إلى قرود الإلحاد

عبد الله ضرَّاب

وَصْفُ الملحدين بالقرود تنويه بهم ومدح لهم، لأنهم يعتقدون أنّهم تطوّروا من فصيلة القرود

أخذا بنظرية التّطور لداروين، والتي تُعدُّ أهمّ دليل علمي لهم على الإلحاد وإنكار وجود الله سبحانه والتّطاول على الدّين، تلك النّظرية التي يعتبرها علماء اليوم (حماقة علمية) بعد أن فنّدت البحوث والتّحقيقات العلمية التّجريبية والنّظرية الحديثة الظّنون التّافهة والسّخيفة والمتخلّفة التي

بنيت عليها

لذلك لا يُتصور الإلحاد من مثقّف يحترم عقله، خاصّة إذا كان ينتمي إلى بيئة عربية إسلامية عرفت نور القرآن الكريم

والقصيدة وُجّهت لأحد أصحاب جرائد الإلحاد من قبل، بعد أن

نُصِح بجعل جريدته ميدانا للسِّجال الفكري النّزيه من غير انحياز، فأبى إلا

أن يجعلها للإلحاد وحده، رغم أنّ المنطق الفكري والعلمي ليس معه، وتلك هي

ثقافة الإلحاد : جهل وعناد.

*******

قد رامَ وصْلكَ لم تسمعْ ولم تُجِبِ = يا كاتب اللَّغوِ والتَّخريفِ والشَّغبِ

قد رام رفعَك للأعلى بلا ثمنٍ = لكن أبيت أيا قردا بلا ذنَبِ

قد رام رفعَك في بعثٍ لخرقتكمْ = لكن لزمتَ رُغام الأرض والتُّرَبِ

ماذا تفيدُك أوراقٌ مدنَّسةٌ = إذا رميتَ بها في العَرْضِ والطَّلبِ

ماذا تفيدك أقلامٌ مؤجَّرةٌ = أصحابها رُزِؤوا بالجهلِ والكلَبِ

لا شيئ يسكنُ في دنيا جماجمهمْ= غير الحماقة والكفران والصَّخبِ

الجاهلون ولو كانوا دكاترةً = المارقون من الأخلاق والأدبِ

النَّاكرون لربٍّ صاغ منشأهمْ = الكافرون بكلِّ العلم والكتُبِ

التَّافهون لرخصٍ في معادنهمْ = العابدون هوى الأطماع والإربِ

العابثون على وجه الورى سفهاً = الحائرون خلال العيش في الدُّرُبِ

التَّابعون لغربٍ بات رائدَهمْ = إلى الرَّذيلة والإفساد والعطبِ

الخائنون بإصرارٍ مَواطنَهم = الحاقدون على الإسلام والعربِ

أيا قُريْداً دعاهُ العزُّ فامتنعا = لسوف تندمُ يوم الخوف والكرَبِ

تركت داعيَ عزِّ الدَّهرِ مُتَّبعاَ = سرب الدِّياثة والبلوى بلا سببِ

أنتم صهاينةٌ والله فاضحكمْ = بما صنعتم لهذا الشعب من نِّكبِ

مخابراتٌ لإسرائيل خدمتكم = أصبتم الأرض والإنسان كالجربِ

يأتي الحسابُ وهذا الشَّعب يسقطكمْ= ولو سكنتم بروجَ الكون في السُّحُبِ

يأتي الحسابُ وهذا الشعب يُنزلكمْ = ولو وصلتم لأعلى الدُّورِ والرُّتبِ

قد حان وقتُ بيان الحقِّ فارتقبوا= حربا ضروسا على الإلحاد بالكتبِ

بالعقل ، بالعلم لا بالعنف ندحركمْ = حتَّى تكفُّوا عن التَّزوير والكذبِ

فإن أقمتمْ على الإلحاد حاق بكمْ = خزيُ المعيشة من لعنٍ ومن غضبِ

وان تتوبوا فانَّ الله يرحمكمْ = لا يطردُ الله من تابوا من الذُّنُبِ

أيا وضيعاً غواه الكفرُ من سفهٍ= إذا أردت علوَّ الشأن فاستجبِ

هوامش:

داعي عزّ الدّهر هو محمّد صلى الله عيه وسلم ومن خالفه ناوأه يذل حتما في الدنيا والآخرة

وسوم: العدد 921