سأبيع عروبتي

عمر علي

من يشتري الأعراب  مني والعروبةَ والعرب

من يشتريهم كلهم    جمعاً بحِملٍ من حطب

من يشتري أشرافهم  بحذاء طفلٍ من حلب

من يشتري أذقانهم  ولهُ إذا شاء الشنب

ما قد سمعنا عاقلاً    يبتاع من تيسٍ ذهب

من يشتري الأعراب مني  والعروبةَوالعرب

بمخاط طفلٍ قد بكى      قهراً على أمٍّ وأب

مسكينةٌ ياطفلةً    صاحت  وقالت يا عرب

أشلاؤها قد بعثرت من حضرموت  إلى النقب

وتقول لي أين العرب !؟

سحقاً لهم ! تُعساً لهم ! تباً لهم !

بل ألف تب من رأسهم ...حتى الذنب ! 

من يشتري أشعارنا

اقلامنا...... أحلامنا......خيباتنا....أحزاننا

أوجاعنا......ويأسنا...... خداعنا.....نفاقنا

من يشترينا كلنا  بنواة تمرٍ فاسدٍ  أو شسعِ نعلٍ من خشب

من يشتريكَ أبا لهب......

إغضب فقد حان الغضب    كالنارِ وأهدر كاللهب

ما كانَ يجدي صمتنا    أبداً ولا تُجدي الخطب

الشام أنهكها العِدا    والقدسُ فينا تُغتصب

والعُربُ إمّا صامتٌ  أو شاجبٌ أو مُستلب

أو خائفٌ أو خائنٌ    باعَ العرُوبةَ والعرب

وتقول لي أين العرب !؟

سحقا لهم ! تعساً لهم !  تباً لهم ...

بل ألف تب ! من رأسهم ...حتى الذنب !

أحياء نبدوا إنما    أموات من فوق الترب

حدِّث فما يجري لنا  منا وندري ما السبب

حدِّث عن الطفل الذي  أرداه عنقود الغضب

حدِّث فتاريخ العدا  بالغدر والنسغ أنكتب

حدِّث عن السلم الذي  أمسى كمن يرعى الدبب

حدِّث فإنا أمة        تهوى أحاديث العتب

فالموت حق إنما    للحق موت قد وجب

والعيش في ذل العدا    كالعيش مع سكنى الزرب

وتقول لي أين العرب !؟

سحقا لهم...... تعسا لهم......تباً لهم

بل الف تب  من رأسهم حتى الذنب !

وسوم: العدد 875