وأقام أسباب النعمْ

لن ينصر الإسلام إلا مَن تمسّك بالقيمْ

وأقام شرع الله في كل الأممْ

فلتسمعوا

هذا بيانٌ.. يا ليتكم ممّن فهمْ

أقسمتُ بالرحمن.. بالله العظيمِ

وبالرحيمِ.. وبالقويّ المنتقمْ

لن ينصر التوحيدَ إلا من تكفّن بالعقيدة وباليقينِ

وبالعزيمة والهممْ

أقسمتُ أنّ الدّين منصورٌ

وأنّ الكفر مدحورٌ

ولو قالوا

ولو جاروا

ولو طال الظلامُ

فنوره آتٍ وقد كَتَبَ القلمْ

فلنوره آتٍ وقد كتب القلمْ

يا ليت قومي يسمعون

أو يفقهون

أو يحملون هذي القيمْ

(2)

فاضتْ  بها  مُهَجي وكلُّ كياني
لله   درّ  سحابتي  كم  iiأدمعتْ
تبكي  زماناً  كان  في  iiاحشائه
يا   أمّة  الإسلام  هذي  iiمقلتي
إني  لأسأل إخوتي ما iiخطبكم؟
ما   بال  سوريّا  تإنّ  iiوتشتكي
أبهذه   الأشلاء  نسعى  iiللعلا؟
آهٍ   على   آهاتنا  مَرَجَتْ  iiبنا
تغتالنا    أحلامنا   في   iiنومنا
يا   أمّة   الإسلام  لا  iiتتيأّسي
سنفكّ  قيدكِ  بالجراح iiوبالأسى
إني  لأقسم  بالذي  فطر iiالنوى
ستظلّ  شعلةُ رمحنا في iiصدرنا













واستُعذب  الأنّاتُ  في  iiأجفاني
تبكي  الحنين  لسالف  iiالأزمانِ
عزّاً  يزمجر  في  ربى iiالإنسانِ
لو كان في دمعي هدى iiالرحمن
ما   بال  شام  رسولنا  iiالعدنانِ
من   جَوْركم  يا  إخوة  iiالإيمانِ
نرجوا  الجزاء  ورحمة  iiالديانِ؟!
فتقاسمَتْنا     بسمةُ     iiالهذيانِ
حتى إذا أضحى الصباح رماني
فنحورنا  في  الشام دون iiالعاني
لن   نلتهي   بتناحر  iiالصبيانِ
لن  تُمزجَ  الآمال  في  iiالغليانِ
حتى  تشعشع  شمسنا  iiبزماني