الفاتح والقسطنطنية

د.محمد إياد العكاري

يقول المؤرخ الفرنسي جييف بعد قرنين من فتح القسطنطينية بعد أن ألف كتاباً عن السلطان محمد الفاتح وأهداه للويس الرابع عشر ملك فرنسا و أعظم ملوك أوروبا قائلاً له في مقدمةالكتاب :

إني كما أدعو أن يحفظ ملكنا لويس 14 فإني أدعو أيضاً ألا يُظهر في الأرض سلطاناً كمحمد الفاتح هذا الذي كان بلاءً على النصارى والنصرانية في أوروبا فينبغي لأهل فرنسا وأوروبا وجميع الممالك النصرانية أن يتمنوا ذلك وماأشبه الليلة بالبارحة

بعد حصار القسطنطينية دام أربعةٍ وخمسين يوماً  من البر والبحر والأنفاق تحت البحر وتسيير السفن على اليابسة والمدافع العملاقةوالسلالم والأبراج المتحركة والإصرار والعزيمة والتخطيط والمباغتة والجسارة والقوة فتحت القسطنطينية

وكانت هناك بشائر قبل الفتح أضعفت الروح المعنوية عند البيزنطيين كخسوف القمر عندما كان بدراً وتحوله لهلال وهو شعار العثمانيين ومنها ظهور نورٍٍ أحمر على كنيسة أياصوفيا ومنها انكسار لوحة مريم العذراء أثناء جلبها لكنيسة أياصوفيا من أجل صلاةٍ وقداسٍ فيها ومنها انهمار المطر والثلوج لتضحي سيولاً آخرها كان الضَّباب الكثيف الذي لفَّها هذا من جهة لكن الأهم هو مافعله السلطان  محمد الفاتح من خطط وحصار وعزيمةٍ وإصرار وتكتيكٍ وخدع فكان النصروالاندحار لأعظم ممالك النصرانية وسقطت أعظم كنيسة للنصارى أياصوفيا كان فتح القسطنطينية بتاريخ ٢٩ مايو١٤٥٣م ٢٠/٥/٨٥٧ه

:وبعد أن دخل إليها على فرسه توجه نحو جنده قائلاً :

ماشاء الله لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية فرحاً وبهجةً بتحقيق حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(لَتُفْتَحَنَّ القسطنطينيةُ، و لِنعْمَ الأميرُ أميرُها، و لنعمَ الجيشُ ذلكَ الجيشُ) حديث صحيح المحدث:السيوطي المصدر:الجامع الصغير الجزء أو الصفحة:7209

فهنأهم بالنصر وأمرهم بالرفق  ثم نزل عن فرسه  وسجد لله شكراً له بعد أن وضع الرمل على رأسه  تواضعاً بعد هذا النصر العظيم والفتح المبين وأمَّن الناس على أموالهم وكنائسهم ومعتقداتهم

فلله دره لله دره

الفاتحُ والقسطنطينية

وسوم: العدد 882