أَغِيبُ وَذُو الَّلطائفِ لا يَغيبُ

أدباء الشام

أَغِيبُ وَذُو الَّلطائفِ لا يَغيبُ

و أرْجُوهُ رَجاءً لا يَخِيبُ

وأسْألُهُ السَّلامَةَ منْ زَمانٍ

بُلِيتُ بهِ نَوائبُهْ تُشِيبُ

وأَنْزِلْ حاجَتِي في كُلِّ حَالٍ

إلى مَنْ تَطمَئنُّ بهِ القُلوبُ

ولا أرْجُو سِواهُ إذا دَهانِي

زَمانُ الجَوْرِ والجَارُ المُرِيبُ

فكَمْ لِلهِ مِنْ تَدْبِيرِ أمْرٍ

طَوَتْهُ عنِ المُشَاهَدةِ الغُيُوبُ

وكَمْ في الغَيْبِ مِنْ تَيْسِيرِ عُسْرٍ

و مِنْ تَفريجِ نائِبةٍ تَنوبُ

ومِنْ كَرَمٍ ومِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ

و مِنْ فَرَجٍ تَزولُ بهِ الكُروبُ

و مَالِي غَيْرُ بابِ اللهِ بَابٌ

و لا مَوْلَىً سِواهُ ولا حَبيبُ

كريمٌ مُنْعِمٌ بَرٌّ لَطيفٌ

جَميلُ السَّتْرِ لِلدَّاعي مُجيبٌ

حَليمٌ لا يُعاجِلُ بالخَطَايا

رَحِيمٌ غَيْثُ رَحمَتهِ يَصُوبُ

فيا مَلِكَ المُلوكِ أَقِلْ عِثَارِي

فإنِّي عَنْكَ أنأَتْنِي الذُّنوبُ

و أَمْرَضَني الهَوَى لِهَوانِ حَظِّي

ولَكِنْ لَيْسَ غَيْرُكَ لَي طَبيبُ

و عانَدَنِي الزَّمانُ وقَلَّ صَبْري

وضَاقَ بِعَبِدكَ البَلَدُ الرَّحيبُ

فآمِنْ رَوْعَتِي واكْبِتْ حَسُودَاً

يُعامِلُنِي الصَّداقَةَ وهُوَ ذِيبُ

وعَدِّ النَّائباتِ إلى عَدُوِّي

فإِنَّ النَّائباتِ لها نُيُوبُ

وآنسْنِي بأَوْلَادِي وأهْلِي

فَقَدْ يَسْتَوحِشُ الرَّجُلُ الغَريبُ

ولِي شَجَنٌ بأطفالٍ صِغارٍ

أكادُ إذا ذَكَرتُهُمُ(و) أذُوبُ

ولكِنِّي نَبَذْتُ زِمامَ أمْرِي

لِمَنْ تَدْبيرُهُ فِينا عَجِيبُ

هو الرَّحمَنُ حَوْلِي واعْتِصامِي

بِهِ وإليْهِ مُبْتَهِلاً أُنيبُ

إلَهي أنْتَ تَعْلمُ كَيْفَ حَالِي

فَهَلْ يا سَيِّدي فَرَجٌ قَريبُ

و كَمْ مُتَمَلِّقٍ يُخْفي عِنادِي

وأنْتَ على سَريرَتِهِ رَقيبُ

و حافِرِ حُفْرةٍ ٍ لي هارَفيها

وسَهْمُ البَغْيِ يَدْري مَنْ يُصيبُ

و ذِي عَصَبِيَّةٍ ٍ بالمَكرِ يَسْعَى

إِليَّ سَعَى بهِ يومٌ عَصيبٌ

فيا دَيَّانَ يومِ الدِّينِ فَرِّجْ

هُمُوماً في الفُؤادِ لَهَا دَبيبُ

وصِلْ حَبْلِي بِحبلِ رِضاكَ وانْظُرْ

إلَيَّ وتبْ عَلَيَّ عَسَى أنُوبُ

ورَاعِ حِمايَتِي وتَوَلَّ نَصْرِي

وشُدَّ عُرايَ إنْ عَرَتِ الخُطوبُ

وألْهِمْنِي لِذِكْرِكَ طُولَ عُمْرِي

فإنَّ بذِكرِكَ الدُّنْيَا تَطيبُ

فَظَنِّي فيكَ يارَبِّي جَميلٌ

و مَرْعَى ذَوْدِ آمَالِي خَصِيبُ

وسوم: العدد 918