على أبوابِ حلبَ

أحمد مصطفى

ضاقَ صدري و قلبي تعبَ

لا أعرفُ بأنَّكِ شمسُ و لهبُ

يا وجعي ارفقْ بحالتي إن وجبَ

فأنا حائرٌ بينَ الشوقِ و العجبِ

فلا تزيدي عليَّ الهمَّ والتعبَ

فأنا لستُ ماهراً في الثرثرةِ و الشغبِ

متى تنتهي الحربُ و نحنُ كُنَّا السببَ ؟ 

متى ينتهي الحزنُ و يبدأ لقاءُ القلبِ ؟

شفَّافةٌ أنتِ كقصيدةٍ من الشعرِ و الأدبِ

أنتِ كموجِ البحرِ تجرفينَ رياحَ العتبِ

قد أصابني سهامَ حبِّكِ على أبوابِ حلبَ

آهٍ ياحلبُ ما أجملَكِ,جنَّةُ عدنٍ و نسيمُكِ طربٌ 

آهٍ ياحلبُ مَنْ لم يرَكِ لم ولن يعرفِ الجمال والحُبَّ

و مَنْ لم يزرْ قلعتَكِ الشامخةَ عليه العتبُ

مَنْ ذاقَ زيتَ الزيتونِ العفرينيِّ شهمَ و شبَّ

و هل هناكَ أطيبُ من الزيتون والتينِ والعنبِ ؟

آهٍ يا حلبُ كلَّما تمعَّنتُ فيكِ , قلبي تَعِبَ 

و أنا البعيدُ ضاقتْ بي السبلُ فرُحماكَ يا ربِّي

قلعتُكَ تعانقُ السماءَ و زوَّاركَ لكَ انجذبوا

أيُّ سحرٍ فيكِ يا حلبُ يا لَذوَّاقينَ المغنى و الطربُ

يا لَحدائقكِ الرائعةِ فكأنَّها سلالٌ من ذهبٍ

و حينَ تمرُّ من بساتينها ترى بورودِها العجبَ

وسوم: العدد 893